ضرورة استيراتيجية للجزائر: الذكاء الاصطناعي… المستقبل اليوم وليس غدا !

تبرز الحاجة إلى ضرورة التمكن من ناصية الذكاء الاصطناعي وتطويره، أو على الأقل الاهتمام بتطبيقاته المتاحة حاليا، نظرا للدور المتعاظم الذي بات يلعبه في حياة البشرية وقدرته العجيبة على تنظيمها تنظيما خلاقا ومذهلا، فقد صار “ذكاء الآلة” يُهمين على الكثير من الميادين موازاة مع نفاذه إلى مختلف مناحي الحياة، متحكما في صيرورتها وتحولاتها، حتى صار الاهتمام العالمي متمحورا حول حياة ذكية تسيرها الخوارزميات و الحواسيب الفائقة التي تمتلك دارات إلكترونية متناهية في الصغر ذات سرعة تحليلية رهيبة، تمكنها من معالجة ملايين البيانات والمعطيات في وقت قصير جدا وبشكل يفوق الخيال، وحتى إنجاز عمليات معقدة للتنبؤ بالسلوك الإنساني و وضع خطط للمستقبل، ما يجعل العقل البشري يقف أمامه صاغرا وعاجزا، رغم كونه هو الذي اخترعها وبرمجها؛ فقد صرنا اليوم نتحدث بكثير من الإعجاب عن الحكومات الذكية التي تدير الشأن العام باقتدار شديد بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي اقتحمت عالم الاقتصاد والصحة والإدارة والأمن والصناعة والتجارة …الخ، مع ظهور منتجات تعتمد عليه أيضا كالسيارات والمركبات الذكية، والروبوتات التي تحاكي ذكاء الإنسان وتتقمص مشاعره، والأجهزة الإلكترونية الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها كثير، حتى أننا أينما أدرنا وجوهنا وجدنا تمظهرا وتجليا لأحد تطبيقات ومنجزات الذكاء الاصطناعي؛ و يشيع هذا الأمر، لا سيما في البلدان الرائدة التي قطعت أشواطا عملاقة في تملُّك هذه التقنيات، والمعروفة بحيازتها على استراتيجيات مدروسة وبعيدة المدى لتطويرها واستخدامها في شتى المجالات، وأهمها على الإطلاق الصين والولايات المتحدة، اللتان تنفقان ميزانيات ضخمة في سبيل تطوير وتمويل البحوث العلمية المتخصصة في هذا المجال، وهما يخوضان لوحدهما منذ سنوات، حربا ضروسا ومحتدمة من أجل الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي والانفراد بالريادة والسبق عالميا، مع تسجيل تفوق ملحوظ للصينيين وريادة نوعية لشركاتهم ومراكز بحوثهم المتخصصة، سواء من حيث نوعية الكفاءات والخبرات العاملة في هذا الميدان، أو من حيث النجاح الذي يتم إحرازه في اختراع تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة ومتطورة، وفوز هؤلاء في مختلف المسابقات الدولية التي يتم تنظيمها حول الذكاء الاصطناعي؛ لذلك فلا غرابة أن تسجل الصين حاليا أكبر عدد من براءات الاختراع على مستوى العالم فيما يتعلق بهذه التقنيات، واستخداما مكثفا لتطبيقاته في شتى المجالات، وقد تجلى ذلك حين أظهرت الحكومة الصينية خلال إدارتها لأزمة جائحة كورونا التي ضربت العالم بقسوة، الكثير من أجهزة الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الجائحة وتطويقها، خاصة من خلال الرقابة الشاملة التي يتيحها الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، والتي تمكن الحكومة من إدارة حياة أكثر من مليار ونصف إنسان من خلال البيانات المتحصل عليها، ضاربة عرض الحائط القواعد الأخلاقية و مبادئ حقوق الإنسان و الحق في الخصوصية، في إطار المراقبة الشاملة التي تنتهجها حكومة بيجين متوسلة بالخوارزميات والذكاء الاصطناعي، متكئة على استيراتيجية وطنية تمتد لسنة 2030، الهدف منها تمكين الصين من أن تكون الرائدة الأولى عالميا في هذا المجال مع السيطرة عليه.

طفرات عملاقة

ويعرف ميدان الذكاء الاصطناعي انفجارا هائلا ونموا متسارعا جدا، لا يمكن اللحاق به بسهولة بالنسبة للدول التي لازالت تفتقد للرؤية المستقبلية، فخلال خمسين سنة عرف هذا المجال قفزتين نوعيتين، بحيث تمثل كل واحدة على حدة، عصرا تقنيا جديدا بالنسبة للبشرية، فقد انتقل الذكاء الصناعي من الواقع الافتراضي إلى الواقع المعزز، ويبدو أنه سيصير هو الواقع نفسه خلال السنوات القليلة القادمة، و سيصير مشهد الروبوتات وطائرات “الدرونز” في حياتنا مألوفا بسبب كثافة وجودها واستخدامهما، كما ستقتحم الأنظمة المعلوماتية التي يسيرها الذكاء الاصطناعي كل صغيرة وكبيرة في مختلف المجالات، بما يقود إلى تحسين عيش الإنسان وتذليل الكثير من العقبات والمشاكل التي تمثل في الراهن معضلات حقيقية وعصية على الحل، فالإنسان يبقى بؤرة الاهتمام الأولى بالنسبة لمطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى في تفاصيل لا نلقي بالا لها، كالتنكيت والفكاهة مثلا، حيث أظهرت دراسة قام بها علماء من جامعة “هارفارد” أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إضحاكنا وتسليتنا من خلال مقدرته على توقع النكات التي سوف تجعلنا نضحك، وبصورة يتفوق من خلالها على البشريين الأقرب إلينا، كالأصدقاء أو الأزواج مثلا؛ كما تمكن باحثون آخرون من تطوير خوارزميات له القدرة على التنبؤ بسلوك المساجين المفرج عنهم و توقع حالة العود إلى ارتكاب ما سُجنوا بسببه أو العكس. ولعل هذه الطفرة المشهودة تظهر أيضا في التعريف الذي أعطي لمفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي تطور و تحول منذ ظهوره سنة 1955 على يد عالم الحاسوب الأمريكي ” جون مكارثي” من تركيزه على الآلة باعتباره علم هندسة وصنع آلات ذكية، إلى التركيز على محاكاة الإنسان، باعتباره، كما عرفه العالم “آلان بونيه”، علم يهدف إلى فهم طبيعة الذكاء الإنساني عن طريق عمل برامج للحاسوب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني المتسم بالذكاء؛ لذلك ظهرت بعض المخاوف تنتشر في أوساط المفكرين والفلاسفة المتوجسين من التطور الرهيب الذي يعرفه ميدان الذكاء الاصطناعي، لا سيما بعد التسارع المحقق في تقنيات التعرف على الوجه و تعلم الآلات و التعلم العميق (Deep Learning) وقدرتها الفائقة على اتخاذ قرارات ومواقف لوحدها دون تدخل أي طرف بشري، وتطوير سلوكاتها وردود أفعالها بناء على مراكمة الخبرة؛ وفوق ذلك نقل كل ما تعلمته للآلات الأخرى المرتبطة بها في إطار شبكي، وهو أمر يستبعده مفكرون ومختصون آخرون لاعتقادهم أن تحقيق ذلك يتطلب فترات زمنية طويلة، وأن أوان سيطرة الآلة مازال بعيدا ولا يشكل أي تهديد للبشر في المستقبل المنظور، بل الخطر كله مقرون بالعقول الشريرة التي تستخدم هذه التقنيات، في ظل وجود مخاوف حقيقية تحوم حول توظيف الذكاء الاصطناعي في الحروب الواقعية والسيبرانية، التي ستندلع مستقبلا وتلوح أماراتها في الأفق، خاصة بعد لجوء بعض الجيوش إلى إيجاد فيالق إلكترونية توظف أنظمة أسلحة يسيرها الذكاء الاصطناعي، من روبوتات و آليات و أسراب من طائرات الدرونز وصواريخ ذكية وغيرها.

