إنَّ السياسة الروسية الرامية الى ضمان أمن الطاقة لتصديرها الى الدول المستهلكة في جميع الأوقات وبكميات كافية وأسعار معقولة، للاستفادة من أبعادها السياسية والاقتصادية قد تضمنت عدداَ من الإجراءات منها: استمرارية إقامة المشاريع الاستراتيجية لنقل الطاقة والتصدي للمشروع الأمريكية-الأوروبية (نابوكو)، فضلاً عن إيقاف خط التيار الجنوبي المار عبر أوكرانيا الى الدول الأوروبية، ودعم دور الشراكات النفطية لتنفيذ مشاريع كبرى لنقل الطاقة. إلا أن السياسة الروسية تواجه تحديات كبيرة مثل: إقامة الدول الغربية مشاريع نقل الطاقة لمنافسة روسيا في هذا المجال. ففي ضوء مصالح الدول المختلفة والمتقاطعة في أحيان كثيرة تصبح عملية ضمان أمن الطاقة التحدي الاكبر أمام الدول المصدرة والمستوردة. فضلاً عن المسافات البعيدة التي تمتد فيها خطوط نقل الطاقة بين الدول المنتجة والمستهلكة والتي تحتاج الى إمكانيات كبيرة لتنفيذها وحمايتها ضمن ابرام اتفاقيات مع دول الممر للسماح باستعمال أراضيها. إنَّ توظيف مقومات اقتصادية فعالة كالطاقة في سياسة روسيا الخارجية سيؤدي الى تنمية علاقاتها مع الدول المستوردة للطاقة الروسية مثل: دول الاتحاد الأوروبي فضلاً عن الصين وتركيا. كما أن نشاطات الخارجية الروسية ومساعيها اتسعت لتشمل تعميق علاقاتها بدول آسيا الوسطى والقوقاز ودول الخليج العربي المنضمة الى منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) إلى جانب فنزويلا التي تعد من كبار منتجي النفط في أمريكا الجنوبية.