د. هبة جمال الدين، مدرس العلوم السياسية معهد التخطيط القومي، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية
مقدمة :
أضحت مراكز الفكر من أهم أدوات القوى الناعمة ومن أهم القوي الفاعلة للتأثير على عملية صنع السياسة العامة ودعم عملية صنع القرار بدول العالم المتقدم والنامي على السواء، ومن أهم دعائم الديموقراطية والحكم الرشيد، بل ومن أهم القوي الفاعلة خلال مسيرة التنمية بالعديد من الدول خاصة الدول الآسيوية. ومن أهم محددات التأثير الخارجي وفقا للمؤشر العالمي للقوى الناعمة الثلاثين الصادر عن جامعة جنوب كاليفورنيا.
فالدول التي تتطلع للبناء والتنمية لابد لصناع القرار بها من جهات داعمة تساعد في وضع خطط البناء ومتابعتها والمساعدة في تنفيذها، بل وتقييمها حيث سيصب ذلك في دعم صورة مؤسسات الدولة خارجيا، وهذه الجهات هي مراكز الفكر التي أصبحت شریکا رئيسيا لدعم منظومة السياسات العامة وطنيا واقليميا ودوليا، والوصول للقارة الأفريقية التي ترغبها لن يتأتي دون مساندة ودعم هذه الجهات بل ووجود دور بارز ومؤثر لها وشريك للتنمية. الأمر الذي تخطي الحدود الوطنية ليصل للحدود القارية للقارة السمراء لتؤثر خارجيا لتحسن من صورتها بالخارج والداخل بل لتؤثر لتحقيق مصالحها بطرق وأدوات جديدة اكثر قبولا واقل تكلفة.
وفي ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقوية الدور المصري في أفريقيا، وإيلائه لضرورة دعم التكامل القاري، وانطلاقا من الجهود المصرية والقارية لدعم العمل الجماعي الأفريقي، تأتي هذه الورقة لترسم تصور مهم لدور مراكز الفكر كأحد السنة 19 – العدد 49 – 2020