صدر حديثاً عن مركز البحوث والتواصل المعرفي كتاب “الحرب التجارية الأمريكية الصينية: دراسة نظرية”، للكاتب والباحث محمد الصادق، حيث جاء الكتاب في 118 صفحة من القطع المتوسط، متضمناً ستة فصول، إضافة للهوامش وقائمة المصادر والمراجع.
وبدأ الكتاب في فصله الأول بملخص تنفيذي للكتاب كان قد أصدره مركز البحوث والتواصل المعرفي على شكل تقرير، تلاه فصل المقدمة، ثم أوجه التحدي الاقتصادي، وأوجه التحدي الإيديولوجي، فأوجه التحدي المؤسسي والاستراتيجي، بعدها اختتم الباحث بخلاصة الدراسة.
وأكد محمد الصادق من خلال هذا الكتاب أن السنوات القادمة ستشهد هجمة أمريكية ذات أبعاد ثلاثية يمثلها التحدي الصيني الجديد: التحدي الاقتصادي، التحدي الأيديولوجي، والتحدي المؤسساتي والاستراتيجي، وهي محاور سوف تسعى أمريكا من خلالها إلى إيقاف الصعود الصيني داخل حدوده، وقد تشكل الرصاصة الأولى؛ أي: العقوبات الاقتصادية الأخيرة على الصين، أداةً فعالة في يد واشنطن في سبيل إبطاء تقدم بكين تكنولوجياً واقتصادياً، كما شكلت العقوبات الاقتصادية تاريخياً سلاحاً فعالاً في أكثر من معركة خاضتها واشنطن؛ من أجل إضعاف خصومها وإرغامهم على تقديم التنازلات المطلوبة.
ويشير الكاتب إلى أن أمريكا لا تعيش اليوم أفضل مراحلها الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية؛ فعلى المستوى الاقتصادي ضربت أزمة عام 2008م عصب الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى الدَّين العام الأمريكي الذي يشكل معضلة في حدِّ ذاتها، وهي على الأرجح حالة مثيرة لقلق المراقبين الاقتصاديين من ناحية تصاعدها السنوي، إذ يُقدّر حجم الدَّين العام الأمريكي بنحو 21 ترليون دولار، ومعه صعود “اليمين البديل” وقلة الانجذاب في العالم إلى الديمقراطية الغربية، وازدهار الصين دون حاجة إليها.
يمدّنا البحث في هذا الكتاب بمؤشرات عن نهاية سياسة “القطب الواحد”، والتراجع الملموس لقوة أمريكا وتأثيرها الحاسم في مناطق متفرقة من العالم، كالأزمة السورية، والأوكرانية، والجورجية، وما تسيّد اليمين البديل بخطابه وسياسته الانعزالية تجاه حلفاء واشنطن قبل خصومها، إلا دليلٌ دامغٌ على سلامة ما توصلنا إليه من خلاصة، ومعه صعود الصين بشكل متسارع ومتعاظم يثير الدهشة في ظل التراجع الاقتصادي العالمي.
وبيّن الصادق في مقدمة الكتاب أن الصراع الأمريكي الصيني عند نقطة البداية، وقد يمتد لعقد أو أكثر، لذا فإن التسرع بإطلاق حكم نهائي على النتائج لا يفيد في شيء، ويجب مراقبة ساحات الصراع الثلاث بعيونٍ مفتوحة.