“إن العنف مولدة التاريخ” هذا ما يقوله كارل ماركس، وهذا ما يقدم فريدريك أنجلز عنه في هذا الكتيب، عرضاً نظرياً شاملاً، بالإضافة إلى دراسة تطبيقية عن الدور الذي يلعبه العنف في التاريخ، وذلك في حالة حسية هي تكوّن وبناء الامبراطورية الألمانية الجديدة التي أقام أسسها بسمارك. وقد عاصر إنجاز هذا البناء بمختلف مراحله وتقلباته، بحيث يعطينا هنا تحليلاً عميقاً لعله يخالف كل المخالفة ما نقرؤه في كتاب التاريخ الأخرى عن بسمارك ونشاطه ودوره في إنشاء ألمانيا الحديثة.
إن العنف هو الصفة المميزة لجماع التطور البشري، وقد بلغ أوجّه في عصرنا هذا حيث يمكن لتطور الأسلحة الحديثة أن يجعل من العنف ليس مولدة التاريخ فحسب، بل حفار قبره. ومن هنا كانت أهمية هذه الدراسة من أجل فهم الخاصية الأساسية لتطور الإنسانية.
