عندما اخترت ترجمة هذا الكتاب استوقفني عنوانه المختصر بالرغم من مضمونه الشامل، وتساءلت ماذا يعني الكاتب في عنوان كتابه Espace و Pouvoir وماذا يقصد في الكلمة الأولى ، أهو المكان أو الاتساع او المدى أو الامتداد … وكلها معان للكلمة. كذلك ماذا يريد بالكلمة الثانية وهي تعني القدرة بمفهومها العام وما هو معمول به اليوم أو السلطة الذاتية للفرد أو المؤسسة سياسية كانت أو إجتماعية أو دينية ؟
وتفكرت مل أجعل العنوان : امتداد السلطة أو القدرة ، أو أفضل عنوان آخر اتساع السلطة، على السلطة ، أو اقلب الوضع فاقول السلطة عبر المكان ، أو السلطة والدي أو المكان .. كلها عناوين نصح وتثير الحيرة .
وأخيرة دخلت الى المضمون والجوهر فوجدت فيه : استعراضة شيقة للمجتمعات في بنائها وارتقائها من الأسرة الى العشيرة والقبيلة والدولة البدائية ثم الدولة واتحاد الدول .
لوحة لكيفية بروز السلطة في القديم القديم قبل الحضارات ، ثم في عصرها ويعدها ، والاشكال التي أخذتها والأصول التي نبتت منها ، ومنها ما يكون نابعة من ادیان ساوية وقوى عليا لها وكلاء على الأرض يمارسون فيها سلطتهم تارة في جو من السلام وتارة أخرى في جو من العنف ، أو عن أيديولوجيات وعقائد موروثة تخللها طقوس وشعائر ، أو تكون ناشئة عن تركة موروثة لسلالة أو عرق تغذيها مصاهرات ومخالفات .. أو تكون نتيجة صراع وثورات أو أيديولوجيات سياسية وقومية … إن نتيجة لامتلاك الأراضي أو موارد الطاقة أو التقدم التقني . وكلها مواضيع شيقة عملب القاری، لقراءتها وتفتح أمامه أفقأ واسعة من المعرفة بالسلطات وأنواعها من دكتاتورية…