الملخص
إن الحديث عن الإصلاح سواء بتونس أو بالبلاد العربية الإسلامية خلال القرن التاسع عشر، ليس بالموضوع الجديد فقد تناولته الدراسات التونسية والعربية بإسهاب، ووقفت عند بواعثه والمجالات التي شملها، وكيف أن البنيات التقليدية للمجتمعات العربية الإسلامية، لم تكن مؤهلة ومستعدة لتلك الرجة التي أحدتها الاصطدام بحضارة وتقدم الآخر، وكيف ساهمت عوامل داخلية وخارجية في إفشال المحاولات الإصلاحية بالبلاد الإسلامية خلال القرن التاسع عشر. إلا أن الإضافة التي يقدمها بحثنا هذا تركيزه على الإصلاحات والمؤسسات التعليمية التونسية خلال هاته الفترة الزمنية، لكون إصلاح التعليم شكل مطلبًا نهضويًّا أساسيًّا لدى كافة رواد الإصلاح خلال القرن التاسع عشر، بناء على تشخيصهم لأزمة الانحطاط؛ إذ رأى كثير منهم أن الدواء أولاً “في تنوير الأفكار بالتعليم” بتعبير عبد الرحمان الكواكبي.