يندرج المقال المنشور في ما يلي ضمن نقاش طويل يجريه الماركسيون على صعيد عالمي حول مسائل تضمن وشمول (Comprehension et extension ) مفهوم الممارسة , فالجدة الجذرية لهذا المفهوم في نصوص مارکس والمكانة المركزية التي تحتلها فيها وحدة النظرية والممارسة معروفان جيدا ، ولكن معنى هاتين الكلمتين يصبح قابلا للتشوش (۱) بمجرد أن يجري العمل على تعميق التلاؤم بينهما عبر التفكير بمجمل النشاطات الانسانية . وهو تفكير ينفتح بطبيعته على كل المظاهر الجديدة لهذه النشاطات وتفاعلها : وحتى تداخلها، وبلورة مكانة المحرك والفرد والطبقات الاجتماعية وتنظيمات الصراع الطبقي وفئات الشغيلة المتخصصين.
ويأخذ نقاش كهذا ، بالتالي ، بعين الاعتبار ايضا القضايا التي يطرحها تقسيم العمل وقضايا مكانة المذهب الإنساني الماركسي ، من يستطيع انکار راهنيتها والحاحها ؟ ومع ذلك ، فقد كان يتبين غالبا أن المناقشات تقتصر على ابحاث دقيقة حول النصوص الماركسية وايجازها الإجمالي ، وتدقيق تفاسليها ، وقد أثار هذا الاجترار الواضح للنصوص الماركسية حفيظة بعض الماركسيين الفرنسيين . فمثل هذا الموقف المنطلق من الرغبة المشروعة في الانخراط ، بأسرع ما يمكن في الصراع السياسي ، قد ادى الى التهوين من شأن ضرورة ايضاح هذه القضايا لصالح النضالات ذاتها .