المبحث الأول: تطور النظام السياسي في إيران حتى عام 1979
المطلب الأول: خلفية تاريخية
وجد النظام السياسي في إيران([1]) منذ عصور موغلة في القدم تمتد إلى ألاف السنين, إذ أسهمت الأسر الحاكمة بشكل أو بأخر في تكوينه وبلورته, وامتدت إمبراطورية الأخمينيين إلى شمال أفريقيا وظلت قائمة إلى أن أطاح بها الاسكندر المقدوني (334- 330ق.م )([2]), وقضى على نظام الحكم فيها وجعلها تابعة لإمبراطوريته([3]).
قامت الدولة الساسانية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي واشتهرت بالمركزية واتخاذ الدين الزرادشتي ديناً رسمياً للدولة, وبلغت أوج عظمتها في عصر كسرى انو شيروان (531م- 579 م) ولكن بعد موته دب الضعف في جسدها وآخذت في الاضمحلال حتى أسقطها العرب في القرن السابع الميلادي([4]) لذا فأن تسمية المؤرخين العرب للعهد الذي بين الإسكندر وقيام الدولة الساسانية بعهد ملوك الطوائف لم تكن مجانبة للصواب, فهذا التعبير هو الترجمة العربية للاصطلاح البهلوي “كد خداى”([5]).
تمثلت السلطة السياسية للأمراء في مجلس الشورى الأرستقراطي ومجلس الشيوخ آنذاك بـ”الديكارت” الذي يعد سلطة الملك ويسمى “جستن Justin” وكان قادة الجيش والحكام يختارون من بين أعضائه وهذا يعني أن طبيعة الحكم آنذاك لم تكن وراثية, وقد خص بعض أعضاء مجلس الشيوخ أنفسهم بأهم المناصب في الدولة، كما أن الأرستقراطية الإقطاعية كانت تتمثل في البلاط أيضاً. وظهرت في الفترة ذاتها فئات وطبقات اجتماعية متمايزة يمكن تقسيمها إلى طبقات أربع هي: طبقة رجال الدين, رجال الحرب, الكتاب, عامة الشعب (فلاحون وصناع). وكان لكل طبقة من هذه الطبقات وظيفة اجتماعية ضمن النظام السياسي ولها خصائصها وكان للطبقات الثلاث الأولى امتيازاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع([6]).
احتفظ الملك في العهد الساساني بالسلطات السياسية جميعها, وكان يساعده في ذلك جهاز بيروقراطي يتكون من كبير الوزراء, الذي يقوم مقام الملك في حالة غيابه, ويقوم بالمفاوضات الدبلوماسية مع الدول الاخرى ويقود الجيش أحياناً ([7]).
أما من الناحية الدينية فان الساسانيين بنوا سياستهم المدنية على أسس دينية, إذ كان أردشير بايكان الساساني([8]) من أسرة دينية, وعندما بلغ السلطة كانت له ميول دينية, واستند في سياسته المدنية إلى أسس عقائدية, وجعل نفسه حامياً لدين زرادشت وكان ينشره بين الناس وأمر بتدوين “كتاب ألافستا”([9]) ونظم الجهاز الديني الزردشتي([10]),
وأصبح لرجال الدين قدراً ونفوذاً كبيرين في عهده ومن ضمن وصاياه ونصائحه لولده شاه بور قوله:([11])
الـدين والدولـة فيمـا أرى كخيمة قائمـة بالعمـادِ
لا الدين دون الحكمِ يبقى ولا حكم بلا دين يسود البلادِ
أما السلطة القضائية فقد أشارت دلائل كبيرة إلى أن الملوك منذ عهد الاخمينيين كانوا يراعون بدقة القضاء, وكان للقاضي أيام الساسانين مكانة خاصة,إذ كانوا يختارونه من بين رجال الدين, ويجب أن يمتلك تجربة وخبرة في مجال اختصاصه ويتصف بالعدل والإنصاف ,إذ تحصر الديانة الزرد شتية السلطة القضائية بيد رجال الدين([12]).
وبعد الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس, دحر المسلمون جيش الساسانيين في معركة القاد سية (15هـ-635م) الشهيرة في التاربخ العربي الإسلامي([13]) وبعد أن سقطت المدائن في 6 صفر 16هـ( 636م)([14]), تابع المسلمون فلول الجيش الفارسي إلى أن تم دحرهم في معركة نهاوند (فتح الفتوح)([15]), فوضعت هذه المعركة نهاية للعهد الساساني الطويل لتبدأ مرحلة جديدة هي المرحلة الإسلامية.
أوجد انتشار الإسلام في إيران تغيرات جوهرية في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي, فأُبدلت الأفكار الإيرانية القديمة عن الحق المقدس والحكم المطلق الاستبدادي بروح الديمقراطية والعدالة والمساواة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف([16]).
وخلال القرنين الثاني والثالث الهجري تأسست في إيران العديد من الدويلات, حيث تأسست الدولة الزيدية ثم تبعتها دويلات أخرى, أسهمت إلى حدٍ ما في نشوء وتطور النظام السياسي في إيران, وإعطاءه بعداً وهيكلية واضحة ويمكن أن نميز خمسة عهود شهدتها إيران خلال الفترة من( 1501- 1979), وهي: العهد الصفوي، والعهد الافشاري، العهد الزندي، والعهد القاجاري، والعهد البهلوي([17]).
المطلب الثاني: مراحل تطور النظام السياسي ولإيديولوجي حتى عام 1979
- 1. العهد الصفوي(1501–1722م) ([18]).
تدهورت الأوضاع الداخلية في إيران بعد الغزو المغولي لبغداد عام 1258م ونهاية الخلافة العباسية على يد المغول[19]). ولم ينشأ فيها حكم مستقر إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي([20]). حتى استطاع الشاه إسماعيل الصفوي (ت1524م)([21]) من تأسيس الدولة الصفوية متخذاً من مدينة تبريز عاصمة لدولته فأعاد بناء دولة فارس القومية لتشمل كل إيران, وفرض فيها المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للبلاد([22]), وكان يرغب من وراء ذلك تحقيق الأغراض الآتية:([23])
أ.أن العائلة الصفوية أرادت من الإيرانيين إن يعاملونهم بقدسية حيث أدعوا أن نسبهم يعود إلى الإمام علي بن آبي طالب عليه السلام, لضمان ولاء وطاعة الناس لهم مُقيمين دعواهم تلك على أساس ارتباط نسب أفراد هذه العائلة بسلالة الأئمة الاثنى عشر(عليهم السلام) لكي يكسبوا حظوة كبيرة لدى الناس([24]).
ب. أراد الصفو يون أن يصبح الولاء للمذهب الشيعي وللنظام السياسي السائد في إيران, هو الأساس, لأن إيران دولة متعددة القوميات وبإمكان المذهب أن يجمعهم بشكل أكبر من القومية([25]).
ج.استخدام التشيع من قبل الصفويين كأداة سياسية في صراعهم مع الدولة العثمانية([26]).
د.كانت إيران تتكون من قوميات متعددة وأديان وطوائف مختلفة وتدين لزعمائها الدينيين بالولاء الكامل, لذلك تبنى الصفويون المذهب الشيعي الاثنى عشري كمذهب رسمي للدولة([27]), وأن تكون الخطبة الدينية السياسية باسم الاثنى عشرية([28]), لغرض تحقيق الوحدة الوطنية.
هـ. وجود تراث شيعي([29]) في وفئات وقوى اجتماعية دفعت بهذا الاتجاه لاسيما إذا ما عرفنا أن المذهب الشيعي قد اعتنقه، لسبب أو لأخر، الكثير من الموالي (الفرس) المعارضين للسلطة المركزية التي كانت قائمة قبل وصول الصفويين إلى الحكم.
اشر العصر الصفوي بداية بروز دور المؤسسة الدينية وشكل نقطة تحول في طبيعة وسياق الفكر والفقه الشيعي, ومع استتباب الأمر للصفويين الذين كونوا الآسرة الحاكمة الأولى التي سادت في إيران كلها في العصر الحديث, أصبح التشيع الأمامي مذهبأً للدولة وللأمة([30]), وأخذ دوره يتنامى ويتسع منذ ذلك التاريخ، إلا أن هذا الوضع من ناحية ثانية لم يمنع من تعرض هذه المؤسسة النامية لفترات من الركود والتفاوت في النفوذ والتأثير ([31]).
بالمقابل شكل العصر الصفوي في حقيقته امتداد لعصور الانحطاط في التاريخ الإسلامي, لذا فإن من بين مفكري الشيعة الكبار من يتبرأ من كل ممارساته, ويميز بين التشيع الصفوي, والتشيع العلوي, ومن ابرز هؤلاء الدكتور علي شريعتي الذي ينسب اكثر البدع التي دخلت على المذهب الشيعي إلى تلك المرحلة, كما ويصف التشيع الصفوي الذي فرضه إسماعيل الصفوي بأنه “تشيع مغترب”([32]).
ومع ذلك, فان المصادر التاريخية تذكر واقعة تصادم واحدة حصلت في تلك الفترة وتصفها بأنها ” أول مواجهة بين الفقهاء والسلطان في التاريخ الشيعي الحديث” و”أول اختبار لقوة التشيع السياسي”. وذلك عندما اصطدم بالشاه عباس الكبير([33]), الفقيه “احمد الاردبيلي”([34]) في إحدى المناسبات, فذكره بان قوته وعرشه لا يقومان على حق الهي, ولا على كفاءة من جانب ملوك أسرته, ولكنها تستند إلى نيابة عن الإمام الغائب, وإذ أخل بشروط الثقة المطلوب توفرها فيمن يباشر تلك النيابة, فللعلماء الحق في تنحيته عن منصبه([35]).
تزامن ضعف دور الفقهاء ورجال الدين مع ضعف الدولة الصفوية وتدهورها, لا سيما أثر مجيء ملوك ضعفاء كان أخرهم الشاه حسين الصفوي الذي اجبر على التنازل عن العرش إلى محمود الأفغاني([36]).الأمر الذي مهد السبيل للأفغان بغزو إيران عام 1722م فوقعت البلاد تحت الاحتلال الأفغاني حتى تهيأ لها نادر شاه قلي خان الذي استطاع إن يقود الفرس وتمكن في عام 1736م من طرد الأفغان وتوحيد البلاد تحت سيطرته, ليبدأ عهد جديد في تاريخ إيران عرف بالعهد الافشاري.
2.العهد الافشاري(1736-1747م)([37]).
في عام 1722م /1135هـ أُحتلت بلاد فارس من قبل الأفغاني محمود بن ويس([38]), الذي وضع حداً لنهاية الحكم الصفوي وما رافقه من موجات عاصفة عمّت البلاد من الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب تزايد انحلال الأسرة الصفوية الحاكمة وسيرها نحو الانهيار بخطى سريعة ([39]) وعلى أثر سقوط الدولة الصفوية, بدأ عصر جديد هو عصر نادر شاه الافشاري([40]).
كان ظهور نادر شاه على مسرح الإحداث في إيران ايذاناً بتحولات جديدة في المنطقة بكافة جوانبها السياسية والعسكرية, عانى منها العراق والخليج العربي الكثير([41]).
فقد عمل نادر شاه على أعادة طهماسب الصفوي ([42]) إلى العرش, وبعد أن حقق انتصاراته على الأفغان والروس والعثمانيين ([43]) طالب بإعادة الولايات الإيرانية الغربية والشمالية إلى إيران, فجمع وجهاء وعظماء الدولة ليتدارسوا أمر العرش, لأن طهماسب الصفوي وابنه (عباس الثالث ) لا يصلحان للعرش بسبب الفساد الذي تميزا به, فقرر المجتمعون عزل طهماسب وابنه ومنح التاج لنادر الافشاري في 8 رمضان 1148هـ/ 1736م ([44]) وبدأ الحكم الافشاري بعد هذا التاريخ.
