الكاتب : عمر مرزوقي .
الملخص
لم تخرج المنطقة العربية من دائرة اهتمام القوى العالمية الفاعلة، منذ بداية مرحلة الاستعمار وتفكك الدولة العثمانية، وكان هذا الاهتمام يترجم في كل مرحلة في الشكل الذي يتناسب مع أهداف هذه القوى،ووفق ما تتيحه التوازنات والخصوصيات التاريخية، وكانت العناصر الخارجية الجديدة التي تطرأ في كل مرحلة تلقي بظلالها على طبيعة التشكيلات السياسية والاجتماعية وتطرح مهمات وتحديات أمام المجتمعات العربية، في بنيتها وآفاق تطورها، حيث انه منذ بداية التسعينات من القرن العشرين اتخذت الإستراتيجيات الغربية تجاه المنطقة طابعا مميزا، حكمته جملة من الظروف الناتجة عن تحولات كبرى حصلت في العالم، وعن مآلات المرحلة التاريخية السابقة التي عاشتها المنطقة، مما فرض على العديد من النظم العربية انتهاج خيار الإصلاح السياسي،والأخذ بقدر معلوم من التعددية السياسية،لكن يجب التذكير هنا بأن الدراسة ليست معنية بتحليل نماذج التحول في تلك الدول،وإنما ستعالج موضوع العوامل والمؤثرات الدولية ودورها في عملية التحول تلك، نظرا لأهمية تلك المؤثرات النابعة من التحول في النظام الدولي، لاسيما في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.