هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت من عام 1987 والرئيس المؤسس للجامعة الأميركية في الكويت (2003 -2006). نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة تكساس في أوستن في عام 1987 والبكالوريوس من جورج تاون. وهو في الوقت نفسه قائد الكتيبة الطلابية لحركة فتح من (1975-1981) في بنت جبيل وصاحب مسار نضالي مهم داخل الحركة الوطنية الفلسطينية. رغم بطولية ترك الدراسة في أميركا والتخلي عن الحياة المدنية الرغيدة في الكويت والالتحاق بالعمل العسكري، فسردية الغبرا خالية تقريباً من الاستعراض وعفوية حميمية لأحلام ذاتية ولجيله في آن واحد. وهي أيضا سردية صادقة لانحراف مشروع الكفاح المسلح الفلسطيني وحتى المشروع الوطني واستشراء الفساد فيهما. لقد انتقد الغبرا العمل الفدائي الذي لا يتعامل مع البيئة الاجتماعية المحيطة به، وكيف أنه استفز أهل الجنوب اللبناني.
حضر هنا عمل عن النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت جاء في (342 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من عشرة فصول. في الفصل الأول: الاقتلاع والشتات: مدخل نظري، يقدم الكاتب شفيق الغبرا جانبًا مهمًا وغير موثَّق من جوانب الشتات الفلسطيني وممراته المعقدة، مركزًا على دور الروابط على مستوى العائلة بالتحديد، وعلى مستوى علاقات القرية والبلدة، في الحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني وإعادة بنائه وصوغه في بلدان جديدة. كما يتوقّف عند مفهوم اللادولة الذي يتحكّم بالوضع الفلسطيني، ويناقش طبيعة المجتمع الفلسطيني العائلي الذي اقتُلِع من جذوره في عام 1948، ليجري مراجعة للأدبيات النظرية من قسمَين: العائلة كوحدة اقتصادية اجتماعية؛ والهجرة من الريف إلى المدينة في سياق التكتيكات التي يلجأ إليها المهجّرون في أحوال مشابهة بدافع التأقلم والحفاظ على الذات.
في الفصل الثاني: 1948: في البداية كانت النكبة، يروي المؤلف الخروج القسري الفلسطيني من الديار بعد نكبة عام 1948، والتشتت الفلسطيني بعدها الذي بحسبه طبع مرحلة مطوّلة من التشرّد طالت العائلات الفلسطينية كلها، فترك الواقع الجديد لحياة اللاجئين ندوبًا عميقة. يقول: “كان لمجزرة دير ياسين، في 9 نيسان/ أبريل 1948، والتي حصلت في إطار عمليّات «خطة داليت»، وقع الصدمة على الفلسطينيين. في الواقع، خلال أسوأ النزاعات بين العرب الفلسطينيين واليهود في فلسطين، حافظت دير ياسين على روابط اقتصادية قوية مع المستوطنات اليهودية المجاورة. لم تقع أي حادثة عنفية بين سكان دير ياسين والصهيونيين. لذلك نشرت المجزرة الخوف والهلع في القرى والبلدات الفلسطينية كلها، والشعور الذي تعزّز بعد الإدراك بأن الدعم العربي لن يأتي قريبًا”.
في الفصل الثالث من كتاب النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت، وهو بعنوان: النخبة المهجَّرة، كانت الخطوة الأولى للفلسطينيين بعد دمار النكبة الفلسطينية لململة جراحهم وعائلاتهم والعثور على عمل يسمح لهم بتحمّل أحوال اللجوء الجديدة. فكانت البلدان العربية الخيار الأكثر منطقية نظرًا للتجاور الجغرافي والتشابه في الثقافة واللغة. كانت الكويت إحدى هذه الدول فقصد مئات من نخبة الفلسطينيين المتعلّمين أصحاب الخبرة. وليس غريبًا أن تكون الكويت المكان الذي تقصده مجموعة نوعية من الفلسطينيين، إذ كانت الأكثر انفتاحًا في منطقة الخليج في ذلك الزمن، والأكثر قومية وعروبة واستعدادًا للتقدّم والنهوض منذ عقود ما قبل النفط. ويروي الغبرا أيضًا كيف تكوّن مجتمع فلسطيني جديد في الكويت، والدور الذي أدته النخبة الفلسطينية في تطور هذا البلد.
في الفصل الرابع: النخبة المُهجّرة: التماسك العائلي – المرأة والهوية الوطنية، يقول المؤلف إن الأولوية القصوى بعد النكبة الفلسطينية للوافدين الأوائل كانت إنقاذ أفراد العائلة من المعاناة، “وكان الدافع إلى توجّههم إلى الكويت وإلى أماكن الشتات الأخرى هو شعورهم بالمسؤولية حيال عائلاتهم في المقام الأول. كان يقع على عاتقهم جميعًا توفير ضروريات الحياة لأهلهم. وأرادوا أيضًا أن يتابع أشقّاؤهم وشقيقاتهم تحصيلهم العلمي بعدما توقف بسبب الحرب. وهكذا، بدأوا بعد وصولهم إلى الكويت يُرسلون بانتظام قسمًا كبيرًا من أجورهم إلى عائلاتهم في الأردن أو سورية أو لبنان أو مصر، وفي غزّة والضفة الغربية والقدس. فلولا سياسة التماسك العائلي، لما كان هناك وجود فلسطيني جماعي”. وبذلك، لم يُقطَع الشتات الفلسطيني كليًا عن الوطن الأم، لأن ما يزيد على 50 في المئة من الفلسطينيين يعيشون في فلسطين، بينما نسبة كبيرة تعيش على تخومها في الدول المحيطة.
في الفصل الخامس: عرض الغبرا لنكبة الفلاحين والشتات، إن الفلاحين الفلسطينيين شكلوا المجموعة الكبيرة الثانية التي وصلت إلى الكويت في مطلع الخمسينيات. وهم عانوا كثيرًا، وكانت وسيلتهم الأساسية للبقاء في العاصمة الكويت قوّتهم الجسدية التي اكتسبوها من العمل في الأرض، فاستخدموها في أداء وظائفهم اليدوية. لكن من أجل النجاح في الكويت ومواجهة التحدّيات التي تعترضهم، كان عليهم تغيير الكثير من أساليبهم القديمة، فعملوا بجهد أكبر كثيرًا مما تقتضيه أي وظيفة في الزراعة في فلسطين قبل النكبة الفلسطينية. كما اضطُروا إلى قبول وظائف متدنّية المكانة في فلسطين مثل السمكرة. وقد امتحن سعيهم إلى البقاء والصمود عددًا كبيرًا من مفاهيمهم عن العمل والمكانة والأسرة والشباب. ويكتب المؤلف: “البُعد الأهم في هذه التجربة للريفيين الفلسطينيين ارتبط بمقدرتهم على التفاعل وطنيًا مع النخبة المتعلّمة التي سبقتهم إلى الكويت، وقد أدّى هذا التفاعل إلى نشوء بنيان اجتماعي اقتصادي معنوي فلسطيني جديد؛ هكذا تطوّر الشتات الفلسطيني الأول”.
