تصعيد النزاع الروسي / الياباني علي جزرKuril:
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية Maria Zakharova في 9 فبراير 2022 : “أن اليابان تُثير الهستيريا في الخلاف الدائر بشأن الجزر الأربع المُتنتزع عليها في سلسلة أرخبيل Kuril وأنه بالنسبة لها فإنه : ” يبدو أن القيادة اليابانية تخصص كل وقتها الذي يمكن إنفاقه لبناء علاقات اقتصادية ومالية وثقافية طبيعية مع بلدنا … للتركيز على هذه القضية” , وفي 7 يونيو 2022 قالت Maria Zakharova : “أن روسيا علقت اتفاقا وقعته مع اليابان عام 1998يسمح للصيادين اليابانيين بالصيد بالقرب من جزر Kuril الجنوبية المتنازع عليها (مساحة جزر Kuril المُتنازع عليها يبلغ 15,5 كم مربع , فيما مساحة جزيرة تيران وحدها والتي تخلت عنها مصر طواعية وبدون مناسبة 61,5 كم مربع) والنزاع لا يعني سلسلة جزر Kuril وإنما يحصر فقط في أربع جزر منها هي : Iturup (إيتوروفو باليابانية) وKunashir (كوناشيري)و Shikotan و Habomai(معروفة في روسيا باسم الكوريلس الجنوبي بناءً على معاهدة ثنائية بين البلدين عام 1855 بشأن التجارة والحدود) وتقع جميعها علي بعد بضعة كيلومترات(أوأميال) من الساحل الشمالي Hokkaidoفي اليابان , وتقع إلى الجنوب الشرقي من جزيرةSakhalin الروسية وهي إداريا تُعد جزءاً من نفس المنطقة ، وذلك في الوقت الذي تعتبرها طوكيو جزءًا من محافظة Hokkaido و”محتلة بشكل غير قانوني من قبل روسيا” , ويبلغ عدد سكان الجزر الحاليين حوالي 20.000 نسمة , والجزر غنية بالينابيع الساخنة والمعادن وخاصةً النادرة منها مثل الرينيوم الذي يستخدم في إنتاج الطائرات الأسرع من الصوت , وفي أعقاب تصاعد التوترات العالمية الناجمة عن الحرب الروسية / الأوكرانية ، أشار وزير الخارجية الياباني Yoshimasa Hayashi يوم 8 مارس2022إلى جزر Kuril باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من اليابان وليس لروسيا وقال إن الاحتلال الروسي للجزر يتعارض مع النظام الدولي مثلما يتعارض مع هجوم الجيش الروسي المستمر على أوكرانيا , وذلك خلال مناقشة في البرلمان الياباني ، وقد وصف الجزر بأنها الأراضي الأصلية لليابان , وأكد الوزير أن موقف اليابان بشأن الأراضي المتنازع عليها منذ فترة طويلة لم يتغير قائلاً : أن الجزر”يابانية بالدرجة الأولى”, وبررت الخارجية الروسية قرار تعليق إتفاق الصيد المُوقع مع اليابان عام 1998بسبب أن طوكيو فشلت في سداد المدفوعات المطلوبة بموجب الإتفاق المُوقع بين البلدين والذي كان يمنع السلطات الروسية من الاستيلاء على سفن الصيد اليابانية في البحر بالقرب من الجزر المتنازع عليها قبالة جزيرة Hokkaido اليابانية والتي تمتد بمسافة 800 ميل تقريبًا شمال شرق Hokkaido باليابان حتي شبه جزيرة Kamchatka الروسية المحاطة ببحرOkhotsk من الغرب وشمال المحيط الهادئ إلى الشرق , وأشارت إلي ” أنه في الوضع الحالي نضطر إلى تعليق تنفيذ اتفاقية 1998حتى يفي الجانب الياباني بجميع التزاماته المالية” ويُذكر أن النزاع علي جزر Kurilالمعروفة في روسيا باسم Kurils مُرتبط بجذور تاريخية فالجزر في اليابان تُسمي باسم الأقاليم الشمالية ويعود تاريخ الإستيلاء علي الجزر الأربع إستلاء كاملاً إلى نهاية الحرب العالمية الثانية عندما استولت عليها القوات السوفيتية من اليابان وتقول اليابان أن الاتحاد السوفيتي استولى بشكل غير قانوني على الجزرعام 1947 بعد فترة من استسلامها في الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 ، بينما تقول روسيا إن هذه الخطوة كانت مشروعة , دعت الإمبراطورة الروسية كاترين العظمى سيادتها على جزر Kuril في عام 1786 بعد أن أعلنت حكومتها اكتشافها من قبل “المستكشفين الروس” وبالتالي “يجب أن تنتمي إلى روسيا بلا شك” , وفي المعاهدة الأولى بين روسيا القيصرية واليابان في عام 1855رُسمت الحدود بين البلدين شمال الجزر الأربع الأقرب إلى اليابان , وبعد 20عامًا في عام 1875 ، سلمت معاهدة جديدة طوكيو السلسلة بأكملها ، مقابل سيطرة روسيا الكاملة على جزيرة Sakhalin , بعد ذلك استعادت اليابان السيطرة على النصف الجنوبي من Sakhalinبعد هزيمتها الساحقة لموسكو في الحرب الروسية اليابانية عام 1905, ثم عادت جزرKuril إلى قلب النزاع بين موسكو وطوكيو منذ غزو القوات السوفيتية لها في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية , ومعلوم أن الاتحاد السوفياتي دخل في الحرب مع اليابان فقط في 9 أغسطس 1945 بعد أن أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الذرية على Hiroshima وأكملت القوات السوفيتية سيطرتها على الجزر بعد استسلام الجنرال الياباني في وقت لاحق من ذلك الشهر, تجادل روسيا بأن الرئيس الأمريكي آنذاك Franklin Roosevelt وعد الزعيم السوفيتي Joseph Stalin بأنه يمكنه استعادة Kuril مقابل الانضمام إلى الحرب ضد اليابان وذلك عندما التقيا في مؤتمرYalta في فبراير 1945 حيث قسم قادة الحلفاء عالم ما بعد الحرب وفي هذا المؤتمرأعطي الحلفاء للإتحاد السوفيتي ما فقده الروس في حربهم مع اليابان التي حدثت في مايو 1904 ومنهاSakhalin (الأسم الياباني Karafuto) وجزرKuril كذلك طلب الرئيس السوفيتي Stalin من الولايات المتحدة في المؤتمرالإعتراف بإستقلال منغوليا المؤسس عام 1924عن الصين الشعبية , ومنذ ذلك الحين حال الاستيلاء السوفياتي على الجزر بين موسكو وطوكيو والتوقيع علي معاهدة سلام رسمية بينهما لإنهاء الحرب وذلك على الرغم من المحاولات المتكررة على مدار السبعين عامًا الماضية للتوصل إلى اتفاق .
الــمــوقــع والأهمية الإستراتيجية :
تبعد جزرKuril بنحو1300 كيلومتر شمال شرق جزيرة Hokkaido اليابانية في بحر Okhotsk ويحتوي الأرخبيل على 56 جزيرة تغطي حوالي 10.5 كم مربع وكانت الجزر تحت السيطرة الروسية منذ عام 1945 ، لكن اليابان تطالب بأربع جزر تقع في أقصى الجنوب والأهمية العسكرية للأرخبيل كله هي أنه يقسم قطاع من المحيط الهادي حتي أستراليا عن روسيا , كما أن هذه الجزر الصغيرة في بحر Okhotsk يتيح لروسيا أن تمد مياهها الإقليمية إلى المحيط الهادئ ومن هذه الممرات يعبر الأسطول الروسي الشمالي في المحيط الهادئ من حيث نقطتي إرتكازه في Fokino وSeveromorsk وتضمن سيطرة روسيا علي هذه الجزر إمكانية الوصول على مدار العام للمحيط الهادئ وبذا يُمكن لأسطولها الحربي والغواصات الولوج إلي المحيط الهادئ المتمركز من مقر قيادته المركزية في Vladivostok، حيث لا يتجمد المضيق بين جزيرةKunashir وجزيرة Iturup في الشتاء , وتمتلك روسيا قواعد عسكرية في الأرخبيل ونشرت في نوفمبر/ ديسمبر2021 أنظمة صواريخ من طراز Bastion في جزيرة Matua وهي جزيرة بركانية مهجورة في وسط سلسلة جزرKuril التي تطالب اليابان بأربع منها إحتلتها روسيا في أعقاب إنتهاء الحرب العالمية وإستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية , ولما كانت مياه القطب الشمالي ذات أهمية متزايدة وكذا المياه الشمالية للمحيط الهادئ (حيث تحتل روسيا أكتافها بتواجد متزايد لحلف شمال الأطلسي) لذلك فلن تكون خسارة هذه الجزر قضية هيبة فحسب بل ستكون أيضًا قضية تتعلق بالطموحات التجارية الروسية وحرية الحركة لأسطولها الحربي في مياهها الشمالية , ومن غير المحتمل أن تجذب روسا واليابان إلى أي نوع من الصراع يتجاوز العقوبات التي فرضتها اليابان على البنوك الروسية بسبب نالحرب الأوكرانية / الروسية , لكنقد يحدث في تصعيد أعلي وأخطر للنزاع علي جزر Kuril لأوقات خطيرة أن يكون من المستحيل تخمين ما سيحدث بعد ذلك بالضبط , فقد يحدث صدام عرضي بين اليابان وروسيا من شأنه أن يطلق المادة الخامسة من معاهدة 1960التي وقعتها اليابان مع الولايات المتحدة وإذا ما حدث ذلك – وهو ما أستبعده – فستكون كارثة , والأكثر أهمية وخطورة أن إركاز الروس عسكرياً في هذه الجزر الأربع يوفر إمكانية مراقبة للنشاط العسكري الأمريكي لروسيا .
وعلي أي حال فقد منع هذا الخلاف بين البلدين من توقيعهما على معاهدة سلام رسمية , يبدو للبعض أنه يرتبط تسخينه – غير الُمفاجئ – من الجانب الروسي ظاهرياً في أنه رد فعل لإنضمام اليابان إلى العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا لغزوها أوكرانيا , لكن الحقيقة أنه الموقف الياباني الموافق للموقف الأمريكي من الغزو والحرب الروسية ضد أوكرانيا لم يكن هو المُتغير الموثر والوحيد في الموقف الروسي غير المُواتي في النزاع مع اليابان بشأن جزر Kuril فقد سبقه قبض السطات الروسية علي عن خمسة قوارب صيد يابانية وطاقمها البالغ عدده 24 فردثم احتجازهم والقوارب لمدة أسبوع بدعوى انتهاك اتفاقيات الصيد بالقرب من مجموعة جزر Kuril المتنازع عليها في الأسبوع الثاني من ديسمبر 2019, عندما اتُهمت السفن الخمس وأطقمها بتجاوز حصص صيد الأخطبوط عندما وبالتالي تم احتجازهم في 17 ديسمبر2019 ثم أُفرجت عن الصيادين وقواربهم في الأسبوع الثاني من ديسمبر 2019 بعد أن أمرت محكمة روسية الطواقم بتغريمهم 100000 دولار , وقد ألقي القبض على هاتين السفينتين بالقرب من مجموعة جزر في منطقة Hokkaido شمال اليابان ,ثم بعد ذلك وكنتيجة لتصعيد اليابان موقفها المؤيد لفرض عقوبات غربية بقيادة الولايات المتحدة صعدت روسيا من موقفها إزاء النزاع مع اليابان بشان جزرKuril وما يتعلق بها وما حولها من أنشطة من أهمها نشاط الصيد , وبناء علي ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية في 7 يونيو2022 إنها ستعلق تنفيذ اتفاقية الصيد المُوقعة مع اليابان عام 1998والتي تسمح لقوارب الصيد اليابانية بالعمل بأمان بالقرب من الجزر الأربع التي تسيطر عليها روسيا وتطالب بها اليابان في 7 يونيو 2022 , وقد قال Hirokazu Matsuno كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في 8 يونيو2022أن اليابان قدمت احتجاجًا لروسيا لتعليقها اتفاق الصيد الآمن واعترف بأن اليابان لم تسدد الدفعة الأخيرة للمشروع في الشرق الأقصى الروسي لكنه قال أيضا إن المشروع ليس شرطا لاستمرار الاتفاق , وفي الواقع العملي فإن رد فعل الروس منطقي ففي أعقاب الإجراءات العقابية التي اتخذتها اليابان ضد روسيا بشأن أوكرانيا أعلنت موسكو أنها ستوقف المفاوضات المستمرة منذ عقود بشأن معاهدة سلام ما بعد الحرب مع اليابان, وفي سياق تسخين الخلاف مع اليابان وتفتيت جبهة الُمساندة اليابانية التي تواجه كل من روسيا والصين في المحيط الهادئ وجر اليابان إليها , أعلنت روسيا في 19 مارس 2022 أنه من المقرر أن تبدأ التدريبات العسكرية في اليوم التالي في البحر قبالة جزيرة Kunashiri أقصى جنوب جزرKuril وقال Hirokazu Matsuno كبيرأمناء مجلس الوزراء الياباني في 19 مارس 2022 : “إن طوكيو قدمت احتجاجًا يوم الخميس بعد أن أصدرت موسكو في فبراير 2022 إنذارًا قالت فيه إنها ستواصل ممارسة الاستهداف بشكل متقطع حتى الأول من مارس في البحر جنوب شرق جزيرة Kunashiri ” , وبالتوازي مع العمل العكري أي المناورات العسكرية أدلى السياسيون الروس علي إختلاف أوضاعهم في سلم السلطة الروسية ومنهم وزير الخارجية Sergey Lavrov زعموا فيها ملكية روسيا للجزروأن الحكومة الروسية ليس لديها أي نية لإعادتها إلى اليابان بل إنها حتي ترفض مناقشة الأمر بعد إعلان اليابان موقفاً داعماً لأوكرانيا .
إن هذا النزاع يتضح من إستعراضه كيفية إدارة كل من اليابان وروسيا لنزاعهما وكذلك فإنه يُشير إلي أن تداعيات الحرب العالمية الثانية وإستسلام اليابان كان له أثر سلبي علي أمنها القومي وهو ما قد يُؤدي هذا النزاع لو وصل إلي الحافة إلي تغيير شروط هذا الإستسلام أو المطالبة بتغييرها فيما يتعلق بحيازة اليابان لقوات مُسلحة تمتلك قوة الردع وهو أمر –لوحدث- فسيكون مُفزعاً للوس بصفة خاصة , وفي نفس الوقت يؤكد شراهة الروس لإبتلاع أراضي الغير تحت ذرائع غير مُسندة إلا بالقوة العسكرية , وأخيراً فإن في أستعراض هذا النزاع تأكيد لإرادة الطرفين الياباني والروسي في الدفاع عن جزر لا تتعدي مساحتها مجتمعة 15 كم مربع لكنه الدفاع عن مبدأ السيادة علي حين نجد دول أخري تفرط وبسهولة وعلي الملأ في سيادتها علي جزر أعلي في الأهمية الإستراتيجية من جزر Kuril فهذ الجزر تعتبرحيوية للأمن البحري الروسي إذ تتيح هذه الجزر الأربع المتنازع عليها ميزة إستراتيجية لأي دولة تديرها فبالسيطرة على جزر Iturup و Kunashir و Shikotan و Habomai يمكن روسيا بالمطالبة أو الإدعاء بأن بحر Okhotsk يُعتبر مياه داخلية ويُؤدي إلي تمكينهم من الوصول إلى ممرات السفن الكبيرة , أما من وجهة نظر اليابان فبإستعادتهم هذه الجزر الأربع سيكون في إمكان البحرية اليابانية الحد من مرور الجيش الروسي ولطالما تكهنت روسيا بأن تسليم الجزر إلى اليابان سيؤدي إلى إنشاء قواعد بحرية أمريكية بالنظر إلى علاقة اليابان الوثيقة بالولايات المتحدة .
, بالإضافة إلي ما تقدم يمكن القول بأن الروس وهم يجازفون بإستخراج الروح العسكرية القتالية اليابانية من عقالها يخاطرون بغلبة الجناح الباحث عن سياسة يابانية دفاعية أكثر صرامة وترسانة أقوى لدعم أمنها القوميهذا بالإضافة إلي أن نحو 44٪ فقط من اليابانيين يؤيد إعادة أي من الجزر في استطلاع جري عام 2019 , وربما يخاطرون بإحياء الأسطول الياباني القتالي وهذا حدث لا تود روسيا ومعها الصين أن يحدث فالمحيط الهادئ حاليا يشهد زحفاً للبحرية الروسية خاصة بعد نجاح الصين في إختراق الهيمنة الأمريكية والأسترالية وبدء تكسيرها لولاءات الدول الجزرية في المحيط الهادئ وكانت البداية الإتفاق الأمني بين الصين الشعبية وجزر سليمان في نهاية مارس 2022 والذي أفزع الأستراليين وأكثر منهم الولايات المتحدة .
علاقة النزاع بالحرب بين روسيا وأوكرانيا:
عقب إندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا في24 فبراير2022وفي الأول من مارس 2022 ووفقاً لصحيفة AsahiشبهHideki Uyama المدير العام لمكتب الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية اليابانية الغزو الروسي باحتلاله لأربع جزر شمالHokkaido التي تسميها اليابان الأقاليم الشمالية وتسميها روسيا Kuriles الجنوبية , مُوضحاً قوله : “أفهم أن احتلال روسيا للأراضي الشمالية والغزو العسكري الروسي لأوكرانيا الآن يتعارض مع القانون الدولي” , وقد إنضمت اليابان إلى الدول الأخرى يوم اول مارس2022 في فرض عقوبات على البنك المركزي الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا , وأعلن رئيس الوزراء Fumio Kishida العقوبات علي روسيا بعد أن أبلغ الرئيس الأوكراني Volodymyr Zelenskiy أن اليابان ستقف إلى جانب بلاده , ورداً علي الإعلام والمسئولين اليابانيين غردت السفارة الروسية في طوكيو في نفس اليوم أي في الأول من مارس بأن وزارة الخارجية اليابانية قد نسيت التاريخ وإجترت ذكريات الحرب العالمية الثانية وأضافت تقول جزرKuril نقلت السيادة عليها بما في ذلك جزر الكوريل الجنوبية إلى روسيا كنتيجة للحرب العالمية الثانية لأسباب قانونية وفقًا لقرارات الحلفاء وأن استحواذ روسيا علي هذه الجزركان(ولايزال) عقاباً على عدوان اليابان وتحالفها مع ألمانيا النازية وإن اليابان تدعم الحكومة النازية مرتين في أقل من 100 عام , فلقد دعموا ذات مرة إدارة هتلر وهذه المرة الإدارة الأوكرانية الحالية , وقد غرد وزير الخارجية والدفاع الياباني السابق Taro Kono في 2 مارس 2022 فقال :” عارعليكم …وأعاد في تغريدته تلك صورة لبرج طوكيو سكايتري ، وهو برج للبث والمراقبة يبلغ ارتفاعه 2080 قدمًا مضاء باللونين الأزرق والأصفر كإشارة للعلم الأوكراني , وهذا بعد أن زعمت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة في تغريدة لها في اليوم السابق من أنه لا يوجد دليل على تدمير الجيش الروسي للبنية التحتية المدنية في أوكرانيا , ومنذ 24 فبراير 2022 يوم دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا أصدر وزير الخارجية الياباني Hayashi Yoshimasaبيانًا بإدانة العملية ومطالبة القوات العسكرية الروسية بالعودة إلى أراضيها , وفي اليوم التالي أعلنت اليابان تماشياً مع زملائها من دول مجموعة السبعة عن تدابير ضد روسيا شملت تجميد أصول يابانية لثلاثة بنوك روسية بنك روسيا Bank Rossiya ، وبنك Promsvyazbank ، وبنك التنمية الروسي VEB ولم يمض وقت طويل بعد ذلك إلا ووافقت اليابان علي موقف الاتحاد الأوروبي لاستبعاد سبعة بنوك روسية كبرى (بما في ذلك البنوك الثلاثة التي فرضتها اليابان بالفعل) من نظام سويفت , هذه البنوك الأربعة الأخرى هي : بنك Otkritie و Novikombank و Sovcombank و VTB , وبالإضافة إلى ذلك قالت وزارة المالية اليابانية إنها ستمنع البنوك اليابانية الكبرى من التعامل مع أكبر مؤسسة مالية روسية وهي Sberbank وثلاثة من البنوك اليابانية الرئيسية – Mizuho Bank و MUFG و Sumitomo Mitsui Banking Corporation – حيث لديها انكشاف كبير داخل روسيا لأن هذه البنوك قدمت تمويلًا طويل الأجل لمشاريع النفط والغاز الطبيعي ومن المقدر أن يخسروا 4.69 مليار دولار ، أي 20 % من صافي الأرباح السنوية المتوقعة لهذه البنوك ويمتلك بنك اليابان للتعاون الدولي التابع للحكومة استثمارات كبيرة في حقول الغاز وخطوط أنابيب الغاز الروسية (بما في ذلك مع صندوق الثروة السيادية الروسي وصندوق الاستثمار المباشر الروسي) , وسيشكل هذا الانكشاف مشاكل جمة لميزانياتها العمومية , وقد ردت روسيا بوضع اليابان على قائمة “الدول غير الصديقة” ، التي يجب تقليص عدد موظفيها الدبلوماسيين وسيواجه مواطنوها صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول إلى روسيا
كانت الولايات المتحدة تري قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24فبراير 2022وفقاً لرؤية رئيس الوزراء الياباني في تصريح أدلي به في 5 يناير 2019 لقناة NHK التيليفزيونية :” أن معاهدة السلام الروسية / اليابانية ستكون مفيدة للولايات المتحدة وأن توقيع معاهدة سلام بين اليابان وروسيا سيكون له تأثير إيجابي على أمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ وسيكون مفيدًا أيضًا لواشنطن التي وقعت معاهدة أمنية مع طوكيو ” وأضاف قوله : ” إن المعاهدة الأمنية اليابانية الأمريكية هي أساس ضمانات الأمن الدولي لليابان ومع ذلك تنبغي الإشارة في هذا الصدد إلي أنه وفقًا للمادة 5 من المعاهدة الأمنية الأمريكية واليابانية تعترف الولايات المتحدة بأن أي هجمات على الأراضي اليابانية بما فيها جزر Senkakuالتي تديرها اليابان وتطالب بها الصين , على أنها هجمات على الأراضي الأمريكية وهي ملتزمة بالرد بشكل مناسب , لكن يُلاحظ أنه لم يتم تمديد هذه الاتفاقية لتشمل جزرKuril ، وظلت الولايات المتحدة حتى الآن غير ملتزمة بالنزاع حول المنطقة وهو بالطبع موقف يرغب القادة الروس في رؤية الولايات المتحدة تواصل التمسك به .
وسيكون لإبرام معاهدة سلام بين اليابان وروسيا تأثير إيجابي على الاستقرار الإقليمي وأعتقد أن هذا سيكون ميزة للولايات المتحدة” أما بشأن النزاع مع روسيا علي جزرKuril فقال : “هذه حقيقة أن الروس يعيشون الآن في الجزرالأربع (جزر Kuril الجنوبية) , ولا يمكن حل المشكلة الإقليمية حتى يوافق الروس المقيمون في الجزر الأربع على نقل الملكية (لهذا الجزء أو ذاك من جزر Kuril) , ولذلك فإن نهجنا يعني التوصل إلى تفاهم حول هذه القضية من قبل شعبي البلدين “, وأشار في هذا السياق إلي أن وزيري خارجية اليابان وروسيا Taro Kono و Sergey Lavrov سيجريان محادثات في موسكو يوم 14 يناير2019 , وبعد هذه المحادثات سيتوجه إلى روسيا للقاء الرئيس Vladimir Putin أما إتفاقية السلام , ففي إجتماع القمة الذي عُقد في سنغافورة في 14 نوفمبر 2018 حدث أن اتفق Putin و Abe على تكثيف المحادثات الروسية اليابانية بشأن إبرام معاهدة سلام تستند إلى الإعلان المشترك الموقع في 19 أكتوبر 1956بشأن وقف حالة الحرب وإستئاف البلدان العلاقات الدبلوماسية وغيرها , وبموجب المادة 9 من الإعلان وافق الاتحاد السوفيتي على تسليم جزيرتي Shikotan و Habomaiكبادرة حسن نية بعد توقيع معاهدة السلام في نهاية المطاف , وصدق برلمانى البلدين على الاعلان فى 8 ديسمبر 1956، لكن لم يتم التوقيع على معاهدة سلام حتى الآن , والأمر الوحيد الذي نتج عن هذه القمة هو توصل الزعيمان إلى اتفاق بشأن إدخال رحلة بدون تأشيرة من اليابان إلى جزر Kuril الجنوبية وإقامة نقطة تفتيش جديدة , وفي 30 إسطس 2017 أعلن عن انطلاق مجموعة من المقيمين السابقين في جزر Kuril الجنوبية في رحلة بدون تأشيرة إلى روسيا من أجل زيارة قبور أفراد عائلاتهم في جزيرتي Yuri و Zeleny ، حسبما قال مصدر في إدارة Hokkaido اليابانية ومن المتوقع أن تعود المجموعة المكونة من 57 شخصًا إلى اليابان في الأول من سبتمبر2017 وفي 27 أبريل 2017سبق أن توصل الرئيس الروسي Putin ورئيس الوزراء الياباني Abe إلى اتفاق بشأن إدخال رحلة بدون تأشيرة من اليابان إلى جزر Kuril الجنوبية وإطلاق نقطة تفتيش جديدة , وكان من المتوقع وقتذاك أن تقوم شركة Aurora الجوية الروسية بأول رحلة لها في يونيو 2018 لكن تم إلغاء الرحلة بسبب سوء الأحوال الجوية وفقًا لوسائل الإعلام اليابانية وتم تحديد موعد جديد ليوم 23 سبتمبر2018, وهو ما تناولته قمة نوفمبر 2018 . (بدأت الرحلات بدون تأشيرة بين جزر Kuril الجنوبية الروسية واليابان في عام 1992 وفقًا لاتفاقية حكومية دولية تهدف إلى تحسين التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين , ولكنها لم تُنفذ حتي قمة 2018 وواضح أنها نفذت ببطء وعادت لتتجمد ثانية) .
ولكن رداً على توقيع اليابان على معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة في عام 1960ألغى الاتحاد السوفيتي التزاماته المتعلقة بنقل الجزر, وقالت الحكومة السوفيتية في ذلك الوقت في مذكرة أرسلها السوفييت لليابانيين مؤرخة في 27 يناير 1960 : “إنه لن يتم تسليم الجزر لليابان إلا بعد انسحاب جميع القوات الأجنبية من أراضيها ” , وهذه المعاهدة تظهر الدعم العسكري الأمريكي لليابان وفي نفس الوقت نجد أن الصين تُنازع اليابان عليعلي السيادة علي جزيرة Senkaku الخاضعة للسيطرة اليابانية والتي تدعي الصين إكتشافها وملكيتها في القرن الـ 14 وهي غير مسكونة وتقع في بحر الصين الشرقي(الأسم الياباني المُتعارف عليه لهذه الجزيرة بينما بالصينية تُدعي جزر Diaoyu ومساحتها لمن لا يعلم في مصر 7كم مربع فقط) داخلة في قناة عداء مع اليابان بل ومع تايوان التي تُسمي الجزيرة Diaoyutai وتُطالب بالسيادة عليها أيضاً , لكن الصين بسبب هذه الجزيرة مُتناهية الصغر وبحر الصين الجنوبي داخلة في نزاع مع خمس دول .
وهذه الجزرالمعروفة في روسيا باسم جزر Kuril الجنوبية استحوذت عليها قوات الاتحاد السوفيتي السابق في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية , ومازالت اليابان تطالب بهذه السلسلة من الجزر حتي يومنا هذا وتسميها الأقاليم الشمالية وتؤكد الحكومة اليابانية مراراً أن الجزر جزء لا يتجزأ من أراضي اليابان , وتقول إن الجزر احتلت بشكل غير قانوني بعد الحرب العالمية , وقد منع هذا النزاع المستمر حول هذه الجزر موسكو وطوكيو من التوصل إلى معاهدة سلام رسمية لتضع نهاية رسمية للحرب العالمية الثانية , أفادت وزارة الخارجية اليابانية أن الرئيس الروسي Vladimir Putin ورئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe تحدثا هاتفيا في 15 مارس 2018 لمناقشة معاهدة سلام ونشاط اقتصادي مشترك في جنوب جزر Kuril , وذكر التقرير الذي تلقته Tassأن “القادة ناقشا قضية معاهدة السلام والنشاط الاقتصادي المشترك في أربع جزر شمالية (الأقاليم الشمالية هي الطريقة التي تشير بها اليابان إلى جزر الكوريل الجنوبية) والإجراءات الإنسانية للمقيمين [اليابانيين] السابقين في هذه الأراضي”, وقد شاركت موسكو وطوكيو لعقود في مشاورات بهدف التوصل إلى معاهدة سلام لإنهاء الحرب العالمية الثانية العقبة الرئيسية هي ملكية الجزء الجنوبي من جزر Kuril بعد الحرب التي بعدها مُباشرةً أصبح الأرخبيل جزءًا من الاتحاد السوفيتي ، لكن اليابان تتحدى ملكية جزر Iturup و Kunashir و Shikotan و Habomai, ومع ذلك فقد صرحت وزارة الخارجية الروسية مرارًا وتكرارًا أن السيادة الروسية عليها لا جدال فيها بموجب القانون الدولي , ويرى الجانبان في النشاط الاقتصادي المشترك في هذه الجزر خطوة نحو توقيع معاهدة سلام , لكن ومع ذلك وكما أكد المراقبون اليابانيون فإنهم يختلفون حتى الآن حول كيفية تنفيذ هذه المشاريع وتعتقد روسيا أن هذا يجب أن يتم في إطار تشريعاتها ، بينما تقترح اليابان إنشاء “نظام خاص” معين بهذه المناطق .
الأعمال الأخيرة لفرض السيادة علي الجزر :
في أغسطس 2015 بعد أن زار نائب رئيس الوزراء الروسي Yuri Trutnev ورئيس الوزراء الروسي Dmitry Medvedev جزيرة Iturup واحتجت اليابان على الزيارة ووصفتها بأنها “تتعارض مع موقف اليابان” , وكان معني ذلك تسجيل اليابان لموقف رافض لنتائج “الحرب العالمية الثانية وخلال الزيارة أعلن رئيس الوزراء Medvedev أن روسيا قررت إقامة “قوة عسكرية حديثة وفعالة” على الجزر المتنازع عليها وأنه سيتم بناء مساكن للقوات الروسية في جزيرتي Etorofu و Junishiri وفي الشهر التالي سارعت أربع مقاتلات يابانية لاعتراض طائرة روسية اخترقت المجال الجوي الياباني قبالة Hokkaido وتم تقديم احتجاج على الفور إلى السفارة الروسية في طوكيو .
في 24 أغسطس2017 أشارت وكالة Tass أن رئيس الوزراء الروسي Dmitry Medvedevوقع قراراً قضي بإنشاء منطقة Kurils للتنمية المتقدمة في جزيرة , وذكرت عدة خدمات إخبارية يابانية أنه من المقرر أن يتم تعيين . Shikotan كمنطقة خاصة لتجهيز الأسماك وأن تتلقى مزايا ضريبية لتحفيز الاستثمار Shikotan , وقد أحدث القرار أحدث القرار بمواصلة التنمية الاقتصادية أحادية الجانب لجزر Kuril المتنازع عليها ضجة في اليابان , وجاء هذا الإعلان بعد بضعة أشهر فقط من اتفاق Vladimir Putin ورئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe على العمل معًا بشكل أوثق في ديسمبر2016 (قررت روسيا استثمار نحو 125 مليون دولار وتوظيف 700 مواطن على الأقل في تطوير الجزر دون تعاون ياباني) وذكرت صحيفةYomiuri Shimbun ايابانية في أغسطس 2016 أن الصين وكوريا الجنوبية أبدتا اهتمامًا بالاستثمار في جزرKuril التي تسيطر عليها روسيا .
في 26 أكتوبر2017 أشارت مجلة NEWSWEEK إلي أن لبحرية الروسية تبني قاعدة في المحيط الهادئ في سلسلة جزرKuril المتنازع عليها بالقرب من اليابان وأكد ذلك Franz Klintsevich وهوسناتور روسي كبير يشغل منصب نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان الروسي قال لوكالة Interfax أن روسيا بصدد إنشاء قاعدة بحرية جديدة في المحيط الهادئ لكنه أغفل ذكر الجزيرة التي ستقام عليها القاعدة .
في 2 فبراير 2018 أُعلن رئيس الوزراء الروسي Dmitry Medvedev وافق على نشر طائرات حربية روسية في سلسلة جزر Kurils المتنازع عليها بين روسيا واليابان وقد أشار الرسوم الذي وقعه بأن يُسمح للطائرات الحربية الروسية باستخدام مطار مدني بالجزيرة لأغراض عسكرية , وقال مصدر عسكري ياباني في طوكيو لصحيفة Kommersant business اليومية إن “عسكرة جزرKuril ليست ظاهرة جديدة” , لكن السلطات اليابانية الرسمية لم تعلق بعد على هذا القرار الذي تزامن قبل اجتماع مقرر بين نواب وزيري خارجية البلدين لبحث التعاون في المنطقة المتنازع عليها وقرار اليابان السماح لواشنطن ببناء قاعدة عسكرية هناك .
في 28 مارس 2018 نشرت وكالة TASSالروسية من طوكيو أن الطيارون الروس بالمنطقة العسكرية الشرقية قاموا بالطيران الحربي والنتشار جواً في وقت سابق من منطقة Khabarovsk فوق جزيرة Iturup وذلك في أول سابقة من نوعها , وفي خطابه أمام البرلمان في غرفته الدنا قال وزير الخارجية الياباني Taro Kono : “أن اليابان احتجت عبر القنوات الديبلوماسية على التدريبات العسكرية الروسية التي أجريت في جنوب جزر Kuril وهذا أن من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الجيش الروسي في ‘المناطق الشمالية’ , وهو ما يتعارض مع موقفنا بشأن هذه الجزر .
في 16 مارس 2018 قال وزير الخارجية الياباني Taro Konoأمام استماع للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب اليابانى أن اليابان قلقة من خطط شركة Caterpillar Incالأمريكية لبناء محطة طاقة تعمل بالديزل في إطار المشروع الروسي في إحدى جزر Kuril وأضاف : “أن القيام بأنشطة اقتصادية لدولة ثالثة فى الجزر الشمالية الأربع يتعارض مع موقف بلادنا ومثير للقلق للغاية وأن قضايا مثل الأنشطة في Shikotan لا يمكن حلها دون تنظيم قضية الأقاليم الشمالية , في المقابل وفي شهر مارس 2018أيضاً قال Oleg Kozhemyako حاكم منطقة Sakhaliبروسيا : “أنه سيتم بناء محطتين لتوليد الطاقة لمصنعين للأسماك في Shikotan إحدى جزر Kurils ، والتي يشار إليها من قبل طوكيو باسم الأقاليم الشمالية ,وأضاف Oleg Kozhemyakoأن اثنين من كبار المستثمرين أحدهما شركة Caterpillar الأمريكية ، أعربا بالفعل عن استعدادهما لبناء محطات الطاقة , وفي تقديري ان مشاركة شركة Caterpillar Incالأمريكية قد تكون إشارة أمريكية لليابان للإبتعاد عن أي تفكير في أنشطة مُشتركة مع الروس الآن في ظروف الجبهة المفتوحة علي أوكرانيا وحلف NATO وتوغل الصين وروسيا في المحيط الهادئ ومن وراءه القارة القطبية الجنوبية ومُستقبلاً حيث لا يعرف الأمريكيين علي وجه الدقة كم من الول ستقترب ثم بعد ذلك تدخل في نطاق التحالف الصيني / الروسي ؟ , ويكفي فقط أن نعلم أن الصين أرسلت طائرة استخباراتية لحلق يوم في 23 نوفمبر 2017بالقرب من الجزر الجنوبية النائية لليابان لكن مهمتها تعثرت فوق تايوان القريبة التي كانت قد شاهدت حاملة طائرات صينية تطوقها في أغسطس2016وقدشاهدت تايوان طائرات صينية ثلاث مرات وتريد القوات المسلحة الصينية التي تحتل المرتبة الثالثة في العالم أن تتنافس مع الولايات المتحدة رقم 1 على النفوذ في غرب المحيط الهادئ بدلاً من أن تكون تحت المراقبة خلف سلسلة جزر Kuril .
في 19 مارس 2018 وأثناء مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي Putin ورئيس وزراء اليابان Shinzo Abe بحثا معاهدة السلام والنشاط الإقتصادي المُشترك في جزر Kuril , وأشار تقرير لوكالة TASS الروسية “ناقش الزعيمين قضية معاهدة السلام والنشاط الاقتصادي المشترك في أربع جزر شمالية والإجراءات الإنسانية للمقيمين [اليابانيين] السابقين في هذه الأراضي” , وتمضي وكالة TASSفي تعلقيها فتشير إلي أن الجانبان يرون في النشاط الاقتصادي المشترك في هذه الجزر خطوة نحو توقيع معاهدة سلام ومع ذلك ، وكما أكد المراقبون اليابانيون ، فإنهم يختلفون حتى الآن حول كيفية تنفيذ هذه المشاريع. تعتقد روسيا أن هذا يجب أن يتم في إطار تشريعاتها ، بينما تقترح اليابان إنشاء “نظام خاص” معين في الجزر المُتنازع عليها , وقالت مؤسسة الأبحاث الأمريكية RAND Corp في تعليق عام 2014: “ستشكل السلسلة المغلقة من قبل شاغلي الجزر حاجزًا هائلاً للخروج من أو الدخول إلى بحر الصين (الشرقي والجنوب) وهذه فرصة مثالية لإحداث الأذى على حساب البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني والوحدات المنتشرة في وحول الجزر والمضايق التي تشكل سلسلة الجزر الأولى مما يمكن معه الإضرار العسكري بموقف القوات المُسلحة الصينية , ففي الوقت الحالي من عام 2022 وخاصة بعد نهاية مارس 2022 أي بعد الإتفاق الأمني / العسكري بين الصين وجزر سليمان الواقعة علي بعد 1200 كم من استراليا حليف الولايات المتحدة يجوب الأسطول الأمريكي ومقره هاواي المحيط الهادئ بدوريات في غربه بحوالي 200 سفينة وغواصة وحوالي 1200 طائرة وأكثر من 130.000 فرد , وقد دعمت طوكيو هذا الأسطول من خلال تحالف أمني أمريكي ياباني ونما عملهم المُشترك بعد اتفاق عام 1951 بشأن القواعد الأمريكية في اليابان وهناك تدريبات مُشتركة يابانية / أمريكية , ومعلوم أن الجيش الياباني يحتل المرتبة السابعة بين أقوى قوات في العالم .
في 25 مايو 2018وعلي هامش منتدي ST. PETERSBGUR الإقتصادي الدولي صرح الرئيس Putin بأن “موسكو ستسعى للحصول على حلول وسط مع طوكيو من أجل توقيع معاهدة السلام , وأنه من جانبنا سنسعى جاهدين من أجل التوصل إلى حلول وسط مقبولة لكلا الجانبين” , لكنه إستدرك فقال : “لا أستطيع أن أقول ما قد تكون عليه (التسويات) لأنه إذا كان بإمكاني القول فسنكون قد وقعنا بالفعل على اتفاق (يعني معاهدة السلام مع اليابان) ” , وأضاف : “إحدى طرق زيادة الثقة هي بناء التعاون ولقد قلت بالفعل أثناء حديثي عن كوريا الشمالية أنه كلما زاد التعاون زادت فرص تطوير العلاقات الطبيعية وتهيئة الظروف لحل المشكلات العالمية القديمة مثل معاهدة السلام” , ولهذا الغرض توصلت إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe لتنفيذ خطته بشأن تعاون أوسع بين موسكو وطوكيو ,وسنقوم بتهيئة الظروف للعمل المشترك فى جزرKuril وعلى العموم سوف نعزز تعاوننا” .
في 17 يونيو 2018 ذكرت صحيفة Yomiuri اليابانية اليومية إن الحكومة اليابانية أعربت عن أسفها إزاء التدريبات العسكرية الروسية المقبلة والمقررة كما ورد في جزيرة Iturup (جزء من جزرKuril الجنوبة) مضيفة أنه تم إخطار وزارة الخارجية الروسية عبر اليابان عبر سفارة اليابان في موسكو وقد نفى الجانب الروسي بيان اليابان مؤكدا أن التدريبات تجري داخل حدود روسيا فقد صرحت وزارة الخارجية الروسية سابقاً ومراراً بأن سيادة روسيا على الجزر لا شك فيها , وأضافت الصحيفة : أن الجانب الروسي أخطر خفر السواحل الياباني في 14 يونيو 2018بتدريباته القادمة على إطلاق الصواريخ في جزيرة Iturup وأنها مقرر إجراؤها يومي 18 و 21 يونيو 2018 وتم تحذيرشركات الشحن والصيادين من هذه التدريبات العسكرية .
في 11 يونيو ، قالت الحكومة اليابانية إنها قدمت احتجاجًا على قيام روسيا بوضع كابل ألياف بصرية لجزر الكوريل الجنوبية ، التي تسميها طوكيو أقاليمها الشمالية .
في 18 يوليو 2018 أصدرت اليابان قانون تنمية المناطق المجاورة لجزرKuril وقد أقر أن مجلس الشيوخ بالبرلمان الياباني هذا القانون بهدف تقديم المساعدة للشركات والسلطات الإقليمية في الجزء الشرقي من محافظة Hokkaido , بما في ذلك مدينة Nemuro , وفي وقت سابق أقر مجلس النواب أيضا مشروع قانون صاغه الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم برئاسة رئيس الوزراء Shinzo Abe لتسهيل الأعمال التجارية في جزرKuril الجنوبية بشرط أن تتفق اليابان وروسيا على إجراء أنشطة اقتصادية مشتركة هناك , فاليابان تخطط لتطوير البني التحتية للموانئ في المناطق المجاورة لجزرKuril وتقديم الدعم المالي للشركات المحلية الراغبة في المشاركة في مشاريع مشتركة مع روسيا , ويقترح الحزب اليبرالي الديموقراطي أن يتم استخدام صندوق قيمته حوالي عشرة مليارات ين (91 مليون دولار) ، تنشأه الحكومة والسلطات المحلية في Hokkaido لتطبيق القانون تعقد روسيا واليابان مشاورات حول الأنشطة الاقتصادية المشتركة في جزرKurilالجنوبية في مجالات تربية الأحياء المائية ،وتربية الصوبات والسياحة ، وطاقة الرياح ، وإدارة النفايات ويعتبر البلدان الأنشطة الاقتصادية المشتركة خطوة مهمة نحو توقيع معاهدة سلام , ومع ذلك فلدى طوكيو وموسكو وجهات نظر مختلفة حول طرق تنفيذ مثل هذه المشاريع فتعتقد روسيا أن ذلك يجب أن يتم وفقًا للقوانين الروسية بينما تقترح اليابان إنشاء بعض “النظام الخاص” لجزرKuril الجنوبية , ومسار الأنشطة المُشتركة في جزر الأربع أو بعضها سبق وأن ناقشه الرئيس الروسي في مدينة NAGATO اليابانية مع رئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe في 15 ديسمبر 2016 الذي قال للصحافة في هذا الشأن : ” لقد أجرينا مناقشة مباشرة حول قضايا الزيارات الحرة(إلى جزر kuril الجنوبية) للمواطنين السابقين للجزر والنشاط الاقتصادي المشترك كجزء من نظام خاص على الجزر الأربع وأيضًا قضية معاهدة السلام ” , وفي هذا الصدد قال Ushakov تعليقاً علي ما تقدم : “يعمل الخبراء على الوثائق منذ عدة أسابيع ولكنهم ما زالوا يفشلون في وضع اتفاق يناسب كلا البلدين ، لذلك كان على الزعيمين معالجة القضية , وقد استغرق الأمر حوالي 40 دقيقة للاتفاق أخيرًا على النص الذي سيتم نشره غدًا , وأوضح أنه يتعين على خبراء البلدين بدء مشاورات مفصلة حول مجالات وشروط الأنشطة الاقتصادية المشتركة في جزرKuril الجنوبية , وعلي كل حال فإن المحصلة النهائية للقمة تشير – كما قال المبعوث الروسي السابق لليابان – أن موسكو وطوكيو غير مستعدين لتوقيع اتفاق سلام , وأكد ذلك رئيس الوزراء الياباني عندما قال : “لا يمكن توقيع معاهدة السلام دون الثقة في العلاقة مع Putin الذي وصف غياب معاهدة سلام بين روسيا واليابان بـ’المفارقة التاريخية ‘ وأن وضع حد زمني لوضع إتفاق سلام بين الدولتين مستحيل .
في14 نوفمبر 2018 وفي إطار لعبة الشد والتراخي المدروسين صرح الرئيس الروسي NAGATO أن رئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe أبدى استعداده لمناقشة اقتراح من الحقبة السوفيتية بشأن تسوية نزاع إقليمي بينهما عمره عقود , يعني الجزر الأربع لسلسلة أرخبيل Kuril وذلك خلال قمة دول ASEAN الـ 33في سنغافورة وأوضح تصريحه ذاك فقال :أنه خلال اجتماعهما يوم على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في سنغافورة ، قال Abe إن طوكيو يمكن أن تستأنف المناقشات بشأن اقتراح سوفييتي عام 1956 لإعادة اثنتين من أربع جزر في المحيط الهادئ المتنازع عليها إلى اليابان , لكن الرئيس Putin إستدرك فقال : “أن القضية تتطلب مزيدًا من الدراسة لأن المبادرة السوفيتية لم تحدد شروطًا لنقل الجزر .
في 20 ديسمبر 2018 أعلنت اليابان عن رفع السرية عن وثائق المحادثات التي جرت مع الولايات المتحدة عام 1960بشأن جزرKuril , ويستنتج من هذه الوثائق أن Nobusuke Kishi رئيس الوزراء الياباني آنذاك في الفترة التي سبقت الاجتماع مع الرئيس الأمريكي Dwight Eisenhower كان ذاهبًا لمناقشة إمكانية موافقة اليابان على الحصول على جزيرتين فقط وليس أربع جزر Kuril الجنوبية من الاتحاد السوفياتي , وورد نصاً يُشير إلي أنه : ” قد نوقش مؤخرًا في اليابان أنه يجب علينا حل المشكلة (جزيرتي) Habomaiو Shikotanبالإضافة إلى” alpha”(بعض الشروط الإضافية) والتوقيع على اتفاقية السلام” ، وتتابع الوثيقة : “تحديد اللغة اليابانية طلب الصيادين كحجة للموافقة على عودة Habomai و Shikotan (يبلغ عدد سكان هذه الجزير 2800 نسمة وبها قاعدة لفصيلة من حرس الحدود الروسي) تحت السيطرة اليابانية مشروطًا بأن يدرك الاتحاد السوفيتي بعض الاحتمالات المحتملة فيما يتعلق Kunashir و Iturupأو “توفير ضمانات السلامة لصناعة صيد الأسماك في المنطقة ” .
عقد الرئيس الروسي Vladimir Putin مؤتمراً صحفياً تقليديا بمناسبة إنتهاء العام في 20 ديسمبر 2018 أشار فيه إلي : ” أن كلا الطرفين مهتم “بتسوية كاملة” في علاقاتهما أي إبرام معاهدة سلام وأن موسكو قلقة بشأن نشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية في اليابان ، وأن القضايا الأمنية مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بالتوقيع على معاهدة سلام مع طوكيو” .
في 14 يناير 2019 و عقب محادثات بينه ونظيره الياباني Taro Konoألقى Sergey Lavrov وزير الخارجية الروسي بمياه شديدة البرودة على وجه آمال طوكيو في عودة سريعة لجزرKuril المتنازع عليها ، محذرًا اليابان من ضرورة الاعتراف بها كجزء من الأراضي الروسية وقال للصحفيين “إن سيادة روسيا على الجزر لا تخضع للنقاش فهي جزء من أراضي الاتحاد الروسي” وأشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يدعم ملكية موسكو لها , وأضاف :” تساءلنا عما إذا كان يمكن لليابان أن تكون مستقلة بالنظر إلى مثل هذا الاعتماد على الولايات المتحدة وقيل لنا أن اليابان ستتصرف انطلاقا من مصالحها الوطنية إننا نتمنى أن يكون الأمر كذلك بالفعل فالإتحاد السوفيتي كان قد أقترح إعادة الجزيرتين إلى اليابان قبل أن تعقد طوكيو تحالفًا عسكريًا مع الولايات المتحدة في عام 1960″ , وأبدي ملاحطة مفادها أن روسيا لا تزال قلقة بشأن التعزيزات العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ بما في ذلك نشر مُنشآت الدفاع الصاروخي الأمريكية التي قال إنها تشكل مخاطر أمنية لروسيا والصين , وتعليقاً علي إجتماع وزيري الخارجية الروسي والياباني قال Takeshi Osuga المتحدث باسم الخارجية اليابانية خلال مؤتمر صحفي منفصل في موسكو إن “الوزيرين أجريا “تبادلا جادا وصريحا” لكنه لم يعلق على التفاصيل وقال إن الدبلوماسيين الروس واليابانيين سيواصلون المناقشات بشأن هذه القضية .
في 17 يناير 2019 أصدرت وزارة الخارجية اليابانية احتجاجًا لروسيا على الغرامة التي فرضها حرس الحدود الروسي على سفينتين يابانيتين تقومان بالصيد في منطقة جزر Kuril الجنوبية , وتضمن بيان الإحتجاج : “أن الإجراءات التي يمكن تفسيرها على أنها استخدام للقوة الروسية (في Kurils الجنوبي) غير مقبولة”.
في 27 يونيو 2020 إحتجت اليابان على خطةROkhotussian الروسية لإجراء استكشاف جيولوجي في بحر Okhotsk للأشهر الثلاثة المقبلة تغطي المنطقة جزر kuril الأربعة المتنازع عليها وهي : Shikotan و Iturup وHabomai وKunashir ، ويشار إليها باسم في اليابان”الأقاليم الشمالية” أو “أو جنوب Chishima, أخطرت روسيا اليابان بخطة تنفيذ الأعمال في الفترة من 18 يونيو إلى 18 سبتمبر في مناطق واسعة من بحر Okhotsk وقدم الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني تقريرًا مفاده أن اليابان لا توافق على الأنشطة المخطط لها .
في وقت سابق من عام 2020 ومن قبيل الصدفة ألقت روسيا القبض على مواطن ياباني زُعم أنه ارتكب أعمال تجسس ، كما أنه في عام 2020أيضًا عُثر علي شخص ياباني وموظف سابق في SoftBank أُتهم بمحاولة تقديم معلومات سرية لروسيا عام 2019ويُزعم أنه كان يرتكب أعمال تجسس وتم تجنيده من قبل روسيا .
في 31 يونيو 2021 قالت وزارة الدفاع الروسية إن السفن القتالية التابعة لأسطول المحيط الهادئ الروسي إلى جانب الطيران البحري تجري تدريبات في المنطقة الوسطى من المحيط الهادئ وقالت وزارة الدفاع إن “ما يصل إلى 20 سفينة حربية سطحية وغواصة وسفينة دعم تشارك في تدريبات منطقة البحرالبعيد والتي تقام في الجزء الأوسط من المحيط الهادي لأول مرة في التاريخ الحديث لأسطول المحيط الهادئ وأن المناورات تجري في المحيط الهادي على بعد 2500ميل جنوب شرق جزر Kuril وأن مفرزتان من سفن أسطول المحيط الهادئتعملان على مسافة حوالي 2.5 ألف ميل جنوب شرق جزر Kuril ridge قامتا بمهام الكشف عن الضربات الصاروخية والتصدي لها وإيصالها ضد مجموعة ضاربة حاملة طائرات لعدو وهمي , وخلال التدريبات قامت طائرات حربية مضادة للغواصات من طراز Ilyushin Il-38 بالبحث عن غواصات وهمية للعدو في المحيط الهادي” .
أخطرت روسيا اليابان بخطة تنفيذ الأعمال في الفترة من 18 يونيو إلى 18 سبتمبر2021 في مناطق واسعة من بحر Okhotsk وقدم الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني تقريرًا مفاده أن اليابان لا توافق على الأنشطة المخطط لها .
في 3 سبتمبر 2021 قال الرئيس الروسي Vladimir Putin بمناسبة عقد المنتدي الإقتصادي في VLADIVOSTOK في الفترة من 6 إلى 7 سبتمبر 2017 – مفترض أن تشارك فيه وفود 24 دولة وهي بالطبع مشاركة ضعيفة يترجمها الإجماع الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا – : إن روسيا ستعرض إعفاءات ضريبية لتحفيز الأعمال التجارية وأن هذا الإعفاءات تشمل تقديم إعفاءات ضريبية جديدة تُطبق لمدة 10 سنوات وتغطي الرسوم على الأرباح والممتلكات والأراضي والنقل ونطاق الإعفاءات سيكون في سلسلة جزر المحيط الهادئ المتنازع عليها Kurils وتتاح للمستثمرين الأجانب بما في ذلك من اليابان (؟) وأوضح أن هذا هو بالضبط نوع مجموعة المزايا والحوافز غير المسبوقة التي سنقدمها في جزرKurilis … حيث سنعفي الشركات تمامًا من دفع الضرائب الرئيسية وأن إن كلا من طوكيو وموسكو يريدان علاقات جيدة ومن السخف أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق سلام (؟) ويُذكر أنه في عام 2020 أقرت روسيا إصلاحات تشريعية شاملة جعلت من بين مجموعة من الأشياء الأخرى ، التنازل عن الأراضي لقوة أجنبية أمرًا غير دستوري , ومن الجدير بالذكر وله علاقة وثيقة بنظرة الروس وتقديرهم الإستراتيجي لجزرهم في المحيك الهادئ أن أشير إلي أنه في منتدي VLADIVOSTOK الإقتصادي أو المنتدي الإقتصادي الشرقي EEF قدمت الحكومة الروسية لجزر المحيط الهادئ الروسية مشاريع بقيمة 689 مليون دولاروالذي سعت جزيرة Sakhalin و Kurils الروسية في المحيط الهادئ للحصول على مليارات الروبلات من الأموال لمشاريعها الصناعية والسياحية .
في 9 أغسطس 2021 – نقلت وكالة أنباء TASS الروسية الرسمية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن روسيا تخطط لبناء 51 قطعة أخرى من البنية التحتية العسكرية في جزر Kurils وتطالب اليابان بأربع جزر من هذه السلسلة من الجزر من السلسلة الجزرية , وقالت الوزارة في بيان إنها أقامت أكثر من 30 مبنى في الجزربما في ذلك سبعة أماكن سكنية للجنود العسكريين في جزيرتي Iturup و Kunashirالتي تطالب بهما اليابان مع جزيرتين آخريين .
في 8 سبتمبر 2021 نقلت وكالة Reuters نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع الروسية إشارته إلي أن روسيا بدأت تدريبات عسكرية في جزر Kuril تشمل تدريبات بالذخيرة الحية وسيشارك فيها أكثر من 500 جندي , وقالت روسيا في أغسطس 2021 إنها توسع بنيتها التحتية العسكرية في الجزر .
خلال اجتماع افتراضي في مجلس الشيوخ بالبرلمان الياباني Diet في أكتوبر 2021، قال رئيس الوزراء الياباني Fumio Kishida “إن سيادة اليابان تمتد إلى الأقاليم الشمالية (جزرKurilالجنوبية) , ولم تغير الحكومة موقفها بشأن الموضوع ، وهذا هو موقف اليابان الثابت .
في فبراير 2022أثارت اليابان اعتراضات قوية على قيام روسيا بتدريبات عسكرية بالقرب من جزرKuril الجنوبية بعد إبلاغها بمناورات إطلاق النار بالقرب من جزرKunashir وقال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانيHirokazu Matsuno :”في هذا الصدد احتجنا لدى روسيا من خلال القنوات الدبلوماسية , إن تعزيز الوجود العسكري الروسي في الأقاليم الشمالية(بالنسبة لليابان) أمر غير مقبول ويتعارض مع موقف الحكومة اليابانية .
قالت موسكو في 12 فبراير 2022إن مدمرة روسية مضادة للغواصات طاردت غواصة أمريكية بالقرب من جزرKuril مما أجبرها على مغادرة المياه الإقليمية للبلاد وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه خلال التدريبات العسكرية المخطط لها ، اكتشفت المدمرة Marshal Shaposhnikov غواصة تابعة للبحرية الأمريكية تُدعي Virginia وذلك في المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزرKuril في شمال المحيط الهادئ , وقالت الوزارة إنه عندما تجاهلت الغواصة طلبات الصعود إلى السطح استخدم طاقم الفرقاطة الروسية “الوسائل المناسبة” فغادرت الغواصة الأمريكية المنطقة بأقصى سرعة , وتم إستدعاء ملحق الدفاع الأمريكي في موسكو بشأن هذا الحادث , لكن البيان الصادر عن الجيش الأمريكي قال : “لا صحة للمزاعم الروسية بشأن عملياتنا في مياههم الإقليمية , فنحن نطير ونبحر ونعمل بأمان في المياه الدولية” , وذلك وسط تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا التي تشهد قيام الجيش الروسي بمحاصرة أوكرانيا من ثلاث جهات بأكثر من 100 ألف جندي , ومن جانبها دحضت الولايات المتحدة هذه المزاعم بشدة وقال الكابتن Kyle Raines المتحدث باسم القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ : ” إنه لن يعلق على المواقع الدقيقة للغواصات الأمريكية” , ومن المعروف أن جزر Kurils الواقعة شمال جزيرة Hokkaido اليابانية تخضع لسيطرة روسيا منذ أن احتلتها القوات السوفيتية في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية .
في 19 مارس 2022 احتجت على خطط روسية لإجراء مناورات عسكرية قبالة جزرKuril المتنازع عليها حسبما أفادت وسائل إعلام محلية يابانية , ومن جانبهاأعلنت موسكو أنه من المقرر أن تبدأ التدريبات العسكرية في مارس في البحر قبالة جزيرة Kunashiri أقصى جنوب جزر Kuril بركانية التكوين الجيولوجي والتي تبعد مسافة 1300 عن شمال شرق جزيرة Hokkaido اليابانية في بحر Okhotsk , وقال قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني Hirokazu Matsuno إن طوكيو قدمت احتجاجًا للروس بهذا الإنتهاك , وقد أشارت وكالة الروسية للأنباء أن ذكرت وكالةInterfax الروسية للأنباء أن المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا قالت إنها تجري تدريبات عسكرية في جزرKuril بأكثر من 3000 جندي ومئات من قطع المعدات العسكرية , ولم تذكرالوكالة موقع التدريبات على سلسلة الجزر التي تربط شبه جزيرة Kamchatka الروسية وجزيرة Hokkaido اليابانية في أقصى شمال اليابان إلا أنها أشارت إلي أن التدريبات الروسية تضمنت صد الحروب البرمائية بما في ذلك تدمير الطائرات الدفاعية التي تحمل جنودًا واختبار المهارات لتشغيل أنظمة التحكم في إطلاق النار للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وبالإضافة إلى ذلك قامت وحدات من قوات الدفاع الجوي بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لكشف وتحديد وتدمير طائرات لعدو وهمي يقوم بهجوم جوي” , وقد ردت اليابان – كما أشرت – بغضب بعد انسحاب روسيا من محادثات المعاهدة طويلة الأمد وجمدت المشاريع الاقتصادية المشتركة المتعلقة بالجزر , وذلك ردا على انضمام اليابان للعقوبات الغربية بسبب غزو موسكو المستمر .
