بقلم م.ف. عثماني و أحمد.ح – صحيفة الخبر
اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية، عمر بن جانة، إبرام المغرب والكيان الصهيوني أول اتفاقية تعاون في مجال الحرب الإلكترونية، بحسب ما أعلن رئيس بعثة تل أبيب الدبلوماسية لدى الرباط دافيد غوفرين، في تغريدة له، يندرج في إطار تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية ودولة الاحتلال وهذا التطبيع يشمل كل أشكال التعاون، بما فيها القذر واللاقانوني منه، كالمتاجرة في المخدرات ودعم الحركات الانفصالية وغيرهما.
ولا يستغرب المتحدث، أمس هذه الاتفاقيات، لكونها أولا أبرمت بين دولتي احتلال، وثانيا، تسميتها ووصفها بالتعاون في مجال الحرب الالكترونية،ما يعني أن طرفا الاتفاقية في وضعية تعد واضح على القوانين الدولية وجهود السلام المبذولة على مدار قرون من قبل المجتمع الدولي.
ويرجح بن جانة أن الهدف من هذه الاتفاقية يمكن في رغبة المغرب في تجنب الحرب الواقعية القائمة على التسلح والوسائل المادية باهظة الثمن وتستدعي الخبراء والتقنيين، والذهاب إلى أدوات أقل تكلفة ولوجستيك والأسهل من حيث التسيير.
والمعطيات الأخرى التي قادت إلى إبرام هذه الاتفاقية، ممثلة برأي الخبير في وجود روابط اجتماعية قوية بين المغرب ودولة الاحتلال،وتتجلى في جالية مغربية هي الثانية بعد الجالية الروسية والإثيوبية وهو ما شجع الطرفين على الذهاب إلى هذا النوع من الحرب.
ويريد المغرب بهذه الاتفاقية، بحسب الخبير، ضرب الجزائر وإزعاجها بعدما فشل بطرائق وأساليب أخرى على أصعدة السياسية والدبلوماسية، مشيرا إلى أنه على الجزائر أخذ هذه الخطوة بعين الاعتبار، ومتوقعا أن يكون هناك رد جزائري لكن بطريقة هادئة.
جبهات معادية متعددة
ما كان يتم بصفة غير معلنة أصبح الآن يجري تحت الأضواء ، تعاون عسكري يضم مناورات مشتركة، وتعاون استخباراتي في الحرب الالكترونية .
الاتفاق في مجال الحرب الالكترونية هو الأحدث في العلاقات العلنية بين الكيان الصهيوني و المخزن، حيث نقلت وسائل اعلام مغربية ،عن الهيئة الإسرائيلية في تغريدة على تويتر قبل ايام إن الاتفاقية وقعها كل من المدير العام للهيئة يغال أونا، والجنرال مصطفى ربيعي، مدير مدرية الأمن السيبراني بإدارة الدفاع الوطني، وبحضور عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية، المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
من جانبه، أوضح القائم بأعمال الممثلية الإسرائيلية في المغرب، دافيد غوفرين، في تغريدة، أن الاتفاقية “تقضي بإقامة تعاون في البحث والتطوير ومجالات عملياتية في السايبر”.وفي السياق نفسه، قالت القناة الإسرائيلية “i24news”، إن الاتفاقية تشمل أيضا “التعاون العملي والبحث والتطوير وتبادل المعلومات والمعرفة”، بين البلدين.
و كشفت وثائق رفعت السرية عنها وشهادات عملاء سابقين ان الاتفاق ما هو الا فصل جديد في العلاقات بين الطرفين ،حيث وضع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد موطئ قدم له في المغرب في نهاية 40 من القرن الماضي لقيادة عمليات تهجير يهود المغرب، وساعد الجهاز ذاته الملك الحسن الثاني في القضاء على المعارضة بقيادة المهدي بن بركة.
وكشفت وساءل إعلام دولية في ديسمبر 2020 عن قيام إسرائيل بتزويد المغرب بالسلاح وتكنولوجيا المراقبة ودربت المغاربة على استخدامها، وساعدت في تنظيم جهاز المخابرات المغربي.
و وفر المغرب الغطاء لتواجد استخباراتي إسرائيلي في القمة العربية لعام 1965 بالدار البيضاء، بالسماح للموساد بالتنصت على غرف الاجتماعات والأجنحة الخاصة، وقد أعطى التنصت إسرائيل رؤية غير مسبوقة في التفكير والقدرات والخطط العربية، والتي تبين أنها حيوية للموساد والجيش الإسرائيلي في الاستعداد لحرب 1967.
وقال الجنرال شلومو غازيت، الذي أصبح فيما بعد رئيس المخابرات العسكرية، في مقابلة عام 2016: “هذه التسجيلات، التي كانت حقًا إنجازًا استخباراتيًا غير عادي، أثبتت شعورنا، لدى الجيش الإسرائيلي الأعلى، بأننا سننتصر في الحرب ضد مصر”.
و بحسب تقارير اخرى فقد وفر الموساد الدعم للمغرب خلال حرب الرمال ، حيث كشفت تسريبات اعلامية انه بعد اندلاع المواجهة مع الجزائر طار رئيس الموساد مئير عميت بنفسه بجواز سفر مزيف والتقى الملك الحسن الثاني عند منتصف الليل داخل خيمة قريبا من ” المخزن ” وقال:” نحن مستعدون لتقديم مساعدة وراغبون بها”.