د. نرمين محمد توفيق دكتواره النظم السياسية، وباحثة في الشنون الأفريقية
يصنف تنظیم جیش الرب للمقاومة على أنه أحد التنظيمات الأصولية ذات الخلفية المسيحية، وقد ظهر في أوغندا منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين عام 1989 لقتال قوات الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، كما يعد من أكثر الحركات المتشددة عنفا ليس في أفريقيا فحسب ولكن على مستوى القارة، واستطاع الانتشار في كل من أوغندا، وجنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ويمثل حتى الآن تهديدا لأمن واستقرار هذه الدول.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية والمواجهات المتعددة التي قامت بها القوات الرسمية الأوغندية والمجتمع الدولي لمواجهة جيش الرب، فإنها لم تتمكن من القضاء على هذا التنظيم أو إلقاء القبض على زعيمه جوزيف كوني المصنف رقم واحد عالميا في قائمة مجرمي الحرب الدوليين.
ويدعي زعيم التنظيم أنه ينطلق من الوصايا العشر للكتاب المقدس ويسعى إلى إقامة دولة الرب المسيحية، ومواجهة تهميش النظام الحاكم لسكان منطقة شمال أوغندا وخاصة “جماعة الأشولي التي ينتمي لها أتباع التنظيم، إلا أن ممارسات جيش الرب خالفت تماما هذه الأهداف، وباتت أفعاله قائمة بالأساس على القتل والسرقة والاغتصاب واختطاف الأطفال، ولجأ إلى استراتيجية التوحش في التنكيل. – السنة الثامنة عثر – العدد السابع والأربعين – 2018