فرض نادر شاه سيطرته بالكامل على البلاد, وأنشأ حكومة مركزية قوية ونظم الجيش, وخرج بفارس من حيز الدفاع إلى مرحلة التعرض والهجوم([45]), فوجه اهتماماته صوب الدولة العثمانية(حيث المنطقة العربية الواقعة تحت الاحتلال العثماني), منكراً المعاهدات الموقعة ما بين الصفويين والعثمانيين وأخرها في 14محرم 1049هـ/17 أيار 1739م التي عرفت بمعاهدة زهاب ([46]) , ولم يخف نادر شاه نواياه التوسعية تجاه العراق حين قال:(( نحن سائرون حالاً على رئس جيشٍ كبير لنتنسم هواء سهول بغداد العليل ونستريح في ظل أسوارها))([47]), فقاد نادر شاه هجوماً واسعاً عام (1156هـ/1743م) على المدن العراقية, للاستيلاء على بغداد والموصل والبصرة بضمنها العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء, لكن صمود أهل العراق أفشل جميع مخططات نادر شاه التوسعية العدوانية بعد أن فرض حصار جائر أتسم بالظلم والتدمير وأعمال القتل والتعذيب التي قامت بها قواته, حيث قدر ما القي على مدينة الموصل فقط بـ(40-50) ألف قذيفة مدفع و( 100) ألف قنبرة هاون([48]).
ومع ذلك فقد فشل هذا الحاكم المغامر في تحقيق أهدافه, وطلب الصلح من العثمانيين ووالي بغداد آنذاك(احمد باشا) وعقد الجانبان الصلح في العاشر من محرم عام 1160 هـ تمهيداً لتوقيع معاهدة سياسية معتدلة بين الطرفين([49]). لكن انشغال نادر شاه بالمشاكل والحروب الداخلية, وانتشار الفوضى في جميع أرجاء بلاد فارس([50]), فضلاً عن مصرعه في الحادي عشر من جماده الثانية عام 1160هـ الموافق الثالث والعشرون من حزيران عام 1747م([51])، حال دون توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين, مما جعل المجال مفتوحاً لحروب وأزمات مقبلة, فضلاً عن التطورات الداخلية المتردية، حيث تعاقب على السلطة أربعة من أبناء عشيرة الأفشار([52]), استغل كريم خان الزندي هذه الأوضاع المتردية في البلاد للوصول إلى سدة الحكم ليبدأ عهد جديد في تاريخ إيران الحديث وهو العهد الزندي([53]).
3.العهد الزندي(1750-1795م).
حصل اضطراب كبير بين صفوف الجيش عندما انتشر خبر اغتيال نادر شاه, فتقاتل من أجل العرش خصوم عدة([54]), وأخيراً حسم الموقف لصالح كريم خان الزندي بعد أن تدارس ثلاثة من زعماء اللور([55]) أوضاع البلاد واتفقوا على تنصيب “أبو تراب” الصفوي([56]) ملكاً وتعيين كريم خان قائد للجيش([57]) ووصياً على العرش, وبتوليه السلطة أعلن كريم خان قيام الدولة الزندية عام (1163هـ/1750م)([58]), وبعد أن أحكم سيطرته وأعاد الأمن والاستقرار للبلاد, متخذاً من مدينة شيراز عاصمة لدولته([59]).
أتسم عهده السياسي بالهدوء والطمأنينة وكان ينشد السلم ويرغب في إسعاد شعبه, ولكن في نهاية حكمه ونتيجة للضغوط الداخلية وخوفاً على الحكومة من السقوط والانهيار, اندفع إلى انتهاج سياسة خارجية مبنية على التوسع والاحتلال متجهاً نحو المنطقة العربية([60]), بعد أن تحالف مع الغرب (الإنجليز والهولنديين) المتواجدين في منطقة الخليج العربي([61]).
كان كريم خان الزند مهتماً بتوثيق علاقاته التجارية مع الإنجليز, ولغرض المحافظة على استمرار هذا النشاط أصدر قراراَ (فرماناً) تضمن امتيازات مشجعة للاستثمار, بهدف تنمية وتطوير ميناء بوشهر وجعله مركزاً تجارياً لبريطانيا([62]).
وحاول كريم خان الزندي استثمار علاقته مع الغرب في المجال العسكري والسياسي للاستفادة من الأسطول البحري البريطاني في الخليج العربي, والتنسيق مع الأسطول الهولندي المتواجد بالقرب من جزيرة خرج([63]).لإخضاع الأسطول العربي المنتشر في الخليج العربي بقيادة الأمير العربي” أمير مهنا”([64]) الذي كان يشكل قوة بحرية عربية كبيرة متمركزة في ميناء (بندر ريق) ([65]).
جعلت هذه العوامل وعوامل أخرى داخلية كريم خان الزند يتوجه نحو المنطقة العربية فقام بتجهيز جيشاً كبيراً بقيادة أخيه صادق خان لغزو البصرة وفرض سيطرته على ميناء البصرة ليحكم سيطرته على تجارة الهند لأهميتها الاقتصادية, متذرعاً إن والي بغداد يجور على الحجاج والتجار الإيرانيين, وبعد أن فرض حصار عسكري استمر أكثر من عام(7نيسان 1775م-15نيسان 1776م), احتل البصرة واحكم السيطرة على ميناء العراق الوحيد على الخليج العربي, مستغلاً ضعف الوالي العثماني في بغداد ( عمر باشا) ومستنداً على الأساطيل البحرية الغربية واستمرت البصرة تحت الحكم الفارسي زهاء خمس سنوات. وبوفاة كريم خان وتدهور الوضع الداخلي تركت القوات الفارسية البصرة مدينة مدمرة وبحال يرثى لها ([66]). وفي دراسة لمختصين بشؤون الخليج العربي تبين الأسباب التي دعت كريم خان لغزو العراق ومن بينها, إشغال قواته المسلحة بمهام خارج البلاد بعد أن شعر بوجود تذمر في صفوفه, وخوفاً من سقوط الحكومة([67]).
عاشت إيران بعد وفاة كريم خان الزند عام 1779م, حالة من الفوضى والحروب المحلية, التي ألمت ببلاد فارس, بسبب ضعف عشيرة الزند وقلة عددهم, مما أفضى إلى عجزهم عن حماية أحفاد كريم خان من السقوط. بإستيلاء الأسرة القاجارية على السلطة في عام 1795م, بدأ عهد جديد شهد دور سياسياًًً فعالاً للنظام السياسي([68]). وبانقضاء أيام الحكومة الزندية, وصل أغا محمد خان القاجاري إلى السلطة ليؤسس الحكومة القاجارية([69])، ليبدأ عهد جديد في تاريخ إيران السياسي سمي بالعهد القاجاري.
4.العهد القاجاري (1795- 1925م).
ورث القاجاريون جميع مساوئ أنظمة الحكم السابقة وأخرها الدولة الزندية, من قبيل التبعية للغرب, والاستبداد الداخلي, والتعصب المذهبي, والمعارك مع الدول العربية والإسلامية المجاورة. وفي عهدهم زاد التدخل الاستعماري في شؤون البلاد, وخسرت إيران المزيد من أراضيها وثرواتها الوطنية, حيث باع الملوك القاجار مصالح البلاد لقاء آثمان بخسة, ونشغلوا بملذاتهم الشخصية المتفسخة([70]).وفي عام 1890م وخلال زيارة الشاه ناصر الدين([71]) إلى بريطانيا, وقع مع أحد البريطانيين واسمه “الميجور تالبوت” M.Talbot وشركائه ([72]) امتيازاً أعطى بموجبه حق استثمار التبغ المعروف بامتياز (الريجي)” Reggie “ولمدة خمسون عاماً, مقابل خمسة عشر آلف جنيه إسترليني للحكومة الإيرانية, وربع أرباح الشركة سنوياً([73]). فآثار هذا الاتفاق حفيضة أهالي تبريز ودعا الفقهاء إلى مقاومة امتياز التبغ مقاومة مسلحة, وفي طهران قاد العلماء والفقهاء الانتفاضة وفي مقدمتهم الميرزا حسين الاشتباني وطالبوا برسالة بعثوا بها إلى مرجع الشيعة آنذاك الميرزا حسن الشيرازي([74]) الذي كان مقيماً بمدينة سامراء العراقية, يدعوه فيها إلى إصدار فتوى تحرم العمل بهذه الاتفاقية, فأرسل الشيرازي برقية إلى الشاه الإيراني ناصر الدين حذره فيها من نتائج العمل بالاتفاقية المجحفة بحقوق المواطنين الإيرانيين وطالب إيقاف العمل بها, الإ إن اصرار الشاه على ما اقدم عليه, دفع الشيرازي في عام1891م لإصدار فتواه التاريخية التي قال فيها:((التدخين الآن حرام وبمثابة محاربة لإمام الزمان “الإمام الغائب” )). فسرى التحريم بسرعة في كل أنحاء إيران, ووزعت نسخ خطية من الفتوى, فأتلف الناس ما في بيوتهم من تبغ, وأغلقت محلات بيع الدخان أبوابها, وقام الخادم في قصر الشاه بإتلاف التبغ, وحطم مجموعة الغلايين الثمينة التي كان يمتلكها.وعندما طلب الشاه إحضارغليونه ذات صباح ليدخن (كعادته) أجابه الخادم :لقد أتلفنا الغلايين والتبغ , فدهش الشاه من ذلك وتساءل كيف يحدث ذلك ولماذا لم يستشيروه؟. فأجاب الخادم:إن ما أفتت به الشريعة لاضرورة لسؤال السلطان فيه([75]) .
جعلت هذه الفتوى الشعب الإيراني يعلن مقاطعته للتبغ لمدة خمسه وخمسون يوماً, وسجلت في تاريخ إيران الحديث, انتصاراً للمرجعية الدينية, واعلاناً لا تنقصه البلاغة عن ثباتها وقوة نفوذها هو النفوذ الذي مكن فقيهاً في سامراء بالعراق من أن يشل حركة شاه إيران ويرغمة على التراجع علناً([76]), بفتوى صغيرة من سبع كلمات, أعطت هذه الفتوى درساً قاسياً للإنجليز من خلال ضرب مصالحهم بمجرد تخلي الشعب الإيراني عن استعمال التبغ([77]).
يعد تبلور الحركة الوطنية الشعبية بقيادة علماء الدين وتجار ألبازار أول نجاح للمؤسسة الدينية في تاريخ إيران الحديث, إذ تم فيه التصدي للتدخل الأجنبي والى الاستبداد والطغيان القاجاري, كما مهد الطريق لمدّ الجسور بين علماء الدين والفئات المثقفه التي تكونت في إيران والتي بدأ دورها السياسي يظهر أواخر القرن التاسع عشر ([78]).
كان مجيء مظفر الدين شاه([79]) إلى العرش فرصة للحركة الوطنية لتبني سياسة ليبرالية تمثلت في تخفيف الرقابة على المعارضة السياسية ورفع ألحظر الذي كان مفروضاً على سفر الإيرانيين إلى الخارج وفتح المدارس العلمانية, فأسهمت هذه الإجراءات, رغم محدوديتها, في انهيار النظام القديم وشجعت المعارضة على تكوين منظمات شبه سرية كانت تعمل على تقويض النظام القاجاري ([80]).
شهدت بداية القرن العشرين تدهوراً اقتصادياً واجتماعياً بسبب فشل النظام السياسي على معالجة المشكلات التي كان يعانيها, في المجالات كافة, مما أدى إلى حدوث أزمة اقتصادية عام 1905م التي كانت أحد اسباب قيام الثورة الدستورية([81]) عام 1905م, واعتقد َقادة الحركة الدستورية في إيران أن إصلاح الأوضاع يمكن أن يتم بوسيلتين أساسيتين هما ([82]):
1.دستور يحدد حقوق وواجبات الملك كون هذا الدستور يشكل أهم الوسائل لمنع الحكم المطلق وانه إطار قانوني ينسجم مع الشريعة الإسلامية.
2.مجلس يضم عددا من المجتهدين والمفوضين من قبلهم مهمته مراقبة أعمال الحكومة وفحص القوانين والتشريعات لبيان عدم مخالفتها للشريعة الإسلامية .
