من اعدد الدكتورة مريم صغير رحمها الله
الدكتور محمد مراح
للأستاذ الباحثة المرحومة ،التي رصّعت هامتها العلمية والبحثية برسالتها النفيسة لنيل درجة الدكتوراة بقسم التاريخ في جامعة الجزائر عام 2003ــ 2004بـ الذي اخترناه فاتحة خير لنقترح على الإخوة في الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية رفع ملفات مؤلفات وبحوث في باب المواقف العربية على وجه الخصوص والإسلامية ثم الدولية المعضدة والمساندة لثورتنا المقدسة.
وقبل هذا نقتبس النص الآتي ذكره في نعي الكاتبة والباحثة الوطنية مريم صغير رحمها الله :
{غيب الموت أمس الباحثة في شؤون التاريخ والكاتبة مريم صغير، وذلك بعد مشوار حافل في التربية والتعليم والنشر، ومن بين ما ألفت كتاب ”مواقف الدول العربية من القضية الجزائرية” الصادر عن منشورات ”دار الحكمة” في الجزائر· وبذلت الراحلة مجهودات وصفت ب”الطيبة” في حماية الذاكرة الوطنية، وذلك انطلاقا من النشاطات العديدة التي قامت بها في هذا الجانب· وتملك الدكتورة مريم صغير رصيدا علميا ثريا، حيث شغلت منصب نائب رئيس قسم التاريخ ورئيسة فرقة بحث بعنوان ”البعد المغاربي للقضية الجزائرية” على مستوى جامعة الجزائر· كما أنها عضو مؤسس لاتحاد المؤرخين الجزائريين والعرب، وعضو في فرقة بحث متخصصة في جرائم الاستعمار الفرنسي بالمركز الوطني للدراسات التاريخية· ونشرت الراحلة العديد من الإصدرات التاريخية من بينها ”إسماعيل العربي المؤرخ السياسي” و”أحمد الشقيري والثورة الجزائرية” و”دور المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية”، بالإضافة إلى ”موقف المملكة السعودية من الثورة الجزائرية” و”القضية الجزائرية في ظل الحرب الباردة”، و”موقف العالم الإسلامي من القضية الجزائرية”· ــ البلاد أون لاين يوم 11 – 03 – 2012
* أهمية رفع الكتاب وعرضه :
ــ من الناحية العلمية التاريخية ، هو عمل علمي رفيع من جهة تقصّيه مواقف دول عربية وإسلامية وغربية شيوعية واشتراكية و رأسمالية أوروبية وأمريكية إزاء ثورتنا المباركة، وقد تكون الإضافات الهامة في هذا البحث العلمي النفيس كشف المواقف المساندة المشرفة من دول لم يسبق أن شاع لدى الجزائري أخبار مواقفها الرسمية أو الشعبية أو هما جميعا .
ونشير هنا بحسب ما تضمنه بحث الدكتورة مريم رحمها الله تعالى ، مثلا : نحن نعرف تفاصيل كثيرة عن مواقف الدول العربية الرئيسة في المنظومة العربية آنذاك : مصر وسوريا والعراق والسعودية ، لكن الجديد فيما أحسب مثلا موقف قطر والسودان ولبنان واليمن ، وباكستان وأفغانستان {تراجع في الكتاب } .