يوتوبيا متبددة
مقابل اليوتوبيا التي يحلم بها الكثيرون، والتي تنشد مستقبلا ذكيا وحياة مريحة يسيرها الذكاء الاصطناعي، بدأت الكثير من الأطراف في الأوساط الفكرية والتقنية، تتوجس خيفة من هذا المستقبل الذي سيتيح الذكاء الاصطناعي مزيدا من آلات الفتك بالإنسان، وتطوير قدرات الجيوش القتالية وتحسين طرق إدارة الصراعات الاقتصادية و المعلوماتية والفضائية بذكاء الآلة، ضمن حروب “الجيل السادس” بتعبير الجنرال الروسى “فلاديمير سليبتشينك”، حيث ستدار جميع هذه الحروب بأنظمة ذكية وستحصد نتائج ذكية أيضا؛ ولعل هذا ما جعل “إلون ماسك”، وهو الرئيس التنفيذي لشركتي “تيسلا” و”سبيس إكس” وأحد رواد تقنيات الذكاء الاصطناعي، يدق ناقوس الخطر ويكشف عن مخاوفه في تغريدة كتبها سنة 2017 موجها إياها في ذلك الحين، على الأرجح، إلى الرئيس السابق ” دونالد ترمب” الذي كان منشغلا بالصراع مع كوريا الشمالية، حيث قال بالحرف الواحد: ” إن خطر الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من الخطر الذي تشكله كوريا الشمالية”، وهو إلى اليوم يطالب بضرورة تنظيم هذا الميدان ويحذر من الأخطار التي قد تأتي من الذكاء الاصطناعي، لأن الأمر لم يعد مرتبطا بالخيال العلمي بقدر ما هو واقع حقيقي على وشك التكون، وستكون الغلبة في كل الصراعات لمن يتحكم في أنظمة الذكاء الاصطناعي ويطورها و يوظفها بكثافة في إدارة مختلف العمليات، ويأتي بتقنيات مبتكرة وجديدة في هذا الميدان لفرض سيطرته وتفوقه، من ذلك تكوين كتائب من الروبوتات المقاتلة الذكية، وطائرات الدرونز المتناهية الصغر التي تمتلك قدرة تدمير كبيرة، بل و وصل الأمر بالصين مثلا إلى قفز خطوة متقدمة بتطويرها لنوع من طائرات الدرونز التي بإمكانها اصطياد الدرونز المعادية، في حين صار شائعا اليوم توظيف روبوتات الأنترنت الذكية والخوارزميات المطورة لشن هجمات سيبرانية وسرقة المعلومات الاستيراتيجية أو تدمير الأنظمة المعلوماتية للأشخاص والدول المستهدفة، ويزيد هذا الخطر مع التطور الحاصل في تقنيات “الزيف العميق”(deep fake) الذي يقود إلى التلاعب بالرأي العام على منصات التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام، والتحكم فيه لأغراض تخريبية أوشريرة، بشكل يجعلنا نفقد الثقة فيما نشاهده ونسمعه ونقرأه، أو بتصديق الأخبار الكاذبة (fake news) التي يتم تصنيعها بشكل لا يمكننا تمييزها عن الحقيقية في ظل انفجار المحتوى المزيف، الموجهة بعناية للتلاعب بالرأي العام داخل الدول المستهدفة.