وخلال الأحداث التي شهدتها إيران إبان الثورة الدستورية (1905-1911) أصبح هذين المطلبين من المطالب المركزية لعلماء الدين في الثورة الدستورية التي اضطر الشاه عام 1906م إلى الاستجابة لها والموافقة على تعيين لجنة لصياغة لائحة الدستور, الذي ثبت أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن مذهب الدولة هو المذهب الجعفري الاثناعشر, ويجب على الشاه أن يقر بهذا الاتجاه ويحميه, وعززت هاتين المادتين من مركز علماء الدين من الناحية الدستورية وأعطتهم سلطات دستورية واسعة للإشراف على القوانين ومراقبة أعمال الحكومة, وبذلك حققت المؤسسة الدينية جانباً كبيراً مما أرادت من اشتراكها في الثورة الدستورية. ومع ما الت أليه الثورة الدستورية, فيمكن أن نورد بعض الملاحظات حول دستور عام 1906, ويأتي في مقدمة الملاحظات, أن الدستور لم يدخل أية تغييرات على شكل النظام السياسي, حيث المكية الوراثية ومنح الملك حق اقتراح القوانين وحق التصويت عليها مما جعله عضواً مساوياً للبرلمان في التشريع ([83]). ولكن علينا أن نبين إن موقف علماء الدين من الدستور والثورة الدستورية لم يكن موقفًا موحداً أومطابقاً حيث انشطروا إلى اتجاهين :
الاتجاه الأول, مثله محمد كاظم خرا ساني وحاج شيخ عبدلله مازندراني وحاج ميرزا حسين طهراني, الذين رأوا أن في غيبة الإمام المعصوم يستحيل قيام حكم إسلامي عادل تماماً, ومن ثم يتعين على المواطنين أن يلتمسوا أقل أشكال الدولة قصوراً, وفي رأيهم أن افضل نظام حكم هو الذي يتيح للمجتمع اكبر قدر من المشاركة, أو كلما اتسع نطاق المشاركة في الحكم كلما قلت أضرار الخطأ([84]). أما الاتجاه الثاني, فمثله الشيخ فضل الله نوري الذي وصف الثورة الدستورية بأنها “الفتنة الكبرى” وأن هناك فرقاً بين الدستور والشريعة وأن أهم مشكلة تواجه المجتمع هي صياغة مشروع للدستور, الذي تضمن في الواقع ثلاثة بدع جميعها ضد الإسلام ومحرمة شرعا هي:صوغ قانون مخالف للشرع, إلزام الرعية بطاعة قانون لم يرد في الشريعة, معاقبة الرعية لخروجهم على القانون الموضوع ([85]).
بالمقابل رد محمد حسين ناعيني([86]) في كتابه ” تنبيه الآمة وتنزيه الملة ” على هذا الرأي, ودافع عن الدستور قائلاً:” لم يعد مجال للشك في ضرورة تغيير نظام الحكم الاستبدادي إلى حكم دستوري إن النظام الدستوري جائز في التراث الإسلامي, ذلك أن نظام انتخاب ممثلي البرلمان يتطابق مع السلطة “لاهل الحل والعقد ” لذلك يتوافق مع الرأي القائل أن المجتهدين مسؤولون عن شؤون المسلمين وقت غياب الإمام, وإذا وافق عدد من المجتهدين على قرارات البرلمان فسوف يضفي المشروعية على النظام الدستوري”. وهذا يعني أن العلاقة بين عالم الدين والحاكم ليست علاقة تناقض أو صراع وانما هي علاقة تعاون, وأحدهما يكمل الآخر.
ومع ذلك استطاع النظام القاجاري الالتفاف على الثورة الدستورية وقضى عليها عام 1911م, إلا أن الأفكار الدستورية والمطالبة بحكم دستوري استمرت ملازمة ًللحركة الوطنية الإيرانية في المراحل اللاحقة.
- 5. العهد البهلوى (1925- 1979م) ([87]) .
ورث الشاه رضا خان([88]) بلداً متخلفا ولاسيما في الحقل الاقتصادي والسياسي, فحاول إصلاح أوضاع إيران المتردية ووضعها على أعتاب مرحلة جديدة ([89]). مستغلا الأوضاع التي مرت بها إيران خلال الحرب العالمية الأولى لمصلحته, حيث تحالف مع قادة الحركة الوطنية ,وخلال فترة قصيرة تولى منصب رئيس الوزراء وقد شجعه ذلك على أن يتزعم الداعين إلى إقامة نظام حكم جمهوري برئاسته محتذياً خطوات كمال اتاتورك العلمانية في تركيا([90]). إلا أن فكرة الجمهورية جوبهت بمعارضة علماء الدين باعتبار أن النظام الجمهوري هو بحد ذاته نموذج غربي لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية مما دفعه للعدول عن فكرته وتنصيب نفسه شاهاً عام 1925م لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ إيران السياسي([91]). ولترسيخ سلطته المطلقة أبقى رضا شاه دستور 1906م وبدأ بإصدار مراسيم متممة للدستور, مما أفسح المجال أمامه لتعزيز سلطته الفردية وهيمنته على جميع السلطات, فالمادة (36) من متمم القانون الأساس لعام 1906 تؤكد على ” تَعهد الملكية من قبل الشعب الإيراني, بواسطة المجلس التأسيسي إلى شخص جلالة الإمبراطور رضا شاه بهلوى وتستقر في سلالته لأولاده الذكور الذين يخلفونه “, وبذلك أقر الدستور نظام الحكم الوراثي الذي كان سائدا خلال حكم العائلة القاجارية ([92]).
وبعد أن أصبح رضا خان شاهاً على إيران أتجه لبناء نظام حكم مركزي استند على ثلاثة أعمدة: الجيش, البيروقراطية الحكومية, البلاط ([93]) وعندما عمل رضا شاه على احتواء أية معارضة داخل الهيكل التشريعي للسلطة وتطويع الدستور ومجلس النواب الإيراني والمؤسسات التنفيذية لخدمة أهدافه, فأنه فرض عليها تراجعاً واضحاً, وبذلك أخفقت المعارضة الديمقراطية في تأليف قوة مؤثرة ضد حكم رضا خان([94]) .
لقد شهدت مرحلة حكم رضا شاه بهلوي (1925-1941) تغيرات عميقة في مجالات شتى, سياسية, اقتصادية, اجتماعية, تركت أثارها واضحة في الحياة الإيرانية([95]), والتي اعتمدت على الروح الغربية العلمية في بعض نواحيها, مما أثرت على رجال الدين بانتزاعها جزءاًً من السلطات الروحية التي كانوا يتمتعون بها ولم يحاول هؤلاء أن يسايروا ذلك التطور, بل على العكس فأن جزءاً من رجال المذهب الشيعي تصارعوا فيما بينهم على المناصب الدينية والسياسية وسببوا في حدوث فوضى في البلاد([96]) . وهكذا فقد تعرض الدور السياسي لرجال الدين في مرحلة حكم رضا خان بهلوى لحالة من الانحسار النسبي, بسبب الأساليب الدكتاتورية المطلقة, التي استخدمها رضا شاه, مستخدماً الجيش والقوى الأجنبية التي جاءت به ودعمته. وهو ما أصاب مختلف القوى الوطنية والسياسية الأخرى بحالة من الانكماش والظمور([97]).
كما لم تنهض الحركة الوطنية, ولم يتحرك الركود المخيم على المسرح السياسي الإيراني, إلا بعد أن خلعه البريطانيون والروس عام 1941م([98]) بعد ان رفض إخراج الألمان من بلاده, واتبع سياسة أضرت بمصالح الحلفاء, إبان الحرب العالمية الثانية التي كانت رحاها دائرة آنذاك ([99]).
وهكذا انهار نظام رضا خان من أول صدمة لأنها كانت شديدة ([100]), وانتهى حكمه الذي استمر عشرون عاماً لم تشهد البلاد فيها على الصعيد الداخلي ظهور أحزاب ولا برلمان, ولا مؤسسات تشريعية تؤدي دورها في الحياة السياسية. ويسلط لنا تقرير المفوضية العراقية في طهران الضوء على الوضع السياسي في عهد رضا شاه بهلوى قائلاً: ” طيلة مدة حكم الشاه رضا خان السابق كانت إيران لا تعرف سوى نوع واحد وأسلوب واحد من السياسة هي سياسة الشاه الشخصية وأوامره العليا التي لا ترد” ([101]). وقد أشار أحد الكتاب الإيرانيين إلى وصف وتقييم سياسة رضا شاه بقوله:” أن إطلاق صفة المستبد عليه أكثر دقة من أي صفة أخرى ” ([102]) , وعندما انهار حكمه كان مكروهاًعلى نطاق واسع ورحبت الصحافة بتنازله عن العرش لولي عهده محمد رضا شاه ,لانه أقام نظاماً بوليسياً ساعد الطبقات السائدة على تشديد استغلالها للجماهير الشعبية الواسعة, لذلك جاءت عملية سقوطه منسجمة مع حركة التاريخ ([103]). وبسقوط حكمه انتهت مرحلة تاريخية أتسمت بسيطرته على مختلف جوانب الحياة العامة في إيران([104]), لتبدأ مرحلة جديدة شهدت البلاد خلالها ظروفاً وتطورات واوضاع اقترنت بطابع مختلف عما سبقها وبنظام حكم قد لا يتناقض كثيراً مع ما سبقه ولكنه يختلف عنه. وتذكر أحدى الوثائق الدبلوماسية:(( إيران هي إيران التي نعهدها حقوق مغتصبة وقوانين منتهكة ورشوة متفشية وأمراض مستفحلة وتوقف وتقهقر ظاهران في أكثر مرافق الحياة))([105])
وأثر تنازل رضا بهلوي عن الحكم لابنه محمد ([106])عام 1941م, اظهر الشاه الجديد مرونة سياسية كبيرة, فقد احتفظ بسيطرته على الجيش ولكنه سمح للبرلمان بانتخاب الوزراء, كما سمح للأحزاب السياسية([107]) بما فيها حزب تودة بالعودة إلى العمل السياسي وعاد تجار البازار وعلماء الدين إلى المسرح السياسي ([108]).
وعندما بدأ الشاه بالسعي لتحرير نفسه من القيود الدستورية, بعد حادثة اغتياله([109]) في 4 شباط 1949م, أعلن الإحكام العرفية وأسس جمعية صوتت لصالح الشاه ومنحته حق حل البرلمان, كما انشأ مجلساً للشيوخ يحق للشاه تعيين نصف أعضائه, وصوت المجلس لصالح مشروع قانون يقضي بعودة أراضي العائلة المالكة ([110]).اتسم عهده بالاستبداد والحكم الدكتاتوري, رافقه قمع مستمر للحركة الوطنية, وأدت هذه الإجراءات إلى توحيد الحركة الوطنية من جديد بعد تموز 1949م, ضمن تحالف شمل ” الأرستقراطيين المعادين للبلاط والمثقفين الشباب المتأثرين بالثقافة الغربية ومجموعة من علماء الدين وتجار البازار بقيادة آية الله الكاشاني” ([111]) وكون هذا التحالف الجبهة الوطنية([112]) بقيادة الدكتور محمد مصدق([113]) والتي تبنت برنامجاً سياسياً دعت فيه إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتنفيذ القوانين الدستورية وأجراء انتخابات حرة, ورفع الأحكام العرفية ([114]) ,وضمان حرية الرأي وتأميم النفط ([115]). لم يتسن للجبهة الوطنية أن تستمر موحدة في كفاحها ضد استبداد الشاه, فقد وقع فيها انقسام بين الاتجاه الديني الذي مثله الكاشاني ومعه تجار البازار والاتجاه العلماني الذي يقوده الدكتور مصدق ويسانده عدد من السياسيين الليبراليين, وعندما تعمق الخلاف بين الاتجاهين انسحب الكاشاني من الجبهة الوطنية, مما اضعف الجبهة وفسح المجال للجنرال زاهدي([116]) للإطاحة بحكومة مصدق عام 1953م([117]).
إن مصدق الذي شغله كفاحه ضد الاستعمار الأجنبي فشل في إيجاد حلول موضوعية لمشاكل بلاده السياسية والاقتصادية وان سقوطه, كان محصلة مباشرة لهذا الفشل الذي يعزوة أتباعه إلى مؤامرة انكلو-أمريكية([118]). ولم يكن موقف حزب( تودة ) أقل من الآخرين, فقد سعى بشكل أو بأخر إلى إسقاط حكومة مصدق, وجاءت نهاية مصدق بعد إلقاء القبض علية في شهر أب 1953 ومحاكمته أمام محكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات([119]).وبهذا تنتهي مرحلة مهمة من تاريخ إيران الحديث لتبدأ مرحلة جديدة لها ظروفها وخصوصيتها ومتطلباتها([120]).
