قبل عدة سنوات، عندما كتبنا «الشرق والغرب»، كنا نعتقد أننا قد قدمناء حول المسائل التي كانت موضوع هذا الكتاب، كل التوجيهات النافعة لتلك المرحلة على الأقل. ومنذ ذلك الوقت، تسارعت الأحداث بشكل تصاعدي دائما، ومن دون أن تجعلنا نغير كلمة واحدة مما سبق وقلناه آنئذ، فإنها تجعل بعض التوضيحات الإضافية ملائمة، وتفرض علينا التوشع في بعض وجهات النظر التي لم نكن نعتقد أنه من الضروري الإلحاح عليها في البدء. وهذه التوضيحات تفرض نفسها لا سيما مع ما رأيناه يتضح من جديد، في هذه الفترات الأخيرة، وبشكل عدائي أكثر مما ينبغي، من بعض مظاهر الغموض التي سبق أن التزمنا تماما بإزالتها مع الامتناع بعناية عن الخوض في أي جدل، رأينا من المفيد وضع الأمور في نصابها مرة أخرى
وفي هذا الإطار هناك اعتبارات هي، وإن كانت أساسية، تبدو غريبة جدا عن الأغلبية الشاحقة من معاصرينا الذين، من أجل جعلهم يفهمونها، لا يجب أن نمل من العودة إليها مرات عديدة بتقديمها بمظاهرها المختلفة، ويشرحها بشكل أتم كلما كانت الظروف تسمح بذلك، ما يولد صعوبات لم یکن توقعها دائما ممكنا لأول وهلة
يتطلب عنوان هذا الكتاب بعض الشروحات التي يجب تقديمها قبل أي شيء حتى يمكن فهمه من دون أي التباس، إن إمكانية الكلام عن أزمة للعالم الحديث مع أخذ كلمة «أزمة» بمعناها المألوف جاء أمر قد كف الكثيرون عن التشكيك به، وبهذا الخصوص على الأقل، حصل تغيير ملموس مهم: تحت تأثير الأحداث، بعض الأفكار الوهمية بدأت تتبدد، ولا يمكننا من جانبنا إلا أن نسعد بذلك، لأن هناك بالرغم من كل شيء أعراض مؤاتية وهي مؤشر على…