في المجال الأمني والعسكري، لم يعد خافيا على أحد أن معايير القوة والسيطرة قد تغيرت بعد أن أقحمت الجيوش والأجهزة الأمنية تقنيات الذكاء الاصطناعي في ميادين عملها، والتي تمكنها من تحقيق الغلبة والتفوق دون أن تخسر أفرادها كما هو شائع في الحروب التقليدية، من توظيف مكثف للروبوتات والطائرات الذكية التي تدمر أهدافها وهي على بعد آلاف الأميال من مركز تحكم في أقاصي الأرض، ويعد المستقبل أيضا بتغيير مذهل في تركيبة الجيوش الحديثة، حيث تعمل الكثير من المختبرات على تزويد العسكريين بأنظمة ذكاء متطورة لتحسين أدائهم وتزيدهم بقوة لا تقهر، تجمع بين قدرات البشر والآلة، أو ما يصطلح عليه بالسايبورغ (Cyborg)، كما تعكف أخرى على ابتكار روبوتات مقاتلة قادرة على خوض الحروب الطويلة دون هوادة، والتعامل مع العدو بذكاء والتعرف عليه أيضا وتحديد الأهداف بدقة وإطلاق النار عليها، وغيرها من التقنيات المعروفة والمجهولة لدينا التي لم يكشف النقاب عنها لطابعها السري والمستقبلي.

رهانات وتحديات

في شهر أفريل 2021، وافق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على إنشاء مدرسة عليا للذكاء الاصطناعي وأخرى للرياضيات، بموجب مرسومين رئاسيين، وهي خطوة وإن جاءت متأخرة مقارنة بتجارب دول عديدة في هذا المجال، إلا أنها تعبر عن استفاقة صانع القرار الجزائري وإدراكه للأهمية القصوى التي بات يحوزها الذكاء الاصطناعي في تقدم الأمم وصناعة نهضتها والتأثير الإيجابي على حياة الشعوب، فدولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، أنشأت وزارة مستقلة للذكاء الاصطناعي ضمن طاقمها الحكومي، و وضعت برنامجا وطنيا يرتكز حسب الموقع المخصص له على الشبكة العنكبوتية، على استيراتيجية وطنية متكاملة تهتم بدعم قطاع الذكاء الاصطناعي و الروبوتات والتعاملات الرقيمة وغيرها من التقنيات ذات العلاقة، وتضمن مبادرات وبرامج حكومية وخاصة تخدم جميع القطاعات الحيوية في الدولة، ومنها مبادرات مجتمعية وخدمية وحكومية وتطويرية وأمنية، تخلق سوقا جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.

ولأن الجزائر تواجه تحديات ورهانات كبيرة ومتجددة، ما تنفك تزداد يوما بعد يوم داخليا وخارجيا، فقد بات من الضروري توسيع الرؤية والإسراع في وضع استيراتيجية بعيدة المدى للذكاء الاصطناعي وتطوير التشريعات القانونية الخاصة به، على الأقل في المجالين الاقتصادي والأمني، وهما من أكبر التحديات التي تواجهها، فمن شأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوير المجال الاقتصادي والتحكم فيه، من خلال الرقمنة والتخطيط القائم على استغلال المعطيات والمعلومات الاقتصادية ومعالجتها ببرامج ذكية لها هامش أخطاء صغيرة جدا، فتقنية الذكاء الاصطناعي باتت تبشر بتخطيط اقتصادي مركزي أفضل، وهو ما أشار إليه “جاك ما”، مؤسس شركة “علي بابا” الصينية العملاقة للتكنولوجيا، والتي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال، إلى جانب غوغل وأمازون وغيرهما، فمع توفر المعلومات الكافية، تستطيع السلطات المركزية توجيه الاقتصاد من خلال التخطيط والتنبؤ بقوى السوق، وهذا ما نحتاجه نحن أيضا.