نستنتج من ذلك، أن عملية إسقاط حكومة مصدق الوطنية جاءت على أثر تأمر دولي اشتركت فيه الولايات المتحدة وبريطانية لإعادة ترتيب النظام السياسي في إيران بما يضمن مصالحهما المشتركة لحقبة من الزمن وبخاصة بعد قيام مصدق بتأميم النفط الإيراني.
والواقع أن في بعض المراحل من تطور الحركة الوطنية تتلاقى الشعارات التي ترفعها الحركة الدينية كالعدالة والمساواة وحقوق المستضعفين مع الشعارات التي ترفعها الفئات العلمانية, ولكن ذلك لا ينفذ إلى الأعماق ليؤدي إلى اندماجهما معاً إنما يبقى هذا التلاقي تكتيكياً تفرضه المواقف المعارضة للحكم, وهذا ما حصل في تاريخ إيران السياسي لاسيما في الثورة الدستورية وخلال حكومة مصدق ([121]) .
وضعت عودة الشاه محمد رضا بهلوى للحكم ثانيةً عام 1953م وبصورة محكمة صلاحيات صنع القرار في يديه مما عد نهاية للماضي القريب, إذ كان رئيس الوزراء هو صانع القرار السياسي الخارجي لإيران, ويتماثل ذلك مع ما كانت تتبعها الملكيات الإيرانية خلال تاريخ إيران الحديث منذ ظهور الدولة الصفوية حتى تنازل رضا خان عن العرش ([122]), وبسبب ذلك رأى الشاه نفسه صانع القرار الإيراني الوحيد معتقداً بأن العناية الإلهية هي التي اختارته لحكم إيران دون غيره من الإيرانيين ([123]).
يعد عام 1961م نقطة تحول بارزة في تاريخ إيران, حيث أعلن الشاه عن قيام الثورة البيضاء([124]) بمرحلتيها الأولى والثانية مستهدفاً بالأساس تحقيق الإصلاح الزراعي في الريف الإيراني, محاولاً امتصاص النقمة الشعبية التي بدأت تتفاقم ضد النظام ([125]). محاولاً الاستفادة من أخطاء والده, لا سيما انه قيم إنجازاته بأنها تمت بعجالة وان إيران لم تكن مهيأة لها ([126])وبعد سنتين وفي ظل حكومة علي أميني, اصبح الشاه في وضع يستطيع فيه أن يجابه الغليان الوطني عن طريق القوة, وبعد تشكيل المجلس المركزي للجبهة الوطنية الجديدة وبفترة وجيزة أمر الشاه باعتقال جميع أعضاء المجلس المركزي ومعظم قادة الجبهة الوطنية ومنع أي نشاط سياسي وطني ([127]).
أدت سياسة القمع التي اتبعها الشاه محمد رضا بهلوى ضد الأحزاب السياسية وبخاصة بعد الانقلاب العسكري وأحداث 1963م([128]), وما رافقها من أوامر بمنع جميع الأحزاب في إيران ([129]), وفي هذا السياق يقول فرهاد كاظمي(Ferhad Kazemi): ” في الستينات من القرن العشرين وعند شروع الشاه بثورته البيضاء, حدثت مشاكل متعددة الأوجه في الزراعة الإيرانية بسبب تنفيذ برنامج إصلاح الأراضي وأدارته “([130]) نتج عن هذا البرنامج تدهور سريع للحياة الاقتصادية وصار الفلاح في وضع أخطر مما كان علية سابقاً([131]) فقد ترك حوالي (2111000 ) قروي بيوتهم ليقطنوا في مراكز المدن خلال العشر سنوات ( 1966-1976), وهذا ما يعادل أكثر من 35% من زيادة المجموع الكلي لسكان إيران الحضر خلال تلك الفترة([132]) وحصل كل ذلك بسبب سماح الشاه بتواجد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية داخل البلاد من جهة وتعزيز العلاقات الرأسمالية في الاقتصاد الإيراني من جهة أخرى لا سيما وان الولايات المتحدة الأمريكية قد خاضت غمار مغامرة سياسية تمثلت بتدخلها لإعادة الشاه إلى السلطة في إيران عام 1953م([133]) .
أدت هذه التطورات إلى تراجع القوى السياسية التقليدية فضلاً عن حالة الحرمان التي كان يعيشها اغلب فئات المجتمع وفسحت المجال إلى أن يكون الإسلام هو أمل الخلاص, في وقت كان فيه علماء الدين مهيئين لاداء دورهم السياسي ([134]) وبعد هذا الانحسار المؤقت في دور المعارضة الدينية, سرعان ما حلت مكانها معارضة ساخطة وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط حكم الأسرة البهلوية بل والعمل بشكل جدي من أجل تحقيق هذا الغرض, وهذا ما أكدته فعلا الفترة الأخيرة من 1963م وحتى الإطاحة بنظام الشاه, فقد شهدت الفترة التي أعقبت إعلان الثورة البيضاء عام 1963م فشلاً ذريعاً لبرنامج الشاه الإصلاحي الذي حاول من خلاله كسب الغرب لصالحه, وإظهار نظامه على انه نظام متطور في شرق أوسط متخلف, فقد أدى فشل إجراءاته في المجال الاقتصادي والاجتماعي إلى تكتل المعارضة الدينية التي عدت إجراءاته في المجال الزراعي مخالفة للشريعة الإسلامية, وسعت لتقويض نظامه, وتحركت على الشارع الإيراني من اجل إبداء المعارضة المسلحة للنظام البهلوي, فضلاً عن تحركها على عدد من المنظمات والأحزاب اليسارية وتوثيق علاقتها معها, فادى ذلك, فضلاً عن عوامل أخرى إلى بروز المعارضة الدينية بشكل أكثر قوة والتفافها حول رمز قيادي لها تمثل بآية الله الخميني, لتتهيأ مستلزمات إسقاط النظام البهلوي فيالحادي عشر من شباط عام 1979م ([135]).
وبعد الأحداث الدامية التي شهدتها إيران, والثورة التي قام بها الشعب الإيراني بكل أطيافه عام 1979م، توجت بسقوط النظام البهلوى, بعد أن غادر الشاه محمد رضا بهلوى عاصمة بلاده يوم الخامس عشر من كانون الثاني عام 1979 تحت ضغط الاضطرابات التي اجتاحت كل مدن إيران وبتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية([136]), هذه التطورات هيئة الأجواء لعودة الخميني إلى طهران في الأول من شباط عام 1979, وما لبثت المعارضة أن سيطرّت على إيران بالكامل, ففرّ رئيس الوزراء شاهبور بختيار, وسقط قصر نيافران الملكي بيد قادة الثورة يوم الحادي عشر من شباط عام 1979. وبسقوط النظام البهلوي ووصول نظام جديد إلى سدة الحكم على أنقاض النظام السابق, وتسنم الخميني السلطة في إيران, يعد هذا التاريخ بداية لعهد سياسي جديد في تاريخ إيران المعاصر([137]).
توقع العرب بأن يؤدي هذا التحول إلى فتح صفحة جديدة من سياسة حسن الجوار بين الجانبين بحكم العلاقات التاريخية والدينية وعلاقات الجوار الجغرافي التي تربطهما, إلا إن ذلك لم يحدث, لاسيما مع العراق.
الهوامش
([1]) كانت إيران تعرف باسم (بلاد فارس) حتى الخامس عشر من آذار عام 1935م عندما طلب رضا شاه من البعثات الأجنبية العاملة في بلاده استخدام كلمة (إيران) بدلاً من (بلاد فارس) وتعني (موطن الآريين) ومشتقة من اسم الشعوب الآرية التي هاجرت إليها في التاريخ القديم, لتأكيد القومية الإيرانية وسيادتها على هذه المنطقة، سنستخدم لفظة (إيران) بدلاً من بلاد فارس للتوحيد على امتداد الأطروحة. للتفصيل عن التسمية يراجع, دونالد ولبر, إيران:ماضيها وحاضرها, تعريب عبد المنعم محمد حسين وأمين الشواربي, القاهرة, 1958, ص1؛ صادق نشأت و مصطفى حجازي, صفحات عن إيران, ط1, القاهرة, 1960, ص5؛ عبد العزيز سليمان نوار, تاريخ الشعوب الإسلامية في العصر الحديث, بيروت, 1974, ج2, ص214؛ طلال مجذوب, إيران من الثورة الدستورية حتى الثورة الإسلامية 1906-1979, بيروت 1980, ص5؛ د.محمد عبد الغني سعودي, إيران دراسة في جذور الصراع,دار القبس , د.ت, ص6.
([2]) ساندرا مكي, ايرانىها: إيران-إسلام-روح يك ملت, ترجمة سيوار رويكريان (من الإنكليزية إلى الفارسية ), طهران, 1330هـ ش -1979م, ص38.
([3]) د.طه ندا, دراسات في الشاهنامة, الدار المصرية للطباعة, الإسكندرية, د.ت, ص242.
([4]) دراسات عن إيران, الجزء الأول, معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية, الجامعة المستنصرية,1980, ص108.
([5]) َكدخُداى:( بفتح الكاف وضم الخاء ) بمعنى الحاكم, صاحب البيت, الشخص الموقر, الأمير الحاكم. حسن عميد, فرهنك عميد, مؤسسة أمير كبير للنشر والطباعة, طهران, الطبعة الثالثة, 1258 هـ ش, ص820.
([6]) آرثر كريستنس, إيران في عهد الساسانيين, ترجمة د.يحيى الخشاب ,القاهرة ,1957,ص85.
([7]) المصدر نفسه, ص103.
([8]) أردشير بايكان ابن شيروان الساساني: هو الملك الخامس والعشرون للإمبراطورية الساسانية، حكمها عام(628م) . للتفصيل يراجع: محمد علي خليلي وعلي اصغر شميم، فرهنك أمير كبير، طهران، 1334هش، ص496-497.
([9]) ألا فستا او آبستا, أستا, آوستا: هو كتاب زرادشت, شرحه وترجمة الزند وسماه “بازند”, ينظر: د.محمد التونجي, المعجم الذهبي (فارسي – عربي), دار العلم للملايين, بيروت, الطبعة الثانية, ص312 و ص316.
([10]) تميز رجال الدين الزردشتيين في إيران بأنهم جماعة مرتبة غاية الترتيب, فهناك “الموبذ “وهو الرئيس الأعلى لتلك الجماعة وتأتي بعده المراتب الأخرى, ويتوزعون في الأقاليم ولم يحصل “الموبذ “على مرتبته الدينية هذه من خلال التدرج الديني ولكن ينالها بحكم الوراثة. ينظر: مرتضى المطهرى, الإسلام وإيران, ترجمة محمد هادي اليوسفي, الجزء الأول, منظمة الإعلام الإسلامي, طهران, الطبعة الأولى, 1990, ص28.
([11]) المصدر نفسه, ص38.
([12]) ارثركريستنس, المصدر السابق, ص38.
([13]) للمزيد من المعلومات, يراجع: مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, بغداد, 1983, ص143؛ عبد الرحمن الغساني, الصراع الفارسي –العراقي, بغداد, د ت, ص32؛ د. محمد حسن العيدروس, دراسات في المشرق العربي المعاصر, دار الكتاب الحديث, الكويت, 2000, ص224-225.
([14]) مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص145.
( ([15]سليم واكيم, إيران والعرب: العلاقات العربية –الإيرانية عبر التاريخ, بيروت, 1967, ص89؛ وللتفصيل عن معركة نهاوند “فتح الفتوح” يراجع: قيس عبدالعزيز الدوري, معركة نهاوند “فتح الفتوح ” نهاية الحكم الساساني , رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية( بن رشد), جامعة بغداد, 2000.
([16]) د.طه ندا, المصدر السابق, ص177.