في الفصل السادس: العائلة: كيان عابر للأوطان، يجد الغبرا أن العائلة الفلسطينية ستتطوّر في قلب هذا الشتات بصفتها منظومة عابرة للأوطان. لقد أدّت الحوادث الفريدة التي عصفت بالفلسطينيين إلى تشتّتهم وأثّرت في العائلة، فاستقرّت في مجموعات في بلدان الشتات المختلفة. وتحوّل العائلة الموسَّعة “كيانًا عابرًا للأوطان، مشتَّتًا في أنحاء الشرق الأوسط المختلفة وفي أفريقيا وآسيا والعالم الغربي، جعل الحفاظ على تضامنها تحديًا كبيرًا. ففي العائلة الفلسطينية منذ عام 1948 سوف يتطوّر وضع جديد. كل عضو في هذه العائلة سيحمل أوراقًا ثبوتية مختلفة، ما يعني جنسيّة مختلفة بعد مدة من الزمن. في العائلة العربية يصعب بشكل خاص على الأهل الانفصال عن أبنائهم وبناتهم البالغين، لكن في الحالة الفلسطينية أصبح الابتعاد والسفر والبحث عن الفرص والتشتت في بلدان العالم هو الأساس”. في هذا الإطار، يبحث المؤلف في حالات عائلات ثلاثة: قمر وسمور وأبو الجبين.
يتناول الغبرا في الفصل السابع: الشبكات العائلية: الديناميات الاجتماعية والبقاء، شبكات العائلة الفلسطينية بعد عام 1948. ويحاول أن يشرح الوظائف والأنماط السلوكية التي تظهر لدى الشبكات العائلية الفلسطينية في الكويت وفي العالم العربي والعالم الأوسع، وأن يحلّل العلاقة بين هذه الشبكات والقرى والمدن التي انبثقت منها في ظلّ امتداداتها في بلدان أخرى وفي الأراضي المحتلة. فقد أصبحت العائلة الفلسطينية بعد عام 1948 عالمًا معقَّدًا من العلاقات والشبكات المتفاعل بعضها مع بعض ومع البيئات التي وفدت إليها، واتّبعت كل عائلة استراتيجيات وظّفت العلاقات الممكنة كلها لتعزيز قدرتها على الصمود في وجه اللجوء. وعبر القيام بذلك، أدّت العائلة الفلسطينية دورًا مركزيًا في بقاء الفلسطينيين كمجموعة.
في الفصل الثامن: استراتيجيات التأقلم الاقتصادية والاجتماعية، يبحث المؤلف في صناديق القرى والبلدات انطلاقًا من خلفية سكان القرى والبلدات الفلسطينية والمهن التي يشغلونها. وهو اختار حالات تمثيلية لصناديق تشمل فلسطينيين من مناطق جغرافية مختلفة، ومن القرى والبلدات، ومن المجتمعات البدوية كما وُجدت وازدهرت في الكويت لغاية عام 1990. فحتى ذلك العام، حافظت الهيكلية غير النظامية للفلسطينيين في الكويت على الزخم لإعادة بناء روابط التضامن الفلسطينية بين العائلات وأبناء القرى والبلدات. وعندما ترسّخت الروابط على مستويَي القرية والبلدة، شكّلتا، إلى جانب العائلة، منظومة للبقاء والدعم. لكن مع تعاظم الضغوط المترتّبة عن الشتات المعقّد وتزايد أعداد أبناء القرى والبلدات في الكويت، طرأت الحاجة إلى آليات نظامية لتأمين استمرارية الشبكة غير النظامية، فصعدت جمعيات القرى والبلدات التي أُنشِئت لتلبية الحاجات الاقتصادية والاجتماعية للناس.
في الفصل التاسع: غزو العراق للكويت والفرص الضائعة، يرى المؤلف أنه كان من الممكن للفلسطينيين في الكويت اتخاذ موقف حيادي منذ بداية الأزمة، كما فعل الأرمن إبان الحرب الأهلية في لبنان، إلا أن الأمر كان صعب التحقيق؛ بل يمكن الجزم باستحالته في ظلّ العوامل الإقليمية والخارجية والعراقية التي سادت حينذاك. فالعوامل الخارجية، كموقف منظمة التحرير الفلسطينية والأردن والسياسة العراقية التي استهدفت الفلسطينيين في الكويت، كلها صبّت في إعطاء الجالية الفلسطينية في الكويت بعدًا لا يعبّر عن حقيقة موقفها. ويقول: “سعت أطراف فلسطينية رئيسة داخل الجالية الفلسطينية في الكويت لتفادي الدخول في مستنقع تأييد النظام العراقي، وسعت أيضًا لتفادي استخدام الجالية الفلسطينية في الكويت بحيث تتحوّل إلى أداة ضدّ الشعب الكويتي”. في الإطار العام بقيت الجالية الفلسطينية في معظم تشكيلاتها وأفرادها خارج المعادلة، متأثرة سلبًا بالغزو الذي قام به صدام حسين وكارهة له في الوقت نفسه. لكن الصوت الأعلى كان في خارج الكويت، وبين فئات مختلفة من الفلسطينيين، ما أدّى إلى تشويه الصورة.
