تهدف هذه الدراسة إلى البحث في كيفية تأثير أزمة كوفيد 19 على الروابط الديناميكية بين كل من الذهب والنفط والدولار الأمريكي، لعينة أسبوعية امتدت لثلاث سنوات انطلاقا من الأسبوع الأول لجانفي 2020 إلى غاية الأسبوع الأخير لديسمبر 2022، وقد اعتمد فيها الباحث سببية تودا ياماموتو لدراسة السببية بين مختلف المتغيرات محل الدراسة، باستخدام المنهج الوصفي والتحليلي الموزعان خلال الفصلين مع التركيز على المنهج الاحصائي في الفصل الثاني ليتوصل في الأخير إلى جملة من النتائج أهمها:
• إن الأثر الذي خلفته أزمة كوفيد على متغيرات الدراسة كان بشكل واضح وجلي، إذ كان متسببا في ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير جدا؛
• لقد أثرت أزمة كوفيد أيضا على أسعار النفط بالانخفاض الشديد وذلك راجع للحجر الكلي المطبق في تلك الفترة، وتراكم المخزونات العالمية، الأمر الذي جعل المخزون النفطي يصل حد التخمة أي أن المعروض كبير جدا مقارنة بالطلب؛
• لقد أثرت أزمة كوفيد على مؤشر الدولار في البداية ارتفاعا كونه أحد الملاذات الآمنة، ولكن مع استمرار الحجر الكلي تراجع مؤشر الدولار تاركا الساحة للذهب كملاذ أكثر أمنا كونه استمر في الارتفاع وهذا جراء الزيادة الرهيبة على طلبه؛
• النتائج القياسية لسببية تودا تؤكد وجود سببية بين الدولار والذهب، وهذا جراء السلوك الذي ينتهجه المستثمرون حال انخفاض مؤشر الدولار بتوجههم إلى الذهب هذا ما من شأنه أن يعتبر علاقة عكسية بينهما؛ • النتائج القياسية لم تؤكد وجود علاقة سببية بين الدولار والنفط، ولكن سلوك المستثمرين المنتهج عند تهاوي أسعار النفط بالتوجه إلى الاستثمار في الدولار أدى إلى ارتفاع أسعاره كونه ملاذا آمنا، مما يؤكد على عكسية العلاقة بينهما؛
• يمكن اعتبار العلاقة عكسية أيضا بين الذهب والنفط كون الأخير بمجرد انخفاضه ارتفعت أسعار الذهب في البورصات العالمية مما يؤكد أن أحدهما يعد ملاذا آمنا أكثر من الآخر