إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.
(خاص بمركز الزيتونة).

مقدمة:

تضم أمريكا اللاتينية 33 دولة عضواً في الأمم المتحدة، يشكلون 17% من أعضائها، ويتشكل هذا الإقليم الجيو-سياسي من ثلاثة أقاليم فرعية هي الكاريبي، وأمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، وتشكل في مجموعها ما نسبته 8.4% من سكان العالم، و8.1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي (معادل القوة الشرائية ppp) طبقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي International Monetary Fund.ا[1]

أولاً: تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية:

يمكن تقسيم تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية إلى عدة مراحل:

المرحلة الأولى: الاعتراف المتبادل:[2]

لعل أول إسهام ديبلوماسي لدول أمريكا اللاتينية في الصراع العربي الصهيوني كان من خلال اللجنة الأممية الخاصة بفلسطين التي نظرت في موضوع تقسيم فلسطين سنة 1947، فقد كانت كل من غواتيمالا Guatemala والأوروغواي Uruguay من ضمن أعضاء هذه اللجنة ومن المؤيدين بقوة لقرار التقسيم، وبعد عرض المشروع على التصويت في الأمم المتحدة، أيدته من أمريكا اللاتينية 13 دولة (من أصل 20 دولة في حينها) وعارضته دولة واحدة، وارتفع العدد عند التصويت على عضوية “إسرائيل” في الأمم المتحدة سنة 1949 إلى 18 دولة أمريكية لاتينية.[3]

في مرحلة لاحقة توالت الاعترافات الديبلوماسية بـ”إسرائيل” بين دول أمريكا اللاتينية، وكانت الأرجنتين Argentina في ظلّ حكم خوان بيرون Juan Perón قد امتنعت عن التصويت على مشروع التقسيم لكنها كانت الدولة الأولى بين دول أمريكا اللاتينية التي فتحت سفارة في تل أبيب، ثم تلتها البرازيل Brazil والأوروغواي، أما غواتيمالا فكانت الأولى في فتح بعثة ديبلوماسية لها في القدس سنة 1955. وفي عقد الستينيات كان هناك 14 سفارة لدول أمريكا اللاتينية في “إسرائيل” منها عشر بعثات في القدس، وقد تأثرت بعض علاقات دول أمريكا اللاتينية مع “إسرائيل” نتيجة العلاقات والتوجهات المشتركة لبعض نظم أمريكا اللاتينية مع التوجهات الناصرية في مصر، وهو الأمر الذي كان واضحاً في الأرجنتين في فترة حكم البيرونيين الأولى 1946–1955 وما بعدها.[4]

وقع أول توتر واضح بين دولة أمريكية اللاتينية و”إسرائيل” في سنة 1960، عندما قامت المخابرات الإسرائيلية بعملية اختطاف “الضابط النازي” أدولف آيخمان Adolf Eichmann من الأرجنتين، وقامت الأرجنتين برفع الأمر للأمم المتحدة والتي وصفت الفعل الإسرائيلي بغير القانوني، وانتهت الأزمة فيما بعد خلال السنة نفسها، بعد أن أعدمت “إسرائيل” آيخمان وحرقت جثته ورمتها في البحر سنة 1962.[5]

وبعد حرب 1967، تقدمت 20 دولة من أمريكا اللاتينية بمشروع للأمم المتحدة يدعو إلى انسحاب “إسرائيل” وإنهاء حالة الحرب بين الطرفين على أساس التعايش وحسن الجوار، إلا أن المشروع لم يقبل، لكنه شكل أحد الخلفيات التي بني عليها قرار مجلس الأمن الدولي United Nations Security Council الشهير، رقم 242.

المرحلة الثانية: التذبذب في العلاقات:[6]

اجتاحت أمريكا اللاتينية موجة تغيرات في الأنظمة السياسية باتجاه نزعة يسارية مختلفة الدرجات خلال الفترة من 1968 إلى مطلع التسعينيات في كل من البيرو Peru، وتشيلي Chile، والأرجنتين، ونيكاراغوا Nicaragua، ومالت هذه الدول باتجاه حركة عدم الانحياز Non-Aligned movement (NAM) إلى جانب كوبا Cuba، ومعها الدول الجديدة الـ 15 التي ظهرت في الكاريبي خلال الفترة ذاتها، وأصبحت سياسات هذه الدول في مجملها معادية للسياسة الإسرائيلية وأكثر قرباً من التوجهات العربية والفلسطينية. لكن بعض علاقات “إسرائيل” خصوصاً مع دول أمريكا الوسطى بقيت متماسكة، وترافق ذلك بتشجيع الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” لتقديم العون العسكري لهذه الدول خصوصاً تلك التي عرفت بعض عدم الاستقرار الداخلي مثل نيكاراغوا، والسلفادور El Salvador، وغواتيمالا، وهندوراس Honduras، وكوستاريكا Costa Rica.

