استخدمت العلاقات العامة بمعناها الحديث في محيط الأعمال التجارية والصناعية منذ أكثر من أربعين عاماً أي في أعقاب الحرب العالمية الأولى. ومنذ ذلك التاريخ والحاجة تظهر بجلاء أهمية هذا الميدان حتى أصبحت فن من الفنون الرفيعة التي تحتاج إلى دراسات طويلة وخبرات كثيرة لا يمكن اكتسابها إلا بالمران المتواصل والاضطلاع الدائم على أهم ما ستحدث في هذا الموضوع.
وقد أصبحت العلاقات العامة في الوقت الحاضر سلاحاً من أقوى الأسلحة في المجتمع الحديث كما أصبح يدرس في معظم جامعات أمريكا وأوروبا. ويختلط على البعض فهم المقصود بالعلاقات العامة، فيعتقدون أنها مجرد إعداد نشرات وإصدار كتيبات وإلقاء خطب واستعمال كلمات منمقة وعبارات معسولة والواقع غير ذلك، فهي ليست دعاية أو تزييف ولكنها أعلام ونشر. فالدعاية قد تستغل في التعويل والتضليل، كما ينظر إليها أعلام ونشر. فالدعاية قد تستغل في التهويل والتضليل، كما ينظر إليها البعض على أنها لفظ يؤدي إلى الشك والريبة. في حين أن الأعلام يدل على النقل الصادق والتعبير الدقيق والإبلاغ الأمين.
تنطوي العلاقات العامة على تبادل الآراء وعرض الحقائق واستنتاج اتجاهات الرأي العام. فهي فن فهم عقلية الجمهور وتحديد معالم آراء أفراده واكتساب رضاءه. والهدف الرئيسي من هذا الكتاب هو إعطاء القارئ فكرة واضحة عن ماهية العلاقات العامة وفائدتها بغرض نشر الوعي بين المؤسسات بأهمية استخدام الطرق الإعلامية المختلفة لتحسين علاقاتها بالجماهير، هذا ويتوجه الكتاب إلى رجال الأعمال وغيرهم من المهتمين بشؤون إدارة الأعمال والذين يشغلون مراكز مديري إدارات العلاقات العامة في المؤسسات البصرية. وبالرغم من أن هذا الكتاب موجه أصلاً إلى المهتمين بشؤون الإعلام فلا شك أنه يلائم طالب إدارة الأعمال ويفي بحاجته لدراسة سياسات العلاقات العامة.