مراحل الحكم العثماني :
دام الحكم التركي بالجزائر أكثر من ثلاثة قرون “”ى 1518 – 1830 “” ويمكن تقسيمه طبقا للتطورات التي مر بها إلى المراحل التالية.
أ – عصر البيلربايات : 1518 – 1588 :
وتبدأ هذه الفترة منذ أن أسند السلطان سليم الأول إلى خير الدين امر حكم الجزائر مانحا اياه لقب البيلرباي ” أمير الأمراء ” وأهم ما يميز هذه المرحلة على الصعيد العسكري : مواصلة الجهاد ضد العدو الاسباني ، حيث نجح الجيش الجزائري عام 1530 في إخراج الاسبان من حصن البينيون الذي ابتنوه في المكان المعروف اليوم باسم ” برج الفنار ” ، كما تمكن في عام ” 1541 ” من صد الحملة الاسبانية الثالثة على مدينة الجزائر بيادة الامبراطور ” شارلكمان ” . وكانت خاتمة هذا التفوق العسكري الذي ميز هذه المرحلة تحرير بجاية على عهد البيلرباي ” صالح ريس ” في عام1555 ، وإنهاء الوجود الاسباني في تونس على عهد البيلرباي ” علج علي ” في عام 1574 .
وتجدر الاشارة إلى أن هذه المرحلة تمثل أزهى عصور الحكم التركي للجزائر من الناحيتين الاقتصادية والعمرانية حيث لعب مهاجرو الاندلس دورا كبيرا في نقل كثير من المظاهر الحضارية التي عاشوها في الاندلس إلى الجزائر.
ب – عصر الباشاوات : 1588 – 1659 :
بعد أن لمست الدولة العثمانية ضعف الارتباط بينها وبين ولاتها على الجزائر في أواخر عهد البيلربايات ، عمدت إلى إجراء تعديلات إدارية فيما يتعلق بنظام الولاية على الجزائر بحيث حددت مدتها بثلاثة أعوام .
واستبدلت لقب البيلرباي بلقب الباشا الذي كان ” دالي أحمد ” أول من حمله ، ونظرا لقصر المدة التي كان يقصيها الباشا في ولايته ، فقد انصرف إلى الاهتمام بمصالحه الشخصية ، وجمع الأموال دون أن يعبأ بمشاكل الشعب وأحواله .وهذه ما حمل الأمة على مناصرة الطبقة العسكرية ” الانكشارية ” أثناء صراعها على السلطة مع الباشوات.
أما أهم الأحداث التي رافقت هذه المرحلة فكانت : تعرض الجزائر لحملة اسبانية رابعة على عهد ” الباشا سليمان ” سنة 1601 ، واشتداد التنافس بين فرنسا وبريطانيا وهولندا من أجل الحصول على امتيازات استثمار المرجان عبر السواحل الجزائرية وحق إقامة المحارس العسكرية لحماية سفنهم التجارية.
ج – عصر الأغوات : 1659 – 1671 :
تمثل هذه الفترة القصيرة غياب السيادة العثمانية الفعلية ، بحيث أصبح الديوان الذي يتألف من كبار ضباط الانكشارية هو الذي يقوم بانتخاب ” الآغا ” المنتدب للحكم ، بعدما كان الحاكم يعين من قبل السلطان العثماني خلال مرحلتي ” البيلربايات ، والباشاوات ” . وأبرز ما نجم عن هذا الأسلوب الجديد في نظام الولاية ، تنافس الضباط فيما بينهم للوصول لإلى الحكم ، وقيام تكتلات عسكرية داخل الفرق الانكشارية. عادت على البلاد بفقدان الأمن ، وضعف الهيبة العسكرية أمام الأعداء . مما جعل السلطان والشعب الجزائري يؤيدان قادة القوى البحرية ” الرياس ” أثناء صراعهم مع الآغوات ” قادة القوى البرية الانكشارية ” وتعليل ذلك : استياء السلطان من قطع الأغوات لكل صلة بالاستانة، وتذمر الشعب من تفشي الفساد والفوضى ابن حكم الأغوات.
د – عصر الدايات : 1671 – 1830 :
يمثل هذا العصر عودة النفوذ والسلطة إلى رجال البحرية ” الرياس ” وكان الداي ينتخب من بين أعضاء الديوان لمدى الحياة ، وبعدها تؤخذ موافقة السلطان على تسميته دايا.
وبنما التزم الدايات في بداية الأمر بتعميق الارتباط مع الدولة العثمانية فإن المتأخرين منهم قد تخلوا عن هذه السياسة ولم يبق للسلطان غير السيادة الاسمية .
فالداي هو الذي يرتأي اعلان الحرب ، ويتولى عقد الاتفاقيات الدولية ، واستقبال البعثات الدبلوماسية . غير أن هذا الوضع لم يكن يعني انقطاع كل تعاون أو تعاطف .مع الدولة العثمانية ، ففي حالة الحرب كانت الجيوش الجزائرية تشترك مع الجيوش العثمانية في عملياتها الحربية . وقد اتضح ذلك من خلال اشتراك الاسطول الجزائري مع الاسطول العثماني في موقعة نافرين 1827.
وأهم ما يستحق الوقوف عنده من أحداث هذا العصر ، هو تمكن الجيش الجزائري خلال عصر الدايات من تصفية الوجود الاسباني نهائيا في كل من وهران والمرسى الكبير وذلك في عام 1792وبعد عدة مصادمات عسكرية ابتدأت منذ عام 1708.
1 – ارتبط ظهور البحرية العثمانية في السواحل الجزائرية بتهديد الأساطيل الاسبانية لتلك السواحل .
2 – استمر الحكم التركي بالجزائر أكثر من ثلاثة قرون ، ومر بالمراحل التالية :
أ – مرحلة البيلربايات ” 1518 – 1588 ” وقد تميزت بسيطرة الولاة على أمور البلاد وهيمنتهم على الجيش .
ب – مرحلة الباشاوات ” 1588 – 1659 ” وفيها حاول الانكشاريون الوصول إلى السلطة واقصاء الباشاوات الذين اهملوا حكم البلاد بسبب قصر مدة ولايتهم.
ج – فترة الآغوات ” 1659 – 1671 ” وفيها انفرد الانكشاريون بالحكم ، فوقعت البلاد فريسة للفوضى والتأخر.
د – عهد الدايات ” 1671 – 1830 ” احتكرت السلطة في هذا العهد طائفة الرياس ” القوى البحرية ” وفيه استكملت الادارة التركية للجزائر صورتها الثابتة .
عائد عميرة – محرر في نون بوست
بداية القرن السادس عشر، شهدت الجزائر أو ما كان يعرف قديما باسم المغرب الأوسط، انهيار حكم الدولة الزيانية وانقسامها على نفسها إلى إمارات صغيرة مفككة متناحرة، ما أدّى إلى احتلالها من قبل الإسبانيين، الأمر الذي استدعى تدخّل الأتراك العثمانيين لإعادة فتحها مجدّدا.
مراحل الفتح
التدخّل العثماني تمّ بعد استنجاد الجزائريين بهم، فهم القوة الوحيدة القادرة على قيادة مقاومة متماسكة وموحدة، تتصدّى للتهديد الصليبي على البلاد، خاصة بعد أن سمع أعيان الجزائر عن انتصارات الأسطول العثماني على المسيحيين خاصة البرتغاليين والإسبان في عرض البحر.
هذا التدخّل تمّ عن طريق الإخوة عروج واسحاق وخير الدين بربروس، حيث حاصروا بداية سنة 1512 مدينة بجاية بعد أن اتصل بهم علماء وأعيان المدينة، وأمير قسنطينة الحفصي أبو بكر، قادمين من حلق الوادي، غير أنهم فشلوا في فتح المدينة بسبب تحصينات الإسبان القوية وتعاون قلعة بني عباس معهم.
