يعد مخطوط عجائب الأخبار الذي بين أيدينا من أهم المخطوطات التاريخية التي تناولت موضوعا في غاية الأهمية، ألا وهو التنبؤ بما سوف يقع من الفرنسيس في الدول العربية كمصر والجزائر. إن موسوعية الحافظ أبو راس الناصر المعسكري، واهتمامه بفن التاريخ وانتقاداته لأقوال ابن خلدون مثلا، وكثرة مؤلفاته في فن التاريخ على وجه الخصوص والفنون الأخرى، جعل الكثير من المستشرقين الفرنسيين والمؤرخين الجزائريين يهتمون بمؤلفاته ويعتمدونها في أبحاثهم ودراساتهم لقد استطاع الشيخ أبو راس الناصر المعسكري أن يكون سندا قويا يعتمد عليه خصوصا، فيما يتعلق بالكتابات التاريخية التي أثراها بآرائه، وانتقاداته التي يستشعر الباحث من خلالها أن الشيخ على دراية كبيرة من التحليل اللغوي والأدبي والتاريخي على وجه الخصوص. فكانت حياته مليئة بالعلم والمعرفة تتخللها مناظرات ونقاشات مع سائر علماء الأمصار.رغم الظروف الاجتماعية السيئة،وذوقه لمرارة العيش وحياة اليتم،غير أنها كانت ربما أسبابا محفّزة له، لمواصلة مجال المعرفة وتصدر أعلى المراتب فيما بعد. إن هذا الكتاب يعد بحق وثيقة تاريخية هامة تعالج فترة تاريخية من بلادنا، فهي تعكس بذبك عقليات وذهنيات علماء القرنين 12ه و13ه أي القرنين17م و18م، كما تعكس البيئة الثقافية التي كانت عليهاآنذاك، والتي كان لها بلا شك تأثير واضح على نوعية الكتابة وطبيعة التدوين الذي طغى عليها.