ـــ من الناحية السياق الوطني الحالي : لا يخفى على متابع جزائري حصيف للمسألة الوطنية في وضعها الجاري، اشتداد وتيرة الصراع الحضاري بين المشروعين الوطني بهويته التاريخية المتوازنة عرقيا بروح وعمق عربي إسلامي بالدلالة الحضارية وليس بالدلالة العرقية فحسب ترسخ عبر القرون وحقائق الواقع والتاريخ . ومشروع تغريبي فرنسي، يستخدم الورقة الأمازيغية عرقا وثقافة لمشروع انخرطت فيه هيئات سياسية حزبية ، وشخصيات ثقافية جزائريين على نحو خرج بنضال ما للبعد الأمازيغي إلى مشروع تتكامل جوانبه وعناصره وأدواته، وعوائده الظاهرة والخفية ، إلى حالة شعوبية عنصرية صارت تهدد النسيجين الاجتماعي والوطني بالتفسخ والتدرج نحو شكل جديد للدولة الجزائرية ينقض بنيانها النوفمبري . والتوليح بالبديل الفيديرالي، والإشادة مثلا بما خسرته الجزائر من خدمات الأقدام السوداء الذين خرجوا مع المستعمر، والحقوق مفترضة لليهود في الأصالة الوطنية الجزائرية ، مع غمز خفي أنهم في هذا أحق بالجزائرية من العرب الغزاة
أشير بضرب مثل حسب على المستوى الثقافي الإعلامي ، النفس الشعوبي العنصري الذي يكتسح مقالات روائي وكاتب جزائري هو أمين الزاوي الذي ينشر مقالات في صحيفة LIBERTE وأنديبندنت عربية اللندنية ، يستخدم الوصف الآتي ذكره :{العالم العربي وشمال إفريقيا } مصطلح وظيفي لفصل اشمال إفريقيا عن عمقها العربي ، الإهانات الفجة ا للعرب والعربية وللإسلام والمسلمين: وللتاريخ الإسلامي ، فيقحم مثلا في مقالاته عن مشكلة الهجرة غير الشرعية المؤلمة لأبنائنا إلى أوروبا تاريخ الفتح الإسلامي للأندلس ويصفه بالاستعمار الإسلامي ، بالطبع ليأخذ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا الحكم نفسه، ويصور في بلادة المشكلة في الطرف الأوروبي أنهم يستحضرون من خلال هذه الهجرة غير الشرعية الرعب الذي عاشوه طيلة ثمانية قرون من الحضارة الإسلامية في الأندلس !!! أي أننا إزاء رامى حجارة في بركة الإسلاموفوبيا الآسنة.
إذن الجيل الشاب الذي يراد اجتيال وعيه بالعمق العربي للجزائر والإسلامي الحضاري باستغلال الظروف السياسية والاجتماعية المضطربة، فيعمقون لديه المشاعر السلبية من تحقير وزراية بالعرب والعربية والتريخ والحضارة العربية الإسلامية
علينا واجب طرح الحقائق التاريخية بين أيدي إخواننا الطلاب الشباب، التي يرجى لها المساهمة في توسيع رؤاه ونضج أفكاره ، وتوجيه اتجاهاته ومواقفه . في مسار هذا الصراع الحضاري الوجودي الخطير .أما فصول الكتاب فنترك متعتها لقراءته .
تنويه / اخترت رفع الرسالة مرقونة تقديرا لأصالة الجهد والإنجاز ؛ أي محاولة للارتباط النفسي مع حقبة الخروج والنشأة . ثم الكتاب مطبوعا في دار الحكمة عام 2012 تقديرا لعمل الأستاذ احمد ماضى رحمه الله الذي اتاحه بهذا للقراء والباحثين .
توفيت الباحثة في شؤون التاريخ والكاتبة مريم صغير، يوم 10/03/2012 وذلك بعد مشوار حافل في التربية والتعليم والنشر، ومن بين ما ألفت كتاب ”مواقف الدول العربية من القضية الجزائرية” الصادر عن منشورات ”دار الحكمة” في الجزائر· وبذلت الراحلة مجهودات وصفت ب”الطيبة” في حماية الذاكرة الوطنية، وذلك انطلاقا من النشاطات العديدة التي قامت بها في هذا الجانب· وتملك الدكتورة مريم صغير رصيدا علميا ثريا، حيث شغلت منصب نائب رئيس قسم التاريخ ورئيسة فرقة بحث بعنوان ”البعد المغاربي للقضية الجزائرية” على مستوى جامعة الجزائر· كما أنها عضو مؤسس لاتحاد المؤرخين الجزائريين والعرب، وعضو في فرقة بحث متخصصة في جرائم الاستعمار الفرنسي بالمركز الوطني للدراسات التاريخية· ونشرت الراحلة العديد من الإصدرات التاريخية من بينها ”إسماعيل العربي المؤرخ السياسي” و”أحمد الشقيري والثورة الجزائرية” و”دور المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية”، بالإضافة إلى ”موقف المملكة السعودية من الثورة الجزائرية” و”القضية الجزائرية في ظل الحرب الباردة”، و”موقف العالم الإسلامي من القضية الجزائرية”·