([17]) فهمي هويدا، إيران من الداخل، مركز الأهرام للترجمة والنشر، مؤسسة الأهرام، القاهرة، 1991، ص58-59.
([18]) ينتسب الصفويون إلى الشيخ صفي الدين الاردبيلي”ت 1334م” الذي كان رئيساً لطريقة صوفية في اردبيل. ومن المعروف أن شيوخ اردبيل كانوا من أهل السنة, وقد كثر إقبالهم بين قبائل التركمان, بدءاً باردبيل ثم آسيا الصغرى حتى سوريا. ولكن في أيام الجد الأكبر للشاه إسماعيل خواجة علي “ت 1427م” حصل تغيير في مذهبهم إذ تحولوا إلى شيعة أثنى عشرية, ثم حاول الشيخ جنيد “ت 1460م” وأبنه حيدر “ت 1488م” التأكيد على الغارات ضد الكفار في القفقاز, وأعطيا الطريقة طابعاً عسكرياً, واستشهدا الاثنان في المعارك, فأضفت الشهادة عليهما صفة قدسية. كان الباحثون قد اختلفوا في معرفة أصل الصفويون لكنهم يتفقون على أن شيخهم صفي الدين الاردبيلي الذي كان يحظى بمكانة مرموقة لدى المواطنين الذين كانوا يتوافدون عليه لزهده وورعه وتصوفه وعلمه. فالقز ويني يذكر في كتابه نزهة القلوب ” إن سكان أردبيل أكثرهم على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله, وهم من مريدي الشيخ صفي الدين الاردبيلي” كما كتب عبد الله خان قائد الاوزبك إلى الشاه طهماسب الأول ألصفوي في سنة 1530م يقول:”لقد كان الشيخ صفي الدين الاردبيلي رجلاً معززاً مكرماً كما انه من أهل السنة والجماعة”. وهذا يرجح إن تشيع الحركة الصفوية لم تكن في عهده. للتفصيل ينظر: كارل بروكلمان, تاريخ الشعوب الإسلامية, نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير العنبكي, ط4, دار العلم للملايين, بيروت, 1965, ص493؛ ستيفن هيمسلي لونكريك, أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث, نقله إلى العربية جعفر الخياط, ط4, مطبعة المعارف, بغداد, 1968, ص30؛ بدرالدين الخصوصي, الدولة الصفوية في مواجهة التحديات, “دراسات الخليج والجزيرة العربية”(مجلة), العدد/44, السنة /11, 1985, ص141؛ فاضل البراك, المدارس اليهودية والإيرانية في العراق, مطبعة الدار العربية, بغداد, 1985, ص98؛ د.عبد العزيز الدوري, العلاقات التاريخية بين العرب والإيرانيين، عن كتاب “العلاقات العربية –الإيرانية –الاتجاهات الراهنة وأفاق المستقبل” ندوة “، مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, 1996, ص45.
([19]) د. محمد حسن العيدروس, دراسات في المشرق العربي المعاصر, ص231.
([20]) ستيفن هيمسلي لونكريك, مصدر سابق, ص30-34.
([21]) يرجع أصله إلى قبيلة تركمانية, فرض التشيع في إيران وعلى المذهب الاثنى عشري، ونفذه رجال الدين من العرب وآخرون, قدر عددهم بحوالي (120) داعية. فهمي هو يدي, إيران من الداخل, ص58.
([22]) كان المذهب الشافعي في إيران هو السائد إلى أيام إسماعيل الصفوي ( 1501- 1524م) الذي فرض المذهب الشيعي بحد السيف على البلاد. مذكرات الشاه محمد رضا بهلوى, ترجمة مركز دراسات الخليج العربي, البصرة, 1980, ص11.
([23]) محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران دراسة في النظام الجمهوري, أطروحة دكتوراه (غير منشورة), جامعة بغداد, كلية العلوم السياسية, 1997, ص16.
([24]) رعد عبدالجليل مصطفى ومحمد كاظم على, المؤسسة الدينية في إيران وأحزاب المعارضة, جامعة بغداد, كلية العلوم السياسية, دراسات العالم الثالث, بيت الحكمة, بغداد, 1988, ص9.
([25]) كان من أهداف إسماعيل الصفوي, بناء إمبراطورية صفوية لبعث قومي ديني كبير, وأمر أن يسك على العملة عبارة (لا اله إلا الله محمد رسول الله, علي ولي الله), ستيفن هيمسلي لونكريك ,المصدر السابق, ص32؛ محمد حسن العيد روس, دراسات في المشرق العربي المعاصر, ص 235.
([26]) تحالف إسماعيل الصفوي مع القوى الأوربية لمواجهة الدولة العثمانية في الاناضول وقلب أوربا والمماليك في بلاد الشام ومصر والحجاز, وبتحالفه هذا, أحدث انقلاباً في الاستراتيجية العثمانية, فتوقف زحفها تجاه أوربا وبدأ صراع طويل بين الدولتين, كان ضحيته الشعب العربي الواقع تحت أطماع واحتلال الدولتين متجاهلين مصالح وأمن واستقرارهذا الشعب. ج ج لوريمر, دليل الخليج العربي, القسم التاريخي, طبع على نفقة أمير دولة قطر, قطر, د ت, ص31.
([27]) ويمكن أن نستنتج من الصراع الصفوي – العثماني نقطتين جوهريتين: الأولى, الصراع من أجل المصالح والأهداف التوسعية التي يغلب عليها النزعة القومية. والثانية, الصراع المذهبي, حيث تسعى الدولة الصفوية تعميم المذهب الشيعي الاثنى عشري على المنطقة المجاورة لها وبخاصة الجوار العربي وفرض سيطرتها على ألاماكن المقدسة في النجف وكربلاء, بينما ترى الدولة العثمانية إنها مسؤوله عن العالم الإسلامي وتعد نفسها حامية للمذاهب السنية ولا تسمح للصفويين بالخروج عن التبعية للخلافة الإسلامية بإعلانها المذهب الشيعي الاثنى عشري, مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص210.
([28]) محمد حسن العيد روس, المصدر السابق, ص 235.
([29]) إن أول من أقام الاحتفالات الدينية العامة لاحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن أبي طالب عليه السلام في إيران, هو الملك البويهي معز الدولة, واستمر من بعده ثم انتشر في بعض أقاليم إيران لاسيما قم وما حولها. ينظر: ما يكل فيشر, المصدر السابق, ص37 وما بعدها.
([30]) رضوان السيد, دراسة مقارنة للمجتمع المدني في كل من إيران والوطن العربي, عن كتاب “العلاقات العربية –الإيرانية الاتجاهات الراهنة وأفاق المستقبل”, ص685. ولإضفاء الشرعية على أطماع وتطلعات أحفاد صفي الدين باحتلال الأقاليم المجاورة لبلاد فارس وفي مقدمتها المنطقة العربية, فقد احتفظ رجال الدين بهذا الوضع الذي استمر في بلاد فارس حتى الوقت الحاضر. رعد عبدالجليل مصطفى, التطرف الديني في إيران, دراسة في الجذور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, الجامعة المستنصرية, معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية, سلسلة الدراسات الإيرانية رقم (3), بغداد, 1985, ص42.
([31]) رعد عبدالجليل مصطفى ومحمد كاظم على, المصدر السابق, ص9.
([32]) فهمي هويدي, إيران من الداخل, ص59.
([33]) ينتسب إلى الأسرة الصفوية, حكم بلاد فارس (41) عاماً( 1588 -1629م), جسد الشاه عباس الكبير خلال حكمه أهداف الدولة الصفوية في التوسع والعدوان على دول الجوار الجغرافي, وفي عصره تم تدعيم المذهب الشيعي الاثنى عشري, للتفصيل عن دوره السياسي والإيديولوجي, ينظر: محمد جواد مشكور, تاريخ إيران زمين, انتشارات إشرافي, طهران, 5236هـ. ش, ص275؛ د.بديع محمد جمعة, الشاه عباس الكبير (1588-1629) , دار النهضة العربية للطباعة والنشر, بيروت, 1980, ص25 وما بعدها.
([34]) الملا احمد اردبيلي, هو أحد واضعي دعائم المؤسسة الدينية الشيعية المستقلة عن الدولة ذات النفوذ الواسع بين الاتباع من الإيرانيين.ومن مؤلفاته “زبدة البيان “, التي دعا فيها صراحةً إلى ضرورة تقليد العامة للمجتهدين. واعترض عليه عدد من فقهاء المذهب الشيعي الكبار في مقدمتهم الكليني صاحب كتاب “الكافي” والشيخ المفيد, لكن وجهة نظر اردبيلي هي التي سادت فيما بعد, ولعبت دوراً بالغ الأهمية في تكريس دور الفقهاء وبناء تلك المؤسسة المستقلة. فهمي هويدي, إيران من الداخل, ص60.
([35]) د.إبراهيم الدسوقي شتا, الثورة الإيرانية –الجذور والأيديولوجية, بيروت, 1979, ص38؛ فهمي هويدي, إيران من الداخل, ص60.
([36]) تعاقب على العرش الصفوي خمسة عشر شاهاً, تسعة منهم حكموا فعلاً أخرهم الشاه حسين الصفوي الذي اجبر على التنازل عن العرش وتسليمه إلى محمود الأفغاني, أما الخمسة الآخرين فما هم إلا مجرد دمى بأيدي المتنفذين الذين جعلوا أنفسهم أوصياء عليهم. فعمقت هذه الأوضاع التناقضات الاجتماعية, وأدت إلى سلسلة من الأحداث مكنت الأفغان من احتلال بلاد فارس عام 1722م, د. كمال مظهر احمد, دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر, ص9-10.
([37]) الافشاريون: قبيلة تركية, فرت من جور وظلم المغول, استقرت في أذربيجان, ولكن الشاه إسماعيل الصفوي رحّل القسم الأكبر منهم إلى شمال خراسان وأسكنهم بالقرب من مدينة ابيورد, تولوا الحكم في إيران سنة (1730م)عندما كان نادر شاه وصياً على العرش، ثم تسنم سدة الحكم سنة 1736 وأصبح شاهاً لإيران، استمر لحين وفاته. د.كمال مظهر احمد, دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر, بغداد, 1985, ص4.
([38]) كان محمود بن ويس (ت 1127هـ1715) احد رؤساء الخلجانيين البارزين, والده حكم قندهار سنة 1709م, اشتهر في المصادر الفارسية بـ( محمود السجستاني ) ويلقب في بعض الكتب بـ ( محمود الأفغاني). محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص258.
([39]) مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص216؛ في يوم 12 محرم 1135هـ تنازل الشاه حسين ألصفوي من العرش وسلم التاج إلى الأمير محمود الأفغاني في مدينة فرج أباد, وجعل الأمير محمود من أصفهان مقراً له. المصدر نفسه, ص259
([40]) ينتمي نادر شاه إلى قبيلة أفشار التركية, (ت 1110هـ/1688م ) في خراسان, من أسرة متوسطة الحال, عمل في خدمة “بابا علي بيك” رئيس قبيلة أفشار وحاكم مدينة ابيورد, تزوج نادر من أبنته, ولما مات تولى حكم مدينة ابيورد, ثم دخل في خدمة وطاعة الشاه طهماسب ألصفوي, تحرك نادر إلى خراسان واستطاع من طرد الأفغان بعد إن جمع حوله زهاء خمسة ألاف مقاتل من الأكراد والافشار, مطالباً بإعادة حقوق الأسرة الصفوية. عين قائداً للجيش ثم شاهاً لإيران, اغتيل من قبل أبن أخيه (علي قلي ميرزا) بالتعاون مع الحرس الملكي ليلة الأحد 11جمادي الثانية 1160هـ/1747م. للمزيد من التفصيل عن حياة ودور نادر شاه السياسي والعسكري يراجع: ستيفن هيمسلي لونكريك, ص167-179؛ محمد أمين زكي ومحمد علي عوني, خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى ألان, الجزء الأول, مطبعة صلاح الدين, بغداد, ط2, 1961, ص211؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص216؛ محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص262-268, منذر الموصلي, قرأت في حرب الخليج ” عرب وفرس”, ص99.