في الفصل العاشر والأخير من كتاب النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت، وهو بعنوان: إعادة إنتاج الشتات الفلسطيني والمستقبل، يتناول المؤلف العلاقة بين الفلسطينيين والكويتيين بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، محاولًا بناء علاقة جديدة بين الشعبين، بعدما تضررت بفعل الأزمة. يختم الغبرا هذا الفصل بالقول: “ولئن شعر وسطاء الخير من كلا الطرفين الذين نادوا بضبط النفس والتعايش بأن مساهماتهم قد ضاعت وسط ضوضاء الأزمة، فإن تراثهم وتراث ناشطي حقوق الإنسان في كلا المعسكرين قد كان لهما تأثير مباشر في الأزمة برمتها؛ إذ لولا وجود فلسطينيين مناهضين للاحتلال ورافضين للتعاون لارتفع عدد المتعاملين منهم مع سلطات الاحتلال، ولبلغت حدة الأزمة بين الكويتيين والفلسطينيين مستويات أكبر في أثناء الاحتلال. وبالمثل، لولا وجود كويتيين ناشطين في مجال حقوق الإنسان، ولولا ضبط النفس على مستويات قيادية حكومية في الكويت، لارتفع عدد الفلسطينيين ممن تعرضوا للأذى بعد التحرير. إن البعد الإنساني الذي يوفّره أفراد مثل هؤلاء في أوقات الحروب والأزمات يمكن أن يُستخدم كأساس لبناء الصلح الأهلي بين المجتمعات المتصارعة”.
قد تكون قلَّت كتابات الأكاديميين العرب عن حياتهم العامة وعن دورهم في الفعل السياسي والاجتماعي. وقد يقل العدد أكثر عندما نتناول الأكاديميين الذين كانت لهم التزامات وطنية وقومية بما فيها حمل السلاح. شفيق الغبرا (2012) من خلال مذكراته حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات هو واحد من هؤلاء.
تجربة “جهاد”، الاسم الحركي للغبرا وظِلِّه الذي سوف يرافقه طوال حياته، غنية في كل المواقع من الجبل إلى الجنوب ومن العرقوب إلى بيروت. تجربة كلها داخل السرية الطلابية، والتي أصبحت فيما بعد كتيبة الجرمق. أهمية هذه السرية هو في تميزها بخط أخلاقي وسياسي وفكري إيديولوجي يساري (سماه البعض ماوياً) ذي امتدادات في الأراضي المحتلة (من خلال لجنة 77 للقطاع الغربي) وفضاءات عربية أخرى. ستصبح هذه السرية بسبب ذلك مغردة خارج السرب الفتحاوي. فهي التي ستقوم بالفصل بين الفرقاء المتقاتلين: حركة أمل والقوى الوطنية بما فيها “فتح”. أروع ما كتب “جهاد” حول معركة بحمدون بين القوى الوطنية وسورية وكيف كان التحليل السياسي الصائب بأن التناقض الرئيس هو مع العدو الصهيوني وليس مع الأنظمة العربية (وهذا ربما من وحي أدبيات منير شفيق- منظّر هذه الكتيبة- حول التناقضات الأساسية والثانوية) ولذا كان يجب تأخير وصول الجيش السوري إلى بيروت بانتظار اجتماع القمة العربية وإعادة تصويب الدور السوري آنذاك، من خلال دوره كقوة ردع. وكيف أن السرية قد منعت السرقات من أهالي بحمدون من القوى الوطنية بما فيها من كتائب فتحاوية أخرى. تجربة تمتزج فيها الجسارة العسكرية بقصص تضحيات رفاقه الذين سقطوا على الدرب وما أكثرهم بمن فيهم الكتاب والأدباء والفنانون.
