شــكل انتخــاب رجــل الأعمــال الأمريكــي دونالد ترمب لرئاســة الولايات متحدة مفاجــأة كبرىُ للكثيرين، بعد أن صدم العالم الغربي، خلال الحملة الانتخابية، بمواقفه، ســواء من التجارة الدوليــة، أو تغيــر المنــاخ، أو مســتقبل االتحــاد األوروبــي وحلــف شــمال األطلســي، أو العالقــة بروســيا. ومع أن هذه المواقف ال يمكن أن تشــكل فلســفة متماســكة، حتى إن تحولت إلى اتجــاه سياســي فعلــي، فإنهــا يمكــن أن تهدد أســس النظام العالمــي الليبرالــي، بالصيغة التــي يتشــكل عليهــا اليوم. وحتــى لو لم يســتطع ترمــب تحقيق وعــوده الراديكاليــة، التيّ أطلقهــا فــي أثنــاء الحملة االنتخابيــة، حين قد ً م نفســه بوصفه نقيض ً ا مطلقــا إلدارة الرئيس باراك أوباما، وال ســيما في الشــؤون الداخلية، فإنه – على ما يبدو – قادر على إحداث تغييرات ملحوظــة فــي السياســة الخارجيــة األمريكيــة. الســؤال المفتــوح الذي تناقشــه هذه الدراســة
يتعلــق بمــدى هــذا التغييــرات وحدودها؛ وهو ســؤال يشــغل العالم، فــي انتظار ما ســيظهر خالل السنوات القليلة القادمة.