الذكاء الاصطناعي والتنمية الشاملة

و إذا كان الذكاء الاصطناعي يستجلب الكثير من “التطوير” و”التثوير” للاقتصاد الوطني، فإنه أيضا يعد بقفزات نوعية في الرعاية الصحية والتعليم وبقية القطاعات الاستيراتيجية، والاستلهام من تجارب الأمم الأخرى والبناء عليها لامتلاك برنامج وطني للذكاء الاصطناعي بات ضروريا لتحقيق تنمية شاملة، مثلما هو حاصل في الصين التي تمثل نموذجا في ذلك ، رغم عدم إيلائها أي اعتبار للخصوصية والاحترازات القانونية الأخرى، فقد أبان وثائقي بثته قناة ” دويتشه فيله DW” الألمانية، تحت عنوان “ما هي قدرات الذكاء الاصطناعي” عن عالم مثير للإعجاب في هذه الدولة، بحيث أن التخطيط المركزي في إحدى مدنها الاقتصادية الذكية المزدهرة ( Smart City)، وهي مدينة “شنزن” التي تحصي 12 مليون ساكن، يخضع في تسييره بالكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن مشروع طورته شركة “هواوي” العملاقة ، حيث تعرض الشاشة العملاقة الذكية في مركز التحكم، البيانات المتعلقة بكامل المدينة بشكل مباشر، فتظهر أعداد السكان والمواليد الجدد في كل حي وعدد الأسرة في المستشفيات وعدد المرضى والأطباء، وذلك بغرض تخطيط المدارس ومعرفة مستويات المياه وحالات انقطاع الكهرباء والحالة الصحية العامة، كما يرصد نظام المراقبة الذكي الذي يقوم بمسح أي منطقة في المدينة، جميع المخالفات المتعلقة بالعمران وحتى تلك المتعلقة بالنظافة داخل المطاعم العامة، أما مخالفات المرور فيتم رصد كل مخالف بسهولة وتحديد وخفض تنقيطه كمواطن مما يعرضه للحرمان من بعض الخدمات أو الامتيازات المجتمعية؛ وهذه المعلومات والبيانات الضخمة يتم تجميعها وتقييمها من طرف تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف جعل المدينة تعمل بكفاءة أكبر مع تحقيق شفافية تامة من أجل مجتمع فعال.

ضرورة ملحة

ولأن العالم يسير بسرعة “أسية” في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع إحرازه للكثير من التطورات المذهلة في كل المجالات، فإن هذا الأمر يقودنا إلى ضرورة تغيير الذهنيات والإسراع في وضع استيراتيجيتنا الوطنية للذكاء الاصطناعي التي يصوغها علماء ومتخصصون، واستتباع ذلك بجعل القضية شأنا عاما، ينخرط فيها الجميع لا سيما الأطفال والشباب والمواهب والكفاءات العلمية المتخصصة، من خلال تشجيع المبادرات والابتكارات في هذا الميدان وإنشاء جوائز ذات قيمة عالية للمتفوقين والرواد، و استقطاب الكفاءات الجزائرية و خلق بيئة محفزة لشركات التكنولوجيا، و بعث نظام تعليمي يتماشى مع مقتضيات العصر، خصوصا طريقة تدريس مادة الرياضيات التي تعتبر المحرك الدافع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحبيب الناشئة في تعلم هذه المادة بتحويلها من مادة جافة و مملة كما هو رائج حاليا، إلى مادة يتم تعلمها بشغف وحب مع الإبداع في طريقة تعليمها، مع إنشاء متاحف عامة ومختبرات للذكاء الاصطناعي، والحرص على تطوير التشريعات الخاصة بهذا المجال وغيرها كثير من التحفيزات والخطط التي تجعلنا نلج المستقبل من خلال بوابة الذكاء الاصطناعي، بخطى ثابثة ورؤية سياسية صائبة، تجعلنا لا نتأخر عن الركب الحضاري بسنوات ضوئية، و تحصننا، وهذا الأهم، من المخاطر المحدقة مستقبلا بالدول والمجتمعات التي لا تمتلك مثل هذه التقنيات والبرامج المتقدمة، وفي عالم لا يُعذر فيه الجاهل بجهله.

Please subscribe to our page on Google News

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 15380

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *