لدينا في مقياس المنهجية بعض المفاهيم و التي كثيرا ما تستخدم كمترادفات، و لعل أحد أهم هذه المفاهيم التي نذكرها، هي المنهج، الإقتراب، الأسلوب، و الأداة.
عادة ما يقع الكثير من الباحثين وطلبة العلوم السياسية في مسألة الخلط بين المنهج و كل من الأسلوب، و الأداة و الإقتراب، فتارة يوظف المنهج على أساس أنه إقتراب، فيقال مثلا: المنهج النسقي بدلا من الإقتراب النسقي، أو المنهج المؤسسي بدلا من الإقتراب المؤسسي، وهي في حقيقة الأمر – يجب توظيفها في منهج البحث السياسي على أنها إقترابات و لیست مناهج، فنقول إقتراب التحليل النسقي، و الإقتراب المؤسسي، بدلا من إعتبارهما مناهج، و تارة أخرى يتم توظيفه كأداة أو أسلوب، فيقال المنهج الإحصائي بدلا من الأداة الإحصائية، أو منهج التحليل الغرضي بدلا من أسلوب التحليل الغرضي، وهي في الحقيقة أدوات وأساليب و ليست مناهج، كما أنه في كثير من الأحيان ما توظف الإقترابات و الأدوات و الأساليب على أنها مناهج، و هنا كذلك مكمن الخطأ، و من أجل تفادي هذه الإنزلاقات العلمية، و كذا تفادي الخلط بين كل من المنهج من جهة، و كل من الإقتراب، الأسلوب، و الأداة من جهة أخرى، لا بد أن نتطرق لتعريف كل من المنهج، الإقتراب ، الأسلوب، و الأداة، بغرض تبيان الفرق، و كذا مكمن التداخل بين هذه المفاهيم، و ذلك على النحو الآتي…