ولعبت أزمة النفط وأسعاره في الفترة ما بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1973 دوراً في مزيد من التقارب العربي الأمريكي اللاتيني، وقطعت بعض الدول علاقاتها الديبلوماسية مع “إسرائيل” (كوبا 1973، وغويانا Guyana 1974، ونيكاراغوا 1982)، وكان وراء ذلك عدة عوامل:

أن بعض دول أمريكا اللاتينية اضطرت لمجاراة السياسات العربية تجاه “إسرائيل” لضمان أن يأخذ العرب مصالح هذه الدول في الحسبان في الأزمة النفطية (وكان ذلك واضحاً في البرازيل وغيرها من الدول غير النفطية).

أن بعض الدول النفطية في أمريكا اللاتينية (فنزويلا Venezuela، والإكوادور Ecuador، والمكسيك Mexico) وجدت مصلحة لها في مزيد من التنسيق مع الدول العربية من خلال منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)Organization of the Petroleum Exporting Countries (OPEC) .

تعززت العلاقات العربية مع أمريكا اللاتينية من خلال دور نسبي لعبه العرب المهاجرون لهذه القارة، وتجلت نتائج هذه التحولات والعوامل في التقارب العربي الأمريكي اللاتيني في شروع هذه الدول في السماح بفتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية (كوبا، ونيكاراغوا، البيرو، والمكسيك، والبرازيل، وبوليفيا Bolivia)،[7] بل إن عدداً من دول أمريكا اللاتينية ساندت مشروع القرار الدولي الخاص باعتبار الصهيونية حركة عنصرية (البرازيل، وكوبا، والمكسيك، وغرينادا Grenada، وغويانا) وعارضته 10 دول، بينما امتنعت عن التصويت 11 دولة، كما أن دول أمريكا اللاتينية الـ 12 التي لها سفارات في القدس استجابت لرفض مجلس الأمن الدولي قرار إسرائيلي بضم القدس سنة 1980، ونقلت سفاراتها إلى تل أبيب لكن بعضاً منها أعاد سفارته للقدس (كوستاريكا سنة 1982، والسلفادور سنة 1984).[8]

المرحلة الثالثة: انعكاس التطبيع العربي على الموقف الأمريكي اللاتيني:[9]

مع عقد المعاهدة المصرية الإسرائيلية سنة 1979 تزايد التشقق في الجدار الديبلوماسي العربي، ثم اتسعت دائرة التصالح مع “إسرائيل” عربياً، وهو ما وفّر الأعذار للدول الأمريكية اللاتينية لمراجعة مواقفها تجاه “إسرائيل”، حيث انفتحت دول أمريكا اللاتينية على الإسرائيليين بشكل متسارع، فبدأت زيارات متبادلة بين القادة الإسرائيليين وبعض زعماء هذه المنطقة، وأصبح لدى “إسرائيل” في أمريكا اللاتينية مع بداية التسعينيات 18 سفارة، وبدأت “إسرائيل” في تقديم المساعدات الفنية لبعض هذه الدول، وفي استضافة المئات من المتدربين الأمريكيين اللاتينيين في مختلف الميادين (خصوصاً من أمريكا الوسطى والكاريبي).

ويرى بعض الباحثين أن لوزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيجدور ليبرمان Avigdor Lieberman دوراً مهماً في نقل مستوى العلاقات الأمريكية اللاتينية مع “إسرائيل” منذ سنة 2009، حيث زار البرازيل، والأرجنتين، والبيرو، وكولومبيا Colombia. وكان الدافع المركزي وراء الزيارة هو “لجم النفوذ الإيراني المتزايد في تلك المنطقة”، مستغلاً مناسبة ذكرى وقوع الانفجار في مركز يهودي في الأرجنتين سنة 1994، الذي قتل فيه العشرات من الأفراد، واتُهمت إيران وحزب الله فيه. وعزز بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu هذا التوجه حيث قام خلال الفترة 2017–2020 بزيارة أمريكا اللاتينية أربع مرات، شملت دولاً عديدة مع تركيزه على الدول المركزية في أمريكا اللاتينية كالبرازيل، والمكسيك، والأرجنتين…إلخ.[10]

وشكّل وصول جايير بولسونارو Jair Bolsonaro رئيساً للبرازيل نقطة تحول لصالح التيارات اليمينية المساندة لـ”إسرائيل”، وظهر هذا التحول في مواقف الدول الأمريكية اللاتينية الأكثر أهمية ووزناً في القارة عندما أيد بولسونارو مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump، باعتبار القدس عاصمة موحدة لـ”إسرائيل”، وتعهد بنقل السفارة البرازيلية إليها، ثم قام بزيارة “إسرائيل” في سنة 2019، مؤكداً على انحياز واضح للموقف الإسرائيلي والتحول عن المواقف البرازيلية التقليدية، متسقاً في ذلك مع مواقف التيار الإنجيلي (المحافظون البروتستانت). لكن بولسونارو واجه ضغوطاً من الاقتصاديين البرازيليين الذين رأوا أن نقل السفارة للقدس قد يضر بمصالح البرازيل التجارية مع العرب، خصوصاً أن البرازيل تحتل صدارة قائمة دول العالم في تصدير اللحوم للعالم العربي بقيمة خمسة مليارات دولار سنوياً، من أصل 16 مليار دولار هي مجموع صادراتها إلى الشرق الأوسط، بينما لا يزيد إجمالي تجارتها مع “إسرائيل” عن 3% من إجمالي تجارتها مع بقية الشرق الأوسط.[11] غير أن موجة التطبيع العربية الأخيرة أعطت هامش حركة أوسع كثيراً لبولسونارو في هذا الاتجاه.[12]

ثانياً: مستقبل العلاقات الأمريكية اللاتينية مع “إسرائيل”:

يمكن تحديد المتغيرات الرئيسية في تشكيل التوجهات السياسية الأمريكية اللاتينية تجاه “إسرائيل” في العوامل التالية:[13]

1. القوى السياسية المتنافسة داخل أمريكا اللاتينية:

وتتمثل هذه القوى في التيار الإنجيلي Evangelicalism، والمؤسسة العسكرية، والتيارات اليسارية.

وقد شكل ظهور تيار “لاهوت التحرير Liberation Theology” الكاثوليكي في ستينيات القرن الماضي هاجساً للولايات المتحدة، خصوصاً أن هذا التيار يركز على أبعاد اقتصادية واجتماعية ونزعة تراها الولايات المتحدة يسارية. ورداً على ذلك بدأ التيار الإنجيلي في أمريكا اللاتينية يتلقى دعماً من الجهات الرسمية الأمريكية بما فيها المخابرات المركزية (سي آي أي) Central Intelligence Agency (CIA) بهدف مواجهة تيار لاهوت التحرير واليساريين معاً.[14]

وعلى الرغم من أن السمة العامة لأمريكا اللاتينية هي الكاثوليكية، إلا أن الدراسات المختلفة تشير إلى أنه خلال الفترة من 1995–2017، تراجعت الكاثوليكية في 10 دول بنسب تتراوح بين 22–39% خصوصاً في دول أمريكا الوسطى، بينما ذهبت نسبة مهمة باتجاه الإنجيليين خصوصاً في بعض الدول مثل غواتيمالا (41%)، وهندوراس (39%)، ونيكاراغوا (32%)، والبرازيل (30%)، وكل من بنما Panama وكوستاريكا (25%)، وأصبحت غواتيمالا هي أول دولة يتولى الإنجيليون مقاليد السلطة فيها لأكثر من مرة (في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي). ويشار إلى أن تراجع جاذبية النظرية الماركسية، وتراجع دور الكنيسة الكاثوليكية ناهيك عن عوامل أخرى كفشل محاولات الدمقرطة في أمريكا اللاتينية، واستمرار دور المؤسسة العسكرية، أسهم في تعزيز نمو الإنجيليين خصوصاً مع المساندة من تيارات بروتستانتية أخرى، أهمها التيار الخمسيني والخمسيني الجديد pentecostalists and neo-pentecostalists. ا[15] وأغلب التوسع لهذه الحركة المسيحية في العالم يتم في أمريكا اللاتينية خصوصاً في أمريكا الوسطى.[16]

ويلتقي الإنجيليون وخصوصاً هذا التيار الخمسيني مع التقاليد اليهودية، من خلال التطابق بين تصورات دينية مشتركة مثل عودة المسيح، ومؤشرات عودته لإعادة بناء الهيكل، وهو ما يتجلى في رمزية عيد العنصر اليهودي Shavuot وعيد الخمسين Pentecost أو “العنصرة” في المسيحية.[17]

لكن ذلك لا ينفي وجود تيارات بين النخب الأمريكية اللاتينية تعارض السياسات الإسرائيلية، وهو ما ظهر في توقيع 320 من القيادات السياسية والمفكرين الذي طالبوا بفرض عقوبات اقتصادية على “إسرائيل” إذا قامت بضم الضفة الغربية.[18]

