إن معظم الأنظمة السياسية وكذلك الأديان والشرائع من حيث المبدأ لا تأمر إلا بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلا بالبر والمحبة والرحمة والإحسان والخير العام ، ولا توصي إلا بالأمن والسلم والسلام والمسامحة ، وما كانت يوما في حد ذاتها عائقا أمام التبادل والتثاقف ولا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما العائق يكمن في الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان للتحكم في أقدار الناس ومصائرهم، عبر العنف والطغيان والاستئثار. والتسلط متدثرين بايدولوجيات وعقائد تبرر لهم السلوكيات العنيفة . من هنا كان اللازم التفريق بين الافكار الحقة التي تستند على قيم العقل والحوار والتعايش الانسانية، وبين تلك الأفكار التي تستخدم قوة الاكراه والتسلط للسيطرة العنفية وتحقيق غايات فردية وسلطوية ضيقة . فما هو اللاعنف؟ وما هي أنواعه؟ وكيف يمكننا من أن نصل إليه؟ غرف اللاعنف بتعريفات عدة سواء أكانت في علم السياسة أم في علم الاجتماع، وكل فريق فسره حسب نظرته إلى المصطلح من وجهة نظره هو، فعلماء السياسة تناولوه من جانب سياسي والاجتماع عرفوه من جانب اجتماعي ونادرا ما نجد تعريفا شاملا أحاط بالموضوع من بعديه الاجتماعي والسياسي نأخذ مثلا تعريف اللاعنف الذي جاء في الموسوعة السياسية لمبدأ اللاعنف حيث غرف على أنه:- (سلوك سياسي لا يمكن فصله عن القدرة الداخلية والروحية على التحكم بالذات وعن المعرفة الصارمة والعميقة للنفس .