2020, المجلد , العدد 85-1, الصفحات 123-139
تعد عملية الإصلاح السياسي حاجة موضوعية ازدادت أهميتها مع ما واجهته المملكة المغربية من تحديات معقدة ومتنوعة داخلية وخارجية، ولا سيما في تسعينيات القرن العشرين، اذ ازدادت مطالبة الكتلة الديمقراطية، بالإصلاح السياسي ، وقد تجاوب الحسن الثاني مع تلك المطالب ، اذ طرح فكرة التناوب على السلطة في خطاب افتتاح مجلس النواب في الثامن من تشرين الاول1993، وقد جرت مباحثات في الخامس من كانون الثاني1995، حول تشكيل حكومة تناوب بقيادة المعارضة لكنها فشلت، ثم تبنى الحسن الثاني خيار الإصلاح الدستوري عندما أعلن في العشرين من آب 1995، بأنه سيتم اجراء مراجعة دستورية تمس صلب الدستور والنظام التمثيلي في المملكة المغربية في غضون عام 1996, رفعت أحزاب الكتلة الديمقراطية عام 1996، مذكرةً إلى الحسن الثاني، في سياق تحقيق الاصلاح الدستوري، تضمنت المطالبة بدعم الحياة البرلمانية ، وقد جرت الانتخابات التشريعية المغربية في الرابع عشر من تشرين الثاني 1997،ونتيجة لذلك كلّف الحسن الثاني عام 1998، وزير المالية ادريس جطو، بإجراء لقاء مع الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي نتج عنه استقبال الملك في الرابع من شباط 1998، بقصر الرباط لعبدالرحمن اليوسفي وكلّفه بتشكيل الحكومة، وقد جرى الاعلان عن تشكيل حكومة التناوب المغربية في الرابع عشر من آذار 1998.