مكانة أمريكا … أبرز ملامح الدبلوماسية الأمريكية الجديدة

بقلم مروان سمور باحث سياسي اردني

استهل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” في أول خطاب له حول السياسة الخارجية في مقر وزارة الخارجية بواشنطن في 4 فبراير 2021 فقال :  كما قلتُ في خطاب تنصيبي، سنصلح تحالفاتنا وننخرط مع العالم مرة أخرى، لا لنواجه تحديات الأمس وإنما لنواجه تحديات اليوم والغد. يجب أن تواجه القيادة الأميركية هذه اللحظة الجديدة التي يتقدم فيها الاستبداد بما فيه من طموحات الصين المتزايدة لمنافسة الولايات المتحدة وتصميم روسيا على تدمير وتعطيل ديمقراطيتنا.

وتابع قائلا : يجب أن نواجه اللحظة الجديدة، التي تتسارع فيها التحديات العالمية – من الوباء إلى أزمة المناخ إلى انتشار السلاح النووي – في تحدٍ للإرادة، ولن يحلها سوى الدول التي تعمل معًا وبشكل مشترك. لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا.

واليكم هنا ابرز ما جاء من ملامح الدبلوماسية الأمريكية الجديدة في خطاب الرئيس الامريكي التي  جاءت على النحو التالي :

– الاعلان عن عودة الولايات المتحدة الى الانضمام اتفاقية باريس للمناخ , وعودة انخراطها بالعمل مع منظمة الصحة العالمية .

– رفع مستوى امن الولايات المتحدة السبراني وقدرتها في الفضاء الإلكتروني .

– مراجعة لتموضع القوات الامريكية في الخارج , بشكل يتناسب مع سياستها الخارجية وأولوياتها الأمنية الوطنية . ووقف أي انسحاب مخطّط للقوات من ألمانيا.

– الاعلان عن الدبلوماسية النشطة بكل ابعادها , وان الولايات المتحدة ستكون حاضرة دوما في كل المحافل وانها لن تكون غائبة عن مسرح العالم بعد الان, وان ادارة بايدن مستعدة لتحمل المهمة على عاتقها في قيادة العالم وحل معظم القضايا مع الشركاء الدوليين .

– التوقيع على الأمرً التنفيذيً بإلغاء الحظر التمييزي المفروض على المسلمين .

–  امر بعقد مؤتمرات صحفية يومية للصحافة في البيت الأبيض. واعاد تنظيم المؤتمرات الصحفية اليومية المنتظمة في وزارة الخارجية وفي البنتاغون .

– الاعتراف بان العنصرية الممنهجة وآفة تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة موجودة وانه سيتصدى لهما.

– الاعلان عن دعم الاقتصاد والانتاج في الداخل الامريكية  ودعم الشركات الامريكية , وقد وقّع على أمر تنفيذي في الأسبوع الماضي لتعزيز السياسة الرامية لتشجيع شراء المنتجات الأميركية. وتلك الاستثمارات ستخلق فرص العمل، وتحافظ على المستوى التنافسي المتميز لأميركا في العالم، وتضمن مشاركة كل الأميركيين في الأرباح .

– الاعلان عن وقف الدعم الامريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة. ولكنها بالوقت نفسه ستواصل الولايات المتحدة دعم ومساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سيادتها وعن سلامتها الإقليمية وعن شعبها , ضد الهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة وتهديدات أخرى من قبل القوات التي تدعمها إيران في العديد من البلدان.

– الحرص على العودة الى توطيد العلاقات مع الحلفاء والشركاء وقد تحدث “بايدن” مع قادة العديد من أقرب الأصدقاء مثل ( كندا والمكسيك والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وحلف شمال الأطلسي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا)، للبدء في إعادة تشكيل سبل التعاون بينهما .

– التاكيد على سياسة التعاون مع الخصوم والمنافسين بقوله : واعلن بانه اتفقت الولايات المتحدة وروسيا أمس على تمديد معاهدة ’ستارت‘ الجديدة لمدة خمس سنوات للحفاظ على المعاهدة الوحيدة المتبقية بين بلدينا لحماية الاستقرار النووي .

– التعبير عن قلق الولايات المتحدة لما يحدث في بورما , وانه سيتعاون بشكل وثيق مع الحلفاء والشركاء لمواجهة الانقلاب العسكري هناك .

– أعلن بايدن نيته مضاعفة عدد المهاجرين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة سنويا بـ 8 مرات، وقد حدده  بـ 125 ألفاً .

– التاكيد بان السياسة الامريكية بشان التدخل في شؤونها الداخلية ستكون مختلفة تماما عن سلفه وانها ستكون حازمة مع روسيا وخصوصا التدخل في الانتخابات الامريكية والهجمات الإلكترونية .

– استنكر حبس المعارض الروسي (اليكسي نافالني) لدوافع سياسية، والجهود الروسية لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي، ودعا الى الافراج عنه وعن المعارضين فورًا وبدون شروط.

– اعلن بانه سيتصدى وبشكل مباشر للتحديات التي تشكلها الصين، وانها أخطر منافس للولايات المتحدة، وعلى ازدهارها وأمنها وقيمها الديمقراطية , وسيتصدى لإجراءاتها العدوانية والقسرية، لكي يجبرها على التراجع عن تعديها على حقوق الإنسان والملكية الفكرية والحوكمة في العالم. ولكنه على استعداد للعمل مع بكين عندما يكون من مصلحة أميركا القيام بذلك.

– الاعلان عن توسيع جهود الدبلوماسية الامريكية في انهاء الحرب في اليمن وقد طلب (بايدن) من فريقه المعني بالشرق الأوسط ضمان دعم الولايات المتحدة للمبادرة التي تقودها الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، ومن اجل ذلك عيّن الوزير بلينكن ( تيم ليندركينغ)،  مبعوثا خاصا للولايات المتحدة  للصراع في اليمن .

الخلاصة :

ان حرص الرئيس الامريكي بان يكون خطابه في وزارة الخارجية هو الاعلان على ان امريكا في المرحلة القادمة ستفعل الدبلوماسية بشكل كبير , وهو ما اشار اليه بقوله : فهذه هي الرسالة التي أريد أن يسمعها العالم اليوم . لقد عادت أميركا. عادت أميركا. وعادت الدبلوماسية إلى صميم سياستنا الخارجية.

وفي ختام خطابه قال :  لكي ننجح في إعادة تأكيد دبلوماسيتنا والحفاظ على سلامة ورخاء وحرية الأميركيين، علينا أن نستعيد السلامة والروح المعنوية لمؤسسات سياستنا الخارجية. لذا بمساعدتكم، تقوم الولايات المتحدة بدورها القيادي مرة أخرى، ليس فقط بمثال قوتنا بل بقوة مثالنا.

Please subscribe to our page on Google News

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 15380

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *