مقال لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدڤيديڤ، في صحيفة كوميرسانت الروسية بشأن مستقبل العلاقات الروسية- الأوكرانية، في ظل قيادة الرئيس الأوكراني الحالي ڤولوديمير زيلينسكي.
أولاً: تبحث أوكرانيا عن هويتها ومسارها الخاص، وفي هذا الإطار تسعى إلى صناعة تاريخها المنفصل (مع العلم أن صناعة هذا التاريخ قد تحتاج إلى قرون لبنائه)، لكن القادة الأوكرانيين، وخاصة كبار المسؤولين، أشخاص لا يتمتعون بأي هوية ذاتية ثابتة. المأزومون هم أولئك الغير قادرين على تحديد ولائهم الوطني لأي بلد يكون؟ ما هي جذورهم؟ ما هي هويتهم التاريخية، ومكونهم العرقي؟ ما الآلهة التي يصلون لأجلها؟ إلى من يشعرون بالانتماء؟ هل هم أوكرانيون؟ أم “أوروبيون”؟ هل هم روس؟ يهود؟ تتر؟ مجريون؟ قريميون؟[1].
الرئيس الحالي لهذا البلد المُعذب هو شخص له جذور عرقية تنتمي إلى قومية معينة[2]، تحدث طوال حياته باللغة الروسية. إضافة إلى ذلك، عمل في روسيا وتلقى أموالًا طائلة من مصادر روسية. ومع ذلك، في لحظة معينة بعد أن أصبح رئيسًا للدولة، وخوفًا من تكرار أحداث “الميدان”[3] مرة أخرى ضد سلطته الشخصية، غيّر توجهه السياسي والأخلاقي تمامًا. في الواقع، تخلى عن هويته. لقد تحول إلى تبني سياسة تخدم- بجدية أكبر- القوى القومية المسعورة في أوكرانيا (التي يجب الاعتراف أنها كانت موجودة دائمًا، لكنها لم تكن تشكل سوى 5-7٪ من السكان النشطين سياسيًّا، على الأكثر).
لا يسع المرء إلا أن يشعر بالتَقَزُّز لقيام الرئيس الأوكراني بهذه “الشقلبة المميتة”، في تصرف يذكرنا بالوضع الجنوني الذي مارسته حكومة ألمانيا النازية لأسباب أيديولوجية، حين طلبت من المثقفين اليهود في ألمانيا الخدمة في قوات الأمن الخاصة. بالطبع، يتسبب هذا الموقف في “تنافر معرفي” يومي في روحه وأفعاله. إضافة إلى ذلك، لا يمكن للمرء أن يكون متأكدًا من أنه في وقتٍ ما عندما يتغير الوضع السياسي، لن تطلب السلطات الأوكرانية من بعض المواطنين وضع “شارة صفراء” على ظهورهم[4].
ما يحدث الآن مناورة بلا نهاية يقوم بها الرئيس الأوكراني بين القوى المختلفة (القوميون المتطرفيون، أو النازيون الجدد كما يطلق عليهم في أوكرانيا؛ الجزء المسلم من السكان، وفي المقام الأول التتر؛ الأوكرانيون والروس المعتدلون سياسيًّا؛ ممثلو المجموعات العرقية الأخرى)؛ حتى يتمكن من احتواء تلك القوى، وعدم استفزازها مما يؤدي إلى ثورتها عليه وكسر رقبته؛ لذلك تحديدًا، ولتجاوز كل ذلك سعى إلى إصدار “قانون” ما يسمى “الشعوب الأصلية” لأوكرانيا[5] ظهر بوضوح أن زيلينسكي أكثر راديكالية من أكثر الجماعات القومية المتطرفة.
لقد كان زيلينسكي بحاجة للانتماء إلى “نخبة الأبطال” لهذا الجزء من المجتمع الأوكراني، لكي يصرخ معهم: “المجد للأبطال!”، وعلى جميع “الأوغاد” قبول السلطة الأوكرانية بشكل غير مشروط، كما نادى بذلك “الأوكرانيون العظماء”، والصلاة لأجل تمجيد الإرهابيَين ومعاديَي السامية، ستيبان بانديرا ورومان شوخيڤيتش، اللذين يسمي أتباعهما اليوم “جزءًا مهمًّا من النخبة السياسية في أوكرانيا”[6].
يعرف الجميع القائمة الحزينة لأفعال بانديرا وقواته العسكرية في تلك الفترة: “صيف عام 1941، بعد أن استولى الجيش الألماني على لفوف (لفيف بالأوكرانية) حدثت أكبر مذبحة لليهود، قتل فيها نحو 6 آلاف شخص”، كما شن عمليات إبادة جماعية ضد الروس والغجر والشيوعيين والأوكرانيين المعارضين له، والبولنديين في عدة مناطق مختلفة: “مذبحة جانوا دولينا في 23 أبريل (نيسان) 1943 في قرية جانوا دولينا، مقاطعة كوستوبيل بمنطقة ريڤنو شمال غرب أوكرانيا؛ مذبحة بابين يار، يوم 30 سبتمبر (أيلول) 1941، في العاصمة كييڤ؛ مجزرة البولنديين في ڤولينيا وغاليسيا الشرقية”.
لتوضيح أحد ملامح هذه المجازر الوحشية، سأقتبس نصًا من وثيقة سرية تُنشَر اليوم للمرة الأولى، ورد فيها ما يلي: “حطّمت عصابة من القتلة الأبواب والنوافذ، واقتحمت البيوت والشقق السكنية، وقتلت الناس عبر إطلاق النار عليهم، ومزقت بعضهم بالسكاكين، وقطعت بالفؤوس رؤوس بعضهم، بما في ذلك النساء والشيوخ والأطفال، وبعد ذلك تم تحميل الجثث على عربات ونقلها ودفنها في حفر عميقة لإخفاء فظائعهم، وحُرقت بعض العائلات في حظائر بيوتها، ودُفنت الجثث المحترقة في حفر. كل هذه الفظائع المروعة ترافقت مع عمليات سطو واسعة النطاق لممتلكات تلك العائلات المُعذبة”.
وثائق من الأرشيف الروسي صادرة عن الحكومة الأوكرانية السوڤيتية، الجبهة الأوكرانية، عن المذابح التي قامت بها قوات القوميين الأوكرانيين المتعاونين مع الجيش النازي
من الواضح أن التماهي مع هذه الشخصيات لا يثير لدى المرء سوى الشعور بالاشمئزاز. لقد أهال زيلينسكي التراب على تاريخ حياته وعائلته، وتمرد عليها عبر تبني هذا الرجس. أي شخص عادي ومحترم لا يستطيع أن يفعل ما فعله زيلينسكي، لكن مع الأسف، ما يقوم به الآن ضروري. إنه خائف جدًّا من هؤلاء القوميين المتطرفين، ورغم عدم حبه لهم، فإنه مجبر على دعم ترويجهم لأفكار منظريهم الأيديولوجيين، والدفاع عن آرائهم التي تثير اشمئزازه شخصيًّا، لقد حدث تحول كبير قلب زيلينسكي رأسًا على عقب.
السؤال هنا: كيف يمكنك أن تتفاوض مع هذا الشخص، وفي هذه الحالة؟
الإجابة: إنه لأمر مستحيل.
ثانيًا: القادة الأوكرانيون من الجيل الحالي يعتمدون- اعتمادًا كليًّا- على الدعم الخارجي. لقد قيل الكثير وكُتب عن هذا بالفعل، بما في ذلك مقال مشهور بقلم الرئيس ڤلاديمير ڤلاديميروڤيتش پوتين، لكن الواقع الفعلي يشير إلى أن البلد واقع تحت السيطرة الأجنبية المباشرة. إضافة إلى ذلك، فإن التدخل الأجنبي أوسع بكثير مما كان يقوم به الاتحاد السوڤيتي مع بلدان الكتلة الشرقية المستقلة في فترة معينة. أعطى الاتحاد السوڤيتي حلفاءه الجيوسياسيين مجالًا كافيًا لتشكيل سياساتهم الداخلية، مدركًا أن تدخله قد ينتهي بأحداث مأساوية، مثل الانتفاضات المجرية عام 1956، أو ربيع براغ عام 1968، إنه منطق عملي بسيط. أما في أوكرانيا اليوم فإنها تعتمد- اعتمادًا كليًّا- على الغرب في الشأن الاقتصادي عبر ضخ (مساعدات مالية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) وصولًا إلى الإدارة المباشرة لوكالات إنفاذ القانون والأمن (من خلال رعاتها الأمريكيين).
إذا كانت حجة الاتحاد السوڤيتي في تدخله بشؤون بلدان المعسكر الاشتراكي وحلف وارسو (من أجل “البناء المشترك للاشتراكية”)، فإن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أي شيء من أوكرانيا باستثناء استخدامها في المواجهة مع روسيا، والاحتواء الكامل لبلادنا، وخلق ما سُمي- على نحوٍ مناسب- “كراهية روسيا”. وهذا يعني أن هذا التحالف هش جدًّا، وسيتحول في مرحلة ما إلى سراب. أما آمال العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي فهي مجرد أوهام أيضًا؛ وذلك لأسبابٍ واضحة. أوكرانيا نفسها ليست لها قيمة على خط المواجهة المباشرة بين القوات الغربية (بما في ذلك القوات العسكرية التي يحتمل قيامها بمواجهة) مع بلدنا. كما لا يوجد في الغرب حمقى مستعدون للقتال من أجل أوكرانيا. أما بالنسبة إلينا، فمن غير المنطقي التعامل مع التابعين- فبدلاً من إضاعة الوقت مع الوكيل، فإن الأجدى هو التواصل المباشر مع الأصيل.
ثالثًا: إذا أردنا أن نتحدث بصدق، فإن على رأس الدولة الأوكرانية حاليًا أناسًا ضعفاء يسعون جاهدين فقط لملء جيوبهم بالأموال. وهؤلاء يرون في الخارج فرصة للحصول على ذلك المال، ونحن نعرف كثيرًا منهم جيدًا. في الواقع، لا يوجد زعيم لديه الاستعداد للتضحية بنفسه من أجل أوكرانيا، ويبدو أنه لن يكون، ولن يحاول فعل ذلك إذا أراد أن يظل في السلطة ويستفيد ماديًّا من ورائها. على العكس من ذلك، عندما يتعلق الأمر بجني الأرباح، فإن الكراهية لروسيا، والرغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تفسحان المجال لهذه الدوافع الأنانية. لكن عندما يكون أحد سكان موسكو يملك المال وهو عدو، فإن أمواله أهم من العداء. أتذكر كلمات أحد زملائي في فترة “ما قبل أحداث الميدان”، ردًا على سؤالي: “لماذا يشارك الشخص الفلاني في الانتخابات الرئاسية وليست لديه أي فرصة للفوز؟”، جاء الجواب الذي فاجأني كثيرا حينها: “أنتم لا تفهمون شيئًا فيما يحدث في أوكرانيا، إنها آخر فرصة لهذا الشخص لجمع الأموال من خلال الحملة الانتخابية”. باقي التعليقات لا لزوم لذكرها. منذ ذلك الحين لم يتغير شيء. لقد ثبت أن الاتصالات مع هذه الشخصيات غير منتجة؛ فلديهم الاستعداد لبيع أي شيء بخمسة دولارات في أي وقت.
رابعًا: يكمن انعدام العقل لدى القادة الحاليين لأوكرانيا، وحتى سبب الإضرار بالعلاقات، في حقيقة أن هذا البلد تتحكم فيه طبقة سياسية جاهلة لا قيمة لها. إنهم يغيرون مواقفهم باستمرار لإرضاء أسيادهم في الخارج تبعًا للظروف السياسية. هذه هي الطريقة التي يفهمون بها فن الدبلوماسية، إنهم يتخيلون أنفسهم تاليرانيين محليين[7]. إنهم يوقعون اتفاقيات مينسك، ويتفقون على “صيغة نورماندي”، وبعد ذلك– عند حدوث أي اضطرابات داخلية في البرلمان الأوكراني “الرادا”، أو في الميدان، أو في الإدارة المركزية- يغيرون موقفهم في اتجاه مختلف تمامًا. نعم، التنازلات ممكنة في السياسة، وأحيانًا تتطلب بعض الانحرافات عن الخط المحدد، ولكن ليس إلى الحد الذي يتغير فيه النهج المتفق عليه إلى الاتجاه المعاكس تمامًا. إن الأمر لا يتعلق بموقف هذا المسؤول أو ذاك، أو خلفيته السياسية، هذا هو موقف جميع المفاوضين الأوكرانيين، وسلوكهم، وطريقة عملهم. هؤلاء هم “الشركاء” المفترضين في إدارة العلاقات الدولية المتنافسين دائمًا على هذا الهراء، لا يمكن العمل معهم، أو الوثوق بهم. هذا يعني أن المفاوضات لا طائل من ورائها.
