فموقف إسرائيل من إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لا يختلف كثيرا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانتا تدرسان الوضع في فلسطين (1)، وشاركت الإدارة الأمريكية مخاوف إسرائيل من إمكانية ملاحقة قادتها ومسؤوليها العسكريين الذين ارتكبوا جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين وبالخصوص في غزة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المندوب الإسرائيلي (الياكيم روبنشتاين – Elyakim Rubinstein) كان قد ذكر في مداخلته في الجلسة الختامية لمؤتمر روما عام 1998 (أن الشعب اليهودي كان ضحية للاضطهاد التازي، ومن بين رماد المحرقة صدرت دعوات اليهود في العالم أجمع لإنشاء محكمة جنائية دولية)، بل إنه يصف أنهم، أي اليهود، هم (الآباء المؤسسون للمحكمة الجنائية الدولية)، ورغم ذلك يرفض ميثاق روما بشدة، ويعتبر أن النظام الأساسي لميثاق روما يستخدم في الحرب السياسية التي تشن على إسرائيل .
مما يثير إشكالا حول مبررات مخاوف إسرائيل من المساءلة والعقاب ؟ وما هو الدور المنتظر للمحكمة الجنائية الدولية بعد انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي؟
وللإجابة على هذه الإشكالية، سنحاول دراسة مبررات مخاوف إسرائيل من المساءلة والعقاب من جهة، ومن جهة أخرى الدور المنتظر للمحكمة الجنائية الدولية بعد انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي…