م.د هيفاء رشيد حسن – مجلة تكريت للعلوم السياسية 2021, المجلد , العدد 23, الصفحات 52-74
تشكِّل الحضارة الإنسانية منذ نشأتها وحتى الآن نسيجاً متعدد الألوان، كلّ خيط فيه – مع احتفاظه بكينونته الخاصة – يعطي بتلاحمه مع بقية الخيوط لهذا النسيج متانته وشكله النهائي، مثله في ذلك كمثل لوحة فسيفساء كل جزء منها مستقل بذاته، ولكن اصطفاف هذه الأجزاء وفق قوانين بنائها يعطي اللوحة النهائية رونقها الخاص الذي يستمد جماليته من تفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض. ولكل أمر أسبابه، وكذلك الحال في مسيرة الحضارات، هناك عوامل لقيامها وانهيارها وكل الفلاسفة يقرون بذلك إلا ان بعضهم ذهب الى القول بأحادية العامل، ويذهب البعض الآخر مثل غوستاف لوبون الى وجود عوامل عدة تعمل في صورة تفاعلية موحدة يكون فيها للعوامل الروحية الدور الأبرز بوصفها القوى الدافعة للإنسان. لذلك كان لابد من معرقة أهم العوامل التي ساهمت في نشوؤها ومعرفة أهم ما يمكن أن يساهم في ازدهارها وكذلك في تدهورها وانحطاطها، ولم يكن هناك أفضل من تتبع أفكار غوستاف لوبون وأراءه، فكان هذا البحث محاولة متواضعة في هذا المجال.
تحميل الدراسة
Please subscribe to our page on Google News