لطالما أثار مفهوم القوة في العلاقات الدولية جدلا واسعا منذ القديم، يوم أن كان مفهوم القوة مقتصراً على القوة العسكرية، والذي اصطلح عليه في التنظير المعاصر بالقوة الصلبة، في مقابل أنواع أخرى من القوة اصطلح عليها بالقوة الناعمة. وتعتبر دولة تركيا خاصة من تولي السلطة فيها حرب العدالة والتنمية أواخر سنة 2002 إلى يومنا هذا من الدول الرائدة في استعمال القوة الناعمة في سياستها الخارجية. وقد اعتمدت تركيا القوة الناعمة في مختلف أنواعها ومستوياتها من الثقافة الإعلامية إلى السياحية والاقتصادية وكذلك الدبلوماسية والعلاقات الخارجية وغيرها. كما خلصنا في هذه الدراسة إلى أن القوة الناعمة وحدها لا تكفي لزيادة تأثير ونفوذ الدولة على الساحة الدولية، بل لا بد من تعضيدها بالقوة الصلبة وهو ما اصطلح على تسميته بالقوة الذكية. ويبقى المجال مفتوحا للبحث حول حدود كل من القوتين الصلبة والناعمة، سياسة الدولة الخارجية ومختلف العوامل المؤثرة، توسيع مساحة هذه أو تلك، خاصة في ظل تعقد العلاقات الدولية، وشدة المنافسة والصراع فيها، في مقابل سعي عدد من الدول وهو في تزايد مستمر إلى تغليب جانب التعاون الدولي على الصراع، بتشجيه من كثير من المنظمات الدولية الإقليمية.