في 23 مارس2022 أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها ستوقف المفاوضات مع اليابان بشأن معاهدة سلام لإنهاء صراع يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية يشمل جزرKuril المتنازع عليها وأن هذه الخطوة التي تشمل أيضا الانسحاب من المشاريع الاقتصادية المشتركة ، نتيجة لقرار طوكيو فرض عقوبات على روسيا بسبب هجوم الرئيسPutin على أوكرانيا , و لم يوقع البلدان حتي يونا هذا على معاهدة تنهي الحرب وظلا تشاجرا على مدى عقود حول الأراضي و وإرتباطاً بذلك صرح رئيس الوزراء الياباني Fumio Kishida بأن” الوضع الحالي كله نابع من الغزو الروسي لأوكرانيا ، مضيفًا , أن وقف المحادثات أمرغير عادل وغير مقبول على الإطلاق , وقالت وزارة الخارجية اليابانية إنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة اليابان الأساسية المتمثلة في السعي لحل نزاع الجزيرة والموافقة على معاهدة سلام .
في 24 مارس2022 نشرت وكالة أنباء Reuters أن Dmitry Rogozin المدير العام لوكالة الفضاء الروسية (ونائب رئيس الوزراء السابق الذي أشرف على صناعة الأسلحة الروسية) أن جزر Kurils موضوع النزاع الإقليمي مع اليابان يمكن إعادة تسميتها على اسم السفن الروسية وأحداث الحرب الروسية اليابانية في أوائل الـ20 وإقترح أن يكون إسمها Varyagوهو اسم الطراد الذ أدي غرقه لأإندلاع الحرب اليابانية / الروسية عام 1904 .
في 8 يونيو 2022 نشر أن الحكومة اليابانية صنفت أرخبيل Kuril المكون من 56 جزيرة متراوحة الحجم لكنها جميعاً تغطي ما مساحته 10,5 كم مربع وتعتبرها اليابان أراض مُحتلة بواسطة روسيا , وتم ذكر هذا المصطلح في الكتاب الأزرق الدبلوماسي للخارجية اليابانية تطالب اليابان بأربع جزر منه .
مضت روسيا إلي وجهة مختلفة لجذب التأييد الدولي لوجهة نظرها بشأن نزاعها مع اليابان علي بعض جزرKurils (بها احتياطيات ضخمة من النفط والغاز) ففي 8 أبريل 2022 ذكرت وكالة الأنباء الروسية aif.ruأن ممثلين من الهند والصين وتركيا والإمارات كانوا من بين عشرات الشركات والمنظمات التي شاركت في حدث استثماري لجذب المستثمرين الأجانب إلى جزر Kurils في الشرق الأقصى لروسيا , وقد حضر ممثلون من 25 شركة روسية و 10 شركات ودول دولية وممثلون عن سبع جمعيات أعمال دولية حدثًا يوم7 أبريل 2022 حول إمكانات الاستثمار في جزر Kurils في موسكو وعرضت الحكومة الروسية سياسات ضريبية تفضيلية للمستثمرين الأجانب في جزر Kurils في مارس 2022 مع إعفاء الشركات من ضرائب الدخل لمدة 20 عامًا وغيرها من الضرائب ، وعرضت الوصول إلى منطقة جمركية حرة , وقد حضرممثلين عن الهند والصين وتركيا والإمارات ودبلوماسيين من البحرين وتايلاند وكازاخستان وماليزيا والصين المؤتمر , وقد نظم الروس ذلك الحدث في وقت تنسحب فيه معظم الشركات والمستثمرون الغربيون من السوق الروسية بسبب مواقف دولهم من الصراع الروسي / الأوكراني .
احتج الروس على المحادثات بشأن إعادة بعض جزر Kuril إلى اليابان قبل اجتماع بين Shinzo Abe و Vladimir Putin وكانت المظاهرات في حديقة أمام مسرح الجيش الروسي في وسط موسكو في يناير 2019 وكانت في مناخ شديد البرودة , وردد المتظاهرون وقتذاك هتافات مثل :” Kurils أرضنا!” و”اقيلوا الحكومة!” , ونظمت مسيرة مماثلة في Khabarovsk بشرق روسيا وكان المتظاهرون قد خرجوا من قبل في جزيرة Sakhalin , وفي قمة جنوب شرق آسيا في نوفمبر2018كان الرئيس Putin رئيس الوزراء الياباني Abeعلى استئناف المفاوضات على أساس مبادرة سوفييتية لإعادة اثنتين من الجزر مقابل معاهدة سلام وكان مُفترض لقاءهما مرة أخرى في موسكو بعد أيام .
أظهرت الاستطلاعات أن ثلاثة أرباع الروس يعارضون إعادة أي من الجزر , وقد تراجعت تصنيفات Putin بالفعل وسط زيادة غير شعبية في سن التقاعد ووجد استطلاع للرأي أجرته وكالة الأنباء في الأسبوع الثاني من يناير 2022 أن 33 % فقط يثقون به الآن , وفي وقت متأخر من شهر يناير 2019 قالت الوكالة أن Abeيفكر في طلب اثنتين فقط من الجزر الأربع الرئيسية المتنازع عليها , وأفادت وكالة Kyodo أن وزير الخارجية قال في يناير 2019: “إن على اليابان أن تعترف أولاً بسيادة روسيا على جزر Kuril لإحراز أي تقدم ، وأن موسكو تعمل تدريجياً على تعزيز وجودها العسكري على الجزر , ومن جانبه سبق وأن قال Putin في ديسمبر2018 :”من الصعب اتخاذ قرار” دون فهم حدود الانتشار العسكري الأمريكي في اليابان ، مما يسلط الضوء على خوف الكرملين من ظهور القوات الأمريكية في جزر Kurils, وقال Vsevolod Chaplin القس المؤثر والمتحدث السابق بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الاحتجاج الذي قاله للمتظاهرين في موسكو ، كما حذر في مظاهرة موسكو من أن :”الناس لا يريدون بيع الأراضي الروسية” , وقد جمعت المسيرة كلاً من الجماعات الملكية والشيوعية وأفادت وكالة Tass في وقت متأخر الأحد أن آبي يفكر في طلب اثنتين فقط من الجزر الأربع الرئيسية المتنازع عليها .
من الجانب الياباني يُذكر أن اليابان اتخذت اليابان عام 2003لأول مرة قراراً رسمياً منذ عدة سنوات بإعتبار جزر Kuril الجنوبية الروسية أراضي شمالية محتلة بشكل غير قانوني المفروض من قبل روسيا اليابان , وتم ذكر هذا المصطلح في الكتاب الأزرق الدبلوماسي الياباني(تقرير سنوي عن السياسة والأنشطة الخارجية لليابان نشرته وزارة الشؤون الخارجية اليابانية) والذي تم تقديمه إلى الحكومة اليابانية من وزارة الشؤون الخارجية اليابانية التي تقوم بإصداره سنوياً ، تصدر وهو عبارة عن دليل لوجهات نظر الحكومة حول العالم , والكتاب الأزرق لعام 2022تتميز لهجته بنبرة قوية ضد روسيا , وصدر قبل نهاية أبريل ، وكان مراسلي قد Kyodo News شاهدوا نصًا مسربًا وهذا النص الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء لم يتم فحصه بشكل نهائي من قبل حكومة رئيس الوزراء الياباني Fumio Kishida وهناك ثمة تغييران مذهلان في مسودة النص هذه أولهما : يشير إلى السيطرة الروسية على بعض الجزر شمال Hokkaido على أنها “احتلال غير قانوني” , وكانت آخر مرة استخدمت فيها الكتب الزرقاء السنوية هذه العبارة عام 2003 , ثانيهما : يُشير هذا الكتاب إلى أن اليابان “تخلت عن حقها في جزر Kuril في معاهدة السلام مع اليابان لعام 1951الموقعة في سان فرانسيسكو (الفصل الثاني / المادة 2) , وكانت هذه الجزر آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفيتي , ومع ذلك ،جاء في الكتاب الأزرق لعام 2003 : “في الجزرالشمالية الأربع يستمر الاحتلال غير الشرعي من قبل الاتحاد السوفيتي وروسيا حتى اليوم”, وتطلق اليابان على هذه “الجزرالشمالية الأربع” : Etorofu و Habomai و Kunashiri و Shikotan(تسمي روسيا Kurilsالجنوبية : Iturup و Khabomai ، و Kunashirو Shikotan ، كذلك وصف الكتاب الأزرق لعام 2006 الجزر بأنها “يابانية بطبيعتها”ولم تُستخدم هذه العبارة منذ ذلك الحين ولكنها عادت للظهور في مسودة الكتاب الأزرق لعام 2022 وتكرار عبارات مثل : “الاحتلال غير القانوني” و “بطبيعتها اليابانية” في الكتاب الأزرق إلى أن التوترات بين اليابان وروسيا ستزداد بالتأكيد ., لكن مع كل هذه الإجراءات اليابانية التي تؤيد الموقف الأمريكي المُضاد لروسيا في المسالة الأوكرانية , أنه بينما تعهدت حكومة Fumio Kishida في 31 مارس 2022 بفرض عقوبات على البنوك الروسية , أخبر رئيس الوزراء الياباني Fumio Kishida البرلمان الياباني أن حكومته ستظل منخرطة في مشروع Sakhalin 2 للغاز الطبيعي والنفط في روسيا وقال إن هذا المشروع سيوفر لليابان “إمدادات غاز طبيعي مسال طويلة الأجل وغير مكلفة ومستقرة” وقال “إنه مشروع مهم للغاية فيما يتعلق بأمن طاقتنا”, وأن خطتنا هي عدم الانسحاب , ومن الجدير بالذكر أن الحكومة اليابانية تمتلك اجزءًا كبيرًا من شركة Sakhalin لتنمية النفط والغاز (SODECO) والتي بنت وتدير مشروعي Sakhalin 1 و Sakhalin 2, وأربعة من المستثمرين في Sakhalin 2 هم شركة Gazprom(شركة الطاقة الروسية) و Shellوشركتان يابانيتان ( Mitsubishi و Mitsui ) ويتم تسليم حوالي 60 % من 9.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال التي تنتجها شركة Sakhalin 2 الواقعة في جزيرة Sakhalin(حوالي 28 ميلاً قبالة سواحل اليابان)إلى اليابان وكان الهدف من الاستثمار الياباني في حقول النفط في Sakhalin 1 هو تقليل اعتماد النفط الخام على الشرق الأوسط (الآن 80 % من نفط اليابان يأتي من الخليج) , واللافت للنظرأن تردد رئيس الوزراء Kishida في الابتعاد عن واردات الطاقة الروسية يتطلب تفسيراً , إذ تستورد اليابان معظم طاقتها من دول أخرى غير روسيا ففي عام 2019 استوردت اليابان 88٪ من احتياجاتها من الطاقة ومعظمها من الوقود الأحفوري , من مجموعة من البلدان بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بنسبة 58 % وأستراليا بنسبة 65 % ومن الفحم وأستراليا وماليزيا بنسبة 40 % من غازها الطبيعي المسال وتعتبر روسيا موردًا صغيرًا لكنه مهم للنفط الخام (9%) والفحم (8.7%) والغاز الطبيعي المسال (9%) , ونظرًا لقرب الوقود الروسي وسعر الغاز الروسي من السوق الفورية لذلك فالتكلفة الإجمالية للطاقة الروسية أقل بكثير من تكلفة الطاقة من دول الخليج وإذا توقفت اليابان عن استيراد الغاز الطبيعي المسال من سخالين 2فسوف ترتفع فواتيرها على الفور بما يتراوح بين 15 و 25 مليار دولار وهذا هو سبب وحيد لرفض رئيس الوزراء Kishida وقف واردات الطاقة من روسيا وإذا ماكانت روسيا ستوقف الصادرات إلى اليابان أو ستصر على أن تكون التجارة مقومة بالروبل (حتى الآن أصرت روسيا فقط على أن يتم الدفع مقابل الشكل الغازي للغاز الوطني بالروبل) ,
علي الجانب الروسي موسكواقترح Aleksey Chepa النائب الأول لرئيس لجنة دوما الدولة للشؤون الدولية فقال أن قرار اليابان إعادة النظر في صياغة الماضي جاء بسبب ضغوط الولايات المتحدة على طوكيو وأن هذا قد يُؤثر سلبًا على العلاقات بين موسكو وطوكيو وتعقد توقيع معاهدة السلام مع اليابان وأن مثل هذه الصياغة غير مقبولة , فيما قال المتحدث باسم الكرملين Dmitry Peskov في تعليقه على تصريحات طوكيو حول الأراضي “المحتلة” في جزر Kurils: “إن جميع الجزر الأربع في الجزء الجنوبي من Kurils هي جزء لا يتجزأ من روسيا , وأن جميع الجزر الأربع هي أراض غير قابلة للتصرف تابعة لروسيا الاتحادية وأن اليابان أصبحت دولة غير صديقة لروسيا ” , وكلام Dmitry Peskov عن أن اليابان دولة غير صديقة له مفهوم في القانون الدولي فوفقاً لهذا القانون أنه وإلي أن تتم تسوية وضع الأرخبيل البركاني تظل الإمبراطورية اليابانية والاتحاد السوفيتي من الناحية الفنية على الأقل في حالة حرب فقبل 5 أيام فقط من توقيع ممثلي طوكيو إعلان استسلامهم على متن حاملة الطائرات الأمريكية USS Missouri كانت اتفاقية Yalta التي صاغها الحلفاء قبل أشهر من انطلاق الجيش الأحمر قد وعدت موسكو بأرخبيلKuril مقابل الدخول في الحرب في المحيط الهادئ ضد قوة المحور وهو ما تم في أعقاب أنتهاء الحرب العالمية الثانية حيث أطبقت القوات السوفيتية علي جزر Kuril وأحتلتها , ومنذ عام 1947 وجزر Kuril في قلب نزاع إقليمي بين روسيا واليابان ومثلت عقبة كؤود أمام تقدم العلاقات الثنائية , وزارة الخارجية الروسية تقول مرارًا وتكرارًا أن السيادة الروسية علي جزر Kuril لا جدال فيها بموجب القانون الدولي , وكان يمكن حل هذا النزاع في أوقات مُعينة وإستئناف التقدم في العلاقات الثنائية لولا أن الموقف الياباني من حرب روسيا وأوكرانيا كان واضحا أنه مع الولايات المتحدة خصم روسيا الخصيم فتوقف السعي نحو حل هذا النزاع بشكل ما ودياً , كان لزوسيا مصلحة كبيرة في دعم اليابان لها إقتصادياً .
تـــقـــديــر مـــوقــــف : –
1- خلاف روسيا مع اليابان بشأن جزرKuril يفيد التحرك الدبلوماسي الفلسطيني ولا أقول العربي فالقادة العرب بعضهم منهمك في السلب والبعض الآخر مُنهمك في التلذذ بمذاق السلطة وهي مخلوطة بالفساد والبعض الثالث مُتصهين فلا رجاء فيهم , فهم كعود ثقاب مبلول , وكنت أتمني أن أستثني أحدهم , وربما أكون مُخطي في حكمي لكن ليس تماما او علي الإطلاق , المهم أنه يتضح من العرض السابق لهذا النزاع أن روسيا مثلها مثل الكيان الصهيوني دولة تُمارس الإرهاب إرهاب الدولة علي غيرها من الدول خاصة القريبة منها جغرافياً مثل أوكرانيا فإقتطعت منها أولاً شبة جزيرة القرم ثم بعدها إقليم Donbas بنفس السيناريو الحقير والذي لا ينطلي إلا علي مغفلين بغض النظر عن كون أوكرانيا من الدول الداعمة للكيان الصهيوني , لكن ما يهمنا هو عملية سلب الحقوق وعملية الخداع التي يمارسها الروس ويصدقونها , ثم أنه من الجدير بنا أن يراعي التحرك الدبلوماسي الفلسطيني مثل هذه النزاعت لستخلص منها العبر فيدعم – عند الحجة – الموقف الياباني لان الروس مثلما فعل الصهاينة وسلبوا الأراضي الفلسطينية قبل مايو 1948 فعلها الروس مرتين في أوكرانيا وسلبوا أرضها بزعم الإنفصال الصوري لثلة من الإنفصاليين الذين تواجدوا في أوكرانيا بعملية تفريغ ديموجرافي صارت فيما بعد عملية تفريخ ديموجرافي لمجموعة أصبحت أوكرانية ولاءها الأول لروسيا تستخدمهم روسيا بمروبة سياسية شديدة , ومن بين أهم العبر التي لابد وأن نستخلصها من النزاع علي جزرKuril هي أنه لا يمكن أن يوجد ضمير أو قيم طيبة لذي من يحلل الحرام فيتعتبر أن سرقاته مغلفة بعمل أخلاقي مقبول أي أن الروس وهم يتنكبون خطي الصهاينة لا يمكن أن يكون في أعماق أرواحهم إلا تحليل الحرام وإستساغة السلب والنهب وما مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية إلا نوع متدني من الإزدواجية والتلاعب بالمواقف والألفاظ , ولهذا لا يجمل بنا بل لا يصح بعد ما ندركه من حالة النزاع علي جزرKuril أن نعتمد عليهم وعلي ثبات مواقفهم .
2- أن النزاع علي جزر Kuril الأربع لم يُعرض لا علي مجلس الأمن الدولي ولا علي محكمة العدل الدولية مُطلقاً (ولذلك أسباب يمكن إستنتاجها من مجمل العرض) – ولا حتي دخل فيه طرف ثالث , ويجب ألا نغفل عن تذكر أن روسيا الإتحادية عضو دائم بمجلس الأمن , كما أن محكمة العدل الدولية غالباً ما لا تستطيع قوة غير القوة الأخلاقية الخيرة أن تطبق قراراتها أو أحكامها , والأحكام الصادرة عن هذه المحكمة من النادر أن تجد دولة تنفذها , ولذلك فالغالبية من أحكامها أُهمل , وربما آخر سوابق هذا النوع المُهمل هو الرأي الإستشاري الذي أعلنته المحكمة في قضية من مقرها في لاهاي بتاريخ 25 فبراير2019 في النزاع بين بريطانيا وجمهورية موريشيوس علي أرخبيل Chagos وهو نزاع يرجع تاريخه إلي ما قبل إستقلال موريشيوس في 12 مارس عام 1968, وبالرغم من الدلالة الرمزية الهامة جداً لهذا الرأي الإستشاري الذي جاء لصالح موريشيوس كونه ذهب إلي ضرورة تسليم بريطانيا لموريشيوس أرخبيل Chagos بما فيه جزيرة Diego Garcia التي تؤجرها بريطانيا منذ عقود للولايات المتحدة التي أقامت عليها قاعدة عسكرية إستراتيجية في قلب المحيط الهندي ساهمت في الجهود العسكرية الأمريكية في حروب وهجمات كانت لها آثار سلبية فارقة علي مجري تاريخ مناطق كالشرق الأوسط وأفغانستان ومناطق أخري بالعالم , وتأسس رأي المحكمة الإستشاري علي حقيقة أن عملية إنهاء أو تصفية الإستعمار البريطاني لموريشيوس لم تكن شاملة كونها لم تتضمن أرخبيل Chagos بما فيه جزيرة Diego Garcia التي علي أرضها القاعدة الأمريكية وهو الأرخبيل الذي فصلته بريطانيا قسراً عن موريشيوس , وأرخبيل Chagos كان تابعاً في الأصل لموريشيوس لكن السلطة الإستعمارية البريطانية وبعد أن هجرت قسراً سكانه البالغ عددهم آنئذ 2,500 نسمة خلال الفترة ما بين عام 1967 حتي عام 1973 إعتبرت الأرخبيل وإلي يومنا هذا أراض بريطانية تقع فيما يُسمي بالمحيط الهندي البريطاني British Indian Ocean Territory أو BIOT , ومن الوجهة التاريخية كان الفرنسيون هم أول من طالب بأحقيته بجزر Chagos بعد أن سيطروا وأستقروا بجزر Réunion عام 1665 التي دُمجت لاحقاً في السيادة الفرنسية وتُجري فيها الإنتخابات الرئاسية والتشريعية الفرنسية , لكن الفرنسيين تنازلوا لاحقاً عن مجموعة جزر Chagos التي كانت منذ القرن الثامن عشر جزءاً من جزيرة Mauritius , للبريطانيين وفقاً لمعاهدة ثنائية وذلك في إطار التسويات الإستعمارية المعروفة , بعد ذلك وفي عام 1814 أُديرت مجموعة جزر Chagos من موريشيوس Mauritius التي أصبحت مُستعمرة بريطانية , وفي نوفمبر 1965 قررت الحكومة البريطانية شراء أرخبيل Chagos من Mauritius أو موريشيوس التي تنازلت فرنسا عنها لتستعمرها بريطانيا عام 1810 , أي أن بريطانيا إشترت أرخبيل Chagos من نفسها إذ كانت Mauritius آنئذ مُستعمرة ذات حكم ذاتي شكلي وتحت السيطرة البريطانية وبعد ذلك وفي ستينيات القرن الماضي فصلته بريطانيا عن الوطن الأم Mauritius لقاء 3 مليون جنية إسترليني , ثم ضغطت (بريطانيا) فيما بعد عام 1965 خلال مفاوضات زعماء موريشيوس مع رئيس الوزراء البريطاني في لندن للحصول علي إستقلال Mauritius وفي هذه المفاوضات خيرتهم ما بين الإستقلال التام بدون أرخبيل Chagosوتتنازل عنه نهائياً لبريطانيا عن أرخبيل Chagos مقابل منحها الإستقلال عام 1965أو بقاء موريشيوس رازحة تحت نير الإستعمار البريطاني , فإختار هؤلاء الإستقلال بدون الأرخبيل والتخلي عنه من أجل الحصول على الاستقلال من خلال عملية تصفية الاستعمار , لاحقاً وعندما نازعت موريشيوس بريطانيا علي السيادة علي هذا الأرخبيل تذرعت بريطانيا بعملية شراؤها للأرخبيل وتنازل موريشيوس عنه طواعية , وكان الهدف الإستراتيجي البريطاني من وراء فصل أرخبيل Chagos عن موريشيوس هو إقامة منطقة بريطانية بالمحيط الهندي علي غرار ما فعلته بريطانيا في جزيرة قبرص إذ أقامت قاعدتي Akrotiri و Dhekelia بموجب معاهدة الضمان وإستقلال قبرص المُوقعة مع اليونان وتركيا عام 1960 وإعتبارهما أراض بريطانية خاضعة تماماً للسيادة البريطانية الخالصة .
3- إن نزاع روسيا واليابان علي جزر Kuril الأربع يُظهر إلي حد بعيد حاجة اليابان الماسة إلي قوات مساحة حقيقية ورادعة ويُخشر جانبها ولهذا فاليابان بحاجة في المرحلةالحالية إلي تطويرسياسة الدفاع وتنمية قدرات قوات الدفاع الذاتي اليابانية (JSDF) , إن الولايات المتحدة ملزمة بالدفاع عن اليابان إذا تعرضت لهجوم من قبل دولة أجنبية , وتعمل اليابان على توسيع ميزانيتها الدفاعية وقدرتها على مدى عقد من الزمان تقريبًا وهي تقوم الآن بمراجعة إستراتيجيتها الرئيسية للأمن القومي في مواجهة التهديدات من الصين وكوريا الشمالية (والجنوبية فيما يتعلق أيضاً بالنزاع علي بعض الجزر بينهما ) وروسيا منذ 1947 عندما سلبت 4 جزرتبع اليابان من سلسلة أرخبيلKuril . .
هناك نزاع علي الجزر بين اليابان وكل من الصين وكوريا الجنوبية , فبالنسبة للصين يُذكر أن العلاقات اليابانية / الصينية وصلت إلى مستوى منخفض جديد في سبتمبر 2012 عندما ذكرت الصحافة أن الحكومة اليابانية وافقت على شراء ثلاث من الجزر الخمس المتنازع عليها (Uotsurishima, Kita-Kojima ,( Minami-Kojima من عائلة Kurihara مقابل 2.05 مليار ين 26.2 مليون دولار, وتمت الموافقة على الصفقة من قبل مجلس الوزراء في 10 سبتمبر 2012 وتمت عملية الشراء ظاهريًا لمنع الحاكم Shintaro Ishihara الحاكم القومي لطوكيو آنذاك من شراء الجزر في وقت سابق من العام ، وأعرب عن رغبته في شراء الجزر وتطويرها ، وهي خطوة من شأنها بالتأكيد إشعال التوترات مع الصين على الرغم من النوايا الحسنة المعلنة لليابان في تجنب الشراء من قبل الحاكم Ishihara , وقد أدى بيع الجزر للحكومة اليابانية إلى احتجاجات دبلوماسية من الصين وتايوان فضلاً عن مظاهرات واسعة النطاق مناهضة لليابان في جميع أنحاء الصين وأدانت وزارة الخارجية الصينية عملية الشراء مشيرة إلى أن أي إجراءات أحادية الجانب يتخذها اليابانيون فيما يتعلق بجزر Pinnacle “غير قانونية وغير صالحة ” التي تُعد تاريخياً غير ذات قيمة جوهرية تذكر , ومع ذلك ، اشتد النزاع على الجزر في عام 1969 بعد أن أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لآسيا والشرق الأقصى (ECAFE) تقريرًا يشير إلى أن قاع البحر حول الجزر يمكن أن يحتوي على احتياطيات غنية من النفط والغاز , وعلى الرغم من عدم إنتاج أي نفط وغاز من الجرف القاري لجزر Pinnacle حتى الآن , إلا أن موجز تحليلي نشرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في سبتمبر 2014 يُقدر”أن بحر الصين الشرقي يحتوي على حوالي 200 مليون برميل من النفط في التجارب المؤكدة و الاحتياطيات المحتملة “و” ما بين 1 و 2 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة والمحتملة ” .
كذلك هناك نزاع ياباني مع كوريا الجنوبية علي جزر وهي كاليابان حليف للولايات المتحدة الامريكية فانزاع موضوعه صخور Liancourt Rock أو Takeshim(إسمها في اليابان) و Dokdo (إسمها في كوريا الجنوبية) وتطالب بها كل من اليابان وكوريا الجنوبية ، ولكن كوريا الجنوبية إحتلها منذ 1905 حتي عام 1954 , وتؤكد اليابان أن التاريخ التفاوضي للاتفاقية الدولية (اتفاقية بازل ) بالإضافة إلى عدد من وثائق ما بعد الحرب تدعم موقفها فقد احتفظت اليابان بالسيادة على الجزر الصغيرة بعد الحرب العالمية الثانية , وبالمثل فإن مطالبة كوريا الجنوبية تستند بشكل أساسي إلى السجلات التاريخية ووجودها المزعوم وإدارتها لمدينة Dokdo باستثناء فترة الأربعين عامًا من الاحتلال العسكري الياباني بين عامي 1905 و 1945وهي تعتمد بشكل كبير على المدفعية الإمبراطورية لعام 1900 التي أكدت السيادة على جزيرة Utsuryo (تعرف اليوم بأسم Ulleungdo) ، والتي تؤكد كوريا الجنوبية أنها تضم Dokdoبالإضافة إلى ذلك تدعي كوريا الجنوبية أن إعلان القاهرة ، واتفاقية Yalta ، وإعلان بوتسدام يدعموا موقفها ، بالإضافة إلى التعليمات الصادرة عن الجنرال MacArthur باسم SCAP , وتدعي كوريا الجنوبية أن اليابان أعادت Dokdoإليها في ختام الحرب استنادًا إلى الأدلة التي قدمها المطالبون والمعايير المتعلقة بنزاعات الجزر التي أوضحتها محكمة العدل الدولية في قضايا مثل إندونيسيا ضد ماليزيا وماليزيا ضد سنغافورة ، ويبدو أن اليابان لديها المطالبة العليا في هذا الأمر , وقد أدى هذا النزاع الجزيرة إلى نزاع من نوع آخر علي الحدود البحرية بين المطالبين , إذ تؤكد كوريا الجنوبية أن خط المنطقة الاقتصادية الخالصة يجب أن يكون بين Ulleungdo وجزيرة Oki اليابانية من ناحية أخرى تؤكد اليابان أن الخط المتوسط يجب أن يكون بين Takeshima و Ulleungdo وقدم كلا الجانبين بعض التنازلات في سياق التنمية المشتركة وتخصيص الموارد السمكية في محيط الجزر وكانت اتفاقية صيد الأسماك بينهما لعام 1965، والتي تم استبدالها في عام 1999باتفاقية جديدة ، وأسست منطقة مراقبة مشتركة لمصايد الأسماك دون الإشارة إلى النزاع الإقليمي الحالي حول الجزر الصغيرة وبالمثل ، أنشأت اتفاقية عام 1977 منطقة تنمية مشتركة يقع معظمها على الجانب الياباني من خط افتراضي متساوي البعد مما يسمح باستكشاف واستغلال الجرف القاري من قبل كلا البلدين .
إذن هذه التحديات كانت ستنخفض حدتها لوأن اليابان تخلصت من أوزار وثيقة الإستسلام في الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945قال الكولونيل مايكل Michael Nakonieczny قائد الوحدة 31 المشاة البحرية المتمركزة في Okinawa : “نحن نعمل في جميع المجالات لتحقيق التأثيرات المطلوبة للنجاح في ساحة المعركة اليوم” بسلاسة بين الحليفين الولايات المتحدة واليابان , وقد تم إطلاق الوحدة البرمائية اليابانية – وهي جزء من الجيش وأول مشاة البحرية اليابانية منذ الحرب العالمية الثانية في عام 2018- لتعزيز دفاع البلاد في بحر الصين الشرقي , وتشعر اليابان بالقلق بشكل خاص بشأن النشاط العسكري الصيني هناك في المياه المحيطة بجزر Senkaku الخاضعة للسيطرة اليابانية ، وتدعي الصين السيادة عليها وتطلق عليها اسم Diaoyu .
وفي تقديري أن النزاع الياباني / الروسي علي جزرKuril الأربع وصلف الجانب الروسي ومراوغته في التفاوض بشأنه بل وإعلان تبعيته لروسيا بتنفيذ إجراءات تثبت وترسخ لسيادة روسيا إضافة لصلف الجانب الروسي أيضاً في الحرب ضد أوكرانيا وإقتطاع إقليم Dnonbas تحت ذرائع ودعاوي إنفصالية , وتحرك الصين ربما الموازي للتحرك الروسي بإتجاه الدول الجزرية بالحيط الهادئ وخشية أستراليا ونيوزلاند وقلق الولايات المتحدة حماية للأمن القومي الأمريكي سيعمل مع إفتراض عدم ثبات أي عوامل أخري مُهيجة لإستقرار هذه المنطقة الشاسعة من المحيط الهادئ , سيعمل كل هذا علي إعادة النظر في السياسة الدفاعية لليابان وبناء إستراتيجية دفاعية يابانية مُتماسكة ومُندمجة مع القيادين العسكريتين للولايات المتحدة في المحيطين الهادي والهندي , وستكون أداة هذه الإستراتيجية اليابانية ليست فقط للدفاع عن مصالح اليابان الذاتية بل إستراتيجية أوسع مدي تقترب أو تكاد مع المستوي الإستراتيجي للعسكرية الأمريكية فالولايات المتحدة ربما تري أن الوقت قد حان لإحياء العسكرية الأمبراطورية اليابانية وبالتالي هنماك ضرورة ملحة لقوات مُسلحة يابانية تتوفر فيها خواص التصدي والردع والهجوم لتخفف العبء من علي كاهل العسكرية الأمريكية وتستنزف قوة الجيش الروسي ويحتاج الأمر في النهاية لفكر أمريكي عسكري متطور وعون مالي أمريكي لتطوير دور اليابان العسكري في منطقة المحيط الهادئ الشاسعة وإلا فستسنزف العسكرية الأمريكية التي لا يمكنها الإعتماد إلا في مدي محدود علي العسكرية الأسترالية وهو أمر بات يتطلب توسيعاً وتعميقاً بإدخال العسكرية اليابانية كطرف مباشر وفعال لتغيير قواعد الإستراتيجية العسكرية الأمريكية , فمثلاً وهذا منطقي , يعتقد العسكريين اليابانيين أنه إذا لم يكن هناك علاقة تحالف بين الولايات المتحدة واليابان لكان الصينيون يدفعون بقوة أكبر بكثير (تسعي اليابان أيضاً بشكل كبير لتشمل تدريباتها المشتركة مع الولايات المتحدة بالإضافة إلى شركاء آخرين بما في ذلك أستراليا والهند وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهم يشاركون اليابان أيضًا القلق بشأن دفع الصين لمطالباتها الإقليمية في المنطقة ، التي تضم بعضًا من أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم) .
4- لابد وأن اليابان بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير2022 يفكر ساستها ملياً في الدوافع الحقيقة للروس ومعهم الصينيين ليس فقط في الجزر الأربع بأرخبيل Kuril التي أستولي عليها الروس بموجب إتفاقYalta بل في المحيط الهادئ بشكل عام , وفي هذا ستكون معاهدة السلام بين روسيا واليابان نوعاً من التسهيلات التي لا مبرر لمنحها للروس الذين فقدوا جزءاً كبيراً من ثقة المجتمع الدولي الذي أدان معظم المجتمع الدولي الغزو الروسي لأوكرانيا وطالب قرار الجمعية العامة في 2 مارس 2022بإدانة الغزو روسيا بإنهاء “عدوانها” فورا , وقد صدر القراربأغلبية أصوات 141 دولة فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين من إجمالي 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة , ولذلك فمهما كان المبرر للغزو الروسي لأوكرانيا مُتعلقاً بالأمن القومي الروسي لإنضمام أوكرانيا المُحتمل لحلف شمال الأطلسي NATO فالولايات المتحدة نفسها في جوار مباشر بروسيا ولا يفصلهما الإ مضيق بيرينج Bering Straitوهو مضيق يفصل بين قارة آسيا وقارة أمريكا الشمالية (ولاية Alaska الأمريكية) ومع ذلك لم تتذرع روسيا فتغزو الولايات المتحدة زعيمة حلف NATO , طبعاً هذا مع وضع بعض الإعتبارات الجيو/ سياسية في إطارها الصحيح ومنها أن الجوار الأوكراني أو الياباني (جزرKuril) فالذي أعنيه أن وجهة نظر روسيا في التذرع بالأمن القومي في إتخاذها ذريعة تبرربها غزو أوكرانيا ليست ذريعة مُطلقة في صحتها , وفي تقديري أن السبل نحو توقيع معاهدة سلام بين اليابان وروسيا أصبح الآن أطول عن ذي قبل , والدليل علي ما أقول أن وكالاتا الأنباء الصينية شينخوا والروسية نقلتا في 19 نوفمبر 2018تصريحاً أدلي به المتحدث باسم الكرملين Dmitry Peskov قال فيه : “إن العودة إلى الإعلان المشترك لعام 1956 في محادثات معاهدة السلام بين روسيا واليابان لا تعني بأي حال من الأحوال النقل التلقائي للأراضي الروسية إلى اليابان , وخلال هذه الأيام سمعنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من التكهنات والتخمينات السياسية حول نوع من صفقة منفصلة بشأن نقل الجزر وما إلى ذلك , هذا ليس صحيحا ولا يمكن أن يكون صحيحا , ومع تقدم الاجتماع قرر Putin و Abe مواصلته على شكل واحد فقط وفعلا تم ذلك , وبعد ذلك تمت دعوة وزراء الخارجية ومساعدي السياسة الخارجية وأُمروا باتخاذ خطوات معينة لتكثيف الحوار الثنائي حول معاهدة السلام على اساس الاعلان السوفيتي الياباني لعام 1956 وبطبيعة الحال ، ولكنه إستدرك ليترك بابا مفتوحاً , ” طبعاً ستكون هناك حاجة إلى حل وسط ويمكننا القول بالفعل أن هذه التسوية لن تتعارض مع المصالح الوطنية لكلا الجانبين “وأكد المتحدث باسم الكرملين Dmitry Peskovأن موسكو ستأخذ في الاعتبار علاقات الحلفاء اليابانيين مع الولايات المتحدة في محادثات معاهدة السلام , وبحسب الإعلان المشترك فقد وافقت روسيا على إعادة جزيرتين بعد توقيع معاهدة سلام ثنائية بينما رفضت اليابان التوقيع على مثل هذا الاتفاق وأصرت على إعادة الجزر الأربع .
5- الأمر المهم – وهذا درس يجب أن نعيه – أن اليابان تدافع عن أربع جزر مساحتها ضئيلة جداً لكنه حق لا يجب علي أمة أن تتنازل عنه تحت دعاوي عائلية أو حتي جغرافية فجزر فوكلاند جردت لها إمراة – ومعها كل الشعب البريطاني – هي مارجريت تاتشر حملة عسكرية عام 1982 وتمسكت بتبعيتها لبريطانيا رغم أنها تبعد 6000كم عن الساحل البريطاني وتبعد عن ساحل الأرجنتين 150 كم أو أكثر وكان يحكم الأرجنتين ثلة من العسكريين وخسروا الحرب ومازالت فوكلاند تتبع بريطانيا ومازالت فقط في ذاكرة الأرجنتينيين .
6- يعلم اليابانيون – حتي الآن – بل يدركون أن إستعادة الجزر الأربع لا يمكن إلا من خلال مسار وحيد ألا وهو التفاوض وهو في الحقيقة تفوض عقيم أيضاً وغير مُنتج , فهو تفاوض روسي المذاق والنكهة فيه ينتهج الروس إستراتيجة إنهاك الخصم وإسهلاك وقته , ففي 27 مايو 2018 حث الرئس الروسي Vladimir Putin الجانب الياباني للتحلي بالصبر في المفاوضات بل صرح في 12 ؤسبتمبر 2018 أنه مستعد لتوقيع اتفاق سلام مع اليابان “دون أي شروط مسبقة” لإنهاء الأعمال العدائية من الحرب العالمية الثانية وقال بوتين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة Vladivostok الروسية : “نحاول حل النزاع الإقليمي منذ 70 عاما ونجري محادثات منذ 70 عاما” , يينما وزير خارجيته Sergei Lavrov ينتقد اليابانيين لرفضهم الاعتراف بماضيهم , هذا في الوقت الذي تحاول فيه الدولتان تسوية نزاع إقليمي عمره 73 عاما , وكأننا في مسرحية هزلية الأدوار فيها تتوزع بين الرئس Putin ووزراءه ومعاونيهم وهم يكررون هذا الأسلوب الممجوج مع الكل في جميع أنواع ومواضيع التفاوض (إلتقي رئيس وزراء اليابان Abe وPutin 22مرة لمناقشة الوضع السيادي للجزر المتنازع عليها , وفي كل مرة ترفض اليابان مرارًا وتكرارًا عرض روسيا – الساري منذ الستينيات – لتسوية النزاع بعودة أصغر جزيرتين إلي سيادتها وهما : Habomai و Shikotan لكن طوكيو تعتبر جميع الجزر الأربع جزءًا من أراضيها السيادية فوضع النزاع في القانون الدولي مُستقر كذلك بلا حل للنزاع , إضافة إلي ذلك فالمعاهدة الأمنية اليابانية الأمريكية التي هي أساس ضمانات الأمن الدولي لليابان وُقعت علي أساس أن جزر Kuril الأربع خارج نطاق سيادة اليابان التي ضريت بأول قنبلة ذرية في التاريخ وخسرت إلي جانب جزء من سكانها في هيروشيما جزء آخر من ترابها الوطني هو الجزر الأربع من أرخبيل Kuril , وسيظل هذا النزاع علي ضآلته كأرض , جرحاً أو ندوب تشوه وجه اليابان القومي , لذا لا معني للقول بأنه سيكون لإبرام معاهدة سلام بين اليابان وروسيا تأثير إيجابي على الاستقرار الإقليمي , كيف وأي تسوية لهذا النزاع محكوم عليها بالرفض من الجانب الروسي المُراوغ ؟ , أعتقد أن أفضل موقف لهذا النزاع أن يظل كذلك كما هو بلا حل , فهذه هي الميزة الحقيقة للولايات المتحدة , فأي حل سيكون علي حساب اليابان وكرامتها الوطنية وهي الشيئ الوحيد الباقي وإن إنتقصت منه نتائج الحرب العالمية الثانية1939 – 1945, فالجزرتم تسليمها من الحلبف الأكبر لليابان بموجب إتفاق Yalta علي ساحل البحر الأسود في فبراير 1945واليابان هو نفسه الآن من أوثق حلفاء الولايات المتحدة علي الأقل علي الصعيد الرسمي , ولهذا فقد سلمت الجزر للإتحاد السوفيتي وقتذاك نظير دخوله الحرب العالمية الثانية بجانب الولايات المتحدة , إن نتائج الحرب العالمية الثانية علي اليابان حرمتها من آلة عسكرية وجيش قتالي محترف وكذلك جزء من أراضيها أي جزر Kuril الأربع .
وخسر الروس خسارة لم ترد في سجل الحرب العالمية الثانية 1939/1945إنه الحقد القومي ضد الروس وهو حقد مقدس متوارث جيلاً بعد جيل في اليابان , لذلك كان رد فعل اليابان إلي حد ما سريع وعميق في غضبه وحنقة علي روسيا في غزوها لأوكرانيا فهم يدركون شره الروس في سلب الأراضي وإقتطعوا أقليم Donbas بسناريو فج ولا ينطلي إلا علي أغبياء كما فعلوا في جزرKuril الأربع , فالروس كانوا يعدون لغزو أوكرانيا منذ أكثر من عامين ولذلك حاولوا إغراء اليابان بمنحها جزيرتين من جزر Kuril الأربع وبشروط هم متاكدون أن اليابانيين لن يقبلوها , ولذلك في تقديري أن الروس كاصهاينة نهمين وشرهين لإقتطاع وسلب الأراضي وأستغرب من قناعة بعض العرب بأن الروس مع الحق العربي فيما هم في الواقع مع الوصول للمياه الدافئة وفرض منطقة نفوذ لهم في منطقة واقعة في قلب العالم HeartLand الذي تبلغ مساحته 3309 مليون كلم مربع , لذلك بالإضفة إلي النهم لقضم الأراضي وإستلابها هناك أيضاً خشية الروس من أنه إذا استعادت اليابان جزرKuril الأربع ، فإن الولايات المتحدة ستنشئ قواعد عسكرية في المنطقة وبالتالي يمكن أن يشكل ذلك تهديدًا لروسيا والصين وهذه وجهة نظر روسية مستمرة منذ عام 2016 ومع ذلك ليس هناك ثمة دليل يشير إلى أن هذا هو ما ستسمح اليابان للولايات المتحدة بفعله .
