هدفت الدراسة للتعريف بالعولمة وانعكاساتها على الدولة والسيادة الوطنية، وتحليل أنعكاسات العولمة على الدولة العربية والانظمة السياسية العربية، ودراسة وتحليل تأثيرات العولمة على سيادة الدولة في العراق، وأعتمدت الدراسة لاختبار صحة الافتراضات التي انطلقت منها، إلى توظيف منهج التحليل الوصفي والمنهج التاريخي ومنهج التحليل النظمي.
وتبين من خلال الدراسة أن هناك علاقة طردية بين المتغيرات التي صاحبت العولمة وتقلص السيادة الوطنية للدول العربية، وأن عصر الدولة القومية قد انتهى وحل محله عصر اللادولة ونهاية الحدود الوطنية، وإن دور الدولة بدأ يضعف في ضبط عمليات التدفق الإعلامي والمعلوماتي والسلع والأموال والأفراد عبر حدودها مما أثر بشكل سلبي على سيادتها الوطنية، وقد طرحت العولمة مفاهيم وقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية بقوة في العلاقات الدولية وأصبحت أداة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإن للعولمة أثاراً سلبية كثيرة على العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الوطن العربي ولها تداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية ونفسية وأنماط سلوكية وفكرية وثقافية، وأن السيادة العراقية قد تعرضت منذ عام 1991 للتراجع شيئًا فشيئًا ابتداءًا من القرارات الأممية الصادرة عن الأمم المتحدة والتي قوضت بموجبها سيادة العراق السياسية والعسكرية، وأصبح العراق عمليًا تحت طائلة القرارات الدولية التي كانت تصدر بين الحين والآخر والتي استمرت حتى عام 2003، حيث تم توظيف أدوات العولمة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية لاحتلال العراق في عام 2003، ومن ثم السيطرة على كافة مقدرات الدولة العراقية من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ومن ثم ايران وتركيا.
وتوصي الدراسة بالعمل على تعزيز السيادة الوطنية في الدول العربية والحد من التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية بما يعزز من قوة الدولة العربية وتماسكها في ظل تزايد التهديدات الخارجية الى تهدد كيان الدولة العربية واستقرارها من خلال تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، والعمل على انهاء الانقسام الطائفي في العراق بما يسهم في إعادة بناء الدولة العراقية على أسس ديمقراطية حقيقية بعيدة عن الولاءات الطائفية .
أثر العولمة على سيادة الدولة في الوطن العربي دراسة حالة العراق نموذجاً