كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع قانون البريكست، والمنظم لإجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويعد البريكست Brexit اختصار لكلمتيBritain Exit (بريطانيا خارجا)، ويوحي بالرغبة في مغادرة البيت الأوروبي. فبدأ تداوله منذ قرار بريطانيا ذلك، وهو القرار الذي جاء تتويجا للجهود التي بذلها حزب المحافظين البريطاني منذ سنوات طويلة، انتهت بتنظيم استفتاء في شهر يونيو من عام 2016، وافق بموجبه البريطانيون، بنسبة 52٪ من المستفتين (نحو30 مليونا)، علي الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبالعودة إلي مسار الاتحاد ومراحل وحيثيات توسعه، سنقف علي حقيقة أن الالتحاق البريطاني نفسه بالاتحاد الأوروبي لم يكن بالشكل الاندماجي الكامل، بل ظلت لندن دائما علي “مسافة تحفظية” معه إذا ما قورنت ببقية الأعضاء(1). فمنذ الأيام الأولي لنشأة الاتحاد(ممثلا في الجماعة الأوروبية للفحم والصلب)، الذي كان عبارة عن وحدة بين مجموعة من الدول من أوروبا الغربية لأغراض تجارية (فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وهولندا، ولوكسمبورج)، والتي رأت النور بعد الحرب العالمية الثانية، 1951، شهد هذا المولود عمليات توسيعية(2)، غيرت من طبيعته الأصلية، حتي أصبح علي الحالة التي هو عليها اليوم كاتحاد قائم الأركان، ويغطي كل مناحي الحياة الأوروبية.