في كتابه ”‘ تحليل العلاقات الدولية.. دراسة في إدارة الصراع الدولي ”’ يركز سلامة على ظاهرة الصراع الدولي التي يراها طبيعة وسمة غالبة على العلاقات الدولية، وشأنه شأن أصحاب التوجهات السلوكية يركز دكتور سلامة على فهم دوافع الصراع ومحاولة الوقوف على طبيعة الاستشرافات المستقبلية للظواهر التي تتسم بالطابع الصراعي، لذا لا يركز سلامة على الطابع أو النمط التعاوني للعلاقات الدولية – بل يرى أن معظم الجوانب في العلاقات الدولية هي ذات طابع صراعي وإن بدت أو اتخذت نمطا تعاونيا، ويتناول في هذا الكتاب نظرية الصراع الدولي من خلال تناول مفهوم الصراع ووظيفته ومحدداته وأنماطه وكيفية إدارته، وأدوات وإستراتيجيات إدارة الصراع.. كذلك يتناول عدة نظريات ترتبط بفهم وتحليل العلاقات الدولية مثل نظرية الواقعية السياسية ونظرية المباريات أو نظرية الألعاب و نظرية الردع ونظرية التهديد و نظرية التفاوض ونظرية لحظة النضج.
العلاقة السياسية الدولية هي إحدى أهم أفرع علم السياسة التي يمكن من خلالها دراسة وتحليل الظاهرة السياسية بكل أبعادها النظرية والواقعية. وبرغم أن دراسة العلاقات الدولية كمادة قائمة بذاتها ضمن مواد العلوم السياسية لم تتخذ طابعة عملية و تحليلية إلا أعقاب الحرب العالمية الثانية إلا أنها اتخذت خلال تلك الفترة الوجيزة نسبية مكانة هامة طغت على الأفرع الأخرى للعلوم السياسية. ولعل ذلك يرجع إلى الحيوية والديناميكية التي تتسم با موضوعات تلك المادة، فضلا عن الأهمية التي اكتسبها علم العلاقة السياسية الدولية جراء التقدم التكنولوجي الهائل في كافة المجالات خاصة في مجال المعلومات و الاتصال و المواصلات والتسلح. ويلاحظ أن مصطلح “دولي أو دولية International” هو من المصطلحات الحديثة نسبية أيضا، فلم تشر الكتابات السياسية قديمة إلى هذا المصطلح إلا في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بعدما استخدم الفيلسوف والفقيه القانون الانجليزي جرمي بنثام Jeremy Bentham هذا المصطلح “دولي” لتعريف فرع أو طبيعة القانون الذي يجب الاحتكام إليه في المنازعات بين الدول أو الذي يمكن خلاله إخضاع علاقات الدول في إطار قانوني … وفي ضوء تلك النظرة ذات الطابع القانوني للعلاقات الدولية انصبت أفكار معظم رجال القانون على وضع عدة أطر تنظيمية تتضمن تحديد قواعد واجبة بين الفاعلين الأساسيين على الساحة الدولية.