مقدمة:
يعتبر الماء المصدر الأساسي للحياة، وهو المورد الأكثر أهمية في كوكب الأرض، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم إذ قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء ) (سورة الأنبياء، الآية 30)، كما تستحوذ المياه على الجزء الأكبر من مساحة الكرة الأرضية بما يعادل تسية 71%، أي حجم 1400 مليون كلم، إذ تتوزع بين محيطات وبحار وأنهار ،،،،، لكن المياه العذبة تأخذ حصة 1% فقط. أما ما تبقى من المصادر هي عبارة عن
کتل جليدية ومياه مالحة، ونسبة 98% من هذه المياه هي شديدة الملوحة وغير صالحة للاستغلال لا الزراعي ولا حي الصناعي.
منذ القدم اعتبرت المياه العذبة محورا لظهور وإزدهار الحضارات والتفاعل بين الشعوب وتطور الأمم والدول، خاصة على ضفاف الأهار كالحضارة الفرعونية التي نشأت على ضفاف نهر النيل، وحضارة بلاد الرافدين التي قامت على ضفاف نهري دجلة والفرات.
وفي نفس الوقت اعتبرت المياه من أهم الأسباب التي ساهمت في قيام الحروب والصراعات بين الشعوب والأمم، باعتبار الماء مادة حيوية و إستراتيجية لأمن البلدان والمجتمعات، وخاصة مع تزايد الطلب على هذا المورد من أجل تحقيق التنمية والأمن الغذائي و الطاقة، ما جعل منه عاملا للتنافس الدولي على مصادر المياه والأفار الدولية، وأصبح تحقيق الأمن المائي أحد أبرز التحديات التي تقف أمام تحقيق أمن قومي شامل في ظل ندرة المياه وزيادة الطلب عليها.
إذ و بعد التطور التكنولوجي والعلمي الذي شهده العالم وتقدم الحضارة الإنسانية، تغير دور الأهار قلم بعد يقتصر على الشرب و الري و الملاحة فقط، بل تعدى ذلك إلى مجالات أخرى مثل الصناعات الطاقوية وغيرها، مما جعل الدول تدخل في صراع تعارض المصالح الخاصة باستغلال و استخدام أكبر حصة أو النصيب الأكبر من مياه…
![](https://iili.io/2Cfu5dB.png)