([41]) مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص216
([42]) احد أفراد الأسرة الصفوية كان يقيم في مدينة فرح أباد, ويتحين الفرصة لأجلاء الأفغانيين والعودة إلى كرسي الحكم, وعندما دخل نادرالافشاري في خدمته عينه قائداً للجيش. منذر الموصلي, المصدر السابق, ص99؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص262.
([43]) د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص265.
([44]) المصدر نفسه, 266.
([45]) سليم واكيم, المصدر السابق, ص159.
([46]) تعد اتفاقية أماسية, أول اتفاقية تعقد بين الفرس الصفو يين والدولة العثمانية في 8 رجب 962هـ/ 29 مايس 1555م بعد أن شعر الطرفان المتنازعان أنهما بحاجة إلى التعايش السلمي لمواجهة المشاكل الداخلية, بعد حروب طويلة ودامية, كان العرب ضحيتها والعراق خاصة. وزارة الخارجية العراقية, الاعتداءات الفارسية على الحدود الشرقية للوطن العربي, بغداد, 1981, ص14؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص 211؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, التحدي الإيراني للأمن القومي العربي, آفاق عربية (مجلة), العدد/3, 1985, ص29؛ وللمزيد من الاستفاضة عن المعاهدات والاتفاقيات الحدودية بين العراق وإيران, يراجع: د. جابر إبراهيم الراوي, الحدود الدولية ومشكلة الحدود العراقية –الإيرانية ” دراسة قانونية وثائقية, مطبعة دار السلام, بغداد, 1972, ص227- 499.
([47])ستيفن هيمسلي لونكريك,المصدر السابق,ص169—170؛مجموعة مؤلفين,الصراع الفارسي–العراقي, ص218.
([48]) ستيفن هيمسلي لونكريك, المصدر السابق, ص175-176؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص222-224
([49]) د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص267.
([50]) محمد أمين زكي ومحمد علي عوني, المصدر السابق, ص214.
([51]) ستيفن هيمسلي لونكريك, المصدر السابق, ص187؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص268.
([52]) الأربعة هم: أحمد خان, عرف بـ (احمد شاه) لبس التاج وعين نفسه ملكاً في قندهار, وعلي قلي, عرف بـ(علي شاه أو عادل شاه) توج نفسه ملكاً في مشهد, و إبراهيم خان,عرف بـ( إبراهيم شاه), توج نفسه ملكاً في تبريز, وشاهرخ توج من قبل أهل خراسان على عرش مشهد في 9شوال 1161هـ , استمر حتى 1210هـ. د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص269.
([53]) هم بطن من بطون قبيلة لك(لاة), وهي إحدى قبائل اللور أو اللر, الذين يرجعون إلى القبائل البختيارية التركية الأصل, استلموا الحكم في إيران سنة 1760م عندما استطاع كريم خان زند الوصول إلى سدة الحكم. ينظر: شابور راسخ, جمعيت وكروه هاى نزادى إيران, إيران شهر, الجزء الأول, طهران, 1963, ص97؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامه, مطبعة البصرة, البصرة, 1985, ص270؛ د. كمال مظهر احمد, دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر, ص4.
([54]) قلّ عدد المتنازعين حتى بقي منهم في نهاية الأمر, رئيس عشيرة من التركمان القاجاريين, و قائد أفغاني من قواد نادر شاه, ورجل من قبيلة الزند يدعى كريم خان. للمزيد يراجع: ستيفن هيمسلي لونكريك, المصدر السابق, ص 214.
([55]) هم: أبو الفتح خان حاكم أصفهان, علي مردان خان أحد رؤساء العشائر البختيارية, وكريم خان رئيس عشيرة الزنديين من البختيارية أيضا,د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص 270.
([56]) أبو تراب بن مرتضى حفيد الشاه سلطان حسين ألصفوي ( الذي قتل من قبل اشرف عبد الله الأفغاني عام (1139هـ), لقب بالشاه (إسماعيل الثالث ) وهو في الثامنة من عمره ونصب ملكاً على العرش, كشاه رمزي وينتسب إلى الأسرة الصفوية. ستيفن هيمسلي لونكريك, المصدر السابق, ص 214؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص 236-238؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص259.
([57]) كريم خان بن أيناق (أيماق ) كان رئيس لعشيرة الزنديين, ثم أصبح أحد العسكريين في جيش نادر شاه, يعد مؤسس الدولة الزندية, حكم ثلاثون عام, أصيب بمرض السل وهلك في 13 صفر 1193هـ على أثر الاندحار الكبير الذي أصاب جيشه في معركة أبي خلانه في آذار 1779م مع الجيش العثماني, للمزيد: يراجع: ستيفن هيمسلي لونكريك, المصدر السابق, ص214؛ د. علاء الدين نورس, السياسة الإيرانية في الخليج العربي في عصر كريم خان الزندي (1757- 1779م), معهد البحوث والدراسات العربية, بغداد, 1982, ص11-12؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص270؛ منذر الموصلي, المصدر السابق, ص99.
([58]) د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص270؛ محمد أمين زكي ومحمد علي عوني, المصدر السابق, ص217.
([59]) منذر الموصلي, المصدر السابق, ص 99.
([60]) صباح محمود محمد, العدوان الفارسي على البصرة في عصر كريم خان الزندي ( 1757- 1779 ), معهد البحوث والدراسات العربية, سلسلة رقم(2), بغداد, 1983, ص1,
([61]) محمد أمين زكي ومحمد علي عوني, ص 217؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص 28.
([62]) عبد العزيز سلمان نوار, تاريخ الشعوب الإسلامية في العصر الحديث, الجزء الأول, دار النهضة العربية, بيروت, 1971, ص139.
([63]) عبد العزيز سليمان نوار, المصدر السابق, ص 141.
([64]) الأمير مهنا أل صعب, من سكان جزيرة خارج, قاوم المحتلين في الجزيرة سنة( 1179 هـ/1766م) وكبدهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات, معلناً الجهاد والمقاومة ضد المحتلين الأجانب والعمل على إجلائهم من المنطقة العربية, د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص272؛ ج ج لوريمر, دليل الخليج العربي, القسم التاريخي, طبع على نفقة أمير دولة قطر, قطر, د ت, ص54.
([65]) ج ج لوريمر, المصدر السابق, ص54.
([66]) عبد العزيز سليمان نوار, المصدر السابق, ص142- 143؛ وقد أسهب المؤرخ البصري أبن سند في ذكر المظالم التي أنزلها صادق خان (شقيق كريم خان الزند, الذي كان قائداً لجيش الاحتلال) في البصرة, حيث قال عنه ما نصه:” فدخل البصرة بعسكره وهتكها وفضحها. ولم يبق مأثماً إلا ارتكبه هو وقوته, ولم يف بشيء مما وعد به من العهود, وما ترك نوعاً من الظلم إلا تجشمه, أفعال ولا أفعال التتار”, عثمان أبن سند, واقعات العجم, مخطوطة في مكتبة المجمع العلمي العراقي تحت رقم 149/ م؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي,ص 22؛ ج ج لوريمر, دليل الخليج العربي, ص54؛ د.محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص272.
([67]) ويقول مالكوم لوريمر, المختص بشؤون الخليج العربي:”أن كريم خان أراد بغزو البصرة سنة 1189هـ /1757م إشغال الجيش بمهمات خارج الحدود بعد أن شعر بوجود تذمر في صفوفه ” ويرى أن ” هناك ما يشير إلى اعتقاد كريم خان بأن احتلال البصرة يساعده على إخضاع عُمان التي كانت أغلب تجارتها مع ميناء البصرة, فضلاً عن السعي لإحباط سياسة الوكيل الإنجليزي في البصرة التي تهدف إلى مقاطعة الموانىء الإيرانية وجعل البصرة مركزاً تجارياً رئيسياً”. ج ج لوريمر, دليل الخليج العربي, ص54- 55؛ بينما يرى مايلز, المختص بشؤون الخليج العربي: ” إن هزيمة جيش كريم خان في شمال العراق هي التي دفعته إلى هجوم واسع على البصرة ” وقد يرجح هذا الرأي لأنه لا يخرج عن المشاريع والأطماع الفارسية التوسعية التي تحاول أن تجعل من البصرة قاعدة للانطلاق تجاه دول الخليج العربية. مقتبس من: مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص227- 228.
([68]) فهمي هويدي, إيران من الداخل, ص61.
([69]) هم إحدى القبائل التركية, فرت من مساكنها الأصلية في أسيا الوسطي في عهد جنكيز خان إلى أرمينيا, ثم إلى البلاد الإسلامية, وكانت قبيلة قاجار إحدى القبائل السبعة التي دعمت قيام الدولة الصفوية, وعُدت من القز لباش. نقل الشاه عباس الكبير القاجاريين من أرمينيا ووزعهم على ثلاث مناطق: فأسكن طائفة في “كرجستان” (بجورجيا) لكي يصد الجورجيين, وطائفة في “مرو” للوقوف بوجه الاوزبكيين, والطائفة الثالثة اسكنها في “استرأباد” للوقوف بوجه التركمان, وتميزت الأخيرة بالنفوذ الأوسع في التاريخ الإيراني الحديث, استطاعت الوصول للحكم في إيران سنة 1796م واستمرت إلى سنة 1925م ومن ابرز حكامها فتح علي شاه القاجاري (1797-1834). د. كمال مظهر احمد, دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر, ص4؛ مجموعة مؤلفين, الصراع الفارسي –العراقي, ص240؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص274؛ محمد أمين زكي ومحمد علي عوني, المصدر السابق, ص 217.
([70]) فاضل رسول, هكذا تكلم علي شريعتي, دار الكلمة, بيروت, د.ت, ص15.
([71]) أحد أفراد الأسرة القاجارية, حكم بلاد فارس من ( 1264-1312هـ), تميز حكمه في النصف الأول بالإصلاحات واستتباب الأمن والاستقرار, ازدان عصر هذا الشاه بوجود الوزير المصلح أمير كبير( للتفصيل عن سيرته وحياته السياسية: يراجع, فريدون أدميت, أمير كبير, ج1, طهران, 1323هـ ش), أما النصف الأخر فقد اتصف بالامتيازات التي منحت للأجانب من تنقيب واستثمار للمعادن وإنشاء المصارف والبنوك, اغتيل من قبل شخص يدعى ميرزا رضا كرماني وهو احد المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني. للمزيد من التفصيل عن الامتيازات, يراجع: برسي سايكس, تاريخ إيران, ج2, ترجمه إلى الفارسية: سيد محمد تقي فخر داعي كيلاني, جاب سوم, جاب أفسنت على أكبر علمي, طهران 1343 هـ ش, ص279 وما بعدها؛ مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, ص16؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص 280-286.
([72]) د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص 285.
([73]) وللمزيد من التفصيل عن الامتيازات البريطانية, يراجع: د. محمد كامل محمد عبد الرحمن, سياسة إيران الخارجية في عهد رضا شاه بهلوى, البصرة, 1988, ص15-16.
([74]) يعد أول من بدأ بتوحيد الرئاسة المرجعية للمذهب الشيعي أثناء الحرب العالمية الأولى, سليم مطر, المصدر السابق, ص377.
([75]) فهمي هو يدي, إيران من الداخل, ص64 –ص65.
([76]) تم إلغاء الامتياز في 16 جمادي الأولى 1309هـ, ورحلت الشركة عن إيران, د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص 285.
([77]) د. كمال مظهر احمد, دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر, ص 109؛ رفيق سليمان فضة, أثر فكر الإمام الخميني على القضية الفلسطينية, بلا طبعة, د.ت, ص29.
([78]) ينظر: د. فوزية صابر محمد, المثقفون الإيرانيون ودورهم السياسي في القرن التاسع عشر, كلية التربية (مجلة), جامعة بغداد, العدد/1, 2000, ص76 وما بعدها.
([79]) ولد عام 1269هـ اختاره والده ولياً للعهد عام 1274هـ وهو في الخامسة من العمر, كان حاكماً على تبريز عندما قتل والده, د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص286.
([80]) محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص22.
