منذ مطلع التسعينات في القرن الماضي أصبحت منطقة القوقاز مطمعاً للعديد من الجهات، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد هذه المنطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لها من الناحية العسكرية والاقتصادية، وروسيا التي تشكل القوقاز حدودها الجنوبية وإطلالتها على البحر الأسود وبالتالي فهي عامل مهم لأمنها الاستراتيجي، وقد جسدت الحرب الروسية- الجورجية الأخيرة أبعاد التنافس المعاصرة في القوقاز، فواشنطن تريد السيطرة على هذه المنطقة لأحكام الطوق على روسيا من خلال تمديد حلف الناتو إلى جورجيا ودول القوقاز الأخرى، وموسكو شعرت بخطورة هذه التغيرات على مصالحها ولم تدخر جهداً لعرقلة هذه المساعي.