ملخص: تُعتبر العلاقات العربية الإفريقية مكوّناً هاماً من مكونات النظام الإقليمي والعالمي، وهي تتأثر بظروف متشابكة تزداد تعقيداً بفعل تحديات الأوضاع الراهنة وتصاعد التنافس الدولي. وبالنظر إلى الوضع الجيوسياسي والاقتصادي لكل من الدول العربية والدول الإفريقية، يمكن توضيح مسارات هذه العلاقات كما يلي:
- المسار السياسي والدبلوماسي: شهدت العلاقات العربية الإفريقية تاريخياً علاقات دبلوماسية قائمة على التعاون من أجل القضايا المشتركة، كالقضية الفلسطينية وحقوق الشعوب في تقرير المصير. إلا أن هناك تحديات سياسية كبيرة تواجهها هذه العلاقات في ظل الانقسامات الداخلية، مثل النزاعات الداخلية في بعض الدول العربية والأزمات السياسية في إفريقيا، مما يعوق تطوير سياسات خارجية موحدة وفعالة.
- التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب: يشكل الإرهاب والجماعات المسلحة تحدياً مشتركاً يُهدد استقرار العديد من الدول العربية والإفريقية. ويساهم التعاون الأمني والعسكري في مواجهة هذه التحديات، حيث يُمكن لهذه الدول الاستفادة من الخبرات والمساعدات المتبادلة لتعزيز أمنها الداخلي وحماية حدودها.
- المسار الاقتصادي والتجاري: تُعد إفريقيا وجهة استثمارية واعدة للدول العربية، خاصة في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والطاقة، حيث تسعى العديد من الدول العربية لتعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الإفريقية. ومع ذلك، تواجه هذه العلاقات تحديات، من بينها نقص البنى التحتية وتباين الأطر القانونية، إضافةً إلى المنافسة الدولية المتزايدة من القوى الكبرى كالصين وروسيا والولايات المتحدة.
- التعاون الثقافي والتعليمي: تلعب العلاقات الثقافية والتعليمية دوراً هاماً في تعزيز التقارب العربي الإفريقي، من خلال البرامج التعليمية، والمنح الدراسية، والتبادل الثقافي. ورغم هذا، فإن ضعف البنية التحتية والتعليمية يُعد تحدياً رئيسياً أمام توسيع هذا النوع من التعاون.
- التنافس الدولي في إفريقيا: أدى تزايد النفوذ الدولي في إفريقيا إلى بروز تحديات جديدة أمام العلاقات العربية الإفريقية، حيث تسعى قوى كبرى إلى تعزيز حضورها في القارة، مستغلةً الفراغات التي تتركها بعض الدول العربية نتيجة انشغالها بتحدياتها الداخلية. هذا التنافس يمكن أن يؤثر سلباً على التوجهات العربية في إفريقيا، ويجعل من الضروري إعادة تقييم استراتيجيات التعاون بشكل يحقق مصالح مشتركة.
تمثل هذه المسارات إطاراً شاملاً لقراءة العلاقات العربية الإفريقية في ظل الأوضاع الراهنة والتنافس الدولي المتزايد. وبالنظر إلى القواسم المشتركة بين الجانبين، يمكن تعزيز هذه العلاقات من خلال اتباع سياسات تركز على التعاون الاستراتيجي متعدد المجالات، وبناء شراكات حقيقية تتيح فرصاً للتنمية المستدامة وتقوية الاستقرار في كلا المنطقتين.
تسعى هذه الدراسة إلى البحث في واقع العلاقات العربية الإفريقية في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة وهو ما يستوجب البحث في التحديات الجديدة المطروحة التي تقف حاجزاً أمام مؤسسات الدولة في المنطقة العربية الإفريقية وإقليميا من خلال المستجدات والسجال المطروح لمناقشة أهم العوامل التي قد تؤثر في تطور العلاقات العربية-الإفريقية في ظل المنافسة المحتدمة بين الدول المتقدمة والقوى المعدلة لها والتي تثير التوتر بين العرب والأفارقة في ظل متغيرات إقليمية ودولية جارية ومتنوعة الأمر الذي يحتاج إلى حلول،ولإكتساب مكانة في تكتلات المجتمع الدولي من خلال إمكانية لتفعيل حجم التفاعلات خصوصا في ظل وجود مؤسسات التعاون المشترك