والملاحظ أن العلاقات الإسرائيلية مع دول أمريكا اللاتينية تتأثر بشكل كبير بطبيعة التيار السياسي الحاكم، فمثلاً في سنة 2008 قطعت الحكومة البوليفية اليسارية العلاقات مع “إسرائيل” بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنها أعادتها سنة 2019، بعد مغادرة الرئيس البوليفي اليساري موراليس Morales للسلطة متوجهاً إلى المكسيك، إثر اضطرابات سياسية.[19]

2. العلاقات الاقتصادية:

تتمثل قنوات الترابط التجاري بين أمريكا اللاتينية و”إسرائيل” في الآتي:[20]

أ. منطقة تجارية مع المكسيك جرى التوقيع عليها سنة 2000، وقد تطورت هذه المنطقة إلى حدّ أنه من سنة تأسيسها إلى سنة 2015 تصاعدت التجارة بين الطرفين بمعدل 300% ليصل إلى 700 مليون دولار. وفي سنة 2018 تمّ الاتفاق على قيام شركة إسرائيلية ببناء محطة تحلية مياه، وطبقاً للمشروع سيتم الانتهاء منه سنة 2021.

ب. اتفاقية تجارية مع السوق المشتركة الجنوبية ميركوسور Mercosur سنة 2005، وتضم الأرجنتين، والبرازيل، والأوروغواي، وبارغواي Paraguay، وفنزويلا التي انضمت سنة 2012، وتشكلت هذه المجموعة سنة 1991 ثم توسعت بعد ذلك، ويقدر مجموع إنتاجها المحلي سنة 2019 بنحو 3.4 تريليون دولار.

ج. في سنة 2014 أصبحت “إسرائيل” عضواً مراقباً في التحالف الباسيفيكي الذي يضم كلاً من المكسيك، وتشيلي، وكولومبيا، والبيرو، وبلغت صادرات “إسرائيل” إلى هذه الدول سنة 2014 نحو 900 مليون دولار.

د. بلغ إجمالي التجارة الإسرائيلية مع أمريكا الوسطى والجنوبية (باستثناء المكسيك) قرابة 1.5 مليار دولار سنة 2017، بزيادة 100 مليون دولار عن سنة 2016.

3. العلاقات العسكرية:

إذا كانت الصناعة العسكرية الإسرائيلية قد بدأت تأخذ طابعاً تجارياً في الأسواق الدولية سنة 1967، فإن هذه الصناعة تطورت بشكل متسارع بمساعدة غربية، وشكلت أمريكا اللاتينية في المراحل الأولى أحد أبرز الأسواق لهذه الصناعة الإسرائيلية التي بلغت قيمتها حتى سنة 1981 ما بين 1.2–2 مليار دولار، وشمل ذلك 18 دولة من أمريكا اللاتينية.[21]

وفي الفترة ما بين 2012–2017 تراجعت مبيعات السلاح الإسرائيلي إلى أمريكا اللاتينية من 604 ملايين دولار إلى 550 مليون دولار، ويعود ذلك إلى تراجع مشتريات كولومبيا التي كانت الأكثر شراء، إذ إن الاتفاق الذي تمّ بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية الكولومبية Revolutionary Armed Forces of Colombia (FARC) المعارضة جعل الحاجة للسلاح الإسرائيلي تتراجع.

والملاحظ أن التراجع الإسرائيلي في سوق السلاح لأمريكا اللاتينية يأتي في وقت شهد فيه الإنفاق الدفاعي لدول أمريكا اللاتينية ارتفاعاً وصل إلى 60.4 مليار سنة 2010، وتكاد أن تكون ثلاث دول هي الأكثر تزايداً في الإنفاق، وهي فنزويلا وتشيلي والإكوادور، لكن نصيب “إسرائيل” من مبيعات السلاح لهذه الدول خلال الفترة من 2003–2007 يمثل نسبة متواضعة تتراوح في حدود 2% لفنزويلا و3% لتشيلي،[22] وفي سنة 2018 كانت نسبة مبيعات “إسرائيل” إلى أمريكا اللاتينية من إجمالي مبيعاتها العسكرية 6% أي ما يعادل 450 مليون دولار.[23] لكن هذه النسبة تراجعت إلى 4% سنة 2019،[24] علماً أن “إسرائيل” تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في مبيعات السلاح بنسبة 3.1% خلال الفترة من 2014–2018، وبزيادة 1% عن معدل الفترة من 2009–2013.[25] مع ملاحظة أن السنوات 2017 و2018 و2019 شهدت تراجعاً مضطرداً من 9.2 مليارات دولار إلى 7.5 مليارات دولار إلى 7.2 مليارات دولار على التوالي. والملفت للنظر أنه من بين بنود مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لأمريكا اللاتينية كانت أجهزة التجسس هي الوحيدة التي ارتفعت قيمتها خلال الفترة نفسها من 8% إلى 14%.[26]

4. دور الأقليات العربية واليهودية في أمريكا اللاتينية:

طبقاً للإحصاءات المتوفرة فإن عدد اليهود في أمريكا اللاتينية يبلغ نحو 470 ألفاً، يتمركز أغلبهم في الأرجنتين والبرازيل والمكسيك، ويمكن أن يتناقصوا إلى 460 ألفاً سنة 2050 على الرغم من الزيادة السكانية في تلك البلدان، خصوصاً إذا تواصلت وتيرة هجرتهم الحالية إلى “إسرائيل” على حالها.[27]

وقد تأثرت العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية بموجة التوجه نحو اليسار التي أشرنا إليها، وقد اجتاحت هذه الموجة التي أطلق عليها موجة المد الزَهري Pink Tide في الفترة من 1999–2020 دولاً مهمة كالبرازيل، وفنزويلا، والأرجنتين و12 دولة أخرى، وتصنف حكومات 8 دول في أمريكا اللاتينية حالياً بأنها من حصاد هذه الموجة.[28] وبالرغم من تلكؤ هذه الموجة في بدايات العقد الثاني من القرن الحالي، إلا أن الموجة عادت للظهور في الفترة من 2018–2020 في المكسيك، وبنما، والأرجنتين، وبوليفيا، وتشكل هذه التحولات عائقاً أمام تنامي دور “إسرائيل” أو اللوبي اليهودي،[29] ناهيك عن الموقف الكوبي المعروف بموقفه المعادي لـ”إسرائيل” منذ الستينيات من القرن الماضي.

وتحاول جماعات الضغط الإسرائيلية لجم التيار اليساري المساند للقضية الفلسطينية، ويبرز في هذا النطاق الاتحاد الإسرائيلي البرازيلي Confederação Israelita do Brasil، والرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة Asociación Mutual Israelita Argentina، ومفوضية الروابط الإسرائيلية الأرجنتينية Delegación de Asociaciones Israelitas Argentinas، وجمعية الجالية اليهودية في تشيلي Comunidad Judía de Chile.

أما الجاليات العربية فتتباين أرقام مختلف المصادر حول أعدادهم وبشكل كبير، إذ تتراوح التقديرات ما بين 13–30 مليون نسمة،[30] أغلبهم من أصول لبنانية، وسورية، وفلسطينية إلى جانب عرب آخرين، ويبلغ عدد الفلسطينيين نحو 600 ألف، معظمهم في تشيلي (300 ألف)، والسلفادور (نحو 100 ألف)، وهندوراس (نحو 80 ألفاً)، والبرازيل (نحو 50 ألفاً)، وهو ما يقارب عدد اليهود (450–500 ألف نسمة). لكن مستوى التنسيق بين اليهود أكثر تماسكاً من العرب، كما أن الطبقة العليا من العرب هي أقرب إلى التيارات اليمينية، مما يجعلها أقل اعتناء بالموضوع الفلسطيني، وقد استثمرت منظمة التحرير في فترة “المد الزَّهري” التحولات السياسية، لكن تراجع النشاط الديبلوماسي لمنظمة التحرير خصوصاً بعد اتفاق أوسلو Oslo Accords أضعف هذا النشاط على الرغم من التحولات اليسارية التي تواصلت بعد الاتفاق.

وتعدُّ الجالية الفلسطينية في تشيلي الأكثر نشاطاً خصوصاً بعد الانتفاضة الثانية، حيث ظهر عدد من هيئات المجتمع المدني مثل مؤسسة فلسطين بيلين 2000 أو Fundación Palestina Belen 2000، والاتحاد الفلسطيني Federación Palestina، والمجموعة البرلمانية الفلسطينية التشيلية The Chile-Palestine Inter-Parliamentary Group، وقد وقع نحو 600 من الأكاديميين البرازيليين والتشيليين سنة 2016 على عرائض تطالب بالامتناع عن التعاون مع “إسرائيل”، بعد جهود قامت بها هيئات مختلفة خصوصاً مع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي أس) Boycott, Divestment and Sanctions (BDS) campaign، كما أن استطلاعات الرأي بين الطلاب الأمريكيين اللاتينيين من غير العرب تشير إلى نسب مهمة تتراوح بين 56–64% من هؤلاء الطلاب يطالبون بوقف التعاون مع جامعات إسرائيلية، كما تشير عدد من الدراسات إلى ضرورة تركيز النشاط السياسي العربي على دور شركات الأمن الخاصة الإسرائيلية في مجتمعات الدول الأمريكية اللاتينية.[31]

الخلاصة:

تتمثل القوى السياسية المساندة لـ”إسرائيل” في البنية السياسية لأمريكا اللاتينية في ثلاث قوى هي: الإنجيليون، والتيارات اليمينية العسكرتارية، وجماعات الضغط اليهودية. وتقابل هذه القوى معارضة لـ”إسرائيل” من التيارات اليسارية ومن النخب الثقافية، وعلى الرغم من الثقل الكبير للدور الأمريكي في هذه المنطقة، فإن دور التجارة الإسرائيلية، ومبيعات السلاح، ودعم التيارات اليمينية، وتوظيف الشركات الأمنية الخاصة،[32] كلها عوامل تعزز من النفوذ الصهيوني هناك.

التوصيات:

على التيار المقاوم أن يضع استراتيجية للتعامل مع هذه المنطقة على الأسس التالية:

1. مدّ الجسور مع التيارات اليسارية في أمريكا اللاتينية خصوصاً أن لهذه التيارات قاعدة جماهيرية مهمة. ولعل في تبرئة القضاء البرازيلي للرئيس البرازيلي السابق لويس لولا دا سيلفا Lulada Silva Luiz من تهمة الفساد في آذار/ مارس 2021، ما يفتح المجال أمام احتمال عودته للمنافسة على الرئاسة في الانتخابات البرازيلية القادمة سنة 2022.[33] وهو ما يستوجب حشد أصوات البرازيليين من أصول عربية لمساندته لمواجهة الرئيس بولسونارو الأكثر تأييداً لـ”إسرائيل”.

2. العمل على تنظيم جماعات الضغط والاتحادات العربية ودعمها، خصوصاً في أماكن تمركز الجاليات العربية، والتواصل معها، والاسترشاد بتصوراتها لكيفية التعامل مع دول ومجتمعات أمريكا اللاتينية، بحكم الخبرة الطويلة للهيئات العربية المقيمة هناك.

3. من الضروري زيادة الدراسات المتخصصة في متابعة النشاط السياسي والاقتصادي والعسكري الإسرائيلي في هذه المنطقة، لوضع أسس استراتيجية التعامل مع هذه المنطقة على أسس علمية.