خامسًا: السؤال الأبدي والرئيسي: ماذا يمكن للمرء أن يفعل في هذه الحالة؟ الإجابة ببساطة: “لا شيء”. فقط علينا أن ننتظر ظهور قيادة عاقلة في أوكرانيا، لا تهدف إلى مواجهة كاملة مع روسيا، تصل بالطرفين إلى شفا الحرب، ولا إلى تنظيم “منصات القرم” الحمقاء التي أُنشئت لخداع سكان البلاد، ودعم مواقف السياسيين المهترئة قبل الانتخابات، ولكنها تهدف إلى بناء علاقات متساوية ومتبادلة المنفعة مع روسيا. إذا توافرت هذه القيادة لأوكرانيا فإنها ستكون جديرة حينئذ بأن نتعامل معها. روسيا تعرف جيدًا كيف تنتظر، فنحن شعب صبور[8].
ترجمة: وحدة الرصد والترجمة في مركز الدراسات العربية الأوراسية
تحرير ومراجعة: أحمد دهشان
[1] مجموعة إثنية من المتحدثين باللغات التركية، يدينون باليهودية القرائية، استوطنوا وسط أوروبا وشرقيها، وبخاصة في مناطق الإمبراطورية الروسية.
[2] تلميح من نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدڤيديڤ، إلى الأصول اليهودية للرئيس الأوكراني ڤولوديمير زيلينسكي (تعقيب توضيحي من المحرر).
[3] إشارة من نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدڤيديڤ إلى أحداث الميدان الأوروبي (بالأوكرانية: Євромайдан)، التي خرجت فيه حشود من “القوميين المتطرفين” وجماعات “النازيين الجدد” حسب رواية السلطات الروسية، بدءًا من يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وانتهت في 23 فبراير (شباط) 2014، بهروب الرئيس الأوكراني آنذاك ڤيكتور يانوكوڤيتش إلى روسيا، في حين تشير إليها المصادر الرسمية والشعبية الأوكرانية بأنها ثورة شعبية نادت بالتحرر من “الهيمنة” الروسية، والطغمة الفاسدة التابعة لموسكو، والانتقال إلى نظام حكم ديمقراطي نزيه، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والمنظومة الغربية الأوروبية- الأطلسية (تعقيب توضيحي من المحرر).
[4] تشبيه من نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدڤيديڤ، بأن السلطات الأوكرانية الحالية تمضي في مسار “قومي متطرف” قد يؤدي في النهاية إلى تكرار السياسات النازية نفسها، التي ألزمت اليهود بوضع شارة صفراء (yellow badge) وفق قانون طبقته الحكومة الألمانية منذ عام 1938، لتمييز اليهودي عن المسيحي والغجري وغيرهما من الشعوب الأوروبية (تعقيب توضيحي من المحرر).