7- يصلح النزاع مع روسيا علي جزر Kuril الأربع والمهين للأمة اليابانية أن يتحول إلي مقدمة لسيناريو حرب بين البلدين مع توفر عوامل أخري لا تبقي ولا تذر, فروسيا في فبراير 2018روسيا نشرت 2000 جندي على الجزر اليابانية وأجرت تدريبات عسكرية مع 2000 جندي على “الجزر بعد أيام فقط من تمهيد موسكو الطريق لأول قاعدة جوية عسكرية في المنطقة , فالرئيس الروسي Putin يُكثف حشده العسكري في الجزر الأربع المعروفة باسم Kurils الجنوبية في روسيا (الأراضي الشمالية في اليابان) , وهناك صقوركثر في الإدارة السياسية الروسية خذ مثلاً Fyodor Lukyanov رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية فقد قال في شأن موقف اليابان من النزاع : “لدى الجانب الياباني أفكار غير واقعية حول الإطار الزمني المحتمل لكل هذا” , وأشرت إلي أن رئيس الوزراء Dmitry Medvedev سمح لوزارة الدفاع الروسية باستخدام مطار مدني للطائرات الحربية العسكرية في جزيرة Iturup المعروفة أيضًا باسم Etorofu في اليابان , وقالت السفارة اليابانية في موسكو إن الخطوة الروسية تتعارض مع محاولات طوكيو للتفاوض , وفي سبيل عسكرة الجزر المتنازع عليها ولإحكام قبضة روسيا عليها نشرت روسيا في نوفمبر 2016 أنظمة صواريخ ذات قدرة نووية في واحدة أو أكثر من جزر Kuril ويبلغ مدى أنظمة الصواريخ Bastion و Bal المضادة للسفن 200 ميل تقريبًا , كما أن الحديث الروسي المُتكرر عن أن روسيا تخشي أن تضعها اليابان في مأزق أمني / عسكري حديث مُبالغ في واقعيته , فهناك ثمة مخاوف روسية من إمكانية إقامة الولايات المتحدة لمنشآت عسكرية في أي من جزر الأقاليم الشمالية بمجرد إعادتها إلى اليابان , وقد صرح الرئيس Putin خلال مؤتمر دولي عقد في Vladivostok في أقصى شرق روسيا في نوفمبر2018 بأنه “قلق بشأن العديد من النقاط المتعلقة بالتحالف العسكري في المنطقة” , وقد أدلى Putin بذلك في اجتماع كان رئيس وزراء اليابان Abe حاضراً فيه , وتكرر روسيا إدعاءها القلق فيما هي تنشر ثالث نظام دفاع ساحلي على واحدة أو أكثر من الجزر الأربع التي تطالب بها اليابان , وقد أعلن الجيش الروسي في نوفمبر2021 أنه نشر نظامه الصاروخي الثالث من طراز Bastionللدفاع الساحلي في جزرKuril وهي في منطقة المحيط الهادئ وتطالب بهم اليابان , ومعلوم أن البحرية الروسية كانت قد نشرت سابقاً أنظمة Bastion مع نظيراتها المسماة Bal على إحدي جزر وتدعي جزيرة Iturup و جزيرةKunashir عام 2016 , وقد أشارت وكالة الأنباء الروسية Interfax نقلت عن أسطول الباسيفيك قوله إن أسطول الباسيفيك التابع للبحرية الروسية سلم نظام طراز Bastion والأفراد إلى جزيرةMatua (وهي وجزيرة بركانية مهجورة في وسط سلسلة جزرKuril)عام2021 للمراقبة المنطقة المحيطة علي مدار الساعة .
ستظل اليابان عالقة بين هدف تسوية النزاع على السيادة والحفاظ على التحالف الياباني الأمريكي , لكن لابد من التنويه بما قاله وزير الخارجية الأمريكي John Foster Dullesفي هذا الشأن أمام مؤتمر San Francisco Peace Conference, : ” إن تنازل اليابان عن حقوقها في جزرKuril في عام 1951 لا يعتبر أمرًا محددًا لمسألة السيادة على الأقاليم الشمالية مؤكداً “أن المعاهدة لم تحدد سيادة الجزر التي تخلت عنها اليابان بل تركت هذا السؤال للمذيبات الدولية بخلاف هذه المعاهدة ” , ويجب الإشارة أولاً إلي أن أي رئيس وزراء لليابان والساسة اليابانيين ككل يدركون أن الجزرالأربع المُتنازع عليها مع روسيا إستراتجية وبالتالي فهي مهمة لأمن روسيا ولليابان بقدر أوبآخر , ثانياً أنه يمكن لروسيا في أي إتفاق تسوية لهذا النزاع تضمينه بنداً خاصاً بضرورة تجنب ما يمس بأمن روسيا و/أو حظر إقامة قواعد عسكرية أجنبية و/أو لليابان نفسها , وهذا لا يمنع الإشارة إلي إستمرار علاقة التحلف القوية بين الولايات المتحدة واليابان فمثلاً أجرى مشاة البحرية اليابانية والأمريكية أول هبوط جوي وتدريبات قتالية معًا في مارس 2022 بالقرب من جبل Fuji حيث عزز الحليفان التعاون العسكري وسط النشاط البحري المتزايد من قبل الصين وروسيا في البحار الإقليمية , وقد أجري هذه التدريبات 400 جندي من لواء الانتشار السريع البرمائي الياباني و 600 من مشاة البحرية الأمريكية المتمركزة في جزيرة Okinawa بجنوب اليابان وتضمنت عمليات هبوط وعمليات قتالية مشتركة في سيناريو غزو العدو لجزيرة يابانية نائية ، باستخدام Ospreys ذات الدوار وهي مركبات مدرعة برمائية والمدفعية مثل M777 وقال إن روسيا أطلقت صاروخ أرض جو الأسبوع الماضي على جزرKuril التي تسيطر عليها روسيا ، وقد منع هذا الخلاف على الجزر التي احتلتها موسكو في نهاية الحرب العالمية الثانية اليابان وروسيا من توقيع معاهدة سلام , وقد أُجريت التدريبات في وقت أدى فيه الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تكثيف المخاوف بشأن ما يمكن أن يحدث في شرق آسيا حيث أدى تزايد حركة الصين البحرية في المحيط الهادئ وزيارة وزير الخارجية الصيني في شهر ماية واوائل يونيو 2022 لعشر دول جزرية في المحيط الهادئ لعمل وتوقيع لإتفاقية تعاون وأمن بين هذه الدول الجزرية والصين الشعبية لكنه أخفق وستعمل الصين علي إعادة الكرةثانية أو توقيع الإتفاقية مع كل دولة علي حدة وهو ما تنظر له الولايات المتحدة واليابان واستراليا ونيوزيلاند بخطورة وقلق ووعي تام بالتدعيات علي أمنهم وعموماً , ولذلك قام وزير الخارجية الأمريكي Antony Blinken بزيارة Fiji أحدي هذه الدول الجزرية وتتنكب خطي سياسة الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ , وفي هذه الزيارة قال : “إنه يتوقع أن ترى الولايات المتحدة “مستقبلًا طويل المدى” في المنطقة , إننا نرى مستقبلنا على المدى الطويل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ , ولا توجد منطقة على وجه الأرض ستؤثر على حياة وسبل عيش الأمريكيين أكثر من منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تمثل 60 % من الاقتصاد العالمي أي ثلثي النمو الاقتصادي على مدى السنوات الخمس الماضية , و كل قضية محددة للقرن الـ 21تمر عبر هذه المنطقة : أزمة المناخ والصحة العالمية ومستقبل التكنولوجيا وما إذا كانت الدول ستكون حرة في رسم مسارها الخاص أو أن تخضع للإكراه من قبل الدول الأكثر قوة ” , وفي هذه الزيارة أعلن الوزير الأمريكي أن الولايات المتحدة تتعهد بمساعدة المنطقة في مواجهة تغير المناخ والوصول إلى لقاح COVID-19 , كذلك أعلن أن الولايات المتحدة ستفتح قريبًا سفارة في عاصمة جزر سليمان وهي دولة أخرى في المنطقة تقع على بعد حوالي 200 ميل شرق دولة Papua New Guinea , وقد شرعت الولايات المتحدة في تكثيف جهودها من أجل ما تدعيه من حماية للمحيط الهادئ بعد توقيع الصين لاتفاق مع جزر سليمان في نهاية مارس 2022 (كان التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين الصين وجزر سليمان يتم في الوقت الذي كان فيه الوفد الأمريكي في طريقه لمناقشة القضية مع حكومة رئيس الوزراء Manasseh Sogavare , وقدتسببت الاتفاقية الأولى من نوعها بين بكين وحكومة جزر سليمان – الدولة الأوقيانوسية – في موجات من الصدمة عبر المنطقة ووفقًا لتقرير صحيفة Sydney Morning Herald and The Age فقد حذر خبراء أمنيون من أن الصين قد تنشئ قريبًا موطئ قدم عسكري في الدولة الواقعة على المحيط الهادئ على بعد أقل من 2000 كيلومتر من الساحل الشرقي لأستراليا خاصة وأن الحكومة الأسترالية في وضع “تصريف الأعمال” وسط الحملة الانتخابية الفيدرالية) , إذن فروسيا ليست الخصم الوحيد في المحيط الهادئ بل معها خصم أكبرخطير وصبور, ولذلك قررت الولايات المتحدة تكثيف جهودها الدبلوماسية في المحيط الهادئ في أعقاب الاتفاقية الأمنية بين جزر سليمان والصين في مارس 2022واعترفت بالحاجة إلى تنسيق أفضل مع أستراليا وحلفاء آخرين لحماية المنطقة من تزايد الإصرار من بكين , وقد دفع الاتفاق بين الصين وجزر سليمان الولايات المتحدة إلى إرسال وفودها إلى جزر سليمان في محاولة لإحباط الصفقة وهو مالم يوفق فيه الأمريكيين لكنهم يبدو أنهم واستراليا بثوا الرعب في قلوب ساسة الدول الجزرية بالمحيط الهادئ ومنها جزر سليمان نفسها والدليل إخفاق وزير خارجية الصين في إجتماعه في مايو 2022 مع 10 دول جزرية أن يجعلهم يوقعون علي إتفاقية شاملة للتعاون والأمن , ومما يشير إلي أن الولايات المتحدة مهتمة وتنسق في تطبيق إستراتيجية المحيط الهادئ أنها تشاورت عن كثب” مع أستراليا ونيوزيلندا واليابان قبل الشروع في الرحلة إلى جزر سليمان في شهر أبريل 2022 كذلك فالولايات المتحدة ستعود إلى الجزر لإجراء محادثات متابعة في سبتمبر2022 وسنواصل أيضًا محادثاتها مع الأصدقاء الأستراليين واليابانيين بشكل مباشر أكثر بواسطة المنسق السياسي للمحيطين الهندي والهادئ الذي عينه الرئيس الأمريكي Joe Bidenالذي قال : ” أنه على الرغم من تكريس العديد من البلدان لحماية المحيط الهادئ فلا يوجد قدر كبير من التنسيق بين بعض هذه البلدان كما قد تتوقع , وأنه نظرًا للظروف الاستراتيجية الجديدة التي نواجهها فمن الضروري زيادة التنسيق والمشاركة والشراكة وتبادل المعلومات , إننا نريد بشدة أن نكون قادرين على أن نكون في وضع يمكننا فيه العمل معًا لتعزيز رفاهية سكان جزر المحيط الهادئ ، وهذا جهد كبير متعدد الأوجه ومتعدد السنوات وسيكون ضروريًا بين كل بلادنا ” , ويُشار في هذا الشأن أن الولايات المتحدة لمواجهة الزحف الصيني في المحيط الهادئ قررت إنفاق واحد بليون دولار في صورة دعم ومساعدات تنموية .
وعموماً يمكن القول وبإختصار أن تنافس كل القوي الكبري أدي إلي إشاعة التوتر في منطقة المحيط الهادئ فاللتوتر في هذه المنطقة حاصل حالياً ووصلت أصداءه في تايوان , وكما قال كبير أمناء مجلس الوزراء Hirokazu Matsuno في 16 مارس 2022″ إن البحرية اليابانية رصدت أسطولاً من ست سفن حربية روسية منذ أيام قليلة يمر عبر مضيق Soya Strait بين Hokkaido و Sakhalinكجزء من التدريبات البحرية الروسية الرئيسية وذلك بعد أيام من عبور أسطول روسي آخر مضيق Tsugaru Strait بين Aomori و Hokkaido ” , وقال كبير الأمناء ” إن روسيا أطلقت صاروخ أرض جو الأسبوع الماضي على جزرKuril التي تسيطر عليها روسيا وأن الجيش الروسي قام بتصعيد التدريبات البحرية غير العادية في مناطق بما في ذلك Okhotsk بالتزامن مع غزوهم لأوكرانيا” وأضاف Hirokazu Matsuno “قلنا لروسيا إننا نراقب نشاطها العسكري المكثف بقلق بالغ .
الـــخــــلاصـــة :
على الرغم من بذل اليابان قصارى جهدها للتفاوض بشأن تسوية سلمية لمسائلها الإقليمية المعلقة ،مع روسيا وكوريا الجنوبية والصين , فإن حل هذه النزاعات لا يزال بعيد المنال , وعلى الرغم من أن روسيا كانت تميل في البداية إلى مناقشة وضع الأقاليم الشمالية / جزرKuril الجنوبية ، إلا أنها عكست مسارها مؤخرًا وأشارت إلى أنه لا مجال لحل وسط بشأن قضية السيادة كنتجة لطبيعة روسيا كدولة طامعة في أراضي الغير (حالة أفغانستان) , كما أن كوريا الجنوبية إتخذت موقفًا مشابهًا فيما يتعلق بـ Liancourt Rocks حيث رفضت مرارًا اقتراح اليابان لتسوية النزاع ثنائياً ومن خلال حكم طرف ثالث أخيرًا ومن خلال رفع وضع نزاع جزر Pinnacleإلى مرتبة المصلحة الجوهرية ، كذلك أشارت الصين إلى أنها لا تنوي حل قضية السيادة وديًا وستبذل كل ما في وسعها لتغيير الوضع الراهن وبالتالي ، إذن يجب على اليابان في المستقبل المنظور أن تستمر في تعزيز قدراتها الدفاعية وصقل وتقوية تحالفها مع الولايات المتحدة من أجل ردع الإجراءات المضادة العدوانية من قبل المتنازعين الآخرين ، وكذلك تقوية المركز الفاوضي لليابان في نزاعتها المتنوعة وتقوية مركزها الدولي بالتالي , واليابان في نزاعها مع روسيا بشأن جزرKuril الأربع تريد فعلاً تسوية حقيقية للنزاع فيما يريد لا يريد الروس في النهاية إلا إذلال اليابان لإدراكهم أنها مازالت مشلولة عسكريا نتيجة لإتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الثانية التي إستهدفت شل حركة دول المحور ومنهم اليابان ، وبالتالي يجب على اليابان في ضوء كل ما تقدم عرضه وإستشرافاً للمستقبل المنظور أن تستمر في تعزيز قدراتها الدفاعية وتعمل علي صقل وتقوية تحالفها مع الولايات المتحدة من أجل ردع الإجراءات المضادة العدوانية من قبل المتنازعين الآخرين وكذلك تقليل احتمالية أن تتعرض مكانتها الدولية أو الإقليمية للتناقص نتجة للآثار السلبية لتحديات نزاعاتها علي جزر مع كل من روسيا وكوريا الجنوبية والصين .
اليابان بحاجة للنظر والبحث في مستقبل مكانتها الدولية والإقليمية وتغيير مكونات علاقة تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية ليكون تحالف بين أكفاء فكما خرجت ألمانيا من أسر أهم وأخطر نتائج الحرب العالمية الثانية وهو التقسيم تقسيم ألمانيا لشرقية وغربية وإعادة التوحيد أبان عهد المستشار هيلموت كول , لابد أن يكون لدي اليابان هيلموت كول ياباني لإحياء العسكرية اليابانية وذلك أمر – لو حدث – فستستفيد منه العسكرية الأمريكية بل الأمن القومي الأمريكي خاصة لو تم في إطار معاهدة أمريكية / يابانية تنظم إيجاد يابان جديدة علي المسرحين الدولي والإقليمي .
الــــســــفـــيـــر بــــــلال الـــمــــصـــري حصريا – المركز الديمقراطي العربي –القاهرة في 15 يونيو 2022