الخلاصة
ركز البحث على تأثير الفاعل الرقمي في العلاقات الدولية، والتعريف بها وبيان أسباب اعتمادها، ومدى قدرة الفاعل الرقمي على حسم الصراعات الدولية في النسق الدولي بين الوحدات الدولية والفواعل اللادولاتية، بعد الارتكاز على القواعد والمسلمات العلمية، لاسيما ما أحدثته الرقمنة والثورة الإلكترونية من الانكشاف الاستراتيجي الشامل في العلاقات الدولية ليكون عنوان جديد في معاجمه وقواميسه، ومن هنا سيجيب البحث عن التساؤل الأساسي الآتي: هل يمكن للفاعل الرقمي أن يفسر لنا حراك العلاقات الدولية في ظل الفضاء السيبراني الذي أوجده التغيير الدولي؟ فازدادت أهمية الفاعل الرقمي مع تواتر استخداماتها من قبل القوى الفاعلة في العلاقات الدولية بتحفيز المقاربات العلمية والمعرفية للاستجابة للسيطرة والهيمنة على الفضاء السيبراني، ويسلط البحث الأضواء على الإشكالية التي تتمحور حول مسالة مهمة وهي إن العلاقات الدولية تعاني من تضاد نظري بين أنصار الفاعل الرقمي وأنصار فواعل القوة التقليدية. ولحل تلك الإشكالية تطلب تبنى الفرضية الأتية: (( كلما قامت الدول بتوظيف مخرجات الفاعل الرقمي في علاقاتها الدولية… كلما ازدادت إمكانية السيطرة على الفضاء السيبراني العالمي، وبالتالي تحقيق التغيير المنشود على ارض الواقع وفي مقدمته الواقع الافتراضي))، ولحل الإشكالية ولإثبات الفرضية، ولتحقيق متطلبات البحث، استخدمنا المنهج الوصفي الذي يركز على وصف تأثير الفاعل الرقمي على العلاقات الدولية الذي يثيره موضوع البحث، والتطرق إلى اهم ضرورات وحاجات الأمن المعلوماتي في التفاعلات الدولية، لاسيما الفجوة العلمية التي جعلت فوارق بين الدول معلوماتياً، فالميزان الدولي لاسيما في القرن الحادي والعشرين يقاس على التفوق المعلوماتي في مختلف المجالات وليس فقط من منطلقات القوة التقليدية .