يحتاج المواطن من النظام السياسي الحلول التي تلبي حاجاته اليومية و بطريقة مستديمة، تلك الحلول تتمثل في مخرجات السياسة العامة التي تتمكن الدولة من خلالها أن تتدخل في شؤون المجتمع كما تستطيع التحكم فيه عن طريقها، لكن في المقابل يجب أن تلقى هذه السياسة التجاوب من طرف المواطن و ذلك من خلال تحقيقها لمطالبه بطريقة رشيدة دون ضرر، و هذا يتوقف على طريقة صنعها و استيفاء جميع المراحل التي يمر بها الصنع. و لأن قياس نتائج السياسة العامة أمر جد ضروري للاستمرار في السياسة المنفذة بحكم أنها مخرجات للنظام السياسي و استجابة لمطالب المجتمع، فإن تقييم السياسة العامة التي تعتبر مرحلة هامة من مراحل صنع السياسة كما يبينه أهل الاختصاص و الواقع، فهي التي تقوم بهذا الدور، هذا ما يعني أن التقييم لا يقل أهمية عن أي مرحلة من مراحل صنع السياسة و التأثير فيها بشكل قد يعيد توجهها، مما جعلني أسلط الضوء في هذه الورقة البحثية على الجانب النظري للتقييم من خلال التعرض إلى مفهوم تقييم السياسة العامة و مدى أهميته في عملية الصنع و التي تعتبر من أعقد العمليات السياسية، و الحديث عنها لن يكون بمعزل الحديث عن معايير و مؤشرات التقييم التي ينبني على أساسها بشكل من التفصيل. السياسة العامة، تقييم السياسة العامة ، فعالية السياسة العامة، نجاعة السياسة، الكفاءة.