الهوامش
[1] Site of Independent Commodity Intelligence Services, 13/10/2020, https://www.icis.com/explore/resources/news/2020/10/13/10562990/latin-american-gdp-to-fall-by-8-1-in-2020-imf
[2] Edy Kaufman et.al., Israel-Latin American Relations (Transaction Books, Brunswick, N.J., 1979), p. 133; and site of Encyclopedia.com, https://www.encyclopedia.com/humanities/encyclopedias-almanacs-transcripts-and- maps/israeli-latin-american-relations
[3] “The Origins and Evolution of the Palestine Problem: 1917-1988: Part II,” Prepared for, and under the guidance of the Committee on the Exercise of the Inalienable Rights of the Palestinian People, site of UNISPAL, Division for Palestinian Rights (DPR), 30/6/1979, https://unispal.un.org/DPA/DPR/unispal.nsf/9a798adbf322aff38525617b006d88d7/d442111e70e417e3802564740045a309?OpenDocument#In%20favour%3A%20Australia%2C%20Bel gium%2C%20B
[4] Lily Pearl Balloffet, Argentine and Egyptian History Entangled: From Perón to Nasser, Journal of Latin American Studies, Cambridge University Press, vol. 50 , Issue 3 , August 2018, pp. 549-577.
[5] Eli M. Rosenbaum, “The Eichmann Case and the Distortion of History,” Loyola of Los Angeles International and Comparative Law Review (ILR), Loyola Marymount University and Loyola Law School, vol. 34, 4/1/2012, https://digitalcommons.lmu.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1683&context=ilr
[6] Ronaldo Munck, Latin American Perspectives, Israel, Palestine, and Latin America: Conflictual Relationships, vol. 2, no. 1, May 2019, pp. 7-9.
[7] من الضروري الإشارة إلى أن علاقات كوبا مع “إسرائيل” تراوحت بين العلاقة الطبيعية والمتوترة، فقد كانت كوبا هي الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي اعترضت على قرار التقسيم في الأمم المتحدة، لكنها عادت واعترفت بـ”إسرائيل” سنة 1949 وفتحت لها بعثة ديبلوماسية سنة 1957. وبعد وصول فيدل كاسترو Fidel Castro سنة 1959 للسلطة، قام بتعيين سفيراً له في “إسرائيل” سنة 1961، واحتفظ (إلى جانب رومانيا) بعلاقاته الديبلوماسية مع “إسرائيل”، خلافاً لبقية دول الكتلة الاشتراكية بعد حرب 1967، لكنها قطعت هذه العلاقات بعد حرب 1973 بين “إسرائيل” والدول العربية. لكن الشركات الإسرائيلية وهجرة بعض اليهود الكوبيين إلى “إسرائيل” عرفت بعض النشاط، كما التقى كاسترو بشكل متكرر بزعماء إسرائيليين خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي. لمزيد من التفاصيل، انظر:
Josefin Dolsten, 7 moments that defined Castro’s relationship with Jews and Israel, site of Jewish Telegraphic Agency, 28/11/2016, https://www.jta.org/2016/11/28/politics/7-moments-that-defined-castros- relationship-with-jews-and-israel
[8] Israel’s International Relations: Cooperation with Latin America, site of Jewish Virtual Library, https://www.jewishvirtuallibrary.org/israel-s-cooperation-with-latin-america
[9] Charlie Hoyle, Faith and foreign policy: Inside Israel’s battle for influence in Latin America, site of The New Arab, 20/12/2019, https://english.alaraby.co.uk/english/indepth/2019/12/20/inside-israels-battle-for-influence-in-latin-america; Grace Wermenbol, Israel’s Latin America push, site of Atlantic Council, 8/4/2019, https://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/israel-s-latin-america-push
[10] Lieberman Trip to South America Aimed at Curbing Iran Influence, Haaretz newspaper, 20/7/2009, https://www.haaretz.com/1.5079648
[11] Ana Mano and Jake Spring, Brazil risks Middle East trade with Israel embassy move, Reuters News Agency, 8/11/2018, https://www.reuters.com/article/us-brazil-israel-trade-analysis/brazil-risks-middle-east-trade-with-israel-embassy-move-idUSKCN1ND33T
[12] Chase Winter, Faith and foreign policy: Brazil’s Bolsonaro in Israel before election, site of Deutsche Welle (DW), 31/3/2019, https://www.dw.com/en/faith-and-foreign-policy-brazils-bolsonaro-in-israel-before-election/a-48134718
[13] Israel’s International Relations: Cooperation with Latin America, site of Jewish Virtual Library.
[14] https://web.archive.org/web/20180828134247/https://medium.com/@juliosevero/the-religious-war-between-cia-and-kgb-in-latin-america-50d7ade40b95
[15] Claudia Zilla, “Evangelicals and Politics in Latin America,” SWP Comment, German Institute for International and Security Affairs (SWP), October 2018, no. 46, https://www.swp-berlin.org/en/publication/evangelicals-and-politics-in-latin-america-1; Carlos Malamud, The political expansion of evangelical churches in Latin America, site of Elcano, 12/12/2018, http://www.realinstitutoelcano.org/wps/portal/rielcano_en/contenido?WCM_GLOBAL_CONTEXT=/elcano/elcano_in/zonas_in/latin+america/ari131-2018-malamud-political-expansion-evangelical-churches-latin-america; Brittany Smith, More Than 1 in 4 Christians Are Pentecostal, Charismatic, site of The Christian Post, 21/12/2011, https://www.christianpost.com/news/more-than-1-in-4-christians-are-pentecostal-charismatic-65358
يشار إلى الكنيسة الخمسينية على أنها تيار في البروتستانتية، ظهر في العقد الأول من القرن العشرين، وهي مرتبطة بمناسبة دينية يشار لها في الكتاب المقدس، ثم ظهرت حركة الخمسينية الجديدة استناداً لتأويلات دينية حول طبيعة المسيح، ويعتقدون بإمكانية الفرد أن يتحدث لغة أجنبية دون تعلمها من خلال هبة من الله، وهي من أسرع المذاهب الدينية اتساعاً في العالم طبقاً لاستطلاعات الرأي.
