يُلقي الكتاب الضوءَ على محاولات صُنَّاع القرار في إيران، لإعادة قراءة دولِ الجوار الجغرافي، ضمنَ سياقاتٍ جيو-سياسية ومذهبية واقتصادية، ومن ثمَّ، مخاطر الفكر التوسُّعي الإيراني على الأمن الإقليمي، بوصفِه من أخطرِ أنماط الفكر على مصائر الدول وتماسُك شعوبها على مرِّ العصور؛ لكونه فكرًا عدوانيًا مغذِّيًا للصراعات والحروب، للبشرية جمعاء.
كما يهتمُّ الكتاب بتفسير التحوُّلات الإستراتيجية في الشرق الأوسط منذ مطلع الألفية الجديدة، التي جعلت المجتمعات الشيعية في العالميْن العربي والإسلامي الأكثر نفوذًا في البلدان ذات الغالبية الشيعية، ووضعت «الإسلام الشيعي» في قلب الأحداث، كما فسَّر تلك التطوُّرات في سياق تأثير ولاية الفقيه في «الجيو-بوليتيك الشيعي».
وتناول الكتابُ المشروعَ الإيراني من خلال 7 فصول، حيث تناول الفصل الأول معرفةَ الاتجاهات النظرية للجيو-بوليتيك، مع بحثِه لمخاطر التفكير الجيو-سياسي لصُنَّاع القرار الإيراني.
واهتمَّ الفصل الثاني بالتعريف بـ «الجيو-بوليتيك الشيعي» وأهدافِه، حيث تُشكِّلُ إيران دولةَ المركز بالنسبة إليه، والجيوب الشيعية في الدول المجاورة وغير المجاورة لإيران بمنزلةِ الأطراف.
ودرَسَ الفصل الثالث المرتكزات الإستراتيجية الإيرانية لربط مكوِّنات «الجيو-بوليتيك الشيعي»، من خلال العامل الجغرافي/السُّكاني، والقدرات الاقتصادية، والقدرات العسكرية، وطبيعة النظام السياسي، والجماعات الشيعية في الخارج.
وتمَّ تخصيصُ الفصل الرابع لتأثير تأسيسِ الجمهورية الإيرانية عقِب ثورة 1979م على تشكيلِ «الجيو-بوليتيك الشيعي»، عبرَ سعيها لتسييس الهويةِ الشيعية في العالم الإسلامي.
وتناول الفصل الخامس جهودَ إيران للهيمنةِ على الجيو-بوليتيك الشيعي، إلى جانب تكلفة مواجهة هذا المشروع.
واختصَّ الفصل السادس بإبراز التعقيدات الداخلية والخارجية أمامَ ربط إيران لـ «الجيو-بوليتيك الشيعي»، والتي انعكست سلبًا على الطموحات الإيرانية.
أما الفصل السابع والأخير، فقد تم تخصيصُه لانعكاسات هذا المشروع الجيو-سياسي الإيراني على الأمن الإقليمي.
وختامًا، يرى الكتاب أنَّ إيران لم تحترم -واقعيًا- المبادئ الأُممية السامية، بتبنِّيها الفكرَ التوسُّعي على أساسٍ مذهبي، مستغلةً سقوطَ النظام العراقي في 2003م، واندلاعَ الاحتجاجات الشعبية العربية في 2011م، وتوقيعَ الاتفاق النووي في 2015م، من خلال أدواتِ القوَّة الصلبة والناعمة.