في السنوات اللاحقة لهجومات الحادي عشر من سبتمبر 2001، نشر صحافيون ومعلقون وغيرهم قصصًا عن حرب إدارة بوش على الإرهاب، غير أنه لم يقم أي موظف كبير في البنتاغون بإعطاء وجهة النظر الداخليّة لتلك السنوات أو تحدي القصص السائدة عن الحرب – حتى تاريخه.
كان دوغلاس فايث، رئيس منظمة السياسة في البنتاغون، عضوًا هامًا في حلقة دونالد رامزفيلد الداخليّة عندما كانت الإدارة تحاول حماية الأمة من 9/ 11 آخر.
في كتابة الحرب والقرار، يضع القرّاء في غرفة واحدة مع الرئيس بوش ونائب الرئيس تشايني ورامز فيلد ومول وولفويتز وكوندوليزا رايس وكولن باول والجنرال تومي فرانكس وغيرهم من اللاعبين الكبار في وقت كانت الإدارة تستنبط إستراتيجيتها وخططها الحربية.
تنشر سابقًا، بفضل فايث كيف أطلقت الإدارة مجهودًا عالميًّا لمهاجمة وتمزيق الشبكات الإرهابيّة، وكيف قررت الإطاحة بنظام صدام حسين، وكيف توصلت إلى فرض إحتلال العراق بينما تجنبت فرض إحتلال أفغانستان، وكيف أن بعض المسؤولين أجلّوا أو أعاقوا خطوات مبكرة هامة كان بإمكانها أن تجنب العراق مشاكل كبيرة في فترة ما بعد صدام، وكيف أن أخطاء الإدارة فيما يتعلق بالمواصلات الحربية فرضت مصداقية الأمة ووضعت جهود الولايات المتحدة الحربية في خطر؛ حتى المتتبعون لأحداث العراق سيفاجأون بالمعلومات الجديدة التي يقدمها فايث إذ إنها مقدمة هنا ضمن موازين وتفصيلات دقيقة.
من جملة المفاجآت، يظهر كتاب “الحرب والقرار” إن التحذير الأهم من الخطر في العراق لم يصدر عن وزارة الخارجيّة أو الـ(CIA)، بل عن البنتاغون، ويظهر الكتاب القصصة الحقيقية وراء الإدعاءات بأن البنتاغون أراد أن “يكرس” أحمد الجلبي حاكماً للعراق وما حدث فعلاً عندما تحدّى البنتاغون عمل الـ(CIA) على علاقة القاعدة مع العراق، ويعطي أول رواية دقيقة عن التخطيط لفترة ما بعد الحرب العراقية، وهي مسألة أسيئ التعامل معها حتى تاريخه، ويقدم أيضًا صورًا جديدة مدهشة لرامزفيلد ورايس وباول وريتشارد ارميتاج وبول بريمر وغيرهم، مبينًا كيف أثرت خلافاتهم على تشكيل السياسة الأميركية.
في خليط قصصه الزاهية ونصه الأنيق، لا يشبه كتاب “الحرب والقرار” أي كتاب آخر عن حرب العراق، سوف يحظى بإهتمام الذين أزعجتهم القصص المتضاربة عن التخطيط للحرب والذين أحبطوا جراء غياب أي تركيز مباشر على عملية إتخاذ القرار، والمشككون في الحكمة التقليدية لعملية “حرية العراق” والحرب الشاملة على الإرهاب – وهي جهود لا تزل تحظى بتأييد المؤلف حتى الآن.
لقرآة الكتاب ولتحميله من هنا.. أو النقر على أيقونة «بي دي إف» تاليًا..