[16] David Masci, Why has Pentecostalism grown so dramatically in Latin America?, site of Fact Tank, 14/11/2014, https://www.pewresearch.org/fact-tank/2014/11/14/why-has- pentecostalism-grown-so-dramatically-in-latin-america
[17] https://www.kansascity.com/living/religion/article21592089.html
انظر أيضاً دور التيار الخمسيني البروتستانتي في توسيع نفوذ ونشاط المسيحية الصهيونية في:
Joseph Williams, The Pentecostalization of Christian Zionism, Church History Journal, Cambridge University Press, vol., Issue 84, 5/3/2015, https://www.cambridge.org/core/journals/church-history/article/abs/pentecostalization-of- christian-zionism/06B1E3FC5DCBC4FD2B6AE361DAACB197
[18] 320 officials from Latin America: Sanction Israel if it annexes West Bank, site of Middle East Monitor (MEMO), 3/7/2020, https://www.middleeastmonitor.com/20200703-320-fficials-from-latin-america-sanction-israel-if-it-annexes-west-bank.
[19] Bolivia restores diplomatic ties with Israel after more than a decade, The New Arab, 29/11/2019, https://english.alaraby.co.uk/english/news/2019/11/28/bolivia-restores-diplomatic-ties-with-israel.
[20] Eran Azran, Israeli Government Fund to Direct Investement Toward Latin America, Haaretz, 5/3/2019, https://www.haaretz.com/israel-news/business/israeli-government-fund-to-direct-investment-toward-latin-america-1.6995588; Israel’s International Relations: Cooperation with Latin America, site of Jewish Virtual Library; and Mercosur: South America’s Fractious Trade Bloc, site of Council on Foreign Relations, 10/7/2019,https://www.cfr.org/backgrounder/mercosur-south-americas-fractious-trade-bloc.
[21] Bishara Bahbah and Linda Butler, Israel and Latin America: The Military Connection (UK: Palgrave Macmillan and Institute for Palestine Studies, 1986), pp. 3-4,https://www.palgrave.com/gp/book/9781349091959.
[22] Rafael Duarte Villa and Juliana Viggiano, Trends in South American weapons purchases at the beginning of the new millennium, Revista Brasileira de Política Internacional, vol. 55, no. 2, July/Dec. 2012, site of Scielo, https://www.scielo.br/scielo.php?pid=S0034-73292012000200003&script=sci_arttext&tlng=en
[23] Toi Staff, Israeli defense exports down to $7.5 billion in 2018, ministry says, 17/4/2019, https://www.timesofisrael.com/israeli-defense-exports-down-to-7-5-billion-in-2018-ministry-says
[24] Israel reports drop in arms sales, but exports of spy tech nearly double, site of Middle East Eye, 22/6/2020, https://www.middleeasteye.net/news/israel-arms-sales-fall-exports-spy-tech-nearly-double
[25] Pieter Wezeman, Aude Fleurant, Alexandra Kuimova, Nan Tian and Siemon Wezeman,Trends in International Arms Transfers, 2018, SIPRI Fact Sheet, March 2019,https://www.sipri.org/sites/default/files/2019-03/fs_1903_at_2018_0.pdf.
[26] Israel reports drop in arms sales, but exports of spy tech nearly double, site of Middle East Eye, 22/6/2020.
[27] The Jewish Population in the World-Facts, site of Public Opinions International, https://www.publicopinions.net/index.php/news-updates/233-the-jewish-population-in-the-world-facts.html; and Vital Statistics: Jewish Population of the World (1882 – Present), Jewish Virtual Library, https://www.jewishvirtuallibrary.org/jewish-population-of-the-world#america
[28] Cecilia Baeza, Latin America’s turn to the right: implications for Palestine, site of Open Democracy, 13/1/2017, https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/latin-america-s-turn-to-right-implications-for-palestine
[29] Will South America’s “pink tide” return?, site of The Economist, 5/9/2019, https://www.economist.com/the-americas/2019/09/05/will-south-americas-pink-tide-return; and An Interview with Álvaro Garcia Linera, Latin America’s Pink Tide Isn’t Over, site of Jacobin, 20/10/2019, https://jacobinmag.com/2019/10/bolivia-election-alvaro-garcia-linera-evo-morales
[30] Rasha Dahrouj, Latin Arabia, Success of Arab diaspora in Latin America, Presentation, 25/11/2017, https://docs.google.com/presentation/d/1_EO6y8cgIB7sJPHUhci14G8szsaVfGXw3NQxRrPxeWc/edit#slide=id.g289c3c07d7_0_162
[31] Cecilia Baeza, Latin America’s turn to the right: implications for Palestine, site of Open Democracy, 13/1/2017; and see Walid ‘Abd al-Hay, Political Analysis: Israel and the Private Security Companies, site of Al-Zaytouna Centre for Studies & Consultations, 27/1/2020, https://eng.alzaytouna.net/2020/01/27/political-analysis-israel-and-the-private-security- companies/#.YCLFaXQzbIU
[32] Walid ‘Abd al-Hay, Political Analysis: Israel and the Private Security Companies, Al- Zaytouna Centre for Studies & Consultations, 27/1/2020.
[33] لولا دا سيلفا: المحكمة العليا تقضي ببراءة الرئيس البرازيلي السابق من تهم الفساد، موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، 8/3/2021، انظر: https://www.bbc.com/arabic/world-56328940

للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية … أ. د. وليد عبد الحي  (17 صفحة، 2.9 MB)
Please subscribe to our page on Google News

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 15371

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *