هدفت هذه الدراسة إلى بيان الدور الذي تلعبه نظم المعلومات بمتطلباتها (الموارد المادية، الموارد البشرية، قواعد البيانات، البرمجيات، الشبكات، النظم والتطبيقات، المتطلبات التنظيمية، تكامل النظم) في بناء المنظمات الذكية بأبعادها الإدارة الإلكترونية، بلوغ الغايات، العمليات الذكية، التعامل مع البيئة، الذكاء الجماعي، الرغبة في التغيير) من وجهة نظر العاملين في ديوان عام مصلحة الجمارك
ولتحقيق أهداف الدراسة واختبار فرضياتها والوصول إلى النتائج: استخدم المنهج الوصفي التحليلي، حيث تكون مجتمع الدراسة من موظفي ديوان عام المصلحة البالغ عددهم (950) موظفة، واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع البيانات حيث وصل حجم عينة الدراسة إلى (۲۷۶) مفردة بحسب جداول کریجیسی ومرجان عند مستوى ثقة (1995)، ولمزيد من الدقة في الحصول على العينة المطلوبة والتمثيل الحقيقي لمجتمع الدراسة جرى توزيع (۲۹۰) استبانة بطريقة عشوائية بسيطة، حيث تم استرداد (۲۷۳) استبانة استبعد منها عدد (۳) استبانات؛ نظرا لعدم تحقق الشروط المطلوبة للإجابة، وبذلك يصبح عدد الاستبانات السليمة القابلة للتحليل الإحصائي عدد (۲۷۰) استبانة بنسبة (۹۳٪)، وهي نسبة مناسبة لإجراء المعالجات الإحصائية عليها بواسطة عدد من الأساليب الإحصائية المناسبة ضمن برنامج الحزم الإحصائية SPSS.
توصلت الدراسة لعدد من النتائج لعل أبرزها: وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين نظم المعلومات وبناء المنظمات الذكية حيث ساهمت نظم المعلومات في خلق نكاء منظمي في مصلحة الجمارك وبنسبة متوسطة، فيما تعانى مصلحة الجمارك من عدم توفر بعض متطلبات نظم المعلومات اللازمة لتعزيز بناء المصلحة الذكية، حيث كان بعد المتطلبات التنظيمية أقل أبعاد نظم المعلومات توقرة وبدرجة منخفضة، كما تعاني مصلحة الجمارك من محدودية توفر أبعاد المنظمات الذكية كالإدارة الإلكترونية وبلوغ الغايات وبدرجة منخفضة
وفي ضوء النتائج قدمت الدراسة عددا من التوصيات لعل أهمها: ضرورة الاهتمام بتوفير المتطلبات التنظيمية بإعادة هندسة العمليات داخل المصلحة وبما يتلاءم مع متطلبات نظم المعلومات وآليات عملها لتسهيل انسياب البيانات والمعلومات بين المستويات الإدارية من خلال نظام معلوماتي متكامل يحتوي على مختلف الأنظمة الجزئية، وتكون مصممة بحسب المجال التي تعمل فيه بهدف القضاء على التداخل في المهام وحل كل مشاكل المصلحة بكفاءة عالية، وضرورة تفعيل دور الإدارة الإلكترونية في تقديم خدماتها؛ لما لها من أهمية كبيرة في توفير الوقت والمال والجهد، والاهتمام بدعم الأفكار الإبداعية وتعزيز استراتيجية التعلم المستمرة لبلوغ الغايات التي بدورها تؤثر على تحولها من المصلحة التقليدية إلى المصلحة الذكية.