يذكرنا “جهاد” بأسماء كانت من هذه الكتيبة وأصبحوا أعلاما كمعين الطاهر وهاني فحص ويزيد صايغ وأنيس النقاش وعادل عبد المهدي (أصبح لاحقا نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي) ومحمود العالول، ومحجوب عمر الذي اعتدت على لقائه كثيرا عندما كنت باحثا في مركز البحوث الفرنسي في مصر (السيداج).
هذه الذكريات النازفة هي ضرورة لإعادة الاعتبار لأبطال سطروا بتضحياتهم المشروع الوطني الفلسطيني وقل ما كتب عنهم، فهم قد استشهدوا في حقبة لا إنترنت ولا فيسبوك ولا تويتر بها. لم يسرد “جهاد” بعين فدائي مقاتل فقط، بل أيضاً بعين أكاديمي نقدي، حيث شكلت مذكرات الغبرا إضافات نوعية على ما كتبه معين الطاهر (الطاهر، وآخرون 2015)، وفتحي البس (2008) وأطروحة دكتوراه نيكولا بويار عن تجربة السرية الطلابية. ولعلها أكثرها نقدا للإخفاقات والتحولات التي أصابت الثورة الفلسطينية من تجربتها العسكرية إلى السياسية.
ينهي الغبرا ذكرياته بالحديث عن زيارته مع زوجته تغريد، التي رافقته في تجربته كـ”جهاد”، وأبنائه لجنوب لبنان، وبالتحديد الى القلعة الأسطورية قلعة شقيف، وكذلك تلال مارون الراس في 2002: “في بنت جبيل وقفت على تلال مارون الراس وتذكرت أبو خالد، وحسان، وأبو وجيه وبشار وبلال ودلال المغربي.. وعشرات برزت وجوههم أمامي من دون أن أفهم سرعة ومضات وجوههم وسرعة اختفائها، وقفت أتساءل تغالب عينيّ الدموع ..: هل وقع هذا أم كان مجرد حلم لم أفق منه بعد؟ هل وقع كل هذا في حياتي ومعي ساعة بساعة؟ وهل سألتقي يوما بكل هذه الأرواح البريئة والمتوقدة التي سقطت شابة على الدرب في طريق شائك؟”.
نشط الغبرا في الانتفاضات العربية ما بعد 2011 ينادي بالديمقراطية والإصلاح السياسي كخيارات وحيدة للعالم العربي ورافق هذه الانتفاضات بحس نقدي وتأملية ذاتية عالية بكتابات في صفحات الرأي والمناقشات في الفضاء الإعلامي بالإضافة الى الكتابات الأكاديمية التأملية ذات النفس الطويل والمتأني.
يبقى أن مذكرات الغبرا هي سيرة غير ذاتية، فهي تخص جيلاً كاملاً من الذين عاصروا نكسة 1967 والتي يسميها “لحظة جيلي المصيرية” ومرحلة الكفاح المسلح. وهي أيضًا سيرة غير موضوعية، سيرة أكاديمي يلتقي في فضاء حياته الخاص بالعام، فالقضايا الفكرية التي دافع عنها قد شفعت دائمًا بأحداث من حياته تبين كيف ترجمت همومه الفكرية والسياسية (العامة) نفسها إلى أحداث محددة في حياته الشخصية (الخاصة).