سنة 1518، ارتبطت الجزائر بالدولة العثمانية ودخلت ضمن أملاكها حتى تكسب نوعا من الحماية الدولية
بعد سنتين أعاد إخوة عروج الكرّة، لكن هذه المرّة من مدينة جيجل التي استعدوها من قراصنة جنوة الإيطالية، بجيش بري وحاصروها ما يقرب من ثلاثة شهور دون جدوى واضطر إلى رفع الحصار، وكرر المحاولة في ربيع العام الموالي بقوة برية كبيرة ولكن نفاذ الذخيرة الحربية وامتناع الأمير الحفصي بتونس عن تزويده بالذخيرة اضطره إلى الانسحاب منها.
بعد ذلك بسنة، أي عام 1515، توجّه عروج إلى مدينة الجزائر على رأس قوة برية بعضها من الأتراك وأغلبها من سكان القبائل، بينما قاد خير الدين أسطولا بحريا في نفس الاتجاه والتقيا معا بالمدينة، حيث بايع سكانها خير الدين أميرا للجهاد في سبيل الله.
قائد حملة فتح الجزائر خير الدين بربروس
افتكاك مدينة الجزائر وفتحها لم يعجب الإسبان ولا بعض متمردي الداخل، ما حتّم على خير الدين وأعيان المدينة، سنة 1518، أن يربطوا الجزائر بالدولة العثمانية ويدخلوها ضمن أملاكها حتى تكسب نوعا من الحماية الدولية، فعيّن السلطان سليم الأول خير الدين أول حاكم تركي على الجزائر بلقب “بايلر باي”.
عهد البايلربايات
حكم العثمانيون الجزائر في البداية عن طريق البايلربايات (أمير الأمراء) يعينهم مباشرة السلطان العثماني على رأس الإيالة لفترة غير محدودة بزمن ويختارهم غالبا من أكفاء الرجال الذين خدموا في الجزائر، ودام حكم البايلربايات إلى غاية سنة 1588 ميلادي، ومن مميزاته مواصلة الجهاد ضد الإسبان وطردهم من المدن التي احتلوها في الجزائر.
نجح البايلربايات الذين تداولوا على حكم الجزائر في إرساء دعائم الحكم الجديد في البلاد
غالبا ما كان بايلربايات الجزائر يرشحون لاستلام البحرية العثمانية، وقيادة الأسطول العثماني أي منصب قبو دان باشا. وقد نجح البايلربايات الذين تداولوا على حكم الجزائر في إرساء دعائم الحكم الجديد في البلاد إلى حد كبير.
عهد الباشاوات
ما لم يتحقق في عهد البايلربايات، أتم تحقيقها خلفاءهم في عهد الباشاوات الذي امتدّ من سنة 1587 إلى غاية سنة 1659 ميلادي، وبدأ عهد الباشاوات في الجزائر بعد أن لمست الدولة العثمانية في عهد مراد الثاني ضعف الارتباط بينها وبين ولاتها على الجزائر في أواخر عهد البايلربايات، عمدت إلى إجراء تعديلات إدارية فيما يتعلق بنظام الولاية على الجزائر بحيث حددت مدتها بثلاثة أعوام، وقلّصت في الامتيازات السابقة وفي الاختصاصات الممنوحة للحاكم.
عرفت هذه الفترة تمرّد الانكشاريين
تميّزت هذه الفترة بتعيين باشا تركي، يقوم السلطان العثماني بإرساله من تركيا ويستدعيه بعد انتهاء فترة تعيينه، على أن يقوم بإرسال باشا آخر من هناك، فأصبح هم الباشاوات جمع أكبر قدر ممكن من الأموال طوال فترة حكمهم، دون أن يولوا الحكم أي اهتمام، ما أدى إلى ثورة الإنكشاريين ضدّهم.
عهد الآغاوات
بدأ هذا العهد سنة 1659، بعد أن ثار الإنكشاريين على الباشاوات الذين صاروا موظفين فقط برئاسة الاحتفالات الرسمية وبعقد المعاهدات، حيث تقرر إعطاء السلطة التنفيذية للأغا رئيس الفرقة العسكرية، أما السلطة التشريعية فقد تقرر أن تكون بيد الديوان وبالتالي أصبحت طائفة الرياس التي ينتمي إليها الباشا تحتل مكانة ثانوية في شؤون الحكم.
يرجع سبب انعدام الأمن وكثرة الاغتيالات إلى طبيعة تعيين الآغا
هذه الفترة التي تواصلت إلى غاية سنة 1671، تعتبر أقصر فترات الحكم العثماني في الجزائر، حيث عرفت فيها البلاد اضطرابات سياسية كبيرة في نظام الحكم، من انقلابات واغتيالات وفساد، وتعرّض الحكم التركي فيها لهزات عنيفة عجز فيها عن توفير الأمن والاستقرار الداخلي.
ويرجع سبب انعدام الأمن وكثرة الاغتيالات إلى طبيعة تعيين الآغا، والمتمثلة في انتخاب آغا جديد من طرف الجند كل شهرين حسب الأقدمية من بين ضباط الإنكشارية بعدما كان الحاكم يعين من قبل السلطان العثماني خلال مرحلتي ” البيلربايات”، و “الباشاوات “، وهو ما يشكل بحد ذاته خطرا على السلطة، انعكس بدوره سلبا على المجتمع.
عهد الدايات
مع اغتيال علي أغا عام 1671، تمّ ألغاء نظام الآغاوات بقرار من ديوان الأوجاق، وتمّ تعويضه بنظام الدايات، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه، وامتدّ هذا النظام إلى غاية سنة 1830، سنة احتلال الجزائر من قبل الفرنسيين.
يعتبر نظام الدايات انتصارا لطائفة الرياس، كما يدل ذلك على اختيار الدايات الأربع الأولين من بين طائفة الرياس، ومن فترة 1671 إلى 1689 كان الدايات ينتخبون من طرف الرياس، ثم استرجع الأوجاق نفوذهم، فأصبح الداي يختار من بين ضباط الإنكشارية، وذلك بسبب الحملات الأوروبية على السواحل الجزائرية خلال عهد الدايات والتي ألحقت أضرارا كبيرة بالأسطول الجزائري وأضعفت مركز الرياس.
في هذه الفترة بقي ارتباط الجزائر بالباب العالي شكلي
تعتبر فترة الدايات من أهم الفترات التي مرت بها الجزائر، حيث دامت مدة 159سنة و هي تعادل نصف تاريخ التواجد العثماني بالجزائر، وعرفت هذه الفترة استقلالا نوعيا للجزائر عن السلطة العثمانية المركزية، حيث احتفظ العثمانيين لأنفسهم بسلطات شكلية في الجزائر تمثلت بصفة خاصة في الدعاء للسلطان العثماني في صلاة الجمعة و الاعتراف بمراسيم التعيين و التعاون في مجال الحروب ، بحيث تقوم الجزائر بتقديم المساعدة العسكرية للبحرية العثمانية في حالة تعرض تركيا للاعتداء، و كذا في تقديم دايات الجزائر لهدايا أثناء المناسبات الدينية و السياسية.
عندي سؤال من فضلك هذا الباشاوات و الدايات و غيرهم من لي حكمو الجزائر هل كانو جزائريين و لا عثمانيين
عثمانيين
شكرا لكم ❤👍🏻🌹
عفوا و بالتوفيق
شكرا على مجهوداتك شكرا يا احلى موقع التعليمي في العالم
جزاك الله خيرا
شكرا ادعولي انجح بكرا عندي اختبار تاريخ وجغرافيا
بالتوفيق
جيد مع النضر انه لا توجد اي تعليقات لاكنه مفيد
شكرا