يشهد العالم اليوم تحولات كبيرة، خاصة مع بروز ظاهرة العولمة الاقتصادية و التي نشأ على إثرها أوضاع جديدة كليا، في ظل هذا التحول أصبح قطاع الصناعة هو الأكثر عرضة للتأثيرات الناجمة عن التغيرات المتسارعة في بيئة الأعمال، بشكل جعل الصناعة المحلية تزداد هشاشة مع مرور الوقت، وذلك نتيجة لتعرض هذا القطاع لمنافسة غير متكافئة فالمؤسسة الوطنية تجد نفسها وجها لوجه مع المؤسسات العالمية والتي أصبحت تتحكم في شبكات الانتاج والتوزيع وصنع التكنولوجيا في العالم و منه تشكيل ملامحه المستقبلية. من هنا أصبح لزاما على المؤسسة الانتاجية الاستجابة لهذه التحديات وذلك من خلال تنمية أدائها التنافسي ضمانا لاستمرارها وبقائها، ولكي تبقى المؤسسة وفية بمسؤولياتها يتعين عليها أن تدرك أنها تعمل في بيئة حيث الاسواق تتحول التكنولوجيا تتطور المنتجات تتقادم والعمليات تتغير بسرعة، هذه الملامح وأخرى تجعل المؤسسة تتبنى فلسفة ابتكارية كضرورة أكثر من أي وقت مضى، وتحاول أن تدمج بينها وبين ما تمارسه من أنشطة تسويقية، ما أدى إل ظهور مفهوم جديد للتسوق وهو ما يعرف بالابتكار التسويقي . مع ما تفرضه بيئية الأعمال من تحديات محورها الأداء التنافسي التي تتحلى به المؤسسة، وما يوفره الابتكار التسويقي من حلول لمجابهة هذه التحديات و تجلياته تحديدا على الأداء التنافسي، أصبح واضحا أن هناك علاقة بين هذين المتغيرين، ولغرض التعرف على هذه العلاقة ومنه الأثر الكامن وراءها قمنا بهذه الدراسة وذلك في ضوء الاشكالية التالية: كيف يمكن للمؤسسة الانتاجية أن تؤثر على أدائها التنافسي من خلال تبنيها لفلسفة الابتكار التسويقي ؟