قضايا منهجية في حقل الدراسات السياسية: السياسة العامة المقارنة – دراسة لنماذج وتجارب عملية
ملخص
يتبين من خلال تقديم أهم الاتجاهات النظرية للسياسة المقارنة، ضرورة تفكيك وتركيب نظريات هذه الأخيرة من أجل أن يكون هناك فهم واضح وبين ومتكامل لها، حتى يتم وضعها في إطارها المعرفي والعلمي والاجتماعي والتاريخي أيضا، ويبين أيضا قدراتها التفسيرية ومدى صلاحيتها للقيام بدراسة القضايا المتعلقة بالسياسة المقارنة. والواقع إن طبيعة المقارنة وفلسفتها إنما تبين حتمية ثنائية التشابهات والاختلافات بين الدول والأنظمة السياسية ناهيك بالمجتمعات، وهذا هو الدافع الأساسي للقيام بعملية المقارنة: حيث من خلالها تكون هناك مصداقية للنتائج. لكن عملية المقارنة وجب أن تتلافي الوقوع في تبعية معرفية وسياسية للأخر، لأن غايتها هي التواصل بين الثقافات والحضارات والاستفادة منها مع الحفاظ على الخصوصية والاختلاف والتنوع كحالة طبيعية، ويشكل ذلك خطوة ضرورية لتحقيق استخدام إيجابي لها، ومن أجل الوصول إلى تفسير للواقع إلى حد ما يقترب إلى الحقيقة.