النظام الدولي منذ الحرب الباردة إلى اليوم: دراسة في النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين بعد موضوع النظام الدولي الجديد من أكثر القضايا المثيرة للجدل. تطرق العديد من المفكرين لهذا الموضوع بالتنظير والكتابة. ويبدو جليا الكم النظري الهائل في هذا المجال. فقد تناولت الأدبيات، على اختلافها، موضوع النظام الدولي الجديد الذي سيكون خلقا النظام الأحادية القطبية. وتباينت الآراء بين مؤيد لاستمرار نظام الأحادية القطبية، ومعارض له. أما الآراء المعارضة، فقد انقسمت في اختيار النظام الدولي البديل، فمنهم من نادي بالعودة إلى الثنائية القطبية، ومنهم من رأى في التعددية القطبية الحل الأمثل، وهناك من خرج بنظام جديد أسماه نظام اللاقطبية تماشيا مع التطورات الحديثة في العالم.
على ضوء ذلك، جاءت هذه الدراسة للبحث في النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى التعمق في النظام الدولي الجديد عبر تحلیل مجالات القوة الاقتصادية، والعسكرية، والتكنولوجية، والحضارية، اعتمادا على القراءة في الأدبيات المختلفة، وعلى الأفكار النظرية اللمفكرين وعلماء السياسة والعلاقات الدولية.
خرجت هذه الدراسة بنتيجة مفادها أن النظر للنظام الدولي الجديد يجب أن يكون بطريقة عمودية، ترى تعايش الأنظمة الدولية الأحادية والثنائية والتعددية واللاقطبية في إطار نظام تفاعلي واحد، يستطيع مواكبة التطورات والتحديات المتسارعة على الساحة الدولية. وعليه، خلصت هذه الدراسة إلى أن النظام الدولي المركب هو النظام الدولي الجديد بحيث ينظر إلى مستويات القوة في هذا النظام بطريقة هرمية تبدأ بالقوة العسكرية، تليها القوة الاقتصادية، ومن ثم قوة العلاقات العابرة للحدود القومية، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعداه إلى تفاعل هذه المستويات مع بعضها البعض، من ناحية، وتعايش الفواعل من الدول ومن غير الدول مع مستويات القوة المختلفة ومع بعضهم البعض، من ناحية أخرى، من أجل إنجاح هذا النظام، واستيعاب تغيراته، وجلب أكبر قدر من الاستقرار الدولي للعالم.
كلمات مفتاحية: النظام الدولي، الأحادية القطبية، الثنائية القطبية، التعددية القطبية، اللاقطبية، النظام الدولي المركب.
النظام الدولي منذ الحرب الباردة إلى اليوم : دراسة في النظام الدولي الجديد في القرن الحادي و العشرين =The international order since the Cold War until today : a study in the new international order in the 21 st century | علي الجرباوي | شماسنة، أسيل |