2020, المجلد , العدد 20, الصفحات 201-250
الخلاصة
نعرض في بحثنا هذا والموسوم ( مستقبل العلاقات الهندية الامريكية الدوافع والمحددات ) اهمية العلاقات ما بين البلدين بأعتبارها من العلاقات الحيوية ذات الأهمية المتزايدة في الوقت الحاضر ، فالهند تُعدّ من الدول الصاعدة التي ستمتلك مكانة كبيرة في الهرم السياسي الدولي في المرحلة القادمة ، كما شهدت العلاقات القائمة بينهما ازدهاراً كبيراً منذ اوائل التسعينيات وبالاخص بعد ان فتحت الهند اقتصادها للعالم الخارجي ، كما نجحت الولايات المتحدة الامريكية في استثمار عناصر قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية في ميدان علاقاتها الدولية فعمدت الى استخدام هذه المقومات خاصة مع تبؤها لمكانة القوى العظمى الوحيدة في الساحة الدولية في مجمل علاقاتها مع دول العالم وبالشكل الذي يخدم المصالح والاهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية وبما يضمن بقاء تفوقها على القوى الدولية الاخرى .كما يتناول البحث بالدراسة والتحليل مستقبل العلاقات الهندية الامريكية ومحاولة معرفة طبيعة العلاقات الدولية وما شهدته من تطورات واحداث في ضؤ المتغيرات المؤثرة على الدولتين سواء اكانت على الصعيد الثنائي ام الاقليمي ام الدولي ومستقبل تلك العلاقات في ضؤ المعطيات السياسية الدولية ، بمعنى البحث في اسباب ظهور تلك العلاقات بالشكل الذي ظهرت عليه خاصة وان العلاقات الهندية الامريكية تعد من العلاقات الدولية المهمة في النظام السياسي الدولي في المرحلة الراهنة لانها تطرح لنا نمطاً للعلاقات ما بين الدول الكبرى في العالم لاسيما مع هيمنة الطرف الامريكي على مقدرات النظام السياسي الدولي القائم ، وتنطلق الدراسة من فرضية أساسية مفادها إدراك كلا من الهند والولايات المتحدة الامريكية لأهمية زيادة حجم التعاون بينهما خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية .تكتسب العلاقات الهندية الامريكية اهمية كبيرة وذلك استناداً لمجموعة المصالح الكبيرة التي يحافظ عليها كل من الطرفين الهندي والامريكي اذ توجد لكلا الدولتين جملة من الاهداف والمكاسب التي تعود على كل طرف منهما بالفوائد لاسيما اذا ادركنا بان حجم العلاقة الاقتصادية بينهما في تطور مستمر خاصة و إن الهند تعد من القوى الدولية الصاعدة التي تطمح لممارسة دور عالمي واسع في ظل مرحلة تربعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية على قمة الهرم السياسي الدولي .