شهدت إيران تحولات خطيرة في تاريخها السياسي في القرنين الأخيرين؛ إذ يمكن القول إنّها كانت ساحة مواجهة بين مجموعة من المشاريع السياسيّة الداخلية والخارجية، فعلى صعيد الخارج كانت ساحة تنافس على النفوذ بين القوى الدولية المتصارعة؛ إذ كانت تلك الأطراف تسعى للسيطرة على المجال الجغرافي الإيراني لما له من موقع إستراتيجي ولما فيه من خيرات طبيعيّة، وعلى الصعيد الداخلي شهدت إيران حراكا إجتماعيا وسياسيا بين تيّاراتٍ سياسية بعضها ينبع من الداخل بكل تلاوينه وبعضها ينبع من الخارج ويستقي من مصادره فكره وأهدافه وخطة تحركه، وعلى ضوء ذلك يسعى هذا الكتاب إلى تحقيق الإطلالة على أهم الوقائع التاريخية ذات الطابع السياسي والاجتماعي التي كان لها دور مؤثر في تشكيل الهوية الوطنية الإيرانية وذلك في أربعة عشر فصلا.