سلوان رشيد رمضان، عطية مساهر حمد – مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية 2021, المجلد 28, العدد العدد (3) الجزء 2, الصفحات 247-266.
حين نشبت الحرب العالمية الثانية 1939-1945 انقلبت موازين القوى السياسية في العالم، ولاسيما في أوربا نفسها، الأمر الذي أثر سلباً على مستعمراتها في أفريقيا ودول أخرى، ومنها الجزائر التي عانت من الاحتلال الفرنسي الذي استباح أرضها وخيراتها منذ عام 1830م، وخَلَّفَ آلاف القتلى والمهاجرين، وفرضت عليها قوانين جائرة عديدة، كان الهدف منها النيل من حريات السكان وطموحاتهم والتعدي على حقوقهم التي كفلتها الأديان السماوية والأعراف الدولية، لكن بعد دخول الألمان العاصمة الفرنسية باريس والسيطرة عليها في الرابع عشر من حزيران 1940، ظهرت حكومة فيشي العميلة للألمان برئاسة المارشال الفرنسي بيتان الذي قام بإقصاء عدد من المناهضين له، واستبدل الإدارة الفرنسية في الجزائر بمناصريه، وفرض نفسه ووجوده على منطقة المغرب العربي بمساعدة دول المحور، إلاَّ أنَّ تعاون الجنرال ديغول مع بريطانيا وإعداد جيش قوي مدرب وتشكيله قوات فرنسا الحرة جعله يتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية على تطهير المغرب العربي من قوات المحور وتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني. نزلت القوات الأمريكية في الجزائر يوم 8 تشرين الثاني 1942، ووضعت خطة لإقصاء دول المحور التي كانت تحت قيادة رومل وإعادة السيطرة عليها من جديد، وبعد ثلاثة أسابيع من القتال تراجع رومل ليسيطر الحلفاء على ميناء بنغازي، واندفعت القوات الأمريكية من المغرب إلى الجزائر عبر مدينة فضالة المغربية، وقد اصطدمت تلك القوات بالقوات الفرنسية من أنصار فيشي التي مارست الحكم والإدارة في الجزائر لمدة ثلاثة أيام متتالية، وانتهت باتفاق الطرفين على سيطرة الحلفاء على الجزائر، وبذلك استعادت قوات فرنسا الحرة السيطرة على الجزائر، وقام المقيم العام جيرو بحملة لإطلاق عدد من المعتقلين، وعقد اتفاقاً مع الأحزاب السياسية لمناصرة فرنسا حتى تحقيق النصر، واعداً إياهم بالغنيمة بعد النصر.