العلاقات بين الدول العربية علاقات شائكة ومعقدة جداً، والخوض فيها يحتاج إلى معرفة واسعة بالمصادر الأولية من وثائق رسمية ومذكرات للشخصيات الفاعلة في هذه العلاقات. يتناول هذا البحث دراسة العلاقات العراقية السعودية في الفترة الممتدة بين عامي 1914و 1953، فمن الناحية العلمية يشكل تاريخ العلاقات الدولية جزءا رئيسيا مهما من منهج الدراسات التاريخية الحديثة المتطورة. ومن الناحية العملية للتركيز على عوامل التقارب والايجابيات، ودراستنا هذه هي اسهام في هذا الجزء الهام من الدراسات التاريخية، وهي وان اقتصرت على تاريخ العلاقات الدولية بين العراق والمملكة العربية السعودية، وذلك لأنهما يشكلان معا اهم قوتين حضاريتين في الشطر الاسيوي من العالم العربي وبهذا يمكن القول ان اهمية البحث العلمي في هذا الجزء من الدراسات التاريخية، يهدف الى ان يفرض الوطن العربي الكبير مكانته، التي تليق به على المسرح الدولي، في مجتمع متشابك المصالح، معقد المشكلات، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ امتنا.
كتاب “العلاقات العراقية السعودية ما بين 1914-1953” تأليف : د. محمد حمدان ، من اصدار : دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :
تحتل البوادى في العراق مساحة قدرها 200.000 كم2 من مجموع مساحة العراق البالغة 453.500 كم2، وتقع هذه البوادى في النصف الغربي من العراق، وهي تمتد من الحدود العراقية –التركية- السورية، من الشمال الغربي نحو الجنوب، والجنوب الغربي حتى تنتهي عند الخليج العربي، ويمكن تصنيفها جيولوجياً الى ثلاثة أقسام:
• بادية الجزيرة.- وتغطي القسم الاعلى الواقع بين دجلة والفرات.
• البادية الشمالية.- وتقع غرب مجرى الفرات وشط العرب شمالا.
• البادية الجنوبية.- وتقع غرب مجرى الفرات وشط العرب جنوبا.
يعود وجود البداوة والبدو في العراق الى عهود تاريخية طويلة، تمت خلال هجراتهم المتعاقبة من داخل شبه الجزيرة العربية، وترجع هذه الهجرات الى احدى العوامل التالية:
• العامل الديني.
• الزعامات السياسية بين القبائل.
• العامل المناخي.
كما أخذت القبائل البدوية تدخل الى العراق في الفتح الاسلامي، تبعا لما كانت تتطلبه سياسة الفتوح والحروب، والتي كان يقوم بها المسلمون آنذاك، فأخذ عدد القبائل يزداد كلما توسعت الدولة الاسلامية وازداد نفوذها، حتى اصبحت البوادى العراقية ديارا لهم. وظلت هذه الموجات تزداد طيلة عهد الخلفاء الراشدين والأمويين، ورغم أنها اخذت تقل نسبيا في العهد العباسي وما بعده عما كانت عليه من قبل، الا أنها استمرت بعد اجتياح المغول للعراق ستة 1257م.