([81]) كان للثورة التي اندلعت في فرنسا عام 1905م أثر كبير على الوضع الداخلي في إيران, وتزامن ذلك مع ظهور الداعية والمفكر جمال الدين الأفغاني( 1839-1897م)الذي كان يرى انه لا ينبغي على الدول الإسلامية إن تخشى الهجوم العسكري الغربي المباشر بقدر خشيتها الفكر الغربي, محمد حسنين هيكل, مدافع آيات الله, دار الشروق, بيروت, 1982, ص42-44؛ مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, ص 17؛ صاحب حسين على, قصة الانتصار الكبير ” تاريخ الثورة الإسلامية في إيران, دار المنهل, طهران, 1404هـ ق, ص14-16.
([82]) محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص23.
([83]) د.نعمة السعيد ,النظم السياسية في الشرق الأوسط,شركة الطبع والنشر الأهلية ,بغداد ,الطبعة الأولى ,1968 ,ص459 .
([84]) حامد ألغار, دور العلماء المعارضين في السياسة الإيرانية, ص180.
([85]) آزر طبري ,دور العلماء الشيعة في سياسة إيران الحديثة ,مقال ضمن كتاب الدين والسياسة في إيران ,جامعة كاليفورنيا,بإشراف نيكي كندي,ترجمة عرفان عبد الحميد ,ص 70.
([86]) الشيخ محمد حسين ناعيني, صاحب كتاب “تنبيه الآمة تنزيه الملة “وهو من تيار الأصوليين, المذهب الشيعي, عند صدور كتابه أنف الذكر, لقي ترحيبا طيب في الحوزة في بداية القرن العشرين, كما أنه من الفصيل الذي يسلم باستحالة إقامة تطبيق سليم للشريعة في ظروف غيبة الإمام, لكنه يدعو إلى المشاركة في الحياة السياسية بالقدر الذي يقلص من شرعية النظام القائم إلى الحد الأدنى الذي لا مفر منه, وهذا الموقف لا يزال موقف أغلبية مراجع الحوزة إلى الآن. فهمي هو يدي, إيران من الداخل, ص85.
([87]) تسلمت الأسرة البهلوية الحكم في سنة 1925م, ويعد رضا بهلوي مؤسس الأسرة البهلوية, جاء من بعده للحكم ابنه محمد رضا بهلوى, استمر حتى11 /2/ 1979, أثر اندلاع الثورة الشعبية الإيرانية التي قادتها المؤسسة الدينية والأحزاب والحركات الوطنية والشعبية والتي بدورها أنهت الحكم الملكي الشاهنشاهى في إيران, ومنذ ذلك التاريخ بدأ عهد جديد عرف بـ” الجمهورية الإسلامي الإيرانية”.
([88]) تولى رضا خان مير بنج بهلوى الحكم عام 1925م, وأسس حكم الأسرة البهلوية, استمر حكمه حتى عام 1941م, عزله ألبريطانيون والروس عام 1941م وعينوا ابنه محمد رضا بدلاً عنه, توفي عام 1944م في منفاه بمدينة جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا أثناء لجوئه إليها, قام ابنه محمد رضا شاه بنقل جثمانه إلى إيران ودفن في مدينة ري قرب طهران عام 1949م. ينظر : جعفر الخليلي , هكذا عرفتهم , بغداد, 1968, ج2, ص28 ؛ مذكرات ونستون تشرشل , ج2, ترجمة محمد شلبي , مصر , 1970, ص194 ؛ مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, ص 33؛ رفيق سليمان فنصة, أثر فكر الإمام الخميني على القضية الفلسطينية, ص29.
([89]) د.طاهر خلف البكاء, التطورات الداخلية في إيران, ص14.
([90]) معهد الدراسات القومية والاشتراكية, إيران المؤسسة الدينية, الجامعة المستنصرية, بلا طبعة, د. ت, ص357؛ محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص26.
([91]) محمد كامل محمد عبد الرحمن, سياسة إيران الخارجية, ص36.
([92]) د.نعمة السعيد, المصدر السابق, ص453.
([93]) يرفندا ابراهيميان, إيران بين ثورتين , مطبعة جامعة برنستون,1982,ترجمة مركز البحوث والمعلومات,بغداد,1983,ص109 .
([94]) فوزية صابر محمد, إيران بين الحربين العا لميتين: تطورات السياسة الداخلية 1918-1939م, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الآداب, جامعة البصرة, 1986, ص337.
([95]) وحول التقارب, الإيراني الألماني في السنتين الأولى والثانية من الحرب العالمية الثانية التي امتدت لتشمل المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياسية معاً. وللمزيد من المعلومات يراجع: مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, ترجمة مركز دراسات الخليج العربي, جامعة البصرة, 1980 ص33 وما بعدها.
([96]) المصدر نفسه, ص 24.
([97]) الأمر الذي جعل القائد الإنجليزي الموجود في إيران آنذاك ” القومندان ايرون سايد ” يقول: “إن رضا خان هو الشخص الوحيد القادر على إنقاذ إيران “, المصدر نفسه, ص20.
([98]) مركز دراسات الخليج العربي, دراسات إيرانية (مجلة), البصرة, العدد/ 3-4, 2001, ص225.
([99]) فهمي هو يدي, إيران من الداخل, ص72.
([100]) كان السفيرين البريطاني والروسي في طهران يمارسان الضغوط على رضا شاه لطرد الخبراء الالمان المقيمين في إيران, وقررت طهران أن تقوم بذلك, ومنذ الخطوة الأولى في تحقيق ذلك, دخلت القوات البريطانية والروسية الأراضي الإيرانية واجتاحت البلاد في يوم 23 أب 1941م دون سابق إنذار, مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, المصدر السابق, ص 33-34.
([101]) للمزيد من التفصيل يراجع: د.ك. و, ملفات البلاط الملكي, التسلسل 746 /311, كتاب من المفوضية الملكية العراقية في طهران إلى وزارة الخارجية العراقية في 16 أب 1941, الوثيقة رقم 21, ص432؛ مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي, ص 33؛ عبد الهادي كريم سلمان, إيران في سنوات الحرب العالمية الثانية, البصرة, 1986, ص58؛ نصيف جاسم عباس الاحبابي, العلاقات بين إيران ألمانيا النازية 1933-1945, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الآداب, جامعة بغداد, 1989, ص104.
([102]) مهربان فرهمند, الثورة المسروقة في إيران, ألمانية الغربية 1984, ترجمة مركز البحوث والمعلومات, سلسلة كتب مترجمة, العدد(19), 1984, ص129.
([103]) ريتشارد “دبليو”كوتام, القومية في إيران, مطبعة جامعة بينسبرج, 1978م, ترجمة محمود فاضل الخفاجي, مراجعة د.علي محمد المياح, مكتب الرواد للطباعة, بغداد, د. ت, ص34 .
([104]) د.طاهر خلف البكاء, من تاريخ الحياة البرلمانية في إيران من الثورة الدستورية حتى سقوط رضا شاه, أحداث وعبر, كلية المعلمين(مجلة), الجامعة المستنصرية, العدد/26, 2000, ص45.
([105]) د.ك.و, الوحدة الوثائقية, ملفات البلاط الملكي, الملف 4990, الوثيقة 52 , ص103 , تقرير المفوضية العراقية في طهران لشهر تموز 1943.
([106]) ولد( آريا مهر) محمد رضا بهلوى يوم 26/11/ 1919م(4/8/1298هـ ش) مع أخته التوأم أشرف بهلوى, عين ولياً للعهد في 13/12/1925م, تعلم اللغة الفرنسية منذ طفولته ودرس التاريخ الفرنسي, درس في سويسرا ثم التحق بالكلية الحربية بطهران وتخرج عام 1938 برتبة ملازم ثانٍ, وعندما تم احتلال إيران من قبل بريطانيا وروسيا يوم 17/9/1941م, تنازل والده رضا شاه عن العرش قبل يوم من وسقوط العاصمة طهران لولي عهده محمد رضا بهلوى, تولى محمد رضا شاه عرش إيران يوم 16/9/ 1941 وجرت مراسيم نقل السلطة إليه في البرلمان الإيراني يوم 26/9/1941م, استمر حكمه حتى يوم 11شباط 1979م. غادر بلاده يوم 26/10/1357هـ ش ( 16/1/1979م), توفي بعد (18) شهراً من مغادرة طهران في مصر ودفن في أسوان, له كتب ثلاث: مهمتي من أجل وطني( مأموريت براى وطنم) والثورة البيظاء (انقلاب سفيد) ونحو الحضارة الكبرى ( بسوى تمدن بزرك) كان يعتقد أن الكتب أنفة الذكر إذا ما أخذها رؤساء الدول المتخلفة بنظر الاعتبار سينقذون شعوبهم من التخلف. مذكرات الشاه محمد رضا بهلوي؛ ص29 وما بعدها؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة, ص44- 47؛ مركز البحوث والدراسات, الموسوعة الإيرانية المعاصرة, ج1, الشخصيات, بغداد, ذ985, ص103؛ خلاصة أحاديث الإمام الخميني, ج1, مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني, الشؤون الدولية, طهران, 1379هـ ش(1421هـق, ص765.
([107]) ومنها, حزب ” بان –إيرانيست” يتزعمه محسن بزشكيو, حزب الأمة الإيرانية (ملت إيران) يتزعمه داريوش مروهر, حزب إيرانيان يتزعمه الدكتور فضل الله صدر, حزب القوة الثالثة برئاسة خليل مكي, حزب التجمع الاشتراكي والجبهة الوطنية ( جبهة ملي) بزعامة الدكتور محمد مصدق, حزب نهضة إيران ( نهضت ازادي إيران) بزعامة زنجاني والطالقاني, وحزب (فدائيان إسلام) ذات النزعة الطائفية والعنف المسلح. للمزيد من التفصيل يراجع: د. محمد وصفي أبو مغلي, الأحزاب والتجمعات السياسية في إيران 1905- 1979, جامعة البصرة, مركز دراسات الخليج العربي, شعبة الدراسات الإيرانية, البصرة, 1980, ص18 وما بعدها؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, إيران دراسة عامة, ص 369.
([108]) محمد كاظم علي, الحركة الشيوعية في إيران (تودة), معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية, الجامعة المستنصرة, سلسلة دراسات إيرانية رقم( 10), بغداد, 1985, ص13؛ محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص30.
([109]) تعرض الشاه محمد رضا بهلوى إلى محاولة اغتيال عندما كان يقوم بزيارة إلى جامعة طهران في 4شباط 1949 من قبل” ناصر فخراني, الصحفي الذي كان يعمل مصوراً وحضر الاحتفال في الجامعة, ممثلاً عن صحيفة “برجم إسلام “أي ” راية الإسلام” فاعلنت السلطات الإيرانية أنها وجدت في بيته أوراقاً تعبر عن أرائه وأفكاره السياسية, وتؤكد انتماءه إلى حزب” تودة ” .وقد أصيب الشاه في تلك المحاولة بعدة عيارات نارية, نجا منها بأعجوبة. د. طاهر خلف البكاء, التطورات الداخلية في إيران, ص245.
([110]) ير فندا ابراهيميان, إيران بين ثورتين, ص257.
([111]) أبو القاسم الكاشاني أحد علماء الدين, الذين أسهموا في الحركة الدستورية (المشروطة ) عام 1905م, كان مبعدا في لبنان من قبل السلطات البريطانية بعد احتلالها لإيران عام 1941م, فاز في غيابه بالانتخابات البرلمانية ضمن الدورة السادسة عشر في شباط 1950, وهو أحد أعضاء الحركة الوطنية الإيرانية, كان قد لعب دوراً تخريبياً في الحركة الوطنية التي قادها مصدق في أوائل الخمسينات, ويقال انه من الماسونيين. العالم العربي(مجلة), العدد/ 22, 26/3/1951؛ فاضل البراك , المارس اليهودية والإيرانية في العراق, ص102 ؛ د. عبد الله شاتي مبهول, أبو القاسم الكاشاني ودوره في إجهاض تجربة مصدق في إيران في الوثائق الدبلوماسية العراقية, بحث غير منشور, بغداد, 1989؛ د. طاهر خلف البكاء, التطورات الداخلية في إيران, ص245.
