في هذا الكتاب الجدير بالاهتمام، يروي الكاتب القصة الكاملة لجهاز المخابرات هذا المتورط في قتل ملوك، ودس السم لدبلوماسيين، ولعب دوراً في تمويل دكتاتوريّ أميركا الجنوبية، وحماية مجرمي حرب، وتبييض أموال المافيا، والتلاعب بالأسواق المالية، والتسبب بإفلاس مصارف، وتمويل مبيعات أسلحة لمقاتلين أُدينت الحروب التي يشنونها؛ وكل ذلك باسم “الدين”.
قدم لنا إريك فراتّيني كتاباً جديداً مثيراً للاهتمام والجدل، وبشخوص واقعيين ما زالوا يعيشون بيننا ولكننا لا نراهم، فهل هم ملائكة؟ لا، إنهم مجرمين ولكن سريون.
يتعرض الباحث في بداية مؤلفه (الكيان) إلى المؤسسة الدينية في الغرب، الكنيسة الكاثوليكية، وعلى رأسها الباباوية في مرحلة العصور الوسطى، وعن دورها في حركة الإصلاح الديني والحركة المضادة له، في الثورة الفرنسية، وعصر الثورة الصناعية، ونشوء الشيوعية وسقوطها، وكيف أن الباباوات استخدموا “عصمتهم الشهيرة عن الخطأ” في النفوذ والسيطرة، وفي هذا كتب كارلو كاستيليوني: “مما لا شك فيه أن التاج ثلاثي الأطراف الذي يضعه الباباوات يرمز إلى النفوذ الذي يمارسونه في السماء والأرض والعالم السفلي”.