إن الارتدادات الأمنية التي أفرزتها الثورات العربية كان فرصة سانحة للجماعات الإرهابية لإعلان دعمها لتنظيم (داعش)، لتصبح بذلك ظاهرة المقاتلين الأجانب صورة جديدة للإرهاب الدولي. ولمواجهة تنامي دور هذه الفواعل المهددة للأمن الإقليمي، عمدت الجزائر داخليا إلى تبني مقاربة أمنية شاملة على ضوء تجربتها السابقة مع الظاهرة، أما خارجيا توارت الجزائر عن الأنظار لتواجدها في أسفل قائمة المصدرين للإرهاب. وباعتبار التطرف العنيف مسارا ديناميكيا تتقاطع فيه ظروف وعوامل نفسية واجتماعية وإيديولوجية وخطابية تهيئّ الفرد للانزلاق نحو الإرهاب أو مناصرته، فإن تجربة الجزائر في التعامل مع الظاهرة يمكن اعتبارها كنموذج يحتذى به لكونه قائم على ثالوث الحوار والأمن والتنمية، وإستراتيجية مندمجة وشاملة تجمع بين الوسائل الردعية والوقائية.