([112]) انطلقت فكرة إنشاء الجبهة الوطنية في التجمع الذي قاده مصدق في حدائق البلاط, وبعد انفضاض اجتماعهم توجهوا إلى دار الدكتور مصدق, وهناك اتفقوا على تكوين ائتلاف عريض أطلق عليه “جبهتي ملي”أي “الجبهة الوطنية”. انظر: د. طاهر خلف البكاء, التطورات الداخلية في إيران, ص245.
([113]) الدكتور محمد مصدق تولد 1879م, ينحدر من عائلة غنية و ترجع إلى السلالة القاجارية,كان والده ميرزا هدايت أشتباني (ت1891م) وزير للمالية مدة ثلاثين عام في عهد ناصر الدين قاجار , حاصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية,ألف كتاب” قانون المحاكم الجنائية” ,عند حدوث الثورة الدستورية عام 1906م كان ديمقراطياً حراً مقتنعاً بعقيدته هذه , أمضى أعوامه التي كان لها الأثر الفعال في تكوينه في المؤسسات التعليمية الفرنسية والسويسرية, بعد عودته إلى إيران أصبح واحداً من أحرار الطبقة العليا الذين ظلو حتى أيام رضا شاه يزودون الحركة باتجاهاتها الثقافية,عمل في التدريس , كان من ابرز المعارضين لمنح التاج إلى رضا خان عام 1925م , كان يتميز بحسن القيادة, فاز في الانتخابات التي جرت في شباط 1950, ضمن الدورة البرلمانية السادسة عشر ومعه سبعة من الوطنيين المتحمسين الذين كان تأثيرهم كبيراً داخل المجلس بالرغم من قلة عددهم تولى رئاسة الحكومة الإيرانية (1951-1953) توفي عام 1967م في منزله في أحمد آباد غرب طهران. ينظر: د1د كاه تاريخي, محاكمة آقاى دكتر محمد مصدق, بلا مكان طبع, د.ت, ترجمة على البصري, محاكمة مصدق, ج3, بغداد, 1954؛ ريتشارد ” دبليو”كوتام, المصدر السابق, ص384-ص389؛ مذكرات شاهبور بختيار, المصدر السابق, ص32؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة, ص107- 109.
([114]) ير فند إبراهيميان, القوى السياسية في الثورة الإيرانية, بحث في كتاب إيران 1900-1980, بيروت, 1980, ص118.
([115]) المصدر نفسه, ص358.
([116]) الجنرال فضل الله زاهدي: قائد عسكري ومن المقربين للاسرة البهلويه, القي القبض عليه عام 1941م بعد احتلال إيران من قبل بريطانيا وروسيا وسجن في فلسطين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية, وعندما عاد إلى إيران عين مساعداً للكولونيل نورمان شوارتزكوف الخبير الأمريكي الذي قدم لتنظيم الشرطة العسكرية في إيران, وإيقاف نشاط حزب تودة. قاد الانقلاب العسكري واسقط حكومة الدكتور مصدق بالتنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية للفترة من 15-19 أب 1953م الذي رسمه ألن دالس, وكريمت روزفلت, للمزيد يراجع: د.ك. و, ملفات البلاط الملكي, التسلسل 4967/ 311, تقرير السفارة العراقية في طهران إلى وزارة الخارجية العراقية في 25 أب 1953, الوثيقة رقم 125, ص130؛ د. محمد وصفي أبو مغلي, دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة, ص71؛ روح الله رمضاني, سياسة إيران الخارجية 1941-1973, مركز دراسات الخليج العربي, جامعة البصرة, 1984, ص 223-272.
([117]) أطاح الجنرال زاهدي بحكومة مصدق في 19 أب 1953 ” وكما يسمية الإيرانيون 28 مرداد”, وللمزيد من المعلومات ينظر: ريتشارد “دبليو”كوتام, المصدر السابق, ص332.
([118]) ريتشارد ” دبليو”كوتام, المصدر السابق, ص333.
([119]) للتفصيل عن محاكمة مصدق يراجع: د.ك. و , ملفات البلاط الملكي , التسلسل 4968 , تقرير سري من السفارة العراقية في طهران إلى الخارجية العراقية بتاريخ 6/10/1953 , التسلسل 4971 , و التقرير السري من السفارة العراقية في طهران إلى وزارة الخارجية العراقية بتاريخ 11/10/1954, الوثيقة رقم 55 , ص77 .
([120]) د.طاهر خلف البكاء, أحداث إيران الداخلية في السنة الأولى لحكومة مصدق 1951-1953 م في الوثائق الدبلوماسية العراقية, المؤرخ العربي(مجلة), العدد/48, 1994 ص 15.
([121]) محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص22.
([122]) روح الله رمضاني, سياسة إيران الخارجية 1941-1973, ص257.
([123]) ريتشارد “دبليو”كوتام, المصدر السابق, ص495.
([124]) هي ثورة الشاه, أو ثورة الشعب والشاه, أعلن الشاه يوم 19/10/1341هـ ش(9/1/1963م) عن نقاط ست مدعياً بأنها ستطور أساس النظام السياسي وحياة الشعب في إيران من ضمنها الإصلاح الزراعي وتأميم الغابات والمياه وإشراك العمال في ملكية المعامل وإصلاح قانون الانتخابات وإشراك النساء في العملية الانتخابية, وأجرى عليها الاستفتاء الشعبي يوم 6/11/1341هـش( 26/1/1963م), كما أضاف عليها نقاط أخرى على مدى السنين حتى بلغت (19) نقطة. خلاصة أحاديث الإمام الخميني, المصدر السابق, ج1, ص738.
([125]) للمزيد من التفصيل عن الثورة البيضاء يراجع: محمد كامل محمد عبد الرحمن, الفلاح الإيراني في العهد البهلوي 1925- 1979, أطروحة دكتوراة (غير منشورة), كلية الآداب, جامعة بغداد, 1991, ص172- 259.
([126]) محمد رضا بهلوي, الثورة البيضاء, بيروت, 1968, ص7.
([127]) ريتشارد “دبليو”كوتام, المصدر السابق, ص443.
([128]) بعد منتصف ليلة 12محرم 1383هـ / 5 حزيران 1963م, تسللت مجموعة من الناقلات المدرعة إلى مدينة قم لاعتقال آية الله الخميني, وبعد مداهمة الدار تم اعتقاله ونقله إلى حامية عسكرية ثم نقل إلى معسكر ( عشرة آباد) ليسجن مع آية الله السيد حسن قمي من مشهد وآية الله الشيخ بهاء الدين محلاتي من شيراز وعدد آخر من العلماء من سائر المدن الإيرانية, وعلى أثر ذلك جاء الرد الجماهيري صبيحة يوم 5حزيران بمسيرات حاشدة تهتف بالموت للشاه والمطالبة بالإفراج عن العلماء المعتقلين, وحصلت مصادمات بين المتظاهرين والقوات المسلحة سقط فيها ما مجموع (15) ألف بين قتيل وجريح وفي هذا السياق جاء خاطب آية الله الخميني ًمحذراً الشاه محمد رضا بهلوى قال ما نصه: (( ستكون مسؤوليتنا ومسؤوليتك صعبة, ولن يسمح الشعب لك بالحياة, فاسمع نصيحتي ولا تفعل هذا, فقد بلغت الخامسة والأربعين من عمرك, ويكفيك أن تسمع قول هذا وذاك, فكر قليلاً ولاحظ عواقب الأمور وتعظ قليلاً, أتعظ بأبيك ولاتكن مثله, واسمع منّي ومن العلماء الدين فإنهم يريدون صلاح البلد, فهل نحن رجعيون ؟ وهل إن أحكام الإسلام رجعية ؟ وهل قمتم بـ ” ثورة بيضاء ” ؟ وبأية ثورة بيضاء قمتم ؟ لماذا تخدعون الناس ؟ فوالله لا تفيدك إسرائيل , بل الذي يفيدك هو القرآن )). حديث آية الله الخميني في مدرسة الفيضية يوم الثلاثاء 3/6/1963م/10/1/ 1383 هـ ق, من كتاب خلاصة أحاديث الإمام الخميني, ج1, مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني, الشؤون الدولية, مطبعة مؤسسة العروج, طهران, صفر 1421هـ ق / بهار 1379 هـ ش, ص 9-10؛ صاحب حسين الصادق, المصدر السابق, ص71-82.
([129]) سليم واكيم, المصدر السابق, ص200.
([130]) فرهاد كاظمي(أستاذ في جامعة نيويورك, مؤلف “كتاب الفقر والثورة في إيران”), أثار هجرة الفلاحين الإيرانيين على النظام السياسي في إيران, ترجمة عبد الجبار ناجي, مركز دراسات الخليج العربي, سلسلة إيران والخليج العربي (19) دراسات إيرانية لمجموعة بحوث مختارة, البصرة, 1983, ص40.
([131]) جيمس بل(James Bill ), الأمور السياسية في إيران ( تحديث – مجموعات وطبقات), ترجمة عبد الجبار ناجي, مركز دراسات الخليج العربي, سلسلة إيران والخليج العربي(19) دراسات إيرانية لمجموعة بحوث مختارة, البصرة, 1983, ص41.
([132]) جون سي تيرنر(Turner), المستقر الحضري مشاكل وسياسات, تحقيق جنرال بريس(Breese), 1969, ص526 .
([133]) د.ك.و, ملفات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي , الملف 106/19/4 , التسلسل 117, تقرير سري من سفارة الجمهورية العراقية في إيران إلى وزارة الخارجية العراقية بتاريخ 10/12/1953, الوثيقة رقم(1), ص2؛ وثائق مكتب العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية عام 1953, المجلد السابع, واشنطن1978,ص470-471؛ “الرأي” ( صحيفة), الكويت, العدد/ 5836, 5/2/1980, ص16.
([134]) محمد كاظم علي, النظام السياسي في إيران, ص37.
([135]) رعد عبد الجليل مصطفى ومحمد كاظم على, المصدر السابق, ص11.
([136]) كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تصنع سياستها الخاصة بها، والتي كانت كثيراً ما تختلف عن سياسة وزارة الخارجية، وقد اشترك البنتاغون أيضاً في هذه العملية، وذلك إن المؤسسة العسكرية الأمريكية تنظر إلى إيران باعتبارها احد مواقع الدفاع الأساسية، كما أنها بالطبع عميل سخي للأسلحة الأمريكية، وهكذا أصبحت البعثة العسكرية الأمريكية في أهمية السفارة في طهران، وفي هذا الصدد، إن اللجنة التي شكلها الكونغرس الأمريكي للإشراف على نشاط المخابرات المركزية في إيران، قامت بنشر تقرير بعد ذهاب الشاه إلى المنفى قدمته البعثة بتاريخ 28/ 9/ 1978، يرى” بان الشاه لا يواجه أي خطر حقيقي لمدة عشر سنوات على الأقل، لأنه ليس هناك من يتحدى الجيش وهو أساس شرعيته” . محمد حسنين هيكل، مدافع آيات الله، ص199.
([137]) كان الخميني قد كلف المهندس مهدي بزركان, بموجب قرار تلاه رافسنجاني أمام أكثر من (300) صحفي, بتعيين مهدي بزركان رئيساً للوزراء, وجاء في الرسالة التي وجهها الخميني إلى بزركان, نذكر منها “بناءً على اقتراح مجلس الثورة, وعلى أساس الحق الشرعي والقانون الناتج عن تأييد الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني لقيادة هذه النهضة وانطلاقاً من ثقتي بإيمانك الراسخ بالعقيدة الإسلامية المقدسة, أكلفك بتشكيل حكومة مؤقتة”. شكل بزركان وزارته يوم الثالث عشر من شباط 1979 وتعد أول وزارة في العهد الجديد, د.محمد وصفي أبو مغلي, دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة, ص 58-59؛ د.جلال الدين المدني, تاريخ إيران السياسي المعاصر, ترجمة سالم مشكور, منظمة الإعلام الإسلامي, طهران, 1399هـ, ص425- 430.
المصدر: رسالة ماجستير بعنوان ايران والقصايا العربية 1979-1991،من اعداد حسن تركي عمير ، المعهد العالي للدراسات السياسية و الدولية، 2008.