[5] قانون الشعوب “الأصلية” في أوكرانيا، هو قانون اقترحه الرئيس الأوكراني ڤولوديمير زيلينسكي، وأقره البرلمان الأوكراني في شهر يوليو (تموز) 2021، يحدد هوية سكان أوكرانيا على أنهم جميعًا أوكرانيون حصرًا بلغتهم، وثقافتهم، وموطنهم، إلى جانب الشعوب “الأصلية” التي لها حقوق قومية ثقافية، ووفق تعريف القانون لها فهي مجتمع عرقي أصلي تشكل حصرًا على أراضي أوكرانيا، وحامل للغة والثقافة الأصلية، ولديه هيئات تقليدية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو تمثيلية خاصة، ويمثل أقلية عرقية من عدد سكان أوكرانيا، وليس له امتداد خارجي لدولة ما خارج البلاد، وقد حددهم القانون بأنهم (تتر القرم المسلمون- القريميون من اليهود القرائيين- الكريمتشاك من اليهود الربانيين)؛ وعليه، فليس لدى المتحدثين بالروسية في شرق البلاد وجنوبها خصوصية قومية، أو حقوق ثقافية خاصة بهم في اللغة، وهو ما ترفضه موسكو، وتعدّه انتهاكًا لحقوق المتحدثين بالروسية في هذه المنطقة (تعقيب توضيحي من المحرر).
[6] ستيبان بانديرا (1909- 1959) سياسي قومي أوكراني، وكان زعيمًا للمنظمة العسكرية الأوكرانية (UMO) التي أُسست عام 1920، بهدف التخلص من الاحتلال البولندي لمنطقة غرب أوكرانيا، واستعادة وحدة الدولة الأوكرانية وفق تصورات القوميين، وبعد انطلاق العملية بارباروسا في 22 يونيو (تموز) 1941، تعاون مع الجيش الألماني النازي لمواجهة السلطة السوڤيتية، ثم انتقل للعيش في ألمانيا بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الثاني، ثم تعرض للاغتيال عام 1959 في برلين، على يد عميل الاستخبارات السوڤيتية (KGB) الأوكراني بوهدان ستاشينسكي، بعد قيام الدولة الأوكرانية المستقلة عام 1991. ثار جدل وما زال حتى اليوم حول شخصية بانديرا، حيث يراه الروس والناطقون بالروسية في جنوب أوكرانيا وشرقها، وكذلك اليهود والبولنديون وباقي القوميات الأخرى، “فاشيًّا” وعميلًا نازيًّا، ارتكب مجازر ضد القوميات غير الأوكرانية، في حين يراه القوميون الأوكرانيون “بطلًا قوميًّا” سعى إلى استقلال أوكرانيا، والمؤسس الفكري لشكل الدولة الأوكرانية بحدودها الحالية- رومان شوخيڤيتش (1907- 1950). ولد في منطقة لفيف، غرب أوكرانيا. زعيم سياسي وعسكري قومي أوكراني. كان عضوًا في منظمة القوميين الأوكرانيين في إقليم غاليسيا، وقائدًا أوكرانيًّا في كتيبة ناختيغال الألمانية النازية الأوكرانية في عداد الكتائب الأجنبية للجيش الألماني في 1941 و1942. كما كان قائدًا عامًّا للمجلس الأوكراني الأكبر للتحرير. استمر في مقاومة الوجود السوڤيتي في أوكرانيا بعد هزيمة الألمان، حتى تمكنت قوة سوڤيتية خاصة من قتله في بلدة بيلوهورشا، في غرب أوكرانيا. في نظر القوميين الأوكرانيين “بطل قومي”، في حين تنظر إليه باقي الأعراق والقوميات الأخرى على أنه فاشيّ، ارتكب مجازر في حقها– يمثل أتباع كلا الزعيمين السابق ذكرهما اليوم مرجعًا فكريًّا، وأيقونة “نضالية” للقوميين الأوكرانيين، ويعد هذا الأمر موضع خلاف كبير وانقسام داخلي في أوكرانيا (تعقيب توضيحي من المحرر).
[7] تعبير ساخر، يقصد ميدڤيديڤ من ورائه السخرية مما يراه “تخيلًا” لدى النخب السياسية الأوكرانية بأن لديهم “براعة” دبلوماسية، ويعود المصطلح إلى عائلة تاليران، الفرنسية الشهيرة بممارستها للأعمال الدبلوماسية، والشخصية الأكثر شهرة في دهائها شارل موريس تاليران (Charles-Maurice de Talleyrand-Périgord)، المتوفي عام 1838 (تعقيب توضيحي من المحرر).
[8] Почему бессмысленны контакты с нынешним украинским руководством – Коммерсантъ – Дмитрий Медведев – 11.10.2021, https://www.kommersant.ru/doc/5028300